الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاستخف قومه

سمير إبراهيم خليل حسن

2005 / 9 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"فَٱستَخَفَّ قَومَهُ فَأَطَاعُوهُ إنَّهُم كَانُوا قَومًا فَٰسِقِينَ"
54 ٱلزخرف.

ما يجرى فى مصر بتأثير مفاهيم ٱلديمقراطية ٱلتى ٱخترقت ٱلبيت ٱلمصرى وغيره من بيوت سلاطين ٱلطاغوت فى بلاد ٱلأعراب. هو محاولة لإبقآء دفّة ٱلسلطة فى أيدى من ٱستولى عليها بٱلأمس ٱلبعيد بٱنقلاب عسكرى. وقد ٱستطاع حماية سلطته من شعب مصر بما يسميه قانون طوارئ لسنين طوبلة. وهو ٱليوم يستخف بٱلمصريين فى إعلانه ٱلانتخابى عن توجّهه إلىۤ إلغآء قانون طوآرئه وٱستبداله بقانون للإرهاب قد يكون ألعن وأدق رقبة.

ٱلأحداث ٱلجارية فى مصر تكشف عن لون من ٱلنفاق ٱلسياسى تعودت ممارسته سلطة ٱلطاغوت أمام شعوب متعبة بفعل فقر وجهل مستديمين. وما يحدث فى مصر هو مسرحية يزعم أصحابها ٱلطاغوت أنهم ديمقراطيون وأنهم سيأخذون ٱلسلطة هذه ٱلمرَّة عن طريق ٱختيار شعب مصر لهم عبر صناديق ٱلانتخاب ٱلتى تتحكم ٱلسلطة بكلِّ ما يتعلق بها.
هذه ٱلمحاولة ٱلمصرية يشترك فيهاۤ أصحاب ٱلسلطان فى جميع بلاد ٱلأعراب. وهم ينتظرون كمالها حتى يجرى تعميمها. وهو نفاق عام تأصَّل لدى جميع سلاطين ٱلأعراب وٱلمسلمين للشيطان عبر تاريخ طويل بدأ مع ٱنقلاب سقيفة بنى ساعدة على ٱلمثل ٱلديمقراطى وٱلفيدرالى ٱلأول فى دولة ٱلمدينة ٱلمنورة. يدعمه جهل كبير لأكثرية فى بلاد ٱلأعراب تنفر من ٱلعلم وٱلعلمآء. وتتبع كهنوت متحالف مع سلطة ٱلطاغوت بدءا من ٱبن عباس وصولا إلى كهنة ٱلأزهر وكهنة قم وكاهن محطة ٱلجزيرة ٱلدكتور يوسف ٱلقرضاوى.
مسرحية ٱلانتخابات ٱلمصرية تبين تكالب طاغوت ٱلسلطة فيها على كراهيته لشعب مصر وٱستمراره فىۤ إفقاره وتجهيله وإخراجه من لون إنسان. فقد بدأت من يومها ٱلأول فى دفعه لإرجاعه إلى طور ٱلبشر ٱلوحش. وهو طور سبق طور نفخ ٱلروح. وهى تريد منه أن لا يلتفت إلى مفاهيم ٱلديمقراطية ٱلواردة من ٱلغرب بحجة ٱلخصوصية وٱلأخلاق وٱلدين!. وهى خصوصية تجعل من بقآء ٱلطاغوت فى ٱلسلطة هى ٱلأخلاق وٱلدين ٱلمقبولين عند ٱلسلطة وكهنوتها. وهى خصوصية يتميز بها قطيع ورعاته. وهى ليست خصوصية مجتمع إنسانى نفخ ٱللَّه ٱلروح فى نفسه.
سلاطين ٱلأعراب ينتظرون ٱلإقبال على مسرحية ٱلانتخابات ٱلتى يأخذ فيها حسنى مبارك دور ٱلطامع ٱلفاسد ٱلمتأصل فساده. وٱلذى سيقوم بدور ٱلمصلح فيما أفسده. وإن أقبل شعب مصر على هذه ٱلمسرحية وناصروا ما يزعم به صانع ٱلفساد بٱلإصلاح وأطاعوه على ٱلرغم من ٱستخفافه بعددهم ٱلكبير فإن دور ٱلعرض فى جميع بلاد ٱلأعراب ستعرض ٱلمسرحية لشعوبها وتطلب منهم ٱلإقبال عليها وٱلطاعة كما فعل شعب مصر ٱلذى يفوقهم عددا ويسبقهم فى طاعة متسلط يستخفّ به. وبذلك يتبيّن أنّ ٱلشعب هو ٱلذى فسق عن طاعة ربِّهم ٱللَّه:
"فَٱستَخَفَّ قَومَهُ فَأَطَاعُوهُ إنَّهُم كَانُوا قَومًا فَٰسِقِينَ" 54 ٱلزخرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري