الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف الرد على المسيئين لديننا ونبينا ؟ .

الطيب آيت حمودة

2015 / 1 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



***عشنا هذه الأيام محنة النقاشات الحادة على المستوى الإعلامي حول ما جرى لصحيفة [شارلي ايبدو ] الفرنسية التي وراءها خط تحريري بأجندة يهودية حاقدة على الأديان مشوهة للمعتقدات بأساليب نقدية تهكمية مجسدة بالصور .

*** الحرية الفكرية وإن كانت مقدسة في بلدان الغرب إلا أنها مقيدة عندما تسيء للغير ، فالحرية تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ، فالإعلام الغربي يكيل بمكيالين فهو يشجع الإرهاب في سوريا ويضربه في مالي ، يسكت عن إهانة نبي الإسلام و يسجن الطاعنين في المحرقة اليهودية( الهولوكست ) ؟ .

*** إقدام الأخوين [ كواشي ] الإنتقام لنبينا محمد صلوات الله عليه وسلم بقتل 12 عضوا من طاقم الجريدة، هذا الفعل أسال حبرا غزيزا وشحذ فكرا بين التأييد والمعارضة أي بين [ وي شارلي ] ، [نو شارلي].
فهناك من يرى مشروعية الفعل الإجرامي ، وهناك من يرى بأنه تطرف مقرف غايته تكبيل حرية التعبير بالترهيب .

***فالفكر الغربي عقلاني علماني لا يعر للأديان قيمة تذكر ، فأول الأديان التي استهين بها هي المسيحية ، والمسلمون بعاطفة جياشة يُستثارون بسرعة ، ويقترفون جراء تهورهم في الرد جرائم تعود بالوبال على الإسلام والمسلمين ، كان المفروض أن يُمنح (الميكرُفون ) لعلماء الإسلام الأكفأ منهم لتوضيح أساليب الرد السليمة والسلمية على الإستفززات المناهضة لديننا حتى لا نغذي ونرسخ فكرة أن المسلمين إرهابيين معتدين … أما الإقدام على قتل أناس بلا تمييز تحت تصفيق وتشجيع المسلمين فتلك ظاهرة تحتاج إلى علماء السسيولوجية لتفكيكها .

***هل ديننا يدعوا إلى قتل المسيئين لنبيينا ؟

تقديري أن الإساءة للأديان و الأنبياء ليست وليدة اليوم ، فكتب التراث طافحة بها بما فيها صحيح البخاري
https://sunnijurisprudence.wordpress...ة-لأحاديث-الب/
ومنها كذلك على سبيل المثال لا الحصر ( أمية بن خلف) بن وهب إذا رأى النبي (صلى الله عليه وسلم)همزه ولمزه، فنزلت فيه الآيات (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ )،وعندما جمع الرسول )( صلى الله عليه وسلم أهل مكة لدعوتهم إلى الإسلام قال له أبو لهب ( تبا لك ألهذا جمعتنا ) ،فنزلت فيه الآيات ( تبت يدا أبى لهب وتب)، كما قرر القران أن ظاهرة الاساءه إلى الدين ورموزه مستمرة عبر التاريخ كما في قوله تعالى(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكلِّ نَبِيٍّ عَدوًّا مِنَ الْمجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرً)، وفى ذات الوقت قرر القران الكريم أن الله تعالى سيحفظ الإسلام دينه الخاتم ورموزه ،فقد* أشار القران إلى أن الله* تعالى سيحفظ القرآن الكريم، (انَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(الحجر:9)، كما أشار إلى أن الله تعالى سيكفى رسوله (صلى الله عليه وسلم) المستهزئين ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ)(الحجر:95).
وبناءا على ما سبق فان الغاية من الرد على الاساءه إلى الإسلام، ليس حفظ الإسلام ورموزه –فهذا الحفظ هو فعل إلهي وليس فعل بشرى- بل دعوه غير المسلمين للإسلام، والتي تتضمن بالضرورة الرد على هذه الاساءه، وما تتضمنه من تعمد تقديم* تصورات مشوهه وخاطئة عن الإسلام ورموزه.

هل نحن المسلمين لم نسء للديانات الأخرى ؟



منطلقا نحن ضد الإساءة للرموز الدينية حين يتعلق الأمر بنا ، غير أن ثقافتنا الدينية مليئة بكره من خالفنا ، نحن نسمي من خالفنا عقديا[ بكافر ومشرك ] وواجبنا قتاله وقتله عند القدرة ، التارك لديننا (المرتد) نقتله ، من لم يعتنق ديننا نرغمه على دفع الجزية وهو مطأطأ الرأس (صاغرا) ، ونجهر بأن الدين عند الله هو الإسلام دون أن ندرك بأن الإسلام أكبر من إسلامنا الذي نفهمه ، ونصف غيرنا بأوصاف قدحية وبأسماء مشينة (أحفاد القردة والخنازير )،ونغضب عندما يسيئون إلينا بمثل عضبهم عندما أسأنا إليهم ؟ فكيف نطلب من الآخر احترام معتقداتنا ونحن لم نحترم اختياراته الإيمانية طيلة 14 قرنا الماضية ؟ أحيانا يصيبنا العوز فنرى غبشا في عيون غيرنا ، ولا نرى جذوع نخل في عيوننا ، فهل معاييرنا مزدوجة نحب لأنفسنا مالا نحب لغيرنا ؟

*** نكساتنا تتكرر ، وسقوطنا بلا نهضة .


*الإساءات لديننا قديمة قدم الدين نفسه ، وأسباب الإساءات عائد للهبوط الحضاري لأهل ملتنا ، فقد جاءت الإهانات تتابُعا من ( الآيات الشيطانية ) لسلمان رشدي ، و كتاب (نبي الخراب) (: Prophet Of Doom) للمؤلف كريك ونن (Craig Winn) ، و (الرسومات الدنماركية ) ، و فيلما ( الخضوع ) ، (وبراءة المسلمين) اللذان أثارا ضجة إعلامية كبيرة في الوسط الإسلامي …. الخ ، وآخرها قضية رسومات شارلي ايبدو .
يبدوا وأن اللوبي اليهودي المهيمن على الإعلام يستثمر في عواطفنا ، فهو يلهينا عن قضايانا المصيرية في فلسطين ، وعن فساد أنظمتنا التي تتغذى من فكر (برنار ليفي ) الصهيوني ، فهم يفجرون غصبنا بالمعنوي و ، ونرد نحن عن المعنوي بالمادي ( بالقتل و بالمظاهرات العدائية والتخريب التي تعري ثقافتنا العدوانية ) ، فنحن أشبه بالثور الجانح الذي يستثيره الطيريرو بالخرقة الحمراء عند الحاجة إلى استثارته ، فعندها يقول الصهاينة مثل هؤلاء القتلة هم من نحارب في غزة .


*** الأخوان (كواشي ) أساءا للإسلام والمسلمين .

* المتربصون بالإسلام في الغرب كثر، فهم غير قادرين على ايقاف تمدده بسبب القوانين الوضعية (اللبيرالية / العلمانية) التي يطبقونها ، غير أن بعض المسلمين اساءوا استخدام ذلك الحق في الإعتداء على نفس القانون الذي أعطاهم الحق ، فعدد المسلمين في فرنسا وحدها يزيد عن 6 مليون نسمة ، لهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية ، لهم الحق بناء المساجد ، فهم مواطنين عاديين في نظر القانون ….. غير أن تجاوزات بعض حمقانا زاد من قوة اليمين المتطرف العنصري ، فها نحن نجني ما ارتكبنا ، اعتداءات على مساجدنا ومصلياتنا ، تضييق على كل مسلم في الغرب ، تفتيش وتوقيف ومساءلة ، طرد تعسفي من العمل ، ….. بل مظاهرات لطرد كل العرب والمسلمين من أوروبا كلها ، لا أدري ما سيكون موقف [المغترب]من فعلة الإخوة كواشي العنترية ، فشارلي ايبدو ، مجلة فرنسية تخضع لقوانين فرنسية وليس لقوانين إسلامية حتى نرغمها على ما تقوله ومالا تقوله ، فهي مجلة ربحية ، قضية الإعتداء على طاقم تحريريها رفع اسهمها الربحية بمئات المرات ، وهي الآن تصدرب 16 لغة عالمية بما فيها العربية .

خاتمة القول :
الغرب العلماني الحاقد على الإسلام يستفزنا بحقائق مأخوذة من تراثنا وتديننا الباهت ، فيفجرها في وجوهنا ، فحري بنا أن ننظف ديننا من الأدران التي أولصقت به زورا ، فالغرب لا ينظر إلى ديننا الصحيح ، وإنما يقرأ [ديننا ] من [ تديننا ] من تعاملاتنا ، من علاقتنا مع بعضنا كمسلمين ، فعندما يرى عيبا وشنآنا فهو يتخذه سبيلا للتنفذ والتدخل في شؤون المسلمين ، كما فعل في العراق وليبيا وسوريا ،فصلاحنا نصنعه بعقولنا وايدينا وليس بغيرنا ، وعزة ديننا من عزتنا نحن ، لا يمكن أن يكون ديننا عزيزا مكرما ونحن تبع للغرب الكافر في كل شيء ، فالإعراض عما قالوا أسوة بسيرة نبينا الكريم … والعمل الحضاري المنتج هما السبيلان للخروج من أزمتنا الخانقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعيب زماننا
سناء نعيم ( 2015 / 1 / 18 - 11:21 )
تتهم الغرب العلماني بالحقد على الاسلام وهي نفس النغمة النشاز التي يرددها المسلم ، متعلما كان او اميا، متجاهلا ان هذا الغرب العلماني هو الذي فتح ابوابه لملايين المسلمين حيث منحهم كل ما يحلمون به من حقوق مادية ومعنوية لم يوفرها لهم الاسلام الذي دأبوا على التغني بمثالية قيمه التي لاوجود لها الا في مخيالهم المريض.
المسلمون في الغرب استغلوا مناخ الحرية هناك لفرض قوانينهم حتى لو خالفت القانون العام واذا ما اعترض على سلوكياتهم يرفعون عقيرتهم بالتباكي على الحق المهدور واتهام الغرب الازدواجية .
مافعله الاخوان كواشي هو عمل اسلامي بامتياز وقد انتقما للدين بناء على نصوص دينية من القرآن والسنة ولاداعي لانتقاء نصوص جذابة بعيدة عن الموضوع.فالقرآن مثل السوبرماركت يجد فيه كل زبون حاجته.
كان على المسلمين تجاهل الصحيفة ولاداعي لذلك الخطاب الاجوف البائس والتحريض كما تفعل يومية الشروق المنافقة.
وفي الاخير أسأل أليس وصف المشركين بالنجس اساءة للأخر ؟
فمتى نكف عن الصراخ ولعب دور الضحية وكان المسلمين أبرياء والكل يتربص بهم .على ماذا؟
تحياتي


2 - الرد الكاريكاتيري
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 18 - 13:59 )

فكرة الرسم
-----------

امامان أحدهما يحمل شارة العلم الفرنسي - مندمج - والاخر يمثل الهوية الاسلامية الغير الخاضعة وأمامهما جنازة أحمد لمرابط الشرطي المقتول ومصطفى وراد المصحح اللغوي في جريدة شارلي ايبدو
الامامان يتناقشان أين سيدفنان؟
الامام المفرنس
-- ندفنهما طبعا في مقابر المسلمين فهما مسلمان
يرد الامام الاخر
--مسلم من يحرس جريدة تسخر من الرسول؟؟
ومسلم من يشتغل في جريدة تسخر من الرسول؟؟
-- ماذا نفعل؟
ندفنهما مع النصارى أو مع اليهود؟؟
-- لن يقبلهما
--لدى تخريجة في الفقه الأمريكي أو الهندوسي
-- وماهي هذه التخريجة؟
--أن نرميهما في قاع البحر أو نحرقهما

ملاحظة
--------

يجوز لكل رسامي الكاريكاتير استغلال هذه الفكرة


3 - العجرفة العمياء
سرجون البابلي ( 2015 / 1 / 18 - 16:52 )
, المسلم لايرى الحقد الذي في داخله والذي يشع منه في كل الاتجاهات ويعتقد بان العالم اطرش واعمى لايسمع ولا يرى مايفعله وما يقوله المسلمين . ت

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah