الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين الحلم والاستحلام .

حبيبة الله

2015 / 1 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الحلم
الحلم أجمالا سواء كان واعيا أو غير ذلك فهو : سلوك ذو مظهر حسي عقلي المنشأ والتصرف .

ومن المؤكد أن الحلم نشاط أنساني لا إرادي بأمتياز وقد لايتدخل به لإنسان في كافة تفاصيله إلا من خلال التعامل مع النتائج التي يرتبها هو عقلا ويعكسها بنوع من التصرف المعين ,أما ما عدا ذلك فهو لاإرادي وقد يكون قهريا أحيانا
لكن في مقابل ذلك يمارس الإنسان نشاطا إراديا يصنع تفاصيله وكيفيته وحتى يتحكم أحيانا ببعض أشكاله هو مايسمى بأحلام اليقظة أو ممارسة الاستحلام الواعي .

والحقيقة أن الاحلام بنوعيها الواعية واللاواعية من وجهة النظر النفسية العلمية النحضة هي أمتداد حركي للعقل وتحفيز للكوامن العقلية المعطلة ويحفزها من خلال اللاواعي , او يظهر المزيد من الفعل الناشط المدرب على فعل الحلم والاستحلام
وهي بذلك تكون من الظواهر الصحية الهامة لاحتفاظ العقل بلياقته أثناء النوم .اليقظة وتكشف عن قدرة نامية ومتواصلة تفعله حتى لايتكاسل حين نتركه خامل من غير نشاط محدد .

في مدرسة الطب النفسي يلاحظون أهمية الأحلام من خلال ارتباطها بالحياة النفسية للمرضى والأصحاء على حد سواء ومن خلال ماتعنيه بالنسبة لهم الصحة النفسية حتى لو كانت مجرد أحلام غامضة ..وبالنسبة للأطباء النفسيين فإن الحلم يمثل (الباب الملكي )
لقراءة وفهم كثير وفهم كثير مما يدور داخل العقل الباطن .. في محاولة لإلقاء الضوءعلى بعض الجوانب النفسية للأحلام ..

وقد كانت الموضوعات المتعلقة بظاهرة الأحلام ولاتزال محل أهتمام وبحث متزايد من جانب الأطباء والمحللين النفسيين .وأتجهت الأبحاث إلى إخضاع الأحلام الى دراسات علمية ومعملية لكشف الكثير من الغموض الذي يحيط بتفسير كيفية وأسباب حدوث الاحلام أثناء النوم من جهة وممارسة التحلم الواعي أو مايسمى بأحلام اليقظة .
وفي بعض هذه التجارب ثم متابعة أشخاص من المرضى والاصحاء أثناء النوم مع توصيل أقطاب ترصد نشاط العقل والجهاز العصبي خلال مراحل النوم على مدى ليلة كاملة أو أكثر
وليست الاحلام بنوعيها حالة مرضية على الاطلاق .بل العكس من ذلك .فإنها من وجه النظر النفسية والبحثية تعبير عن حالة من الصحة النفسية المتوازنة العاقلة والتي تفصح عادة عن نشاط عقلي متزايد بغض النظر عن المسببات أو الاشكال التي ينبسط
العقل من خلالها في سرد رؤيته الخاصة وطريقة تعامله معها .

الحالات المرتبطة بالأحلام .أحلام اليقضة أو التحلم الواعي أو فعل الاستحلام .(التحلم الواعي ) من خلال التسمية يتضح لنا أنها حالة تشبه الحلم في كيفية السرد الحلمي وخروجه ..أي العقل عن محددي الزمان والمكان ,وحتى المعقول الذاتي للفرد لكنها لاتحدث أثناء النوم .حيث ان الشخص ينفصل عن الواقع الى حالة من التخيل تشبه الحلم وبنفس الآليات والمباعث التكوينية ,
فقد يتصور نفسه وقد حقق الكثير من الانجازات .أويتخيل أنه يتقمص أحد الشخصيات المرموقة .ويعيش في هذا الجو منفصلا عن الواقع والظروف المحيطة لفترات متفاوته ليحرر العقل من واقعه القمعي أو التعجيزي ليعيش في ظل واقع يصنعه هو ويتحكم في
جزئية مهمة منه ..والمشكلة هنا أن هذه الحالة وإن كانت أحيانا تمثل جانب إيجابي لتنشيط العقل لكنها في الغالب تعوق الشخص أو تحده عن إداء مسؤلياته .حيث تضيع فيها طاقاته ووقته ,
في الوقت الذي هو بحاجة الى فعل إيجابي للمواجهة وليست حاله هروب عن الواقع وتحدث هذه الحالة بصفة متكررة عند الافراد الذين يواجهون أو يستعدون أو يتعرضون الى ضغوط الفشل والاحباط أو يستعدون لأمتحان مصيري أو واقعين تحت خيبة أمل
نتيجة افشل ما أوعجز ....وأكثر ماتتعرض له فئة الشباب من المراهقين أو الذين تحيط بهم ظروف قاهرة ..

والمعلوم أن في كل سلوك هناك دافع يرمي من خلاله الى تخفيض التوترات التي تهدد الفرد بالايقاظ ليواجهه واقع أراد الهروب منه أو تجاوزه على أقل تقدير .
وأحيانا للتعويض عن قهرية أة أمنيات دفينة لايجد لها حل من خلال عدم القدرة على الاستجابة الفعلية من النظام العقلي .
والاشياء التي تظهر في أحلامنا منها ماهو تعبير عن رغبات مكبوتة لانستطيع إنجازها أو أظهارها للآخرين في الواقع أو بعض التطلعات والأمنيات التي ليس بمقدورنا الوصول اليها عمليا ,فتكون الفرصة متاحة أثناء النوم او عبر ممارسة التحلم بها بوعي التنفيس عن هذه الاشياء وهي محتويات العقل الباطن بما يحقق لنا الإشباع الذي نعجز عنه في الواقع أثناء اليقضة .
أي ان الحلم يهدف الى صنع أو تصنع إتاحات ما العقل للتعويض .عن طريق الفرص اللا واقعية له غايتها إشباع شهوات حسية أحلامية غير واقعية بتأثير من الدوافع الملحة والتي يمكن أن توقظ النائم او المتحلم .وأن كانت هي دوافع ضاغطة .
أو قد تكون قديمة ومن الممكن أن تكون شعورية بأتجاهات سلبية أحيانا .
فالحلم حارس للنوم من الدوافع التي تعكر صفوة الزمن أو الحال عنده .وعندما تكون الدوافع لاتتعارض مع الأنا والمعايير الخاصة بالنظام العقلي الفردي الذاتي تكون تلبيتها عن طريق الاحلام السعيدة .او التي تنفس عن رغبة أو أمنية أو البحث عن دليل بشفافية تامة فتنعكس إيجابيا وتعبيريا رمزيا عنها أو تعويض عن حرمان واقع كالفتاة التي تعاني من عنوسة مثلا وتنتظر فارس الاحلام ,
تكون سرديات الرؤية الحلمية نحو هذا المطلب او تعبر عنه أو تعوض عن هذا الحرمان .فترى نفسها عروس أوهناك شاب يطلبها أو انها ترى حالات لاشعورية تفصح عن مطلبها العقلي الكامن .
أذ كنا في أحلامنا نستحضر الرموز او تتبلور سرديات الحلم عن طريق سلسلة من الترميزات المعنوية .
فأن أستحضارها لها يتفق وطريقة التفكير وأنتاج المعرفة كل حسب نظامه العقلي وتطوره ,فهي عند الشاعر او المفكر او الفيلسوف تختلف تماما عند الانسان الاعتيادي او البسيط .وعند النساء تختلف عما هي عند الرجال
وللأحلام الاطفال عالم يختلف عن ما يستحضروه الكبار من رموز وأشارات وحتى صور محدد.

عند الإنسان البدائي مثلا هناك رمز الى قوى الطبيعة الخارقة المعنوية ,كالآلهة والسماء والغيب .
عنده الإله وما يشكل له من أشغالات عقلية متعلقة بصراعه للبقاء مع الوجود ألما حولي ,هو المحور الأهم طالما لايجد تفسير أو قوة تمنحه القدرة على الانتصار لذا فأن شخص الانسان القديم كان يستحضر في أحلامه قوى الطبيعة وكيفية التعامل معها أو الاستجابة لما في عقله من تصورات يصنعها نيابة عن الآلهة أو يفترض أنا تطلب ذلك منه .
نفس الرمزية في الحلم نستحضرها أثناء ممارستنا التحلم وكيفية توارد الصور في العقل وعن نفس الاسباب والمبررات .
لكن في الحلم تأتي الرموز والاشارات دون إرادة .
في التحلم الفرد هو الذي يبدأ بصنع حكاية السرد ليترك للعقل الباطن أن يكمل المشهد مستجيبا لسلسة من هذه الرموز والاشارات التي تنسال عليه دون أن تتحدد بالواقع .ولنفس علات الحلم ومبررته .

فكما نرمز الى التسامي بالطيران أو التحليق يكون الرمز أيضا يمثل نوع من الهروب من القيود الضاغطة على الحرية أو أحيانا تمثل عدم الاستقرار أو التوازن او حتى حالة القلق الذي ينتج عن عدم الثبات على خيار أو أمر له وجوه عدة كذلك نرمز الى الموت والحياة والمرض والزراعة بأشخاص هم مرتبطون بصورة او بأخرى برموز الحلم .
وما زلنا نحن نرى في الاستعارة والمجاز في تحديد معنى هذه الرموز كما في قصة البقرات السبع لعلاقة البقرة بالارض والحرث والعيش عند الفلاحين .
السؤال المطروح لو ان شخصا ماليس له علاقة بالرمز الذي أستحضره بالمنام يرى هذا الرمز وأخر في مكان له صلة وثيقة مع الرمز ,هل يمكن لنا أن نسند المهنى التأويلي اوالافتراضي له بنفس المستوى .
كأن يرى شخص ما في الأسكيمو أنه يركب جمل ...وآخر في الصحراء بنفس المثل هل يمكن تبرير الباعث على أنه إستجابة لنفس المحدد دون ربط الرمز بتغير واقعي وحقيقي فيه ؟ ...
الجواب ..أكيد أن لكل حال هناك قواعد تحدد الرمزية وتحيل اليها التبريرات المختلفة حسب مايكون في نظام العقل الذاتي والذاكرة والمقدمات الفكرية من علاقة بصورة ما .

إن استحضار وصناعة الرمز لاتنحكم عموما بقانون المشابهة والتماثل بدون اسناد السرد الحلمي لقواعد العقل الذاتي وكيفية فهمهما واقعا أو تعبيرها في المجال الحقيقي .

الموضوع من كتاب :

الأحلام ..(دراسة في سايكولوجيا العقل )

للدكتور .عباس العلي .





































التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب