الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام والإنتقام

ياسين المصري

2015 / 1 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الهجوم الإسلاموي البربري الذي حدث يوم الأربعاء الماضي على مجلة شارلي إيبدو الأسبوعية في باريس وغيره من الهجمات السابقة واللاحقة تشير بوضوح إلى أن الخوف السائد في الدول المتحضرة من الديانة الأسلاموية له ما يبرره . إلَّا أن تلك الدول إذا حصرت ردود أفعالها على مقاومة الإرهاب الإسلاموي وحده فلن تنج على الإطلاق من هجمات أخرى قد تحدث هنا أو هناك، وربما تكون أكثر وحشية وهمجية، لأن هذا الإرهاب ليس إلا عرضًا لوباء شديد الخطورة كان في الماضي محدودا مكانيا وزمانيا، أما الآن وبفضل الطفرة المعلوماتية أصبح عابرا للقارات بأسرع من الضوء. إنه وباء النص الديني المقدس الذي حاول - دون جدوى - الدكتور نصر حامد أبو زيد أن يرفع القداسة عنه كي يمكن مناقشته والتعامل معه بأسلوب وأدوات النقد العصري الحديث.

ومن ناحية أخرى يتردد على كثير من الألسنة القول : ليس كل مسلم إرهابي ولكن كل إرهابي مسلم . وهذا القول ليس صحيحا بصورة مطلقة لأن كل مسلم يمكن أن يكون إرهابيا في وقت ما وتحت ظروف معينة. فهو مجهَّز ومعَد ثقافيا ونفسيا لأن يكون إرهابيا بامتياز إذ أن ملهمه في ذلك هما إله الأسلمة ونبيه "الكريم". الطريق مفتوح أمام كل مسلم لكي يلجأ إلى الإرهاب متى شاء وكيفما شاء . فالنصوص الدينية تحثه على ذلك وتشجعه وتَعِدُه في الآخرة بجوائز مادية ومعنوية عندما يَقتُل أو يُقْتَل، فلما لا ؟؟!!

وعندما تتحدث الدول المتحضرة عن تجفيف منابع الإرهاب فإنها بالتأكيد تقصد وقف تمويل الإرهابيين بالمال والسلاح ، وتتجاهل عن قصد المنبع الأساسي وهو الثقافة الدينية الجمعية الطاغية على عقول ونفوس معتنقي الديانة الإسلاموية بوجه عام ، وهي ثقافة إقصائية متخلفة لم تعد تصلح للعمل بها في عصر التقارب المعلوماتي والثقافي في العصر الحاضر.

التحالف الدولي بقيادة أمريكا يعرف ذلك جيدا، لذلك حدد ثلاث سنوات على الأقل للقضاء على الإجرام الإسلاموي في سوريا والعراق وحدهما وطالب دول الشرق الأوسط بضرورة تطوير الخطاب الديني وتنقيته من النصوص الداعية إلى الإرهاب والقتل . ونظرًا إلى أن القضاء على المجرمين المتأسلمين في الدول المعنية لا يتطلب هذه المدة ، فإن الهدف بوضوح هو إرغام دول المنطقة على إيقاف الخطاب الديني التحريضي الذي يعتمد على نصوص مقدسة شديدة التخلف والانحطاط.

الأمر ليس بالسهل على الإطلاق لأن هذه الثقافة المتخلفة يرتزق من ورائها عشرات الآلاف من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تضم الملايين من الوعاظ والمشايخ والدجالين وأيضا قطاع الطرق والمجرمين وتعشش منذ ما يقرب من 1500 عام في عقول ووجدان الملايين من المتأسلمين أينما كانوا، وهم جميعا لن يرفعوا الراية البيضاء إلا بعد غمسها في بحار من الدماء. الأمر الذي يخشاه ويعجز أمامة حكام المنطقة جميعهم (تقريبا).

وسواء اتفاقنا أو اختلفنا مع سياسة الرئيس السيسي في مصر، فإنه حقيقة هو المهيأ حاليا من الناحيتين العسكرية والاجتماعية لزعامة هذا التغيير . لذلك تمكن دون غيره من القول بـ"إننا بـحاجة إلى ثورة دينية ...." أمام جمع غفير من مشايخ الأزهر وحراس العقيدة . فهل سيستجيبون فعليا لطلبه ؟ وإلى أي مدى ستكون استجابتهم؟ هذا ما سوف تفصح عنه الأيام أو الأشهر والسنين القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اشك كثيرا
على سالم ( 2015 / 1 / 8 - 22:02 )
صراحه انا اشك كثيرا فى شيوخ وذعران الازهر ,انهم مؤدلجين منذ الصغر على هذا الفكر الارهابى الدموى ,لقد كانوا يرضعوا الارهاب والتطرف بالملعقه ,هذا ارث ارهابى اسلامى ضخم متجذر فى العقول على مدى قرون طويله ,لقد كان محمد نذير خراب وبؤس على البشريه


2 - وأنا أيضا أشك ولكن
ياسين المصري ( 2015 / 1 / 8 - 22:26 )
الأستاذ العزيز علي سالم
أنا حقيقة أشك أيضا في ثدرة مشايخ الأزهر على إحداث هذا التغيير ، ولكن منهم من طالب منذ سنوات بمحاكمة النصوص الدينية بما فيها القرآن . وطبعا تعرض للإقصاء والفصل من الأزهر .
الآن لم يعد الوضع العالمي يحتمل هذا الإجرام الإسلاموي . وتوقعاتي هي أن جهود العالم المتحضر سوف تتضافر لإحداث هذا التغيير سواء قبل المشايخ وبقية المرتزقة أو لم يقبلوا.
قد أكون متفائلا أكثر مما يجب.
مع أطيب تحياتي


3 - ثقافة القتل والارهاب والغدر
مجدي محمدى ( 2015 / 1 / 8 - 23:29 )
الكاتب الكريم
لن ادخل فى نقاش مع النقط التى اعتمد عليها المقال ولكنى اتفق مع سيادتكم ان ثقافة القتل والارهاب والغدر يجب ان تتغير من عالمنا العربى والاسلامى. تحياتى


4 - لا تعليق هنا
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 9 - 01:09 )
مللت من حذف الرقيب لتعليقاتي هنا .


5 - أوصاف الإسلام
مدحت محمد بسلاما ( 2015 / 1 / 9 - 06:12 )
الإسلام والإنتقام، الإسلام وثقافة القتل والإرهاب والغدر، كلها نقاط يحب أن ننبذها من تراث الإسلام،سأكون سعيدا إذا تحققت. فعندما تنبذ سيرتاح المسلمون والعالم أجمع من الإسلام الذي يقوم على هذه المبادئ وهذا أمل كل المتحررين من عبودية الإسلام.

اخر الافلام

.. ناريندرا مودي... زعيم هندوسي في هند علمانية -اختاره الله للق


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي




.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم


.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8




.. -فيديو لقبر النبي محمد-..حقيقي أم مفبرك؟