الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض المسكوت عنه في النقاش حول الإرهاب

أحمد عصيد

2015 / 1 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثمة أمور تتعلق بظاهرة الإرهاب وبالإسلام في السياق الغربي، لا يستوعبها كثير من المسلمين في المجتمعات الإسلامية، حيث يقومون في غالبيتهم بإصدار أحكام أو اتخاذ مواقف لا تفيد في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، بقدر ما تسقط في تبريرها، وتتسبب بالتالي في استفحالها، ومن هذه الأمور ما يلي:
ـ أن الإسلام في السياق الغربي ليس هو إسلام المغرب أو الجزائر أو تونس أو الدول الإفريقية جنوب الصحراء، بل هو إسلام معولم وهابي النزوع والتوجّه، مرجعيته مشرقية خليجية أو أفغانية، مستقوي بشبكات تمويل هائلة، وهو إسلام يعتبر الدين دولة وسياسة وليس شأنا فرديا، كما أنه لا يخصّ المتطرفين والإرهابيين الذين هم قلة، بل يشمل أعدادا كبيرة من أبناء الجالية المسلمة التي تعاني من أزمة هوية خانقة، فتعتبر فقهاء بلدانها عملاء للسلطة، وتشكك في حسن إسلامهم، وتضع ثقتها في خطباء ودعاة التطرف الديني وفي القنوات العربية المروجة لخطابات الغلو الديني المعادي للدول والمجتمعات الغربية.
ـ أن الإسلام عند الغربيين لا يتمثل في نصوص الدين من قرآن وحديث، بل يتجسد في سلوك المسلمين الذي يفهم على أنه "تطبيق للإسلام"، خاصة وأن المسلمين يظهرون تشبثا كبيرا بدينهم، ولا يفتئون يؤكدون على أنهم حريصون على جعل حياتهم مطابقة للنصوص الدينية، مما يجعل كل سلبيات سلوكاتهم تمثل تجسيدا للإسلام لدى الغربيين.
ـ أن الدول الغربية مبنية على فكرة الحرية وعلى نزعة عقلانية شديدة الحساسية من استعمال الدين في المجال العام، وأن رغبة المسلمين في فرض مظاهر تدينهم في الفضاء العام وفي القوانين، يؤدي إلى شعور الغربيين بتهديد مكتسباتهم (وخاصة الحريات الفردية) التي بذلوا من أجل تحقيقها تضحيات جسيمة.
ـ أن رغبة المسلمين في استثناء دينهم وحده من أي نقاش أو تناول نقدي في الغرب، أو من الإساءة لمقدساتهم الدينية (هذه الإساءة التي علينا أن نقرّ بأنها أمر سلبي)، يقتضي بالمقابل أن يكفوا عن إتيان الأفعال التي تعرض دينهم للنقاش أو التهجم، فالذي يطالب مثلا بتطبيق الشريعة في فرنسا احتراما لخصوصيته الدينية، أو الذي يطالب بالفصل بين الجنسين في المؤسسات، ملزم بتحمل كل ردود الأفعال المحتملة والتي منها السخرية، لأن السخرية تصبح رد فعل على سلوكات إسلامية شاذة ومثيرة للاستنكار.
ـ أنّ القول إن "الإرهاب غريب عن الإسلام" لا يعفي المسلمين من نقاش فقهي دقيق حول النصوص المعتمدة من طرف المتطرفين، مع فحص المرجعيات الفقهية في تفسيرها وفهمها، والتباحث في كيفيات إيجاد مخارج اجتهادية ممكنة تقطع الطريق أمام استغلال تلك النصوص، وتبين الأسباب الداعية في السياق الراهن إلى عدم إمكان العمل بها.
ـ أن الإرهاب قد تحول إلى سوق وعمل احترافي لا علاقة له بأي دين، حيث أصبح يعمد إلى وسائل الدعاية العصرية للقتل والتفجير والانتحار مثلما تقوم شركات الإنتاج بالدعاية لأية بضاعة سينمائية، وهو ما يغري الشباب الغربي الضائع بالبحث عن المغامرة وعن فسحة من الوقت يطلقون فيها العنان لنزواتهم الهوجاء ولغريزتهم في التدمير خارج رقابة القانون والدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بعض المسكوت عنه في حرية التعبير
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 15 - 12:23 )

حرية التعبير في المفهوم الغربي تعني حرية الصحافة في السخرية من الأديان التي يعتنقها الاخرون ويعتبرونها مقدسات يجب احترامها
لكن الغريب أن حرية التعبير هذه تقف عند مايسمى معاداة السامية أو الصهيونية واليهودية خاصة وغض الطرف عما يقع من ارهاب رسمي في فلسطين ولبنان والعراق
وأفغانستان واليمن وتقريبا كل دولة والعمليات القذرة لوكالات المخابرات
حرية التعبير مصدر من مصادر الارهاب وما لم يتم سن قانون احترام الديانات فسيبقى الوضع عما هو عليه


2 - terrorism
محمد***المغرب ( 2015 / 1 / 15 - 19:47 )
الاستاذ عصيد انك تقوم بتوصيف الظاهرة الارهابية المنسوبة للمسلمين فقط .المفروض ان تتحدث عن الجوهر
الارهاب الاسلامي هو صناعة وابداع امريكي بعد دخول الرو س الى افغنستان سنة 1978 الدول الخلييجة لم تكن الا مصدر التمويل والمد بمواطنين محاربين من الدول المسلمة الفقيرة . قبل هذا التاريخ لم نكن نسمع بحركات اسلامية او جهاديين.الصراع العالمي الوحيد الذي كان موجود في الساحة العالمية هو الصراع الاديولوجي : شيوعية-راسمالية ( امبريالية ) ادوات العصر كانت بادر ماينهوف ، الالوية الحمراء ، الجيش الاحمر اليباني .قضية فلسطين كان صراع محدود جغرافيا نسبيا.


3 - الى محمد °°°المغرب
ميس اومازيغ ( 2015 / 1 / 16 - 16:59 )
هل كانت امريكا وراء الغزوات التي شنت على امم مسالمة من قبل المحمدينين جزت فيها الرؤوس ,سبيت النساء ونهبت الثروات؟ طبعا لم تكن تسمع غير ما اوردت لأن خدام المحمدية اخفو عنك حقائق فانتبه للأمر كل من الحكيم الأسرائيلي والغربي وعملا على بعث الروح في التاريخ اللذي طمس وكانت داعش وكل المجرميين اللذين يفعلون الحمدية من القاعدة وبوكو حرام والذآب المنفردة هكذا تعيش عصر الغزوات بالصوت والصورة.فهل ستستيقض من غفلتك؟

اليك هذا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=437723

اخر الافلام

.. دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس تعلن عن تأدية 40 ألف فلسطيني


.. خطيب المسجد الحرام: فرحة العيد لا تنسي المسلمين مآسي ما يتعر




.. مراسل العربية أسامة القاسم: نحو 1.5 مليون مليون حاج يصلون إل


.. مبعدون عن المسجد الأقصى يؤدون صلاتهم عند باب الأسباط




.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى بالمسجد الأقصى