الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمعة محمد وبرائته ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 1 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


دمعة محمد وبرائته ..
يذرف محمد دمعة ويرفع شعار كلنا شارلي ،على غلاف عدد الغد من صحيفة شارلي هيبدو ،الذي يصدر بعد المذبحة التي نفذها محسوبون عليه ، هذه الدمعة التي تصحبها جملة " قابل للصفح " ، والتي تصدر عن الضحية ،تُعتبر ُ بمثابة "بصقة " في وجوه القتلة ، يوجهها نحوهم محمد بذاته .
هذه هي قرائتي لصفحة الغلاف من عدد الغد لصحيفة شارلي، والذي سيصدر بعدة لغات من ضمنها العربية ، وعلى ذمة الموقع الإلكتروني العبري "واي – نت " .
ويتعرض محمد الإنسان والشخصية التاريخية إلى نيران صديقة كل يوم ، يُطلقها عليه مؤمنون برسالته ، وهم بهذا يعتقدون بأنهم يدافعون عن إسمه وعن كرامته ، ولا يدرون بأنهم يشوهون صورته .
لكن المدافعين زيفا ، عن محمد النبي والرسول ، من خلال "إرتدائهم " ثياب التدين و"تحكمهم " به وب"مشاعره " ، فإنما ،هم فعليا يُلغونه ويُلغون كيانه المعنوي . بل ويحملونه مسؤولية الدماء التي يسفحونها يوميا .
ويُمكن للمُتابع أن يلحظ بأن كثيرا ممن "يُعارضون " تلاميذ محمد والسائرين على سُنته ، يُظهرون شماتة وفرحة مكبوتة بكل من لا يُحمّل محمدا المسؤولية المُباشرة عن جرائم المُدّعين بأنهم إنما يستنون بسُنته .
لكن هؤلاء هم أعضاء في تنظيم فاشي من نوع جديد ، فاشية عابرة للقوميات وقد تكون عابرة للديانات ، فاشية تجمعت تحت لواء القتل وبغرض القتل ، ولأتفه الأسباب ، وجدت في قراءة محددة وحيدة "ضالتها " لتبرير تعاملها ومُمارساتها ، ومن منطلقات نظرية فاشية صرف .
والهجوم على محمد من بعض المُعاصرين ، والذين يبررون بواسطة هذا الهجوم لأفعال هؤلاء القتلة ، وإضفاء المشروعية عليها عبر إيجاد رابط مباشر بين القتل المعاصر ، مع روايات تاريخية وقعت قبل 14 قرنا . فإنما هم بذلك يخدمون أجندة الفاشيين الجدد ، الذين يمدون خطا مباشرا بينهم وبين قوم عاشوا قبل قرون عديدة .
ولطالما نجحت الفاشيات في إيجاد المشروعية التاريخية لسياساتها وممارساتها ، فهذا موسوليني يستعيد أمجاد الإمبراطورية الرومانية وهتلر يتحدث عن امجاد الرايخات ، ولكل "أمجاده " و"سيرته " التي يتكيء عليها نظريا للحصول على شرعية معاصرة .
لذا ، اصبح الإنتماء إلى التنظيم هو المعيار ، وليس الإنتماء إلى الدين .
فلكي تكون عضوا في التنظيم الفاشي الداعشي على سبيل المثال ، لا يكفي أن تكون مسلما أو أن تستَنَّ بسنة النبي محمد ، بل عليك ، ولكي تحصل على عضوية الحركة ، أن تتبرأ من كل القراءات المخالفة لقراءة التنظيم الفاشي ، وأن تتبنى قراءة التنظيم الوحيدة المُعتمدة ، وأن تسعى لتنفيذ "سياسات " التنظيم الفاشي دون سؤال ..!!
قد تكون لا دينيا ، أو علمانيا ، أو من دين أخر ، لكنك تستطيع ان تنضم لتنظيم الفاشيين الجدد ، بإعلان إنضمامك (مُبايعتك ) والإلتزام بسياسات التنظيم وبمظهره الخارجي من لباس وطقوس وذبح .
إنها فاشية نهليستية ، لا تؤمن بشيء ، ولا حتى بإله لا يخدم أجنداتها ، فالإله هو أداة ووسيلة مُجندة تجنيدا إجباريا لتُساعد التنظيم على تحقيق "مدينته الفاضلة " .. التي تحكمها طبقة أعضاء التنظيم الفاشي ، وأما البقية فهم عبيد ولن يشفع لهم دينهم الإسلامي .
بقبولنا بالفكر الفاشي المقنع بالدين ، أو بإضفاء مشروعية دينية على الفاشية الجديدة ، فإننا نُقدم خدمة كبيرة للفاشية المتفشية في ذهنيتنا ، نحن ، المعارضين للداعشية .
فالفاشية هي فاشية ولو تقنعت بقناع الدين ، القومية أو الليبرالية ..العابرة للقوميات والأديان .
وفاشية الدواعش المعاصرين ، وحشيتهم وسفكهم للدماء لا يتحمل مسؤوليتها محمد ، بل المُعاصرون الذين يُفتون لهم .. ويتحمل مسؤوليتها الفاشيون أنفسهم والذين تجب محاربتهم وكل من يدعمهم ،عسكريا وفكريا .ولا إعفاء من المسؤولية ، لأحد كائنا ما يكون .
لا يُمكن نفض اليد بمجرد إتهام يُوجه هنا وهناك ، فالفاشية في كل بيت تقريبا وعلى الجميع مواجهتها ..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أصبت!
نضال الربضي ( 2015 / 1 / 14 - 07:21 )
بونجور قاسم!

أصبت التحليل، و أنا ألمس شماتة -ألم نقل لكم أنهم إرهابيون؟- في ما يحدث، إنهم يهتمون بتوجيه أصابع الاتهام أكثر من الاهتمام بمعالجة الوضع و بضحاياه، بل إني أرى يقينا ً أنهم يجدون لذة في الاستعلاء على أصحاب الدين الآخر من منطلق -أنا أحسن منك- للدرجة التي يميلون فيها إلى التمني و الرغبة أن يبقى الوضع على ما هو عليه مع هزيمة جزئية بعيدة المدى بطيئة لتبقى حالة الشد و الجذب و الاستعلاء قائمة.

هناك فيديو على اليوتيوب اسمه The Four Horsemen جمع دانيال دينيت، ريتشارد دوكنز، سام هاريس و الراحل كريستوفر هيتشنز، دار الحديث فيه عن الدين و الموقف من الأديان، و كان موقف كريستوفر في أحد اللقطات مذهلا ً بحق فقد قال أنه لا يتنمى زوال الدين لكي (و هنا المفارقة) يبقى الجدال قائما ً!

كان موقف البروفسور ريتشارد أكثر عقلانية ً و منطقية فلقد اتجه تعليقه نحو التركيز على الهدف من غياب الدين و أفضلية الحياة العقلانية المنطقية بعيدا ً عن الجدل، و وجدت نفسي متفقا ً مع موقف البروفسور و رافضا ً لموقف الراحل كريستوفر.

هناك بيننا كريستوفرات كثيرة يا صديقي.

دمت بود.


2 - العزيز نضال سلاما وتحية
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 1 / 14 - 11:44 )
أشكرك جزيل الشكر على المتابعة
بالتأكيد فهناك من يتمنى ان يبقى هؤلاء هم -وجه - الاسلام
حتى يجدوا ما يتشفون به
لك مودتي


3 - يا اخي يا استاذ قاسم الله يخليك, ركز معي
بشارة ( 2015 / 1 / 14 - 13:47 )
اخي من يقوم بهذه البشاعات هم انفسهم من يصرحون بانهم يسيرون على صحيح السنة المحمدية ويدعمون اعمالهم باحاديث ووقائع من السيرة فكيف تقول ان من الممكن عدم تحميل التراث الاسلامي المسؤولية؟
اوافق معك انه هنالك شامتين وحاقدين يملئهم غل الصدور على قوم مؤمنون ههههه لكن هل هؤلاء هم المشكلة؟ لنحارب هذه الظاهرة علينا ان نراها بوضوح لا ان نوجه اللوم لاطراف خارجية او اكثر الى ضحاياها او تمييعها...علينا ان نملك الشجاعة في محاربتها وجها لوجه ودون مواربة واعذار...خاصة من قبل المسلمين انفسهم من الداخل
وانا استبشر خيرا بنوايا الرئيس السيسي اللذي يجب الالتفاف حوله من قبل كل من يرى في الاسلام دين محبة وسلام واعتدال وكل من يرى ان هؤلاء يشوهون صورة الاسلام السمح الذي نريدها جميعا مسلمين وغير مسلمين

!!! انظر الى هذا الشريط القصير وقل لي ان انا صادق فيما اقول ام لا

https://www.youtube.com/watch?v=8-SSJyfhvek


4 - بشارة
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 1 / 14 - 15:40 )
اولا احي الاستاذ قاسم على هذا المقال
تقول انه يقولون, العفو هؤلاء يوحى اليهم لعاد كيف يبررون اجرامهم وكيف يبررون توحشهم,اكيد سيقولون الاسلام امرنا بهذا
مهمتنا ومهمة الشرفاء رفع الغطاء الديني عن هؤلاء ونقول لهم انت قتلة مجرمين سادين نازين ولاعلاقة للاسلام بماتفعلون
لاننا سنمنع من يلتحق بهم وسنقطع عنهم الامداد البشر وهذا ما افعله ومايفعله الاستاذ محاجنة وهذا مانطالبكم به ولكنكم عن دون وعي تروجون لهم وابواق اعلامية لدفع الشباب المسلم الذي يجهل دينه للالتحاق بهم, واتمنى ان يكون ماتفعلونه من دون وعي وانا نبهتم لماتفعلون اتمنى ان تلقة مطالباتي ومطالبات الاستاذ محاجنة برفع الغطاء الديني عن هؤلاء صدها لديكم


5 - يا سيد قاسم سمي الاشياء بمسمياتها
حبيب ( 2015 / 1 / 14 - 16:34 )
هؤلاء الذين يظهرون باسم الاسلام هم قلة لا تتجاوز ال 10%من المسلمين فلماذا هذه الحملة على الاسلام والمسلمين
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير الخلق يجب احترامه
وانا مع ضرب الرقاب


6 - عزيزي بشارة
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 1 / 14 - 16:49 )
سلامات
انا اقول ببساطة بأن هؤلاء يربطون جرائمهم بالدين ، ليس من منطلقات دينية بل للحصول على شرعية فقط .
فهم معاصرون وجرائمهم معاصرة
وجر التاريخ بما فيه لاهداف معاصرة هو انتهازية لا غير
لك مودتي


7 - استاذ عبد الحكيم تحية
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 1 / 14 - 16:50 )
شكرا لك


8 - السيد حبيب تحية
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 1 / 14 - 16:54 )
تطالبني بتسمية الاشياء .. أية اشياء ؟
والإحترام للرموز الدينية هو واجب على أصحاب كل الديانات وهو امر متبادل ايضا ، مع التأكيد على احترام حرية العقيدة .
لي سؤال : ضرب رقاب من ؟
شكرا


9 - أخ حبيب
مريم رمضان ( 2015 / 1 / 14 - 23:28 )
يا أخ حبيب هؤلاء ال 10% هم المسلمين الذين يفهمون ويتبعون ويطبقون الإسلام.
فماذا يحصل لو أن 50٪-;- أو100٪-;- يفهمون دينهم ويطبقوه؟


10 - يا أخ قاسم
مريم رمضان ( 2015 / 1 / 15 - 00:01 )
يا أخ قاسم من أين لهم هذه الجرائم أليس هي تعاليم محمد من حروبه وغزواته وقطع رؤوس وقتل كل من عارضه فكره وأعماله. محمد هو المسؤول الأول عن كل الأعمال الإجراميه التي بدأت بنبوته الكاذبه . وبما أن محمد هو الشيطان نفسه لما بقيت ديانته وجرائمه لحتى الأن.


11 - حتى ايما بونينو تقاسمني الراي تماما
بشارة ( 2015 / 1 / 15 - 01:54 )
إمما بونينو موسسة حزب الراديكاليين في ايطاليا, برلمانية شغلت عدة مناصب وزارية رئيسة المفوضية الاوروبية الى سنة 99 ومن مؤسسين المحكمة الجنائية الدولية..ولكن ما يميزها اهتمامها الخاص بالعالم الاسلامي والعربي على وجه الخصوص (لها منزل في القاهرة وتدرس في الجامعة الامريكية هناك)وخبيرة بقضايا الشرق الاوسط
شاهدت البارحة مقابلة مباشرة مطولة معها حول ايزيس او داعش..اذهلتني بدقة المعلومات ومعرفتها لتفاصيل كنت اعتقدها حكرا على ابناء المنطقة مثلي
بالمقابل خبير في علم الاجتماع واستاذ جامعي في ايطاليا(خالد علام)استشهد البرنامج بخبراته صرح ان نسبة السنة للشيعة 98 بالمئة..طبعا ليس صحيح فالشيعة يقاربون 200 مليون في ايران وجمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا وخمس الباكستان وتواجد مهم في الهند ناهيك عن المنطقة العربية
قالت بالحرف الواحد ان ميزة الناس في منطقتنا هي القاء اللوم على كل شيء الا الذات بالنسبة لظاهرة الارهاب:مرة القضية الفلسطينية ومرة التامر الدولي ومرة تأمين الموارد الطبيعية بالتوازي مع جلد الذات
قامت ببانوراما عن فسيفساء العالم الاسلامي وتطرقت لمشكلة الطاقة النووية وهي عاءدة للتو من ايران الخ


12 - العزيز بشارة
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 1 / 15 - 08:19 )
صباح الخير
اقول بأن اللوم يقع على عاتق القتلة مباشرة ، ولا يعفيهم من المسؤولية التبريرات التي يقولونها .
هم المسؤولون وكل من يساندهم ويدعمهم
خالص مودتي


13 - العزيزة مريم
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 1 / 15 - 08:22 )
تحياتي وشكري
تحميل المسؤولية لمحمد وللدين الاسلامي هو تبرئة لهؤلاء القتلة .
القتلة هم المسؤولون عن الدماء ومن يساندهم


14 - الى مريم وقاسم
حبيب ( 2015 / 1 / 15 - 17:40 )
كفاكم حقدا على دين سيد الخلق الذي بعث بالحق رحمة للعالمين, والبشرية جمعاء تشهد بخلقه, وان لم تشهدوا له بذلك فيكفيه أن الله شهد له بذلك وقال-إنك لعلى خلق عظيم-, أما عن القتلة فسيدي وحبيبي محمد بريء من عملهم, وانت يا قاسم ان كان قلمك يكتب الحق فراجع نفسك واذكرك بقوله تعالى-يوم تشهد عليهم ألسنهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون, واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله فماذا ستقول له؟!

اخر الافلام

.. طارق متري: هذه هي قصة القرار 1701 بشأن لبنان • فرانس 24


.. حزب المحافظين في المملكة المتحدة يختار زعيما جديدا: هل يكون




.. الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف الأسلحة نحو إسرائيل ويأسف لخيارا


.. ماكرون يؤيد وقف توريد السلاح لإسرائيل.. ونتنياهو يرد -عار عل




.. باسكال مونان : نتنياهو يستفيد من الفترة الضبابية في الولايات