الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يهودي غامض- يسوع ألناصري- 2

كامل علي

2015 / 1 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وينسحب يسوع إلى ألصحراء حالا بعد ألتعميد، وألأناجيل تؤكد أنّه "أقتيد للصحراء بألروح" لكي يجرّب من قبل ألشيطان ( مرقص 11:12 ومتى 4:1-10 ولوقا 4:1-3 ).
إنّ الصفة ألأسطورية لهذه ألتجارب واضحة، ولكن رمزيتها تكشف ألبنية ألمميزة للأخروية المسيحية. ومورفولوجيا (تشكّليا) فإنّ ألسيناريو مشكّل من سلسلة من ألأمتحانات ألمسارية (ألتنسيبية) مشابهة لتجارب غوتاما بوذا، فيسوع يصوم أربعين يوما واربعين ليلة وألشيطان يجربه:
طلب ألشيطان اليه بدئيا معجزات "مر أن تتحول هذه الحجارة إلى خبز" ويقوده إلى قمة معبد أورشليم ويقول له: " إذا كنت أبنا للرب، ألق بنفسك إلى ألاسفل" ثم يقدم له السلطة ألمطلقة: "كل ممالك ألعالم مع أمجادها" وبعبارة اخرى، يقدم له الشيطان ألقوة لإبادة ألإمبراطورية ألرومانية "( ألإنتصار ألعسكري لليهود ألمعلن من قبل ألرائين ) شريطة أن يركع يسوع امامه.
وبالتأكيد أنّ سيناريو ألإغراءات قد أدخل فيما بعد في ألتقاليد الخرافية ألمجموعة في ألأناجيل بعد سقوط ألعصيان ألمسلح لسنة 66-70 ميلادية أي بعد خراب ألمعبد من قبل ألرومان، ولكن في ألأفق ألرمزي ألذي تطورت فيه ألكنيسة، فالإغراءات مثلت مسبقا معجزات يسوع ( لأنّه بعد قليل من الزمن سيغيّر يسوع ألماء إلى خمر وسيكثر ألخبز وألأتربة ) كما مثلت ألإغراءات إنتصار المسيحية ( فألأمبراطورية ألرومانية لم تخرّب بعصيان مسلح ولكنّها أنتهت لتصبح مسيحية ).
وتماما كيوحنا ألمعمدان مارس يسوع التعميد خلال بعض ألوقت وعلى ألأرجح بنجاح أكثر من يوحنا ولكنه بعد أن عرف أنّ ألنبي يوحنا ألمعمدان قد أوقف من قبل هيرودوت ترك جودا إلى بلدته ألأصلية.
ويفسر ألمؤرخ فلفيوس جوزيف تصرّف هيرودوت بالخوف: لقد خاف هيرودوت من تاثير يوحنا ألمعمدان على ألجماهير وتدبير عصيان، ومهما كان من أمر فإنّ حبس المعمدان فجّر نبؤة يسوع، فمنذ وصوله لى ألجليل، أعلن يسوع ألإنجيل، أي الخبر الطيب "حان ألوقت وأقترب ملكوت ألله... فتوبوا وآمنوا بألبشارة" ( البشارة التي أتى بها يسوع من عند الرب لخلاص الناس ((هكذا يعرّفها شراح ألأناجيل)).
إنّ ألرسالة تعبّر عن ألأمل ألأخروي ألذي، مع قليل من ألإستثناءات، كان قد ساد ألتدين أليهودي منذ أكثر من قرن. وحسب ألأنبياء، وحسب يوحنا المعمدان، تنبأ المسيح بقرب تحول ألعالم: وهذا هو ألجوهري في تنبؤه.
أخذ يسوع بألتبشير وألتعليم محاطا بتلامذته في ألكنس وفي ألهواء ألطلق متوجها بألأخص إلى ألمتواضعين وإلى ألفقراء، وكان يستعمل ألوسائل ألإرشادية ألتقليدية مستندا إلى التاريخ ألمقدس وإلى ألشخصيات ألتوراتية ألأكثر شعبية ممتاحا من مستودع لا تعيه ألذاكرة من الصور وألرموز، ومستعملا بخاصة أللغة ألمصورة بألأمثاال.
كالعديد من ألرجال "ألإلهيين" ألآخرين للعالم ألهللنستي، كان يسوع طبيبا وصانع معجزات، شاف من كل الأمراض ومساعدا ومواسيا من به مس من الشيطان، وقد أصبح مشتبها فيه بالسحر على اثر بعض ألمعجزات، وتلك جريمة كان يعاقب عليها بألموت.
" كان يطرد شيطانا أخرس، فلما خرج ألشيطان تكلم ألأخرس فأعجب ألجموع، على أنّ أناسا منهم قالوا: إنّه بيعل زبول سيد ألشياطين يطرد ألشياطين، وطلب منه آخرون آية من السماء ليحرجوه، فالشهرة بالراقي وصانع ألمعجزات لم تنس من قبل اليهود، وهنالك تقليد من القرن ألأول أو ألثاني يشير إلى يشو ألذي طبق ألسحر وضلل إسرائيل.
ولم تتاخر نبؤة يسوع عن إثارة قلق ألجماعتين ذات التاثير السياسي وألديني، ألفريسيين والصدوقيين. كانت الجماعة ألأولى غاضبة للحريات ألتي أتخذها ألناصري تجاه ألتوراة، أمّا بألنسبة للصدوقيين، فكانوا قلقين تجنبا للإضطرابات ألقابلة للإنفجار على أثر كل دعاية مسيحانية.
وفي الواقع أنّ مملكة ألرب ألمبشر بها من قبل يسوع كانت تعيد إلى ألذاكرة، بألنسبة إلى بعضهم، ألتعصب ألديني وألتصلب ألسياسي للزلوطين، فهؤلاء كانوا قد رفضوا ألأعتراف بسلطة ألرومان لأنّه بألنسبة إليهم "أنّ ألإله وحده كان ألحاكم والسيد".
لقد كان على ألأقل واحد من أثني عشر من ألحواريين وهو سمعان الغيور أحد ألزيلوط القدامى ( مرقص 3: 15). وقرر لوقا أنّ أحد ألتلامذة قال بعد ألصلب:
"وكنا نرجو أنّه هو ألذي سيفتدي إسرائيل".
مصادر البحث:
تاريخ ألمعتقدات والأفكار ألدينية...... ميرسيا إلياد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 14 - 23:48 )
انزع هالة القدسية المُدعاة لـ(يسوع)، و سوف (تكتشف) (يسوع) (مختلف تماماً يقف أمامك)، (يسوع) خائف، هارب، هش، ضعيف، متناقض، يأمر بالقتال و شراء السيوف ثم يتراجع عند قوة أعدائه، واهم، مضطرب، ينقل تعاليمه من الآخرين و ينسبها لنفسه، يكتشف حقيقة أوهامه على الصليب و يصرخ منادياً إلهه (لمَ تركتني؟!) و كأنما يترفع عنه إلهه فلا يجيبه، و لا أكثر من هذا و لا أقل.


2 - لم أقرأ لك من فترة
حازم (عاشق للحرية) ( 2015 / 2 / 6 - 11:37 )
استاذ كامل تحياتى بعد غيبة عن مقالاتك ..
سبق مرة فى الماضى انى قرأت معلومات مختصرة عن تلك الطوائف الثلاث (( الفريسيين و الصدوقيين و الأسينيين -او الناصريين او كما يسمونهم بالإنجليزية نازارينز- ))

لا اعرف متى سيأتينا الجزء الجديد من تلك المجموعة من المقالات لكن شكرا على هذه النبذات حول هذا الموضوع..

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah