الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون و الفهم السلبي لله .

صالح حمّاية

2015 / 1 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



على مدار التاريخ البشري ( أو على الأقل الحديث منه ) كان هناك دائما ذلك الصراع حول وجود الخالق من عدمه ، حيث تجادل الناس بين مؤيد لوجوده ، و بين معارض له ، وبرغم كثرة هذه الجدالات حول الخالق (الله في التصور الإسلامي) إلا أني اعتقد شخصيا أن المعنى الحقيقي لله كمفهوم قد فقد ، فالله و إذا نظرنا له من الناحية التاريخية فهو ليس مسألة وجود وعدم ، فالله لم يكن في جوهره كائن يحرك ويفعل و يتحكم لنسأل عن وجوده ومكانه ، بل الأساس أن الله كان حالة روحية داخل الإنسان ، حالة من الإيمان و الأمل مرة تجيب على أسئلته الوجودية ، ومرة تدفعه للتقدم ، لهذا فالله لا يجب أن ينظر له بهذا المنظور المادي الصرف ، بل يجب أن يفهم في إطار الإنسان الذي بحث عن الدعم في حياته البائسة في القرون السحيقة ، فالإنسان وفي وحشة البراري القاسية قديما كان تقريبا معزولا من أي دعم ، لهذا فهو و من أجل الصمود و الإستمرار قد بحث عن الله كفكرة تساعده و تدعمه ، لهذا فحين نعود لمفهوم الله لنتعامل معه ، فالأحرى بنا أن لا نتصور الله كشخص سريالي يعيش في السماء السابعة ثم نبحث عن وجوده أم لا ، بل الأحرى هو أن نفهم الله كحالة روحية نكون فيها موقنين بقدرتنا ، و بنجاحنا ، فنحن علينا العمل وعلى الله التوفيق .

من هذا المنظور إذن ولو عدنا للتصور الإسلامي لله لوجدنا أن المسلمين بعيدون عن هذا الفهم تماما ، فتقريبا مفهوم الله عند المسلمين هو المفهوم المقلوب عن ما يفترض به أن يكون ، فهم اليوم لا ينظرون لله كحالة روحية تساعدهم على العمل وعلى التقدم ، بل هم يرون الله كشخص يجب عليه أن يفعل لهم المعجزات و أن يكون أباهم الذي في السماوات ، وهذا طبعا أمر خرافي ، فالله لم يساعد ، ولن يساعد احد بطريقة مادية ، لان الله أصلا مجرد شعور بالأمل ، ومنه فالأساس في الفعل فهو فعل الإنسان ذاته ، أما الله فهو مجرد قوة داخلنا تمدنا بالعزم لفعل ذلك الفعل ، و هنا ولو نلاحظ فالمسلمون يفتقدون هذا التصور تماما ، فهم لا يستلهمون الله لتحفيزهم وتقوية عزيمتهم كما يفترض ، بل هم يفهمون الله ككائن من الواجب عليه دعمهم ، وهذا طبعا أدى بهم إلى الانحطاط و التقهقر ، فالفهم السلبي لله ، أدى إلى أن الإيمان به تحول إلى أمر مضر بالمسلمين ، وهذا كما أرى أمر يختلف حتى على ما دعا إليه النبي محمد نفسه ، فالنبي محمد وحين نتفحص كيف فهم الله في سيرة حياته فنحن لا نجده يرى الله بأي طريقة مادية ، بل دائما النبي محمد كان يتحدث عن الله كحالة من التصور الروحي الداخلي ، فقول على غرار "ان الله لا يغير حال قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " هو دليل على أن النبي محمد لم يؤمن بالله ككائن ملموس ، فلو كان يؤمن بالله كقوة لها قدرة الفعل لكان أنتظر الدعم من الله لتغيير حال المسلمين ، لكن النبي محمد يدرك أن الله مجرد أمل في الإنسان ، لهذا فهو طالب المسلمين وليس الله أن يغيروا ما بأنفسهم وهذا لأنه يعني أن الفعل بالأساس فعل الإنسان لا فعل الله ، وكذلك الأمر حال غزوات النبي ، فالنبي لم ينتظر من الملائكة أن تحارب بدل عنه ، بل هو جيش الجيوش ، واعد العدة ليحارب ، والله لم يكن بالنسبة له سوى الحافز الذي حفز به المسلمين لكي لا يخشوا الهزيمة ويقبلوا على القتال .

و من هنا إذن وحين نعود للتصور الإسلامي الحالي لله ، فيمكن القول أن المسلمين قد فقدوا الشيء الوحيد المفيد في الإيمان ، فالإيمان بالله كان المفروض أن يكون كحافز ، لكن المسلمون اليوم حولوه إلى وثن تلقى عليه الهموم بلا عمل ، لهذا فاليوم وحين نرى حال المسلمين البائس فهذا كله بديهي ، فالمسلمين قد فقدوا المفهوم الصحيح لله في ديانتهم ، وعليه فحتى الإسلام الذي قد خدمهم سابقا ، هاهو اليوم ينقلب وبالا عليهم لأن المفروض كان العمل وجعل الله كحالة توفيق ، لكن المسلمون الآن حولوا الله إلى كائن حي حقا ، وعليه فقد سقطوا في نفس ما كان المفروض أن يثوروا عليه وهو حال تجسيم الله في صنم ثم توسل المنفعة و الخير منه ، وهو طبعا ما يعتبر أمرا خرافيا تماما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاهنا البدوي الإرهابي
ياقوت دفين ( 2015 / 1 / 6 - 17:36 )
كانت الدول ما قبل الإسلام تحكمها قوانين فيها من الإنسانية الكثير الى ان جاء لهذا العالم قثم الإرهابي الذي سمي فيما بعد محمد ففرق بين الأب و ابنه و الزوج و زوجته ،و لكم مني فيديو عن رائف البدوي الذي يطالبه ابوه على الهواء مباشرة هو و اخته ان يطبق عليهما القصاص :رائف كونه ليبرالي،و سمر اخته احبت شخصا و تزوجته دون موافقة ابيها الجاهل

تحية لابن بلدي يوغرطاhttp://www.youtube.com/watch?v=Eu_wL7jmcEo


2 - الاهنا البدوي الإرهابي
ياقوت دفين ( 2015 / 1 / 6 - 18:09 )
عندما كنت صغيرة كنت احب اكلة الكارانتيكا فكنت اعتقد ان الله يبيع الكارنتيكا و يرتدي القميص الأزرق و يجر عربة هذه الأكلة اللذيذة،و كنت اتصوره يمر على بيتنا و يقدم لي الكثير منها،بعدما ان بدأت اكبر صار الحديث عن الله مفاجئا اذ اخبروني انه قد يشويني في فرنه العظيم و عذبني فتحول الله في عقلي من اله طيب يسعدني بالكرنتيكة اللذيذة الى اله شرير غاضب يحب تعذيب المستضعفين
اله الشيخ حمداش يشبهه كثيرا في حبه للقتل،و اقول لك ان الجزائر هي بلد العجائب التي ستطيح بوجوه المكانس و الاههم البدوي الخرف الإرهابي كما طرد تلاميذ المدرسة الشيوعية فرنسا المجرمة
تحية لك استاذي الفاضل صالح حماية
و لك الوقار و الإجلال يا ابن بلدي يوغرطا، بلدي بلد العجائب و لك مني هذه الأغنية الجميلة
http://www.youtube.com/watch?v=X3OX8fNzWUc


3 - لماذا
ياقوت دفين ( 2015 / 1 / 6 - 19:17 )
لماذا تم حذف تعليقي؟ما هو الأمر الخطأ الذي قلته؟الكارنتيكا هي اكلة عبارة عن خليط من الحمص المطحون و الزيت و الماء و تطهى بالفرن،عليك يا ادارة الحوار المتمدن ان تكوني متمدنة ،و لا تمارسي علينا العنصرية متل المتخلفين ما دمنا لا نخالف سياستك ساعيد كتابة التعليق مرة اخرى
عندما كنت صعيرة كنت اعتقد ان الله بائع كارنتيكا يرتدي قميص ازرق و كنت اتخيله سيمر على بيتنا و يعطيني الكثير منها لأني كنت احب هذه الأكلة كثيراـبعد ان كبرت بدأو الحديث عن اله الإسلام الذي يشوي الناس في فرن كبير اسمه جهنم فبدأت تظرتي لله الطيب تتغير و الان صرت اعرف الله من جديد
تحية لك اسنتاذي الفاضل حماية
و لابن بلدي سي يوغرطا و بلاش الأغنية اللي كنت بعتهالو بالتعليق المحذوف كي لا يحذف هذا التعليق ايضا
اتمنى ان لا توظف الحوار المتمدن اناس متيدنين متزمتين يكرهون الملاطفة


4 - حية عاطرة اخي صالح
Jugurtha bedjaoui ( 2015 / 1 / 6 - 22:37 )
تحية عاطرة اخي صالح وشكرا جزيلا على الفكرة الجميلة التي شرحت فيها علاقة إلاه الدواعش بالسلفيين والمغيبين بصفة عامة فعلا كانت قصة غزلية في الماضي وانقلبت عليهم الآن بعد ان اخرجوا تاريخهم الملوث بدماء الابرياء الى السطح واصبح مكشوفا على لسان كل عاقل يرى الاموربالمنطق البسيط فقط يدرك حينها جراءم البدو وما فعلوه في تكسير معالم التحظر في بلدان عدة على غرار الفرعونية والامازيغية والنوبية ووو 0000اوكما قال جدي وجدك اذا عربت خربت حقيقة لاينكرها الا جاحد وهاهم اليوم يحتضرون ولا الاه لهم مادام العلم يكسح خرافاتهم وما كان من الثوابت بالامس اصبح اليوم من النكث الجميلة يضحك عليها المؤمن قبل الآخر ؟ واصل ياعزيزي فانت املنا مادام الحمداش يتهددنا


5 - الى الحرة بنتالحر ياقوت
Jugurtha bedjaoui ( 2015 / 1 / 6 - 22:54 )
الى الحرة بنتالحر
بعد ادن اخي صالح اريد ان اشكر ابنة بلدي ياقوت على الاغنية الجميلة كما اشكرها على المداومة والتشجيع في الحوار المتمدن الدي سنح لنا هاده الفرصة لنتعارف فيها ونناقش قضايا وطننا الحزين كما اتمنى ان يزيد عدد الجزاءريين والجزاءريات على الموقع حتى نستطيع ان نجمع جبهة تحارب الجهل والاستبداد في جزاءر عميروش وديدوش وكاهنة وحسيبة بن بوعلي ووريدة مداد وأخريات مثلك كما اضع يدي في يدك وفي يد اخي صالح واخي انيس عموري والمعلقين النزهاء جميعا كما اشكرك على ذكر الكرانتيكا وكم كنت اكلها ولا امل ابدا منها انها الاكلة المفظلة عندي بعد الكسكسي بالدجاج تحياتي لك وللجميع

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah