الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى الله كلم موسى.... فلماذا لا يتكلم البعض

كهلان القيسي

2005 / 9 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تنبيه: ليس الهدف من هذا المقال الانتقاص من أي احد أو التنكيل بأحد بل هو مجرد تحليل وتساءل:
تتسم شعوب الشرق عموما بالتخلف الديني والضعف الفردي بصفة عامة, لان الدين يلعب دورا أساسيا في حياتها, كذلك الطبيعة الجغرافية تحتم على الفرد الانظمام إلى الجماعة, وبما إن الجماعة بحاجة إلى من يوجهها, فهي تستسلم إلى أوامر وتوجيهات هذا القائد لان الشذوذ يعني لها أما الموت أو العيش بانفراد وهذا صعب جدا على الإنسان الشرقي أن يحياه, لذلك نجد إن هذا الإنسان مجبرا بطريقة أو بأخرى بالقبول بالأمر الواقع, لكن هذا لا يعني عدم خروج أشخاص أو أفراد شكلوا مجموعة صغيرة أخرى لعدم توافق الآراء مع المجموعة الأكبر, وقد يؤدي هذا إلى اصطدام بين تلك المجموعتين التي قد تنتهي بالحرب, ولان حجم المغامرة بالخروج على الواقع قد يكون كبيرا وخطيرا لذلك نجد الإنسان الشرقي دائما ينتظر من يبدأ قبله لكي لا يكون هو الأول في تحمل مسؤولية المبادرة, لذلك نجد إن هناك القليل من يتمرد على واقع الجماعة لان المبادرين هم قله في الأصل. لذلك يتم الاعتماد كليا على قائد الجماعة الذي يسير ويوجهه تلك الجماعة تبعا لرغباته وأهوائه, ومن كثرة الاعتماد على هذا الشخص والتبجيل له والخنوع التام له يغدوا بطريقة ماء أشبه بالإله لهذه الجماعة سواء كان هذا الشخص هو شيخ قبيلة أو إمام جماعة أو ملكا أو أميرا.
أول شخصا اله في بلاد الرافدين

بالرغم من التطور الحضاري والفكري في بلاد وادي الرافدين من فلسفة وعلوم وطرق تسيير الحياة إلا انه نجد وفي ظاهرة غريبة إن احد الملوك يؤله نفسه على الشعب, وهذا هو الملك نرام-سن من المنكلة الأكدية- بالرغم من وجود شخص أخر قبله هو أسطورة بشرية ألاهية هو كلكامش- إلا إن هذا الشخص هو شخص عادي "أي ليس أسطورة"ولكنه الًه نفسه على البشر, والدليل الاثاري المكتوب على ذلك هو انه أول ملك عراقي قديم كتب علامة الألوهية قبل اسمه وهي ألنجمه التي كانت تكتب فقط مع أسماء الاله الكبار.
المؤلهين في حاضرنا
نقصد بحاضرنا هو الفترة التي ظهرت فيها الديانات السماوية والتي لا تتجاوز 2500 سنة وتعبر تاريخ قريب في نظر المؤرخين. كانت أول ضربة حاول توجيها الفرعون المصري اخناتون لهذا التخلف الديني هو بالمناداة بعابدة الاله الواحد وهنا ثارت علية بقية الكهنة الذين كانوا بالآلاف, وفي حينها سميت ثورة الكهنة لتضرر مصالحهم الشخصية,, إلى أخر القصة , ويمكننا تشبيههم ألان برجال الدين في الوقت الحاضر. وللتحقق من نتيجة ما اضطر موسى أن يكلم ربه الذي كلفه بإصلاح هذه البشرية الشرقية, وأيقن موسى بعد أن كلمه ربه , وبدء يكلم شعبه ويقوده أي الاحتكاك بالشعب المسؤل عنه , وكذلك فعل الأنبياء التابعين من بعده في التعايش اليومي مع الشعب الذي يوجهون .

وبعد التطور الفكري للعقل البشري وانتهاء عصر الرسالات وختمها بالدين الإسلامي, بدأت تظهر بدع وأفكار عن الغيب وعن الاله الغائب الذي سيخلص البشرية من الظلم, وفي حقيقة الأمر والواقع المعاش لا يوجد شيء من هذا القبيل.لكن مادام الغيب يلعب الجزء الأكبر في تفكير هذه الشعوب وكثرة الظلم الذي لا يطاق, فان الأمل الوحيد في الخلاص هو وجود الغائب وانتظار ظهوره في زمن ما. وان هذا التقليد في عودة الاله الغائب هو موجود في حضارة وادي الرافدين, ولكن هذا الاله يظهر سريعا كل عام ويختفي,,, ففي أسطورة سومرية قديمة يتوجب غياب الاله تموز ألاه الخصب والتكاثر في العالم الأخر ولاكن لا يمكن إخفائه أكثر من موسم لان يجب أن يكون هناك في السنة موسم للتكاثر وإذا لم يخرج هذا الاله فان الحياة سوف تنتهي على الأرض. إذا إن الفلسفة الدينية في العراق كانت أكثر تطورا من فلسفة البعض الدينية ألان في إخفاء الاله الغائب اند الدهر,,, فهو كان يخرج إليهم كل عام موسم واحد ليعن النماء في الأرض. وبما إن الإسلام أنهى فكرة الاله الغائب أو النبي الجديد عمليا, والتي لا تزال في فكر اليهود والمسيح على حد سواء, إلا إن هناك من يعتقد بوجود شخص ما، بشر من لحم ودم ولد من رحم امرأة مثلي ومثلك يظهر بعد حين -وكأنه مخلد في الحياة التي فشلت كل شرائع السماء في إيجاد سبب منطقي للخلود - لكي يسود العدل المفقود في فكر هذه الشعوب التي أصبحت عاجزة عمليا من أن تأخذ عدالتها بنفسها.
القرار المفروض
ونتيجة لذلك ظهرت حركات معينة رافضة لانتهاء عصر النبوة, واستطاعت أن تكون لنفسها فكرا يعتمد على شخص شبه مؤله يكون إماما ليقود هذه الجماعات, ويكون هذا الشخص على درجة عليا من القدسية بحيث يتم إخفاءه عن البشر من تابعيه إلا ما ندر , وتصل تعاليم هذا الشخص إلى الآخرين عبر الوسطاء أو الوكلاء الذين يعينهم , وبما هؤلاء كثر وذوو توجهات متشعبة , فهم يستغلون هذه الفرصة لتجيير فكر هذا الشخص القائد حسب أهوائهم , سواء كان راضيا أم لم يرضى, وهذا ما قد يطلق عليه في التفسير بين الظاهر والباطن في الغيب – لان هذا الفكر سائد بشكل كبير في الشرق- وهنا يمكن أن نسميها استغفال التابع.
ملامسة الشعب
بالرغم من التطور الفكري والتكنولوجي العام إلا إننا لا نزال نجد شعوبا في الشرق تتبع في ممارسة عقائدها الدينية على الغيب بالرغم من الحضور, الحضور في الديانة المسيحية واضح وجلي فالأب الروحي للمسيح والذي يمثل أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم يظهر إليهم على الأقل اسبوعيا ويسافر في بقاع الأرض للقاء مرديه.
أما في الإسلام ولدينا طائفتين رئيسيتين فلا نجد هذا الشخص المؤله وجودا مثلا في الطائفة السنية, ولكن نجده في الطائفة الشيعية, وهو ما يسمى بأية الله ولم نجد تفسير لغوي في أن يكون الشخص أية في الدين وأية من الله. إن من يريد صلاح أمته عليه أن يظهر عليها جليا, فبالرغم من وجود الصحافة والتلفزيون والانترنت نجد الحقائق تزور كل يوم في عالمنا, فكيف يمكن الاعتماد على شخص ما وكيل القائد ووكيل الإمام وهم كثر يظهر ليكلم الأمة باسم الإمام. ما هي القدسية التي أعطيت لهذا الشخص الذي هو مثلي ومثلك سوى انه اختار الدين ليتعمق به وأنت اخترت الفيزياء لتكون عالما فيها وأخر اختار الكيمياء وغيرها. ولكن بما إن الدين هو من الغيبيات فان اظفاء القدسية على الشخص هي أسهل ما يكون وفي أن تنتشر بين شعوب لم تفقه العلم وخصوا العلم المادي بعد.
أمل الشعب
عودا على بدء وهو إن بعض الشعب في بلدي ألان سلم أمره إلى الغيب , الشعب كله من علمائه وجهلائه إلى شخص هو الإمام الذي يفتي بما يكن أو لا يكن, إلى شخص يكون الواسطة بينه وبين ربه الذي هو بين السماء والأرض في النور و والوجدان , إذا كان ربي كنور يعيش معي فلماذا أوسط شخص بيني وبينه, ألا املك عقل يحتم علي أن افعل ما هو خير وما هو شر, الم المس حقيقة الأمور في حياتي يوميا, هل أنا مسلوب الإرادة العقلية إلى هذا الحد الذي يجعلني وأنا العالم أن انظر إلى فاه من هو اقل علما مني في أن يحدد طريقة حياتي وفكري!!!
هذا هو واقع الحال في بلدي, لذلك أتوجه بالسؤال إلى من نصبهم المسلوبون للارادة العقلية، وصاة عليهم, ألا يجدر بكم ألان وتابعيكم أصابهم الهلاك, أن تظهروا شخصيا إليهم, لكي يلمسوا جزء من حقيقة وجودكم, من المنطق أن يكون الخبر الأكثر صحة هو الخبر الذي يصدر من قائلة وليس من مردده, اظهروا إلى مقلديكم وقولوا لهم الحقيقة ووجوههم إلى التي بها أحسن لكي يفقه الجاهل والعالم من انتم وماذا تريدون لتتضح الصورة إلى جهلاء أمتي.
كلم الله موسى,,,, وكلم بولس الثاني 3 مليار مسيحي,,, فمتى يتكلم إمام الأمة إمام الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa


.. المئات من اليهود المتشددين يغلقون طريقا سريعا في وسط إسرائيل




.. بايدن: يجب أن نقضي على -حماس- كما فعلنا مع -بن لادن-