الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مسجد النخيلة ومرقد نبي الله ذي الكفل (حزقيال)
نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث
(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)
2015 / 1 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مسجد النخيلة ومرقد نبي الله ذي الكفل (حزقيال)
الحلة – نبيل عبد الأمير الربيعي
تختلف المراكز التاريخية فيما بينها من حيث اسباب نشأتها وعوامل تكوينها ، فمنها قد نشأ عند مفترق طرق القوافل ، وآخر قد نشأ داخل جدار يحيطها ، وثالثاً تجمع حول نقطة مركزية تمثلت بدار للعبادة أو قصر أو ضريح ، كما أن لعدداً منها قاعدتها الارتكازية الصناعية ، وأخرى تجارية وما يتمخض عنها من اسوق . والمراكز التاريخية هي مراكز حيَّة تمتلك أهمية تاريخية أو جمالية مميزة والتي تحتوي الشواهد المتنوعة لنتاج غزير من حضارة المدينة .
وغلبَّ التقليد على أن هناك قبر حزقيال النبي وقد قال القديس ابيفانوس إن قتل حزقيال كان على يد رئيس أمة اليهود إذ اغتاظ من النبي بما كان يندد به ثم دفن في المغارة التي دفن فيها سام وارفخشاد من أجداد إبراهيم (1) .
وناحية الكفل قد أخذت اسمها من نبي الله ذا الكفل (ع) ، وتشرفت بوجود قبره بين جنباتها وهي إضافة إلى ذلك تزخر بالمزارات والمراقد والأزقة التراثية والخانات في قصبتها القديمة ، ويمتاز وموقعها الجغرافي بكونه يتوسط منتصف الطريق بين الحلة والكوفة على الضفة الشرقية من نهر الفرات ، وهي أيضا أحد محطات الاستراحة لحجاج بيت الله الحرام الذين كانوا يمرون بمرقد النبي حزقيال ( عليه السلام ) (2) .
يذكر السيد هاشم الحسيني : أن المدينة بنيت على آثار مدينة (بلاشكر) التي بناها أحد ملوك الفرثيين سنة (60 م) وجعلها محطة تجارية للبضائع القادمة من أقاصي بلاد الهند ودفعها نحو الشام وبلاد آسيا الصغرى وإلى المغرب وأوربا ، وهي تقع ضمن خطوط المسالك التجارية في ذلك العهد والتي عرفت فيما بعد بـ (بئر ملاحة) في العهد العربي (3) .
لقد عانت مدينة الكفل أُبان الحكم العثماني من أهمال شديد قللَ من أهميتها الجغرافية والدينية ولأسباب عدة ، منها الأختلاف بين سكان المدينة والحكام الأتراك بين تابعية المرقد إلى اليهود بعد أن حدث جدل طويل حول ملكيته ، أثر تقديم شكاوي عديدة من قبل اليهود إلى السلطان في اسطانبول مما حدا به إلى أن يرسل لجان لتتقصى حقيقة الأمر وتتأكد من وجود المنارة (4) .
تاريخ المدينة
لقد ظهر الكثير من الأختلاف منذ بدء نشأت هذه المدينة وهذا ليس بالغريب في بلاد مثل العراق ، إذ أن الكثير من المدن بني على انقاض مدن أخرى في نفس الموقع أو بالقرب منها في أقل تقدير ، فبالرغم من قدم حضارة وادي الرافدين ، إلا أنه ليس هناك من شواهد يمكن أن تحدد وقت تأسيس المدينة بالذات ، إلا بعض التواريخ المسجلة على بعض من البقايا للحواضر التاريخية الموجودة في مأذنة جامع النخيلة وفي أحد أبراج أو بقايا البرج الموجود في خان السيف ، وحتى هذا التوثيق لا يمكن الجزم به نتيجة اندثار ومسح معالم وهويات البقايا الآثارية لبعض المواضع التي ذكرت في كتب السيرة والرحالة , وكان اندراس جامع النخيلة لأسباب قد تكون مقصودة لإزالة معالم الجامع الإسلامي .
و قد روي أن هنالك قبة كبيرة آية في حسن الأنشاء من بناء (يهويا كين) ملك يهوذا المعاصر للنبي حسقيال ، قد بناها مع ثلاثين ألفا من أتباعه في القرن السادس قبل الميلاد . وتذكر الروايات من أن قبر حسقيال المشهور دفن بملاصقة قبر مرقد النبي ذو الكفل الموجود حاليا.
وقد ذكر الرحالة اليهودي (بنيامين التطلي) في زيارته للكفل (سنة561 ھ/1165م) واصفا فيها مرقد النبي حسقيال في الكفل ، ففي تلك الأيام يعتبر ذلك المكان رأس الجالوت حيث يقرأ رؤساء مدارس بغداد الخمسة فصول من أسفار موسى (ع) وذلك في كتاب خطي كبير كتبه حسقيال بيده (5).
وهنالك رواية أخرى تقول إنه : "في مسجد النخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله . فيما يقول ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان(سنة 626) أن هنالك موضع في أرض بابل قرب حلة (دبيس بن مِزيَد) شرقي قرية يقال لها (القسونات) يقال لها (قبر باروخ استاذ حسقيال) و(قبر يوسف الربان) و(قبر يوشع) (وليس يوشع بن نون) و(قبرعزرة وليس ناقل التوراة) و( قبر حسقيال المعروف بالكفل) يقصده اليهود من البلاد الشاسعة للزيارة ويوجد قبر آخر هو قبر يوحنا الديملجي وهو من حواريي عيسى (ع)(6) .
المرقد والقبة المقرنصة
تشير الدلائل التاريخية إلى أن المرقد قد بني قبل إنشاء المسجد بفترة قصيرة بحدود( 1316م-716ھ) . أن الهياكل الموجودة للمرقد والمسجد متنوعة ويمكن مشاهدتها بوضوح عند شمال شرق وجنوب غرب الموقع . وحقيقة أن كل الهياكل غير معروفة بعمرها سواءا أكانت جديدة أم قديمة ، إلا الجدار الجنوبي من المرقد يشير إلى أنه من تاريخ أول بناء للموقع ، وفي كل الاحوال فإن اجزاءه واضحة وجلية تبدأ بالقاعة المستطيلة الحاوية على أربعة خلايا بشكل طولي وكل جانب منها هيكليا مشابه إلى الإيوان الصغير، وهذه الخلايا مقببة بأقبية برميلية (نصف قوسية) تنتهي باقواس مدببة تتجمع فيما بينها بعدد اربعة لتكون الجسم الدائري الذي يحمل القبة المقرنصة المغلفة والمسقفة للقاعة الأولى فوق الضريح والأضرحة التي تلاصقه وتتجامع معه في نفس الموقع والتي ترجع الى مراقد أصحاب نبي الله ذي الكفل , تمتلئ هذه القاعة ابتداءاً من أسفل جزء من جدرانها وانتهاءاً بأعلى قطعة من القبة داخليا ، بالزخرفة والرسوم الجدارية الموضوعة بطريقة التلوين على الجص ، برسوم وألوان نباتية وزخارف هندسية ترافقها كتابات من أسفار موسى باللغة العبرية القديمة ، وتتقدم هذه القاعة قاعة اخرى من اقواس وعقود وحنايا مدببة تحمل أجزاء ومحاور الخلايا التي تؤلفها وهي بهذا مشابهة لعمل هياكل خان مرجان من حيث إسناد الأقبية والعقود على الهيكل الإنشائي الأصلي مما يجعل القاعتين مختلفتين في الوظيفة وفي طبيعة اقامة الشعائر الدينية والعبادة .
وتغلف المرقد وتعلوه قبة مزدوجة ، ترى من الداخل بهيئة قبة نصف دائرية تامة مليئة بالرسوم والزخارف الهندسية مع مجمعات كثيرة جدا من الكتابات باللغة العبرية التي تشير وتؤرخ بعضا من كتاب التوراة واسفار موسى , شكل بينما واقع الحال يعطي انطباعاً مختلفاً من الخارج ، إذ تكون القبة للناظر إليها من خارج الضريح ومن مدخله الخارجي ومن السوق لتظهر بهيئة القباب ذات الشكل السلجوقي المقرنص ، ومن الدراسات التاريخية للرحالة والمؤرخين ، فأن القبة بانشاءها المزدوج ترجع إلى فترة واحدة وإلى شخص واحد أمر ببناءها إلا وهو السلطان المغولي (الجايتو محمد خدابندة) الذي أمر ببناء المرقد وقبته مع منارة المسجد في سنة (703 هـ) وعلى الطراز المغولي الاليخاني (7) .
يتقدم غرفة الضريح مصلى مستطيل طول كل من الضلع الشرقي والغربي فبها 10,40 متر وطول كل من الضلع الشمالي والجنوبي خمسة امتار ويتوسط الجدار الشرقي ثلاث دخلات كبيرة معقودة بعقد مدبب والعقد الوسطي أكبر من العقدين الجانبيين . وأن في وسط كل من الضلعين الشمالي والجنوبي دخلتين أخريتين ، طول الدخلة في الضلع الشمالي والجنوبي 2,90 متر وعرض مايبقى من الجدار بين بداية الفتحة والركن 0,95 متر.
ما تبقى من الزخارف يبدأ من ارتفاع 2,90 متر وهي زخارف ملونة مكونة من اشكال ورود مطعمة في بعض مناطقها بالمرايا . وفي الجدار الجنوبي يوجد داخل باطن العقد كتابة بالخط العبري تعلو نافذة . ويتوسط الجدار الغربي الذي يحوي عقد الباب وأركان العقد وما فوقها زخارف بتربيعات المرايا وأفاريز لوزية الشكل مطعمة بالمرايا أيضا ، كما تعلو العقد أيضا كتابة تدور حول الجدران الأربعة منطقة محلاة أيضا ، وهذه الكتابة تكون اسفل عقد مدني كبير يتصدر أيوانا عمقه 2,60متر فيتقابل في الجدارين الشمالي والجنوبي مع أيوانين يحولان البناء المستطيل إلى مربع تقوم عليه منطقة الانتقال إلى مثمن بمقرنصات زوايا كبيرة عددها أربعة مقرنصات في الصف الأول تحصر بينها مناطق مسطحة وتقوم فوقها منطقة المقرنصات الثانية وعددها ثمانية مقرنصات ثم طبقة أخرى عددها ستة عشر مقرنصا والصف الرابع الذي يحتوي على الشبابيك الأربعة يكون فيه أربعة وعشرون مقرنصا . وفوقه يقوم غطاء القبة نصف كروي ، وفي وسطه نجمة زخرفية ذات اثني عشر رأساً مزخرفة بالمرايا . وتكون الزخرفة النباتية هي العنصر الرئيس في زخارف هذه القبة وهي مصنوعة بالتلوين ومحلاة في بعض المناطق بالمرايا .
بالإضافة إلى النوافذ الاربع الموجودة في مثمن القبة توجد أيضا ثلاث نوافذ ويختلف عقد نافذة الجدار الشرقي في زخرفته عن الشريط الزخرفي الذي يعلو عقدي النافذتين الشمالية والجنوبية,
باب المرقد يتوسط الجدار الغربي وله من اليسار طاقة صماء ومن اليمين باب صغير يؤدي إلى المصلى وهو ايضا من العهد المغولي ولا زالت بواطن الأواوين والعقود في المصلى مزخرفة بالزخارف النباتية الملونة .
أما من الخارج فالقبة مخروطية الشكل ، مكونة من عشرة طبقات عدا غطاء القبة وكل طبقة مكونة من بائكة من العقود المدببة التي تكون مسطحة في بواطنها عدا الصف السادس المكون من حنيات بسيطة تعلوها أيضا عقد مدببة. وفي بعض الأحيان تتحول العقود الى عقود دائرية مطولة بغير انتظام .
وهذا ما وجدته موجود في زياتي الأخيرة مع الباحث في تأريخ الحلة د. عبد الرضا عوض يوم الخميس 27-11-2014 ولقائي بالشيخ عقيل جماد الكرعاوي المشرف على صيانة وتميم مرقد نبي الله ذو الكفل وإعادة بناء مسجد النخيلة الذي تم التنقيب عنه من قبل اختصاص مديرية آثار الحلة وقد وجد الأساس , مع العلم أن منارة المسجد قد نقب عنها في وقت سابق وبتاريخ 8-8-1978 من قبل الأستاذ خالد العزاوي ونشر ذلك في مجلة سومر المجلد43 لعام 1984 . قد بين لنا الشيخ أثناء الزيارة أن كل الأقاويل حول تغيير ملامح المرقد غير صحيحة وقد , أكدت زيارتي ومشاهداتي من صحة أقواله من وجود اللوح الطيني المكتوب بالكتابة العبرية والنقوش الزهيرية في سقف قبة المرقد والشبابيك القديمة والقبر على حاله , إلا أن في عام 1889 عندما تم ترميم المرقد من قبل الثري مناحيم صالح دانيال قد بنى دار له فوق جدار مسجد النخيلة بعد ازالته وطمس معالمه وتخريب احدى المنائر وجعل من ارضية المسجد مكان للحيوانات (اسطبل) ومجمع صحي للزائرين في تلك الفترة , كما تم بناء سوق عام 1900 من قبل مناحيم صالح دانيال , كان سبب البناء لإلغاء باب المسجد المتجهة للقبلة , وهذه قد تكون مقصودة , وكذلك الجدار الجنوبي للمسجد قد اصبح تحت سوق دانيال, الذي تمت عملية اعمار المرقد بين (1850-1930) , أما قبور اصحاب نبي الله ذو الكفل موجودة وقد تم الاهتمام بترميمها من قبل أمانة مسجد النخيلة , وهنالك دعوة لاعادة اعمار المرقد وقبة النبي ذو الكفل من قبل شركة عالمية وبإشراف عضو من قبل منظمة اليونسكو ليكون الترميم والأعمار بشكل علمي ويحافظ على معلَم البناء ,وهو ما زال موجود في الوقت الحالي . وقد تمت اضافة مساحة اضافية للمرقد والمسجد تقدر بحوالي (60) الف متر مكعب بعد شراء الدور المجاورة للمرقد والمسجد من قبل أمانة مسجد النخيلة والمزارات الملحقه به , لتوسيع البناء واضافة حسب التصميم الجديد فندق للضيوف والزائرين وقاعات رياضية ولواووين لراحة الزائرين .
ويشير كريم برهان في كتابه ، (الكفل أنبياء ومدينة) ، في الباب الثاني تحت عنوان (القبة والمئذنة) ، إلى اختلاف الآراء حول تاريخ بناء القبة المخروطية التي تعلو المرقد فهناك من يرجعها الى (716هـ -1317 م)، أن القبة الداخلية نصف الكروية والخارجية المخروطية المقرنصة بنيا في آخر القرن الثامن الهجري ، وتتالف القبة من عشر صفوف ذات حنايا. وهناك زخارف داخلية وكتابات عبرية داخل القبة نصف الكروية وفي الاواوين التي تحملها ايضا، والى جانب القبة الشمالي تنتصب المئذنة بمظهرها الاسطواني الرشيق .
الأسواق القديمة
أما بالنسبة للأسواق في المنطقة التاريخية لمدينة الكفل ، فيوجد سوقان :
سوق دانيال : ويعرف بالسوق الكبير وقد تم بناءه من قبل الثري مناحيم صالح دانيال ، يقع إلى الجنوب من موقع المرقد وخاني السيف والتمر، تم بناءه عام 1900م و هو بحالة جيدة تماما ، وقد تمت صيانته أكثر من مرة ولا يزال الناس يمارسون عملهم فيه كونه سوق حيوي جداً يعتاش أغلب سكان المنطقة منه ومن منتجاته وبضائعه.
يأخذ السوق الخط الاستطالي في التكوين ليكون بشكل شريطي تقع المحال فيه على محور (شرق-غرب) مبنية على شكل عقود.
سوق العرايا: يقع بصورة متعامدة في الثلث الأخير مع سوق دانيال ، عند جهته الغربية ، بمحور ذا اتجاه (شمال – جنوب) قاطعا ومتقاطعا مع سوق دانيال ونافذا من خلاله إلى خان التمر ليفتح عند بوابته من جهة وليمتد وإلى التوجه الجنوبي نافذاً ومغذياً المدينة من جهة أخرى.
الملكيات
من ناحية الاملاك وعائدياتها في المركز التاريخي، يُقال تشكل نسبة (85%) من ملكية الوحدات السكنية في المركز التاريخي الى الطائفة اليهودية (الموسوية ، وجزء المتبقي منها عائدياتها الى وزارة المالية (عقارات الدولة) والجزء إلى بلدية الكفل وجزء منها أملاك صرفة لساكنيها) وهذا خبر عارٍ عن الصحة ، وعلى مدى العقود الماضية اعتمد بعض الساكنين طريقة الأستحواذ المباشر (وضع اليد) على الأراضي والقطع المجاورة والملاصقة للمرقد حيث أن عائدية هذه الاملاك لوزارة المالية والجزء القليل منها للطائفة اليهودية , وهي وقف لنبي الله ذو الكفل , إذ يقدر اعداد اليهود في قصبة ذو الكفل عام لأحصاء عام 1947بـ(60) نسمة , وهم (31) من الذكر و(29) من الأناث , وقدرت عدد دورهم بـ(6) دار موقوفة للنبي ذي الكفل وأغلبها تم مصادرته من قبل وزارة المالية عام 1974 .
ومن طريقة وضع اليد والأستحواذ إلى طريقة البناء كيفما اتفق ألى ما امتد منها من استيلاء على بعض أجزاء وعناصر وجدران وفضاءات المجاورة للمرقد والخانات القديمة ، نجد أن القصبة القديمة اصبحت مجرد نسيج لأثر قديم ، لا بروز فيه إلا لأثر النسيج العضوي فقط دون وجود لأية أهمية للبيوت (لانعدام قيمها المعمارية والتراثية) مع اعتبار واهمية فقط للمجمع الآثاري الذي يضم في ثناياه المرقد والخانات والمسجد والمنارة والسوقين القديمين .
التسجيل والتدخل المعماري للمباني التراثية والتاريخية
التسجيل ويقصد به اكتساب الصفة الآثارية أو التراثية للمواد والمباني بموجب الوائح والقوانين حيث تكون مسجلة كتراث وطني محلي أو يمكن أن تسجل كتراث عالمي بموجب القوانين والتشريعات الدولية ، أما التدخل المعماري الآثاري فيقصد به كافة عمليات الصيانة والترميم والإضافة على المكونات والعناصر الانشائية التراثية أو الآثارية المعمارية في المباني من أجل الحفاظ على هذه العناصر التراثية .
تشير المصادر الى ان أول التشريعات الخاصة بحماية المباني التاريخية في العراق قد بدأ في سنة 1924م عندما شرع القانون العراقي الأول لآثار، حيث تم في هذه السنة توثيق منارة الكفل وأجراء أول عملية تدخل معماري آثاري من خلال اعمال الترميم والصيانة لها (أ)، وفي 18/6/ 1934م تم أول تسجيل آثـاري لمنــارة الكفل والمرقد والمسجد كـأثر (غير منقول) بعد الأعلان عنه في الصحف الرسمية لاكسابه صفة الآثارية ، وبعد تشريع قانون الآثار المرقم (59) لسنة 1936 توالت البعثات الآثارية العالمية والتنقيبات المحلية ، فقد حدد الآثاري والمعماري العالمي (Herzfeld) من خلال النقوش الآثارية على مئذنة الكفل ،تاريخ انشاءها في سنة 1316م -716 هـ في الفترة الالخانية .
وبالرغم من الجهود المبذولة للحفاظ على ماتبقى من الآثار في ناحية الكفل بشكل عام ، والمركز التاريخي بشكل خاص سجلت هيئة الآثار والتراث (68 أثراً ) غير منقولاً تعود لفترات العصور البابلية والإسلامية تضم القبور والتلال الآثارية حيث بدأت جهود الحفاظ وأجراء اعمال الترميمات القبة المخروطية والمأذنة من قبل المؤسسة العامة للاثار والتراث عام 1978 من خلال مشروع (بادارة د.عبد الستار العزاوي) لترميم وصيانة القبة والمأذنة وأعمال اظهار كافة الشواخص في الموقع و بإجراء الترميمات على المرقد ، وبعد تشريع قانون الآثار والتراث المرقم (55) لسنة 2002 الذي تم من خلاله تحديد الآثــار غير منقولة التي لا يقل عمرها عن (200) سنة ، أما المواد التراثية غير منقولة وهي التي يقل عمرها عن (200) سنة وخوَّل هذا القانون الوزير تحديد صفة التراثية على الأملاك حسب قيمتها التاريخية والوطنية أو الدينية أو الفنية ، وقد مكن ذلك السلطة الآثارية من أجراء اعمال الصيانة لمجمع الشواخص المعمارية التاريخية والتراثية في مركز الكفل التاريخي عام (2007) وبالتعاون مع مؤسسة (trust Getty J-Paul) الامريكية .
من خلال متابعتنا للترميم الحديث لمعالم المعبد وما نشر عبرَّ موقع (الوسط نت) إذ نؤكد نفينا لعدم وجود تحريف في معالم المعبد اليهودي في مرقد نبي الله ذو الكفل وخلال زياتي وجدت أن المعبد المذكور لم يجر عليه أي تحريف سواء من قبل جهات حكومية او دينية .أن مرقد نبي الله ذو الكفل عليه السلام والمباني المجاورة له جرت فيها اعمال صيانة وترميم تضمنت قلع المناطق المتضررة من جدران المبنى واعادتها الى مكانها باشكال هندسية ومعمارية قريبة من الواقع القديم وذلك ضمن حملة كبيرة تنفذها الأمانة العامة لمسجد النخيلة والمزارات التابعه له , وكل ما اشيع من أن هنالك عملية طمس أو تغيير في ملامح بناء المرقد خالية عن الصحة , وعملية الأعمار والترميم تتم بأشراف منظمة اليونسكو ومتابعة أحد اعضائها لعملية الترميم التي قامت بها شركات عالمية معترف بها دولياً .
المصادر
1- يوسف رزق الله غنيمة – نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق , دار المعارف الاسلامية,النجف,العراق ,1970 - ص225
2- السيد هاشم فياض الحسيني - حياة ذي الكفل وحسقيال - النجف العراق - 1956 – ص22.
3- يوسف رزق الله غنيمة - نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق- 1970- ص283
4- كريم برهان الجنابي - الكفل انبياء ومدينة- دار الضياء للطباعة والتصميم - بابل ,العراق – 2006- ص 38/39
5- محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – تفسير الطبري- الجامع لاحكام القران - ج15 , كربلاء – 1960- ص115
6- يوسف رزق الله غنيمة - نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق- ص 197.
7- نصر بن مزاحم المنقري - كتاب صفين - النجف , العراق - 1969 - ص89
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. 50 قتيلا على الأقل جراء غارات إسرائيلية في لبنان خصوصا على ب
.. مسار الأحداث| مساع أمريكية متواصلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطل
.. مراسل الجزيرة: إصابة الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال
.. مظاهرة في باريس للتضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني
.. مظاهرة أمام منزل الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ للمطالبة بإبرام صف