الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من بدَّل دينكم فاقتلوه

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2015 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خلال الأعوام الماضية تنافست السلطات الدينية في الدول الإسلامية في سباق مثير لقتل أو اعتقال أكبر عددٍ ممكن من المخالفين فكرياً للفكر الإسلامي المتشدد..لهذا أصبح من المألوف جداً بين فترةٍ و أخرى أن نشاهد اعتقال كاتبٍ صحفي أو مدون و محاكمته بتهمة الردة..تلك التهمة التي اخترعها البخاري كما اخترع عدة أمور أخرى يؤمن بها العديد من المسلمين إيماناً لا يخالطه أي شك للأسف.

أغلب المسلمين هم كذلك بالوراثة..أي أن المسلم يُولد و يتم تسجيل الإسلام في خانة ديانته دون الإصغاء لرأيه الغير مهم..نعم أعلم أن الجميع في ذلك الوقت يكون في المهد و معجزة التحدث في ذلك الحين من الصعب تكرارها و لكن لو تغاضينا عن تلك المعجزات التي لم تعد تحدث كما في السابق فسنجد أن الإسلام لم يُعرض على الفرد المسلم ليقرر بكامل إرادته الحرة أن يؤمن به..أي أن جميع المسلمين بالوراثة دخلوا الإسلام قسراً و هو ما يعتبر حسب الشريعة الإسلامية إكراه لا يُحاسب المرء على نقضه له في أي مرحلةٍ مستقبلية..و لكننا نجد أنه عندما يفكر أي مسلم في ممارسة حرية المعتقد كما كفلها له الله في القرآن الكريم يتم قتله!!..ليقع الفرد المسلم في براثن هذا المنطق الثعباني الذي يلتهم بعضه بعضاً كما سيفعل به إن حاول فهمه.

أتذكر أنه قبل عدة سنوات و في حلقة من برنامج الشريعة و الحياة على قناة الجزيرة -إذ لم أكن مخطئة- تم استضافة "الشيخ" يوسف القرضاوي ليتحدث عن مشروعية حكم الردة في الإسلام فقال:"لو تركوا -يقصد المسلمين- حكم الردة ما كان هناك إسلام..و لكان انتهى الإسلام منذ وفاة الرسول الكريم"..و هو ما أعتبره اعتراف صريح منه بأنه يؤمن في قرارة نفسه بهشاشة الإسلام كمعتقدٍ فكري و إنه لو تم إخضاعه للتمحيص فسوف يتراجع عن الإيمان به أغلب معتنقيه لهذا يتم إجبارهم عليه عن طريق التخويف بالقتل.

فبوجود حكم الردة يحجم الكثيرون عن التعبير علانيةً عن معتقداتهم مما ساهم في إنشاء مجتمعات بأكملها تقوم على النفاق و الخوف..نعم الخوف فالإسلام قد يكون أصبح بالنسبة للكثيرين عبارة عن فكرةٍ تشبه في كثيرٍ من تفاصيلها الداخلية تفاصيل الفكرة التي تقوم على أساسها عصابات الجريمة المنظمة و التي لا تقبل أن تنسلخ عنها بعد أن تكتشف الكثير من قبحها الداخلي..لهذا سنلاحظ أن الكتابة باستخدام اسمٍ مستعار قد يكون اختراع غربي و لكنه مستخدم في العالم العربي بشكلٍ أكثر احترافية..ففي العالم الغربي سقف الخوف مرتفع جداً مقارنة بسقفنا الذي تصطدم به رؤوسنا كلما انتصبت قاماتنا واقفةً و لو قليلاً.

لا ترغب في تغيير معتقدك الديني من الإسلام لسواه و تشعر أن ذلك أمر لا حاجة لك به؟؟..حسناً لا بأس و لكنك ستجد أنه حتى على صعيد نقد الخطاب الديني الداخلي أو حتى المطالبة بإعادة قراءة كتب التراث الإسلامي من منظور أكثر عقلانية هو أمرٌ قد يؤدي إلى قتلك!!..فستجد أن القيادات الدينية المتحكمة بالقضاء غالباً ما تمارس أسلوب محاكم التفتيش الإسبانية في فرض معتقد واحد ذو وجهة نظرٍ واحدة و تُلزم الجميع بها و إلا كان القتل السجن أو الجلد هو مصير صاحب وجهة النظر المخالفة تلك..و بالرغم من ذلك تجد أن أغلب المسلمين يرددون بشكلٍ ممل أن محاكم التفتيش الإسبانية هي مثالٌ تاريخي واضح و مخزي على العقلية القمعية التي اتبعها الغرب تجاه أصحاب العقائد المختلفة!!.

قبل عدة أيام كانت هناك مقابلة تلفزيونية مع أحد علماء المسلمين العباقرة قال فيها أن انتشار الإلحاد أو حتى اللا دينية بين شباب المسلمين سببه قوى عالمية خبيثة يقودها مجموعة من المرضى النفسيين الذين ليس لديهم عقل!!..أي أن هذا "العالم" يرى أن جميع علماء الغرب الذين يعتنق معظمهم اللا دينية أو الإلحاد كفكر و يتسابقون في إبهار عقولنا باكتشافاتهم المستمرة في المجالات الفكرية العلمية و الطبية هم مجموعة من الحمقى الذي يتفوق عليهم هو فكرياً و عقلياً!!..بالرغم من أن كل منجزات ذلك العالم العبقري تدور حول اكتشافاته المدهشة في مجال الإعجاز العلمي للقرآن الكريم!!.

أغلب المسلمين يحاربون ممارسة حرية المعتقد بالرغم من أن القرآن الكريم يحتوي على عدة آيات تكفل تلك الحرية للبشر أجمعين..آيات تنص على أن "مَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" و أنه "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" لأنه ببساطة "لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا" فمن الجنون أن تحاول أن "تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"!!..تلك الرسالة الشديدة الوضوح لم يكررها الرب في القرآن الكريم كثيراً للأسف ربما لأنه اعتقد أن المسلمين سيُدركون أن اختيار المعتقد هو أمرٌ شخصي لا يمكنك إجبار الآخرين عليه و إلا لكنت السبب في إنشاء مجتمعٍ قمعي ينتظر رغم تماسكه الظاهر نفحة ريحٍ بسيطة لينهار بأكمله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خروج
حمورابي سعيد ( 2015 / 1 / 16 - 08:14 )
يا ست زين....لولا الخوف من القتل او اضطهاد المجتمع لرايت الناس تخرج من دين الله افواجا. تحياتي


2 - المعادلة العكسية
مجدي سعد ( 2015 / 1 / 16 - 15:27 )
تحية

كلما ضعف معتقدهم وزاد وضوح هشاشتة وكذبه .. كلما زادت شراستهم في محاولة مستميته للدفاع عنه

قد يستمر هذا بعض الوقت

لكن من الاستحالة أن يستمر طويلا

هناك مقولة مأثورة .. ربما تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت .. او بعض الناس كل الوقت .. لكنك لا تستطيع خداع كل الناس كل الوقت


3 - الردة
حامد علوان ( 2015 / 1 / 16 - 15:32 )
عزيزتي , البخاري لم يخترع حد الردة وإنما بدأ به محمد ومارسه أبو بكر على نطاق واسع عندما إرتكب المجازر بحق القبائل العربية لكي تعود إلى الأسلام وتخضع لسلطة مستبدة أحادية الفكر والتي إبتلى العرب بهذا النوع من الحكم الأستبدادي وتوارثه إلى حد هذا اليوم


4 - امة الاغبياء
ابراهيم ( 2015 / 1 / 16 - 20:40 )
الاغبياء وحدهم من يصدقون اميا جاهلا انه رسول من الله ، ضحك عليهم ببضع كلمات انشائية بلاغية مصحوبة بسجع الكهان فخدعهم لأكثر من 1400 سنة ومازالوا يدافعون عن الخدعة بحياتهم .
اي جديد جاء به محمد لم يكن معروفا قبل الاسلام ؟ ولم يذكره اهل الكتاب ؟
الى متى تبقون مخدعوين يا امة ضحكت من جهلها الامم .


5 - تعليق
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 17 - 00:13 )
فائدة :
يسوع و حد (الرده)! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410556


6 - كان خرجوا عن الاسلام ,المسلمين في
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 1 / 17 - 11:01 )
لوكان ماتقوله صحيحا حمورابي سعيد لخرج من الاسلام المسلمين في الدول الغربية فلاحد للردة هناك
ولااحديجبرهم على البقاء مسلمين


7 - حُكم الردة
Arnab Awy ( 2015 / 1 / 18 - 08:36 )
-الإسلام لم يُعرض على الفرد المسلم ليقرر بكامل إرادته الحرة أن يؤمن به- … و من زاوية أخرى ׃-;- هل تُعامل إنسان أم دابَّة؟ كيف تُرغمه على اعتناق الإسلام و لم تعرض أمامه الخيارات المتاحة التي حين يكتشفها و يدرسها تُعاقبه بحُكم الردة؟ ׃-;-׃-;- هذا هو الإرهاب الداخلي ناهيك عن إرهاب العقائد المُسالمة ׃-;-׃-;- ألهذه الدرجة بلغ استبداد مشايخ إسلامك؟ متى استعبدتُم البشر؟ وُلِدوا أحرارا فلا تفرض عليهم عقيدتك و شرائعها الغريبة عن الإنسانية ٭-;- نتعلَّم صفاء السريرة من أطفالنا و نلوث سريرتهُم بأفكارنا ٭-;-

اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي


.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة


.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟




.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا