الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفحات إرهابية و Je suis charlie

التهامي صفاح

2015 / 1 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أجل ثقافة سلام عقلانية تنتمي لعصرنا
إن الإنسان حين يعجز عن تغييرالواقع يسخر منه .وبما أن يوم الأربعاء بتوقيت غرينتش لم ينته بعد فسنسخر من واقع المنطقة بين الفينة والأخرى سخرية مرة تشبه الغضب خلال هذا المقال.
قال ضحية التربية الإرهابية التي تقول "إبغض في الله" في الجزيرة العربية أسامة بن لادن ،الذي أظهر نجمه الإرهابي الأمريكان ، لمحاربة السوفيات ، قال في بداية آخر فيديو له مخاطبا العالم الإسلامي قبل هلاكه وإلتحاقه بسافلي أسنان القرش ، حسب رواية الأمريكان، "أمتي المسلمة" و كان يخاطب سكان شمال إفريقيا و الشرق الأوسط .ثم إسترسل في سخافاته و معلوماته المضحكة التي تبين من جهة تضخم أناه بشكل واضح و من جهة أخرى أعراض إضطرابه النفسي المرضي الناتج عن المسؤولية عن قتل عدد كبير من الناس عبر العالم منهم مسلمين..
طيب ،
من ولاَّه علينا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط ؟ ما هي الشرعية التي كان ينطلق منها ؟
طبعا "الشرعية الإرهابية الإجرامية" التي تخيف الناس و تهددهم و تزرع الرعب في الفضاءات العامة و ووسائل النقل و المؤسسات .وتماسيح القاعدة المتربصين بالمنطقة مثل عصابة القاعدة في الغرب الإسلامي و عصابة القاعدة في اليمن و العراق و عصابة النصرة في سوريا وبوكو حرام في نيجيريا وغيرها كثير.
لكن من أدى بهؤلاء إلى هذا التطور الخطيرالإجرامي ؟
في الماضي و حتى اللحظة كان البعض يعتقد داخل الإصابة بالأمية والجهل بواسطة الكتب الصفراء السعودية التى غزت فضاءاتنا في غفلة منا أن الدعوة لله ، مقلدين المسيحيين في التبشيربالمسيح ، هي واجب ديني وكأن الله لا يعرفه أحد إلا إبتداء من القرن السابع الميلادي أو الأول الميلادي ..والحال أن حضارات سابقة بأربعة آلاف سنة قبل الميلاد المسيحي كانت تعرف الله ..بأسماء آخرى .....قريبة من الجزيرة العربية ..المهم أن هؤلاء لم يكونوا ينخرطون في أية أعمال إرهابية مثل الآن.كانت جمعياتهم كما يسمونها خيرية دعوية .زمنهم من إنخرط في جمعيات صوفية ..لكن البعض سار مسارا آخرا مثل حسن البنا و سيد قطب .فبدأت أنياب الدعويين تتجه نحو الكعكة الحكم والسلطة و بدأوا في التسلح و نهج العنف و الإغتيالات السياسية في مصر.لكن هذه العمليات كانت محدودة ..و لنا فيما وقع مع الإخوان المسلمين خير مثال .هذا الخزان من المخدرين بأفكار الكتاب المقدس اليهودي القديم المسطو عليها عربيا سيستعمله الأمريكان في حربهم مع السوفيات . لأنه لا يمكن للجيوش العربية (نسبة للجزيرة العربية) الحليف القديم للأمريكان أن تشارك رسميا في الحرب بالنيابة عنهم في أفغانستان ضد السوفيات المتحكمين بنظام نجيب الله الشيوعي هناك..
فكانت الفكرة الجهنمية الأولى هي السؤال : ما الذي يجمع بين الشعب الأفغاني المسلم الذي يغط في الأمية والجهل والفقر و بين المستعدين من العرب المتخرجين من مدرسة حسن البنا و سيد قطب للتدريب على إستعمال الأسلحة ؟
إنه الإسلام.
الفكرة الثانية و هي السؤال :ما الذي يمكن الإعتماد عليه في الإسلام لضمان تجنيد أشخاص لا يتحملون أية مسؤولية رسمية في أي دولة ؟
إنها النصوص الدينية التعبوية التي تقول بأن الله يعد المقاتلين بالجنة والحوريات و أنهار العسل و اللبن الخ
إذن فالتجنيد أكيد و مضمون .و الخطة ناجحة .يكفي تطبيقها في أفغانستان .
نرى أن الإستعانة ب"المقاتلينالعرب " أو "العرب الأفغان" كما سموهم فيما بعد كانت ضرورة ملحة لخدمة سياسة أمريكا ضد الإتحاد السوفياتي . وحل سحري لتجنب الإحراج بمشاركة الجيوش العربية هناك .لأن هذه المشاركة ستعرض مصالح العرب وأنظمتهم السياسية للدمار.فهذا الإتحاد السوفييتي و ما أدراك ما الإتحاد السوفييتي ثاني اكبر قوة عظمى آنذاك .و الإستعانة بأسامة و غيره كان للتملص من المسؤولية السياسية والعسكرية .
أيام شهر العسل مع الأمريكان كان أسامة بطلا مرحب به و على "علاقة طيبة" حسب تعبير الجزيرة العربية مع "إخوانه و عشيرته" في الجزيرة العربية .لأن هذه الأخيرة كانت ولا تزال حليفة لسياسة الأمريكان . هؤلاء مدوا أسامة و غيره بالأموال الخيالية والعتاد و صواريخ ستينغر.بل الغرب كله فتح أبوابه للاجئين المتطرفين لدعوة المسلمين للقتال في أفغنستان بأثمان خيالية . كان هذا يخدم سياسة أمريكا والغرب وكان يخدم الدعاة الذين إغتنوا على حساب من ماتوا طامعين في الحور العين و أنهار الللبن والعسل في الجنة .بينما بقي أسامة و أصحابه قادة لا يشاركون في المعارك بل لا يعرف مكانهم حتى المنتمين لعصاباتهم .
النتيجة : سقط النظام الشيوعي و خرج السوفيات من أفغانستان مهزومين يجرون ذيول الخيبة كما يقال .بل سقط الإتحاد السوفياتي كله و إنهارت الكتلة الشيوعية كلها .و بقي ماركس ولينين وحيدين حزينين من عدم تحقق نبوءاتهما بسقوط الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية .
بينما في أفغانستان لم يتفق المقاتلون الأفغان و العرب على تقسيم الغنيمة أي الحكم إلى اليوم فبقوا يحاربون بعضهم بعضا حتى جاءت طالبان . في هذه الأثناء لم يعد لأمريكا أي مصالح هناك و لم تعد تهتم لأمر بن لادن ولا لغيره.فأدارت ظهرها للجميع .هنا سينقلب أسامة على أمريكا .كما ينقلب السحر على الساحر.فإتخذ من أرض أفغانستان قاعدة لتدريب المقاتلين .وساعدته ملياراته لزرع الرعب في أمريكا و الغرب.فبعد هجماته على سفارة أمريكا في كينيا كانت هجمات 11 سبتمبرو غيرها من العمليات في إنجلترا و إسبانيا و فرنسا و غيرها.
نرى إذن أنه تم إستثمار نتائج العمل الذي يعود لبداية تكوين العصابات الإجرامية التي تستعمل السلاح في نشاطها السياسي والنصوص الدينية الإسلامية التعبوية التي تحث على القتال و تلعب على العواطف و الإغراء و الطمع بشتى أشكاله للإستيلاء على السلطة أو نيل المال على الأقل من طرف الإخوان في مصر و سوريا وغيرها و التي تعود لعشرينات القرن الماضي أي خلال قرن تقريبا ، في الحرب ضد السوفيات و الكتلة الشيوعية..ومحاربة من حارب بهم هذه الكتلة .
في هذا الإطار راجع الغرب سياسته فبدأ بالحرب على الإرهاب فكانت حرب أفغانستان والعراق وغيرذلك. كما رحل الذين كان يشملهم باللجوء السياسي و أعادهم لبدانهم . ثم صار أسامة بن لادن الملياردير مذموما منبوذا معزولا (المسكين) ، في بيت بمدينة آبوت آباد الباكستانية كما رأيناه جميعا في الفيديو ، يوصف بالإرهاب..ليس فقط من طرف أمريكا و الغرب بل أيضا من طرف الأنظمة العربية (نسبة للجزيرة العربية) الخادمة لسياسة أمريكا إلى الآن بعدما كانت تسهل عملياته و تعطيه شرعية و تشرع له الأبواب في الجزيرة العربية و في السودان .فإنقلب أسامة و من والاه على هذه الأنظمة نفسها فنعتها بالكفر والضلال والطاغوت و الخروج عن الملة والدين و غير ذلك.
فنمت العصابات الإرهابية و إزدهرت وتنوعت و أبدعت في التفجيرات والغدر والمخاتلة وكل ما يبيحه العلم العسكري من تفخيخ السيارات و تهييئ العبوات و نصب الكمائن وغيرذلك من فنون التدميرو التخريب.
و بقيت نفس الأنظمة العربية (نسبة للجزيرة العربية ) تنهج نفس النهج لا تحيد عنه في التربية والتعليم و تطبيق شريعة إتلاف الجسم البشري لزرع الرعب و تزويد خزان الإرهاب بالمجانين و الإنتحاريين .
وفي نفس الوقت يدعون محاربة الإرهاب وإذا سألتهم عن الدين قالوا هو رحمة للعالمين ..
صاروا يشبهون مَن ينتج القرش الصغير في مزرعة بحرية ليتاجر فيه وهويعلق لافتة في بابها مكتوب عليها "لا للقرش الكبير" "الحرب على القرش الكبير" ..
خلاصة ا لقول يمكن أن تُقهم من التذكير بأن الطبيب في الأحوال العادية لا يداوي فقط أعراض الأمراض بل ينفذ للأسباب غير المنظورة و هي الفيروسات والبكتيريا المُمْرضة أو غيرذلك من خلال إعطاء المرضى المضادات الحيوية أو مواد أخرى فعالة وفق جدولة زمنية مضبوطة للعودة للصحة الجيدة.
لذلك على من يدعي الحرب على الإرهاب أن يحترم حقوق الإنسان و يجفف المنبع الأصلي للإرهاب.
أما الذين يصدرون البيانات و يحذرون من حرية التعبيربعد أن فقدوا إنسانيتهم رويدا رويدا دون أن يشعروا وصاروا يعوضون بالعجرفة الفارغة وتأليه أنفسهم خائفين مترددين لا يعرفون كيف يخرجون من شرنقة الإرهاب ويريدون في نفس الوقت أن يُسكتوا العالم الحر أو يمنعوه من حرية التعبيرو حرية الإعتقاد رغم وجودها في النصوص التي يحتجون بها ، هم الذين سينتهون إلى الصمت و النسيان لا العالم .
هذه الطائفة عليها ملاحظة طبيعة الست مليارات الأخرى من الكائنات الإنسانية ككائنات حيوانية متطورة ، تدفعها دفعا للتكيف مع الواقع وفق القانون الطبيعي الإلهي الذي إكتشفه العقل و يمنع من الإنقراض ،لا أن تطالب بجعل العالم يتغيرلتعيش فيه هي وفق النظرة التي فُرضت عليها بالإرهاب والتخويف وتعتبرها صحيحة و هي خاطئة .
وبما أنه اليوم رأس السنة الشمسية الفلاحية أقول للجميع .
كل سنة شمسية فلاحية و حضراتكم طيبين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية