الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تَبَلُّد حَواس ..؟!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 1 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تَبَلُّد حَواس ..؟!
"لكن انا عتبان عليكو شوي انت واستاذ نضال....كيف نسيتم ملايين المشردين بضع كيلومترات شمالكم وواحد يتمنى والثاني مبسوط على سقوط الثلوج " ...
وصلني وصديقي الزميل نضال الربضي هذا العتاب ( وأنا أُطلق عليه ، التقريع ) من صديق عزيز وغالٍ عليّ ، وهو صديق من العالم الإفتراضي ، عالم الحوار المتمدن ، وهو صديق للحوار ايضا ، قاريء واعٍ ومُعقّبٌ فطِن .. جاء هذا التقريع في ثنايا تعليق على مقالة لي .
يُعاتبنا الصديق العزيز ، على أننا فرحون بتساقط الثلج ، بينما هناك في الشمال وبالقرب منّا ومن مناطق سُكنانا ، من يموت من البرد ، يموت فعلا وحقيقة ، بينما نحن ُ نستمتع بهطول الثلج ، وينتهز البعض هذه الفرصة السانحة ليلتقط الصور التذكارية مع الثلج ، وبروح العصر يلتقط سيلفييي ..
نعم ، يُحيطُ بنا ملايين من بني البشر ، والذين نعتبرهم ، إخوانا لنا ، وهم حقا كذلك ..لا يجدون في هذه الأنواء العاصفة ، ملاذا دافئا وآمنا لهم ولأولادهم .. غطائهم ثلج وفراشهم ثلج وطين ، وسقف الخيمة ينهار تحت ثِقل الثلج الهاطل والمُتراكم .
عائلات بأكملها ، تخوض حرب البقاء كل يوم ومن جديد ، بعد أن تكاتفت ضدها قُوى تُدافع عن مصالحها، وتطحن في "مطحنة " صراعاتها إنسانية الإنسان ، وتحوُّله الى وقود حروبها ومصالحها . تحالفَ الدين مع السياسة ، وتحالفت قوى "ديموقراطية " ، "تحررية "، فاشية ، قومجية ومافيوية ضد الإنسان البسيط والباحث عن وسيلة يكسب بها حياته بشرف ، فَحَوّلتهُ إلى لاجيء كان كريم الجانب ذات يوم ،إلى لاجيء يبحث عن لقمته ولقمة افراد عائلته ، على مائدة اللئام من الحكام واعوانهم .
لم يقفِ المناخ جانبا ، فزج بكل قوته وطاقته "لِتَسْويد " عيشة هؤلاء اللاجئين ، فرماهم بعواصفه الثلجية .
هل تبلدت حواسنا حقا ؟؟ هل فقدنا مشاعر التعاطف الإنساني ؟؟ بل كيف نستمتع بيومنا ؟؟ ونستمريء طعامنا ؟؟
لقد تحول مشهد الموت إلى روتين ، لا يستطيع تحريك مشاعرنا التي تجمدت كما تجمدت الدماء في عروق الأطفال السوريين والغزيين .
القتل العبثي اليومي ، قتلَ في دواخلنا إنسانيتنا ..
هل يكفي ان نمتنع عن الفرح ؟؟
هل نستطيع الإمتناع عن الفرح أصلا ؟!
إنها مجرد اسئلة... ولا أجوبة ..!!
وشكرا للصديق الإفتراضي ، الذي لفتَ إنتباهنا إلى أننا نسير في الطريق نحو تبلد المشاعر والحواس ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز قاسم حسن محاجنة
نضال الربضي ( 2015 / 1 / 11 - 17:49 )
انتهبت الآن إلى هذا المقال فقرأته، و أثار فضولي من جهة معرفة الصديق العاتب و لو أنني قد أكون حزرت.

حواسنا لم تتبلد، فلقد قضيت وقتا ً طويلا ً و أنا أتابع أخبار السورين و صورهم على الفيسبوك و الجرائد الإلكترونية حتى شعرت أن صدري يضيق جدا ً، تذكرت ُ حالنا كعرب و نشيد بلاد العرب أوطاني و جال في خاطري نشيد موطني الذي تربينا عليه في المدرسة و تمكن مني الغضب و اليأس و الحنق و الحزن فقذفت الشتائم لتصيب كل شئ، ثم تركت العالم الافتراضي و ذهبت لأتكلم مع زوجتي و أبنائي.

أحيانا ً يا صديقي يجبرك العجز على حيلة دفاعية تعلمناها في علم النفس و هي -الاحتماء بالعمل- و هذا ما صنعته.

لم ننسى صدقني.

لك و لصديقنا كل الود.


2 - إحتماء بالعمل والامل ..
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 1 / 12 - 06:27 )
إحتماء بالحياة، هذا ما يمارسه -مسلوبو الإرادة -الذين لا يملكون راهنا القدرة على تغيير الواقع
يحتمون بالحياة والامل والتفاؤل ، في مواجهة قسوة الظروف وعبثيتها .
لك تحياتي وامنياتي بصباح جميل
الزميل الذي وجه هذا اللوم هو الزميل بشارة

اخر الافلام

.. طارق متري: هذه هي قصة القرار 1701 بشأن لبنان • فرانس 24


.. حزب المحافظين في المملكة المتحدة يختار زعيما جديدا: هل يكون




.. الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف الأسلحة نحو إسرائيل ويأسف لخيارا


.. ماكرون يؤيد وقف توريد السلاح لإسرائيل.. ونتنياهو يرد -عار عل




.. باسكال مونان : نتنياهو يستفيد من الفترة الضبابية في الولايات