الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولمه

قحطان محمد صالح الهيتي

2015 / 1 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


العراقيون بكل قومياتهم وأديانهم وطوائفهم وانتماءاتهم أكلوا الدولمة، وسمعوا بها، وجُلهم يعرف مكوناتها، ولكنَّ أكثرهم لا يعرفون أصل تسميتها.

لم أجد في قواميس اللغة العربية معنى كلمة (دولمه)، ولكن بعض الباحثين ارجع التسمية إلى (قَصْرُ دُولمة بَاغجه) أو طولمه باغجه (DOLMABAHÇ-;-E SARAY) ويوجد هذا القصر في منطقة باشيك طاش، بمدينة إسطنبول.

وقد بُنِى هذا القصر بين السنوات 1843 و1856 بناء على طلب السلطان عبد المجيد وهو السلطان العثماني الحادي والثلاثينِ، بكلفة خمسة مليون باونِ ذهبيِ عُثمانيِ أي ما يعادل 35 طنِ من الذهب. وبعد سقوط الدولة العثمانية اتخذه مصطفى أتاتورك مقرا له، وبقي قصرا جمهوريا له إلى عام 1922، ويعني هذا الاسم "الحديقة الردم" وحسب هذا الراي فأن اسم (دولمة بهجة) مشتق من أن قطعة الأرض التي بني عليها القصر كانت جزءً من الماء، فتم ردمها بالتراب أي: حشوها بالتراب، أي حشوها بالتراب فقد كانت فارغة وتم حشوها، ومن هذا الحشو عرف اسم الدولمة لأن بعض مكوناتها تحشا بالبعض الآخر واشتهرت عندهم، ثم دخلت المطبخ العربي في فترة الحكم العثماني، وانتشرت في كل البلدان العربية.

ويقول بعض الباحثين: إن "دولمة" بالتركية تعني محشي، وكلمة "بهجت" تعني حديقة، لأن القصر أحيط بحديقة غناء. وقد وردت كلمة (dolma) بشكل "طولمه" في قاموس اللغة العثمانية (الدرارى اللمعات في منتخبات اللغات).

لقد غدت هذه الآكلة عراقية بامتياز، فكل العراقيات يفتخرن بطبخها. وتختلف مكوناتها من بيت لأخر، ولكنها في الأعم تتكون من الأرز واللحم المفروم والبصل المقطع والكشمش، ويلف كل ذلك بعد أن يتبل ويملح ويلف بأوراق العنب أو السلق أو اللهانة مع البصل والشِجر " الكوسة " والباذنجان والطماطم والفلفل الأخضر والبطاطا والشبنت والبقدونس والنعناع مما يعطيها شكلاً وطعماً مميزاً.

وللعراقيين طقوس في تناولها حيث يجتمع أفراد العائلة بشكلٍ جماعي على مائدتها في وقتٍ واحدٍ، وهي عندهم الأكلة المفضلة في أيام العطل والأعياد والسفرات. وتميل النساء العراقيات إلى هذه الأكلة أكثر من الرجال الذين يميلون إلى الأطعمة الشعبية الأكثر دسما مثل التشريب والباجة والمنسف وغيرها.

وقد ادخل المصريون إلى هذه الأكلة بعض الإضافات والتغييرات في طريقة العمل والطبخ، وتعرف بالمحشي الذي يحتل مكانةً متميزة بين الوجبات المختلفة عندهم. وتسمى الدولمة في الشام باسم "يبرق"، وتختلف عندهم عن المحشي في بعض موادها وطريقة طبخها، وتنتشر هذه الأكلة في سوريا وخصوصاً في حلب حيث للمحاشي شهرتها. ويعرف المحشي في العراق بـ (الشيخ محشي)، وهو من الأكلات المفضلة عند العراقيين.

وتعد الدولمة من وجهة النظر الغذائية وجبة متكاملة العناصر. فالخضراوات، كما نعرف، مواد طبيعية مغذية ولا تحتوي على سعرات عالية، كما أن مؤشرها السكري منخفض للغاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق الى قحطان محمد
ايدن حسين ( 2015 / 1 / 12 - 16:51 )

تحية طيبة
تبدا مقالتك ب
العراقيون بكل قومياتهم وأديانهم وطوائفهم وانتماءاتهم أكلوا الدولمة
يا سلام .. بكل قومياتهم و اديانهم و طوائفهم و انتماءاتهم
لا بد انك تريد توحيد الصف الوطني بوساطة اكلة الدولمة
انا معجب جدا بطريقتك الذكية هذه بجمع الشمل الوطني
الم تنس شيئا .. لقد نسيت ذكر الفلاسفة و الاطباء و رواد الفضاء .. حيث لا بد و انهم ايضا اكلوا الدولمة .. و اريد ان انصحك لو سمحت .. الا تخشى ان يسميك البعض بالارهابي .. كما ربطوا الارهاب بالكباب كما تعلم
و سامحني .. فمقالتك هي التي افقدتني اعصابي .. فعلقت عليها بهذا الشكل
و سلامي اليك
..

اخر الافلام

.. بعد تأكيد مقتل هاشم صفي الدين.. ما تأثير ذلك على حزب الله؟


.. الجيش الإسرائيلي يرصد صاروخين في منطقة حيفا




.. سقوط عدد من الصواريخ أطلقت من جنوب لبنان على منطقة روش بينا


.. استشهاد طفل إثر إطلاق الاحتلال صاروخا على مدرسة لنازحين بدير




.. كولومبيا وإسبانيا تجليان رعاياهما من لبنان