الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف على فرنسا أولى من الخوف على المسلمين .

صالح حمّاية

2015 / 1 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بلا شك أن من أبدو خشيتهم على المسلمين عقب الجريمة النكراء بحق جريدة (شارلي إيبدو ) على حق ، فعقب جريمة نكراء كهذه قد يتهور أحدهم ويقوم برد فعل عنيف ضد أبرياء من المسلمين وهذا أمر يجب التحذير منه لمنعه ؛ لكن برأيي هناك سؤال مهم سابق لهذا يجب طرحه وهو : هل في لحظة كهذه المفروض أن نخاف على المسلمين الذين هم ضحية محتملة ؟ أم علينا الخوف على الضحية التي هي ضحية بالفعل (ونقصد هنا فرنسا ) فكما نعلم مسألة ردة الفعل ضد المسلمين هي مجرد افتراض ، أما الجريمة بحق فرنسا وحضارتها فهي جريمة محققة ، فمن الأولى إذن بالتضامن ؟

شخصيا أرى أن هؤلاء الذين يخشون على المسلمين لو فكروا بعقلانية لوجدوا أن لا شيء يزيد من تصاعد الكراهية ضد المسلمين ويعرضهم للخطر إلا طرح ذلك التخوف ، فالمسلمون هنا وحين يظهرون أنهم يخشون على أنفسهم أكثر من تضامنهم مع الضحايا فهم يظهرون بمظهر المنعدم الخلق ، فالفرد الذي يبدأ في النواح على نفسه فيما دماء الآخرين تسيل هو فرد بلا شهامة ، ودعني هنا أقول أن جل المسلمين وللأسف انتهجوا هذا النهج ، حيث وفيما دماء الصحفيين من جريدة (شارلي إيبدو) لم تجف ، نجدهم خرجوا يهولون و يولولون مما سيجري لهم ، وطبعا تصرف كهذا تصرف بائس و مؤسف ، فمن يريد حقا حماية نفسه من الكراهية الناتجة عن هذا الحادث كان الأولى به التنديد به ، و الخروج للتظاهر ضده ، وليس أن يتباكى على نفسه ، وهنا يجب التنويه أن المسلمين و لو فعلوا هذا فالمؤكد أن لا احد سيطالهم بسوء ، فأصلا ما الذي سيجعل شخص ينتقم من المسلمين على جريمة إرهابي نكرة ؟ الجواب انه سينتقم فقط إذا وجد علاقة بين أولائك الإرهابيين و المسلمين ؟ و متى يمكن أن توجد علاقة ؟ العلاقة ستوجد حين يتصرف المسلمون هذا التصرف البائس بأن يتباكوا على أنفسهم و ينسوا الضحايا ، فبرأيي أي شخص سيرى هذا التصرف سيحس بانحطاط أخلاق المسلمين وسيدينهم ، ودعنا نكون صرحين هنا : كثير من المسلمين هم حقيقة متضامنون مع هذا الهجوم الإرهابي ، وهم في حواديتهم الجانبية أغلبهم يدعمه ، و لمن لا يصدق فليرجع فقط لعناوين الصحف في البلاد الإسلامية ، فكلها تحمّل بطريقة أو بأخرى صحفيي الجريدة نتيجة أفعالهم بالقول أنهم نالوا جزاء استفزازهم مشاعر المسلمين ، وأنهم جنوا على أنفسهم ، وطبعا كلام كهذا لا يعني أي شيء سوى أن المسلمين قابلون بهذا الإرهاب ، و أنهم يهددون به من يمارس الحرية في التعبير ، لهذا هنا فمن سيتهور ويهاجم المسلمين بسبب هذا الأمر هو على حق ، فإذا كان المسلمون مع ما فعله هؤلاء الإرهابيون ، فهنا أي تصرف ضدهم هو تصرف سليم لأنه سيكون بمثابة الدفاع عن النفس .

حاليا المسلمون أمام اختبار صعب وضعتهم فيه (شارلي ايبدو ) فإما هم ينتصرون لعقيدتهم ( ونحن نعلم طبعا أن العقيدة الإسلامية تجبر المسلم على التضامن مع هذا الهجوم الإرهابي لان ساب الرسول يقتل و لا يستثاب ) و إما هم ينتصرون لقيم الحرية الفرنسية ؟ وطبعا كل خيار هنا له نتائجه ، فإذا انتصر المسلمون لعقيدتهم ليصح إسلامهم فسيكسبون الإسلام ، لكنهم طبعا سيتحملون النتائج بالإدانة بالإرهاب و العنف ، عدى طبعا الإجراءات التي ستتخذ ضدهم ؛ أما إذا هم انتصروا للحرية ، فهنا سيكون المسلمون بخير ، وسيعيشون سعداء في فرنسا وغير فرنسا ، فالواقع اليوم أن كل ما تطلبه فرنسا وعموما أوربا من المسلمين هو محاولة تقبل قيم الحرية و المساواة فقط ، وهذا أمر طبعا لا إشكالية فيه من حيث الجوهر فكل إنسان سيحب الحرية والمساواة ، لكن طبعا وحين نكون نحمل عقائد معادية لهذه القيم ، فهنا سيصبح لدينا إشكال و هو بالتحديد السؤال الجوهري الذي تفجره حادثة (شارلي ايبدو ) فالقضية الآن لم تعد قضية جماعة إرهابية قامت بجريمة نكراء فهذا الظاهر فقط ، بل القضية هي قضية أمة تقف أمام سؤال جوهري يتعلق بمصيرها المستقبلي ، فهل سينتصر المسلمون للحرية و المساواة و يدخلوا بهذا للعالم المعاصر بكل مافيه ؟ أم هم سينتصرون لعقائدهم الإرهابية و الإجرامية وهنا ستحل الكارثة ؟.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العاقل من إتعظَ
محمد ( 2015 / 1 / 8 - 17:43 )
قتل سفيرغربي في احدئ الدول العربية وتلك الدولة تعاني الويل والدمار ودفع نهر من الدم مقابل لاشخاص قتلوأ في بلاد الغربان . ولعلمكم سوف لن تنعم تلك الدولة ابدا بالاستقرار,كل ذلك من اجل إجراء عمل طائش فرض من تعاليم بالية وسخيفة مضى عليها قرون من السنين. هنيئأً لكم ماتفعلون كذلك هنيئأً ماتجنون . والعاقل من إتعظَ


2 - الزمنقر
ياقوت دفين ( 2015 / 1 / 8 - 17:44 )
احياء المهاجرين في فرنسا و خاصة المسلمين تجدها كريهة الرائحة،و يتحدثون مع بعضهم البعض باصوات مرتفعة كانهم بهائم في اسطبلات،و يعتبرون فرنسا و الفرنسيين اكبرعليهم لذلك يلجؤون لدين الجريمة المسمى مجازا اسلام فيجدون فيه ما يغذي كراهيتهم،لذلك اكرر قولي الديمقراطية لا تصلح للجميع،الديمقراطية +اسلام=ارهاب=ردة حضارية كبرى
رجائي يا استاذ حماية نحن بحاجة لكتاب متنورين يكتبون باللغة العربية ليصلوا الى كافة المجتمع، ف كمال داود الذي يكتب بالفرنسية متابعوه قليل،ارجو ان تفكر مليا بكتابة كتاب تنير به بصائر ابناء وطنك و تلفتهم للحياة بدل انتظار جهنم الموعودة
و الكلام موجه كذلك لإبن بلدي سي يوغرطا فاسلوبك جيد للكتابة


3 - هل يوجد مسلم يعارض الشرع والقرآن
عمـاد ضو ( 2015 / 1 / 8 - 17:45 )
https://www.youtube.com/watch?v=tpeIS25jhK4


4 - تحية اخي صالح
Jugurtha bedjaoui ( 2015 / 1 / 8 - 18:02 )

لا اراهم سينتصرون للحرية والمساواة لسبب عقاءدي ثابت لا يتطور وبعبارة اخرى انهم امة متوحشة مستوحشة غير قابلة للتطور ومن اراد التأكد فليتصفح عندهم ردود اقوالهم على الفيسبوك و مواقع اخرى سترى الخزي والعار في كلامهم المخزي والقبيح كعادة اجدادهم واسلافهم ؟


5 - الى الحرة ياقوت
Jugurtha bedjaoui ( 2015 / 1 / 8 - 20:46 )

وبعد إدن اخي الكاتب ، اشكرك على التشجيع واقول سيدتي لست اهلا لدلك ولو كنت قادرا على الكتابة لما تهاونت لحظة وانا الخبير في شؤون بلدي الحزين الا انني ارشحك انت وقد علمت بانك استادة ولك الحنكة والدراية بوطنك الحزين وقد تكوني تجربة ناجحة بدون شك وانت المرأة الثاءرة والفريدة في كتابة هاكد مواضيع لم تتطرق لها امرأة جزاءرية من قبلك وتكونين بدلك سندا قويا لبعض السيدات المترددات خوفا او خجلا فانا بدوري طلبت من الاخ المعلق انيس عموري فيما له من باع في التعليق والتحليل ان يكتب ولكنه لم يقرأ طلبي اوتجاهلني لست ادري على كل الفكرة جميلة واتمنى ان يتلفقها آخرون ونحن من وراءهم في المؤازرة والتشجيع تحياتي لك ولجميع من يزور صالون اخي صالح


6 - فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون
مروان سعيد ( 2015 / 1 / 8 - 21:38 )
تحية للاستاذ صالح حماية وتحيتي للجميع
من هم اهل الذكر
من تفسير ابن كثير
فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ - أَيْ اِسْأَلُوا أَهْل الْعِلْم مِنْ الْأُمَم كَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَسَائِر الطَّوَائِف هَلْ كَانَ الرُّسُل الَّذِينَ آتَوْهُمْ بَشَرًا أَوْ مَلَائِكَة وَإِنَّمَا كَانُوا بَشَرًا وَذَلِكَ مِنْ تَمَام نِعْمَة اللَّه عَلَى خَلْقه إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رُسُلًا مِنْهُمْ يَتَمَكَّنُونَ مِنْ تَنَاوُل الْبَلَاغ مِنْهُمْ وَالْأَخْذ عَنْهُمْ .
وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7)

واهل الذكر يقولون لكم من هو القتال ويحب القتل منذ البدء بيوحنا 8
44 انتم من اب هو ابليس، وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له، لانه كذاب وابو الكذاب
ولننظر وضع القتلة والكذابين ومن يتبعون هل يتبعون الحق ام يتبعون ابليس الذين يقتلون الابرياء وييتمون الاطفال
يتبع رجاء.


7 - القتل حرام حرام حرام ولاياخذ الروح الا خالقها
مروان سعيد ( 2015 / 1 / 8 - 22:03 )
مهما كان وما فعلته الجريدة يوجد قضاء دولي ويوجد رد على المسيئات بالنصيحة والفكر المتطور ولكن الرد بالقتل يزيد الامر سؤا وخاصة على الاسلام فيثبت ما اصدرته الجريدة ميفضح الاسلام اكثر لاانهم سيعيدوا نشر ما نشر قبل اربعة سنوات
وايضا ما زنب العوائل المسلمة التي هاجرت تبغي الحرية والامان وتريد الاستقرار بعيدا عن التعصب ومصادرة الحريات
اكيد هذه العائلات دفعت الكثير من المال وغامرت بحياتها وخاصة الذين اتوا بالبحر ونشاهد كل يوم كم من المهجرين يموتون غرقا في سبيل الحرية ولكي يبعدوا عن تجار الدين والمتعصبين ولكي يكسبوا رزقهم بعرق جبينهم
فعلا انها جريمة متتابعة اولها بحق الله وثانيا بحق الانسانية وثالثا بحق المسلمين ورابعا بحق الدول التي اشفقت عليهم واحتضنتهم واعتطهم المسكن والطعام
اعتقد بعد هذه الجريمة سيقطعوا رزق كثيرين من المسلمين الذين بحاجة اللجوء وهذه جريمة اكبر مما ارتكبوها بحق الجريدة
وللجميع مودتي


8 - لااختبار صعب ولابطيخ ففي التقيـــــة الحل
كنعان شـــماس ( 2015 / 1 / 8 - 22:30 )
الاستاذ صالح حماية . يستطيع اي مسلم ان يكــــــــذب في سبيل دينـــه فاين المشــــكلة ؟؟؟؟ تحية

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah