الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد العلمانية

ديفيد ج. كوج

2015 / 1 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدأ مفهوم ما بعد العلمانية مع عالم الاجتماع والفيلسوف الالماني يورجن هابرماس, في اطروحته لرسالة الاستاذية عام 1962م وهو "المجال العام".
وقد تحدث هابرماس عن الدين في المجال العام, ان المجال العام الحديث يتسم بطابع سياسي يؤكد علي قيمة التواصل الشفاف وممارسة الفهم الاتصالي بين الفاعلين من المستوي الاصغر للحياة الاجتماعية الي المجالات الجمعية الاكثر تنظيما والتي يتم فيها التباحث والنقاش. كما ان المجال العام اصبح طرف ثالث بعد السياسة والاقتصاد.
وينطلق فكرة هابرماس عن دور الدين في المجال العام – مع انه لا يخرج ظهور المجال العام من دائرة اوروبا – وذلك لان كل المجتمعات الانسانية تقريبا وعلي مر العصور كانت لدينها ديانات تعتقد بها, وتؤمن بها وتمارس طقوسها بشكل منتظم.
ان هذه الفكرة تاتي لتعيد الي المجتمع الانساني (فكريا) ما سلبته منه الحداثة الكلاسيكية, والتي عملت علي تطبيق العلمانية.
ان عدنا العلمانية نفسها وتعريفها فمن الممكن ان نقول ان العلمانية تعني "التمايز التام بين كافة مجالات الحياة"
وان اخذنا نماذج من العلمانية مثلا في الغرب فسنجد:
1- ان العلمانية في فرنسا تعمل علي استبعاد الدين من المجال العام اي ان الدين اعتقاد شخصي. وليس للمجتمع دخل فيه, فهي بذلك تقصي الدين من المجال العام, وفي بعض الكتابات يوصف العلمانية الفرنسية بالمتطرفة.
2- هولندا وسويسرا, تنص دستور هذين البلدين انه ان اجتمع اتباع ديانة معينة في منطقة ما وهم كثر يجوز لهم بناء معبد لهم وممارسة شعائرهم بكل حرية. وهي بذلك اخف وطأة من النموذج الاول ومع ذلك لا تجعل الدين او تترك له فرصة في المجال العام.
3- بيطانيا, ان دستور انجلترا تنص ان المسيحية رمز من رموز الدولة, مثلها مثل العلم والنشيد الوطني. وهي بذلك تجعل من الدين جزء من المجال العام.
4- الولايات المتحدة, علي الرغم من عداءه الواضح للاسلام الا ان دعم المؤسسات الدينية موجود داخل الدولة وذلك لاغراض دينية مثل ممارسة الشعائر او بناء معابد.

هنا نجد ان العلمانية نفسها مرت بمراحل ليس في النظرية وانما في التطبيق, فالعلمانية في السابق كانت تعرف بفصل الدين عن الدولة, الشئ الذي اثبته هابرماس انه غير ممكن!
فالدين له دور محوري في المجال العام قدمه قدم المجتمع الانساني نفسه. لذلك من الصعب ان يت استبعاد الدين عن الحياة العامة, وهذا ايضا يضمن حقوق الغير متدينين, و الملحدين وغيرهم, ببساطة ان ما بعد العلمانية تعيد اعتبارا للدين ودوره في الجال العام كما عبر عنه هابرماس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العلمانية هي الامثل في المجتمعات المتعددة
عبد الرحمن تيشوري - شهادة عليا بالادارة ( 2015 / 1 / 7 - 07:33 )
الاسس العامة للعلمانية والتي يجب تبنيها
ماجرى في عالمنا العربي والاسلامي خلال السنوات الاربعة الماضية من تسييس للدين وتديين للسياسة وظهور داعش والبغدادي وقطع الرؤوس بسبب الانتماء لطائفة معينة وفرض الجزية على المسيحيين يؤكد الحاجة الماسة للعلمانية وضرورة تطبيقها بشكل حازم في الحياة العامة وضرورة ابعاد الدولة ومؤسساتها عن الدين

1- الفردية والايمان بالفرد وحريته
2- التعدديه والايمان بالفكرة القائلة بان لا احد يملك الحقيقة كلها وبالتالي ليس من حق احد مصادرة اراء الاخرين
3- التقرير للاغلبية
4- المساواة امام القانون
5- احترام رأي الاقلية
6- مبدأ المعارضة وقبول الاخرلكن ليس اية معارضة أي مو معارضة احمد الجربان
7- فصل السلطات وتوزيعها وعدم طغيانها على حقوق الافراد
8- صيانة الحقوق والحريات لا سيما حرية الفكر والنشر والتعبير
9- فصل الدين عن الدولة
10- حياد المدرسة والجامعة في الشأن الديني
11- حياد الدولة في الشأن الديني
12- احترام المرأة كانسان كامل
عبد الرحمن تيشوري – كاتب وباحث سوري – خبير تخطيط الادارة العامة

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah