الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها الفلاسفة,أيها السيكولوجيون,أيها السوسيولوجيون أنقذوا العالم !!

محمد أحموم

2015 / 1 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أيها الفلاسفة,أيها السيكولوجيون,أيها السوسيولوجيون أنقذوا العالم !!
"الدين أفيون الشعوب كارل ماركس.
"الدين تأوهات المخلوق المضطهد وسعادته المتخيلة لرسم روح عالم بلا روح وقلب عالم بلا قلب" لينين.
حاولت الفلسفة الماركسية بكل ما أوتيت من قوة إلغاء دور الدين في حياة الشعوب ,لأنه من منظورها الإيديولوجي يعتبر فكرا كابحا للميكانيزمات الطبقية التي تحقق ثورة البروليتاريا ضد الفئة الماسكة بزمام وسائل الإنتاج,فالدين حسب أبجديات الفكر الماركسي خاصة والإشتراكي عامة فكر يكبح صناعة التاريخ,لأن الدين أشبه ما يكون بمخذر يحول دون وعي الناس بالطبقة التي ينتمون لها ,مما يبقي الوضع الإقتصادي-الإجتماعي لهؤلاء الناس على ما هو عليه ضد عليهم وخدمة لمصالح الفئات البرجوازية.
لا أحد ينكر أن الفكر الماركسي فكر لقي صدى كبيرا لم يسبقه به أي فكر لعقود, إلا أن القرن الواحد والعشرين من بين القرون التي أفرزت أحداث عجزت لا الفلسفة الماركسية و لا غيرها من الفلسفات لا الحداثية ولا البعد الحداثية عن الحفاظ على وهجها الأطروحاتي المقنع للجماهير ,لأن هذا القرن طفى فيه إلى السطح الدين بشكل ينسف مبادئ جل الأطروحات التي حاولت إقصاء دور الدين في حياة الشعوب,أحداث كسرت جل المسلمات لأنها حولت الصراع إلى صراع ديني عقائدي ,ولنبين ذلك فمن الضروري أن نقدم مجموعة من الأحداث والوقائع التي تؤكد كلامنا.
نبدأ أولا بالثورة السورية كأكبر متغير غير حسابات كل شيء , الثورة التي بدأت ثورة سلمية نادت بداية بالحرية والديمقراطية, لكنها للأسف الشديد إحتويت من لدن مجموعة من الجهات الإقليمية حولت مسارها السلمي التلقائي إلى مسارصراعي عقائدي إيديولوجي بين السنة والشيعة بمباركة عربية – أمريكية ,مما كان سببا في تأجيج نار حرب دينية استقطبت الجهاديين من كل بقاع العالم لا زالت رحاها تدور إلى اليوم .
ثانيا لكن في علاقة مع الثورة السورية دائما و مع الحرب العقائدية التي يعتبر الدين محركها ووقودها ,ظهرت ما يسمى بداعش كجماعة من بين أخرى لها فهم متطرف للدين, جماعة تستمد مبادئ أطروحاتها من نصوص دينية معينة, نصوص تحرض على الجهاد والقتال كقاعدة أظن أنها حولت الصراع من صراع طبقي مادي إلى صراع ديني عقائدي.
داعش تحاول صناعة التاريخ لكن ليس بالطريقة الماركسية التي أقصت الدين في العمل الثوري,بل صناعة "الثورة بالدين نفسه ,لكن بدين كما يريده هؤلاء الإرهابيين,دين يزرع الرعب في كل من وقف أمامهم , دين الذبح والصلب وتفريغ الكلاشنكوف في أمخاخ كل من سولت له نفسه أن يتحداهم دون رحمة ولا شفقة,دين لو كان ماركس ومعه الكثيرين أحياء لا حاروا وتوقفت عجلة أفكارهم.
أيها الفلاسفة,أيها السيكولوجيون,أيها السوسيولوجيون أنقذوا العالم!!
قد يقول قائل أن هؤلاء قد تخمذ نار أفكارهم كما خمذت طروحات تنظيم القاعدة من قبلهم؟
سنقول ليس من السهل أن نسلم بهذا الكلام ,لأن الساحة لا زالت تلتهب بلهيب هذه الحرب إلى غاية البارحة في باريس,وكلامنا هذا ليس حبا في عقيدة الموت لدى هؤلاء أو تعاطفا معهم ,فنحن أكبر من خلطوا له الأوراق وجعلوه لا يجد تفسيرا لما يحدث ميدانيا لا في فلسفة ولا في نظرية سيكولوجية أو حتى سوسيولوجية ,أحداث إقليمية تتناسل كل يوم أولها منذ شهور إعلان ما يسمى بداعش تأسيس دولة على الدم مساحتها تعادل مساحة بريطانيا وسك عملة خاصة,وإسقاط طائرة التحالف الأردنية من نوع ف 16 لأول مرة في تاريخ السلاح الأمريكي وأسر طيارها معاذ الكساسبة والتخبط في التصريحات الذي شاهدناه من طرف الأمريكان والأردن, إضافة إلى هجوم خلية لداعش على مخفر حدودي سعودي في عرعر وقتل ثلاث جنود سعوديين بينهم عميد, لأن السعودية حسب تصريحات قائد داعش أبوبكر البغدادي هدف مستقبلي لهم.
وأخيرا و ليس أخيرا تصريحات أول صحافي كان له السبق في زيارة المناطق المنظوية تحت سيطرة هؤلاء ونقصد الصحافي الألماني يورجن تودنهوفرالذي زادت تصريحاته وأكدت لي أن كل شيء خرج عن نطاق أي فلسفة ولا سيكولوجيا ولا أي براديغم علمي ستصلح معارفه العلمية في تفسير ما يحدث أمام أعيننا.
جاء في كلام الصحافي يورجن أنه صادف أناس من أمريكا وأوروبا هناك ,وقال أنهم أناس "لا ينقصهم النجاح وإثبات ذواتهم في بلدانهم التي تركوها !!ا" ,و قال بالحرف أنه صادف في العراق أمريكيا حاصل على الدكتوراه في وطنه بميزة عالية جدا
تخوله منصبا راقي ولكنه فضل الإلتحاق بداعش,و الصدمة التي صدمتني هي حين سئلته ماذا تفعل هنا قال : "الحياة بدأت لدي للتو "!!!.
وقد أكد يورغن أيضا أن عدد الملتحقين بهذا التنظيم يبلغ ما معدله عشرين فردا يوميا يأتون من مختلف بقاع العالم !!

البارحة خرج الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد الهجوم "الجهادي" الإرهابي على مقر صحيفة "شارلي إيبدوالساخرة" بتصريح قال فيه : "أنه تم إحباط عدة هجومات إرهابية في الأسابيع الأخيرة بالتراب الفرنسي!!".
ما السر يا فلاسفة العالم ما هذا يا سيكواوجي وأحفاد بيير بورديو من تصاعد وثيرة هذه الأعمال الإرهابية بشكل لم نعهده من قبل ؟!!
لن نتطرق لأسباب هذا الهجوم لأن ما يهمنا هو توضيح الفكرة التي أردنا لها هذا المقال شرحا لها ,أي تحول الذهنية الدينية من الإحتجاج و الإستنكار الذي عهدناه إلى العمل المسلح بمرجعية "دينية"في مجموعة من بلدان العالم,أي أننا أمام ظاهرة جديدة أظن أنها خرقت القواعد وخلطت الأوراق,خرقت قواعد الفكر الذي كان يظن أن الدين أفيون الشعوب ,فكر ليس له أدنى حظ في تغيير حياة الشعوب,وخلط الأوراق للقوة التي عاد بها الدين للحياة السياسية الإقليمية لكن هذه المرة بالسلاح والقتل والذبح والإرهاب.

فأين أنتم أيها الفلاسفة والسيكولوجيين والسوسيولوجيين كي تنقذوا العالم لأنه يحتاج لفلسفة جديدة تنقذه !!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تعليق هنا
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 9 - 01:44 )
مللت من حذف الرقيب الديكتاتوري لتعليقاتي هنا .

اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام