الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في بداية أندحار مشروع الإسلام السياسي بعد الثورات العربية

ماهر الحاضري

2015 / 1 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة في بداية أندحار مشروع الإسلام السياسي بعد الثورات العربية
من الأقوال الشهيرة لأينشتاين :
أنه لمن الغباء القيام بنفس التجربة وأنتظار نتائج مغايرة عن النتائج السابقة . !
من المعلوم أن أينشتاين خُلص إلى هذه القاعدة في علم فيزياء الكوانتوم ، لكن إذا ما اردنا سحبها وتنزيلها في ميدان السياسة خاصة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية لتلمسنا مجال تطبيقاتها ولخلصنا إلى إستنتاج أن حركات الإسلام السياسي فضلاً عن كونها ظاهرة إنتحارية هي الظاهرة الأبرز في تمثيل هذا هذا الغباء طبقاً لهذه القاعدة العلمية التجريبية ، في حين تبدو ظاهريا تملكها القدرة على التنظيم والمناورة ولعب دور الضحية ...
فبالنظر إلى جميع التجارب الحكم الإسلامي الحديثة منها والقديمة والتي حكمت بإسم الدين لم يحصل أبداً أن كان هناك أي عدل تحقق على أيدي المتأسلمين رغم المزاعم سواء في دولة الخلافة العثمانية الذين حكموا بإسمها العثمانيون أربعة قرون ليعدوا اتراكاً علمانيين . !
سواء في السعودية أو إيران أو السودان ... وظلت الشعوب تعاني الفاقه والعوز والجوع وأبشع أنواع الإستغلال بل أظيف على مواطني تلك الشعوب عبئ تحمل ‹ التعاليم الإسلامية › الكابتة للحريات والمكفرة والقامعة لكل من يعلي صوته بالإعراض والممانعة ، ما يعني أن تمني تحقق العدالة في ضل حكم إسلامي هو ضرب من الوهم وتمني ساذج فاقد لكل سند عقلاني لأنه ببساطة الإحتكام إلى ‹ تشريع أسلامي › بدائي يصوغه بعض وعّاظ السلاطين تحت ضغط سلطة أستبدادية والدعوات الدنيّة المصلحيّة لا يمكن أن يكون منصفاً للمواطنين بل جعلوا من هذه التعاليم أداة طيّعة لخدمة مصالحهم ومصالح أسيادهم ووسيلة لأدراك السلطة ليس إلاّ وتركيز حكم أستبدادي والمحافظة على ديمومته بكافة الوسائل اللاّأخلاقية والقمعية التي تبيح الكذب وشهادة الزّور ضّد الخصوم التي تصل حد القتل هذه الفتاوي التي تعتبر حرب للأفكار أشد من حرب القتال حيث يجب أستخدام الخدعة وأباحة الكذب لأظهار أهل البدع والفرق الباطلة من روافض وزنادق أهل علمنة وحداثة .... !

لقد شعت الإنتفاضات المتعاقبة في بعض البلدان العربية حركات الإسلام السياسي خاصة في كل من تونس ومصر على القفز والإنقضاض على السلطة بعد سقوط رأس النظامين الدكتاتوريين بدعم أمريكي ، سعودي، قطري وتركي فأندفع الإسلام السياسي إلى تدمير المجتمعات التي احتضنته وقبلته إلى حين وممارساته البشعة الدموية خير شاهد على ذلك وبدرجات ظرفية متفاوتة من تونس إلى مصر فإلى ليبيا وسوريا والعراق كل هذا في سبيل القفز إلى السلطة ومباشرة تحقيق المشروع / الحكم في " إقامة الدولة الإسلامية " أي " الخلافة " ولو بصيغ عصرية شكلية . !
لقد خسر الإخوان أينما كانوا بسبب التسرع في كشف الكثير من أوراقهم وطبيعة توجهاتهم الصادمة حتى لشرائح واسعة من ناخبيهم والمعادية لثورة الشعب والوطن وكافة القيم الإنسانية والأخلاقية من الحرية والعدالة والمواطنة والمدنية والتقدم ....
لقد أصابهم الغرور في كل من تونس ومصر والذي أفرزته نشوة " الإنتصار " في الإنتخابات " بعد ثورة لم يشاركوا فيها ولم يتبنوا شعاراتها وهذا التسرع في القفز إلى السلطة وأستغنائهم بنفسهم عن الأخرين ، كل الأخرين أصحاب الأدوار الثابتة والحاسمة في الثورات التي تنهات إلى إسقاط رأس الديكتاتورية .
اسقطهم في غباء سياسي مقيت حجب عنهم أي امكانية لإعمال العقل وتقييم تجارب الحكم الإستبدادية الفاشلة بإسم الدين وهو ما قد ويقود إلى انتحارهم واندحار مشروعهم السياسي . !
لقد أضاع الإخوان بسبب لهيثم إلى السلطة والمكابرة في الغباء السياسي الذي راهن ويراهن على أحياء تجارب حكم شبعة موتاً وفشلاً ذريعاً ، فرصة أن يكون واحدة من النخب السياسية فخسروا الدولة من دون
أن يفيض الدين في شيء ، وتبدوا انفصاليين وأحتكاريين ودكتاتوريين وربما من أعظم أفضالهم ليس الرهان على تجارب حكم محتومة الفشل فحسب بل وأساسا أنجازهم لهذ المهمة بسرعة قياسية قد يستحقون عليها الشكر .
وأخيرا أعتقد أن أنكشاف مشروع الإسلام على حقيقته بوصفه أمتداد لمشروع تجديد الهيمنة الأمركية على المنطقة والتطبيع مع الكيان الصهيوني ، وزوال سحره الخادع عن
عقول الجماهير هي خطوة كبيرة إلى الأمام صوب المدنية والتقدم والعدالة الإجتماعية .
وفي ظّني لن يستطيع هذا المشروع تجديد نفسه وإن بقى تأثيره موجود .
ماهر الحاضري في 14 جانفي 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصبت
رائد الحواري ( 2015 / 1 / 14 - 15:51 )
تحليل موضوعي لما جرى في المنطقة العربية

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah