الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوسيولوجيا الاديان

عبد العزيز احربيل

2015 / 1 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مدخل سوسيولوجيا الاديان

يعتبر الدين, او المقدس بشكل عام في المغرب او غيره من البلدان الاخرى , بمثابة نمط حياة كل فرد, يجده معه اينما حل واينما كان .لكن في هذا المقال الصغير اخترت ان اعطي بعض الملامح و التوضيحات فيما يتعلق بسوسيولوجيا الاديان , بكونها فرع من فروع السوسيولوجيا العامة .
ومن هذا المنطلق ساطرح اشكالية كبرى , ساحاول الاجابة عنها , بشكل من الاختصار , وهي على الشكل التالي :
ما هي المكتسبات العامة لسوسيولوجيا الاديان ؟

في الحقيقة, لا باس ان اقدم تعريفا سوسيولوجيا للدين قبل ان اشرع في الاجابة على الاشكالية المطروحة.عموما فالدين اذن هو نسق يجمع بين المعتقدات و الممارسات ذاخل مجتمع معين. هناك تعريفات عديدة تقدمها السوسيولوجيا للدين لكن اختصرها في التعريف الذي قدمته الان.
عموما , بعد مرور اكثر من قرن , ومع بداية المقاربة الانتربولوجية و السوسيولوجية للاديان , اي مند القرن 19م.ظهرت الملامح الاولى للمقاربة الانتربولوجية و السوسيولوجية في سياق تبلور النظرية التطورية, اي مع ظهور الكتابات الاولى لادوارد تايلور الى اليوم.
اذن, يمكن ان نتساءل عن الملامح و المميزات العامة للمقاربة السوسيولوجية للاديان, ويمكن ان نختصرها في اربع :
1- انها دراسة نسبية لا تدعي القطعية , ولا تدعي الاحاطة لانها دراسة للاديان من خارج الاديان وليس من ذاخلها.
تعتمد على استعمال العقل فقط دون غيره من مصادر المعرفة الاخرى هناك مصادر المعرفة الاخرى ولكن كل ما في الامر انها لا تدخل في البرادايم السوسيولوجيا الدينية . حيث ان الاعتقاد الديني و الطقوس المرتبطة به بالنسبة لعلمي الاناسة و الاجتماع يشمل بالضرورة كل ما يعتقد الناس انه كذلك , اذ ان ليس من المهام لهذين العلمين الخوض فيما هو الهي وما هو ليس كذلك , اي المعتقدات الديينية و الممارسات المرتبطة بها كبضاعة للسوسيولوجيا هي تنطلق من فرضية اساسية مفادها, ان كل ما يعتقده الناس انه ديني هو كذلك , سواء كان هذا الاعتقاد و الممارسات المرتبطة به واردا في النص الديني او غير وارد فيه.
.او بتعبير اخر , ان تكون تنتمي الى التقاليد الدينية الرسمية او التقاليد الدينية المحلية هو بالنسبة لعلم الاجتماع معتقدا دينيا.
اذ لا يجوز للمشتغل ذاخل سوسيولوجيا الاديان ان يقصي معتقدات و ممارسات معينة لاعتقاده انها هرطقة او غير ذلك .
2- انها دراسة تتصف بالتعقيد و الانفلات لان موضوعها مركب بطبيعته, لتداخله مع الاجتماعي و تلبسه بعدد كبير من الايديولوجيات الفاعلة و المؤثرة : عندما نتحدث عن الاعتقاد الديني الامر لا يتعلق فقط بقناعات يحملها اشخاص ويدافعون عنها ولكن ايضا بمصالح و برهانات ايديولوجية و مجتمعية.
3- انها دراسة حساسة, لانها لا تسم ابدا من مخاطر السقوط في مطبات اثارة المشاعر , حيث لا زالث مقاربة المعتقدات الدينية بما ليس بها و فيها.
اذن, اليوم تعتبر مسالة مثيرة للجدل لاعتقاد البعض ان مثل هذا العمل يمس بعضمته و رفعة الاديان.
اول ضحايا المقاربة الانتربولوجيا هو روبيرت سنسميت الذي طرد من الجامعة الانجليزية العريقة اوكسفورد بتهمة الالحاد.
4- انها دراسة تخضع شانها في ذلك شان كافة فروع المعرفة و التطور و التجدد وفق منطق جدلي يستفيد منه اللاحق من السابق ما يتجاوزه ويعتبر الانتقال من دراسة الدين الى دراسة التدين في نظرنا اهم تطور عرفته هذه المقاربة السوسيولوجية.

اذن, هذه الشروط الاربع , هي لازمة و اساسية لذخول الى عالم سوسيولوجيا الاديان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها