الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة الأيزيدية بين جريمة سبي داعش وعرف العشيرة

حاكم كريم عطية

2015 / 1 / 7
المجتمع المدني


المرأة الأيزيدية بين جريمة سبي داعش وعرف العشيرة

في ظل التعقيدات التي تمر فيها الظروف السياسية في العراق بعد أحتلال داعش للموصل وما نتج عن هذا الأحتلال من نتائج لا يمكن وصفها بغير الهمجية والبربرية وقد سبيت نساء سهل الموصل والتي تمثل غالبية المكون الأيزيدي والمسيحي وتعرضت المرأة الأيزيدية ألى ظروف قل نظيرها في مناطق الصراع بين سوريا والعراق وتركيا وبعد أن أستبيحت مدن وقرى كانت حمايتها بيد البيشمركة والجيش والقوات الأمنية العراقية تعرضت الطائفة الأيزيدية لظروف الأسر والخيار بين الأسلمة أو الموت وأخذت النساء كسبايا تباع وتشترى في ولاية الموصل ومنهن من حملت رضيعها ومنهن من فقدت نصف العائلة والنصف الآخر معها تعيلهم وتوفر الحماية لهم أن من تحمل وزر الظروف الصعبة وما زالت هي المرأة الأيزيدية بحكم ظروف العشيرة والذكورية ومخلفات العشيرة والعادات والتقاليد ومع ذلك فقد أثبتت المرأة الأيزيدية قدرتها وشجاعتها في مواجهة أشرس هجمة من عدو همجي لا يرحم بل وتطوعت الكثير من الشابات لحمل السلاح مع المقاومة التي وضع بذرتها الأنصار الشيوعيين ومجاميع أخرى من أهالي المنطقة .
أتذكر في أيام الحركة الأنصارية عندما كنا نعمل في مفرزة أنصارية تسمى مفرزة سنجار كيف كنا ندخل القرى الأيزيدية وصادف في بعض الأحيان علينا أن ننتظر لليلة في القرية وهو ما يتطلب الحذر والأنتباه وبما أننا كنا في مخابيء أحياننا كثيرة تكون تحت الأرض فمهمة المراقبة تكون مستحيلة من قبلنا فكانت المرأة الأيزيدية هي الراصد لكل تحرك في القرية حتى تأتينا الأشارة بأن الطريق آمن فنترك القرية في فترة الظلام مساءا نعم كان فصيل أستخباراتنا هي المرأة الأيزيدية الشجاعة وهي من كانت تستقبلنا في ساعات متأخرة من الليل لتقوم بواجب الضيافة والخدمة وتوفير مستلزمات الراحة لنا حتى مغادرتنا نعم أتذكر جيدا تلك الأيام ولي الشرف أن أصف الأيزيدية بهذه المواصفات التي تليق بها واليوم يعتصر قلبي لسماع أخبار سبايا الأيزيدية من النساء وكيف تباع في سوق النخاسة بأبخس الأثمان من حيوانات داعش وأذنابهم وتتعرض الأيزيديات لشتى أنواع التعذيب وأنتهاك الأعراض مما حدى بالكثير منهن على الأنتحار ورفض ما تتعرض له من جريمة يقدم عليها الخليفة وأذنابه في الموصل والمناطق المحتلة من حولها وهو ليس ببعيد عن الصحافة والأعلام ومرأى سياسي العراق وأحزابه السياسية وما زالت مشكلة الأسرى من الأيزيديات تشكل مشكلة أنسانية يتطلب السعي من كل الجهات لوضع حلول لهاوأولها قضية أسترجاع الموصل ومحاولة فك أسر كل المواطنيين الأيزيديين نساءاورجالا وأطفال وأرجاعهم ألى مناطقهم وضمان حقهم في العيش الكريم وممارسة طقوسهم الدينية والمدنية والسياسية.
هذه المشكلة باتت معروفة للمجتمع الدولي بتفاصيلها وتعقيداتها لذلك أعلنت ألمانيا عن أستعدادها لأستقبال الف أمراة من الأسرى الأيزيديات نتيجة تعقد ظروف المرأة ألأيزيدية الأسيرة وتعرضها لظروف التشرد والأغتصاب مما يشكل عارا على العشيرة والعائلة رغم أن الجميع يعي أن ما عانته المرأة في هذه الظروف لا يمكن تحمله من الرجال أنفسهم وأن ما تعرضت له خارج عن ارادتها وقد جوبهت الكثير من الأتصالات التلفونية من النساء الأيزيديات الأسيرات بالرفض من العائلة وتوجيه المتصلة للأقدام على الأنتحارغسلا للعار الذي لحق بالعائلة جراء وقوع الكثيرات من النساء في الأسر وتعرضهن للأغتصاب والأعتداء الجنسي من قبل داعش وغلمانها أن من واجب منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية التي تتبنى قضية المرأة وحقوقها وحقوق الأنسان الوقوف بحزم أزاء هذه الظاهرة ومحاولة الأتصال بشيوخ الطائفة للقيام بحملة توعية أزاء رفض العوائل أستقبال النساء الأيزيديات وهو واجب أنساني قبل كل شيء وواجب تتحمله المنظمات التي تضطلع بقضية الدفاع عن المراة وما تعرضت وتتعرض له من ظروف غاية في التعقيد والصعوبة أنها دعوة أتمنى أن تصل أسماع هذه المنظمات وتضطلع بدورها في حماية المرأة الأسيرة وتوفير الحماية لها أسريا ومجتمعيا أتمنى ذلك من كل قلبي لأنني عايشت هذه الكائنات وعرفت عن قرب حبها وتعلقها بوطن أسمه العراق وحركته الوطنيةأن ما تعرضت له المرأة الأيزيدية هو مسؤولية الدولة أولا ومسؤولية الأحزاب السياسية ثانيا في كل من كردستان وباقي مدن العراق وما تعرضت له المرأة الأيزيدية هو نتاج التخاذل والفشل في توفير الحماية العسكرية والأمنية لمناطق الأيزيديين ومدنهم وقراهم ونحن من يتحمل ما تعرضت له المرأة الأيزيدية ولها الشرف أنها صمدت بوجه أعتى هجمة بربرية ومن غير المنصف أن تعاني ثانية من الأعراف والتقاليد بعد التخلي عنها وتركها فريسة البهائم من عناصر الدولة الأسلامية وكما يقول الشاعر مظفر النواب
(القدس عروس عروبتكم أدخلتم كل زنات الليل عليها)
وبعدها تطلبون العفة والشرف منها أي أنصاف هذا واي زمان أغبر تحية للمرأة الأيزيدية أينما كانت وأنحني أجلالا لها لموقفها الذي شرف الكثيرين من ساستنا وأمراء عسكرنا.

حاكم كريم عطية
لندن في 7/1/2015









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق