الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكانتون في زمن الدولة ( خطأ في التقدير أم خلل في الاستراتيجية) ؟!

ئارام باله ته ي

2015 / 1 / 18
القضية الكردية


الكانتون في زمن الدولة
(خطأ في التقدير أم خلل في الإستراتيجية) ؟!
يدور اليوم نقاش ساخن حول ما يسمى بكانتون (شنكال) الذي أعلنه حزب العمال الكوردستاني (PKK) من طرف واحد، وأثار ردود أفعال، كان البيت الكوردستاني في غنى عنه .
في الوقت الذي لست فيه بصدد تخوين جهة سياسية ودعم أخرى، حيث لا أعمل وفق هذه المنهجية في الإطار الكوردستاني العام، لكن ثمة هنالك إشكاليات سياسية وقانونية ودستورية، كان يفترض بالأخوة في الـ (PKK) أن يأخذوها بعين الاعتبار . فمن جهة، نحن في كوردستان لازلنا أمام خطر وجودي لايستهان به، وهذا يوجب تكاتف كل الأطراف وتذليل الخلافات وردم الهوة بين الأحزاب الكوردستانية من أجل المصلحة العليا لشعب كوردستان، في حين أن هذه الخطوة عدت انفرادية، بل واستفزازية في الوقت نفسه لأنها استبعدت أطرافاً فاعلة ومؤثرة في المشهد الكوردستاني، هذا كله إن تكلمنا في الإطار الكوردستاني المفتوح وألغينا الحدود الدولية، فما بالك لو رجعنا إلى الواقع وتعاملنا معه كما هو، حيث أن الطرف الذي أعلن الكانتون في شنكال يعتبر وفق القانون الدولي طرفا أجنبيا، وهذا يعرف دوليا بالتدخل السافر في شؤون دولة ذات سيادة، إذ أن شنكال كما كوردستان لازالت جزءاً من الدولة العراقية، وأما من الناحية الدستورية فلا يوجد شيء في الدستور العراقي أسمه (كانتون) ، بل أن هذا التقسيم لا يتلاءم مع التراتبية السياسية والإدارية الموجودة في الدولة العراقية، وأن مشروع دستور إقليم كوردستان لا يجيز تشكيل الأقاليم داخل إقليم كوردستان، هذا لو فرضنا جدلاً أن المادة 140 من الدستور العراقي قد طبقت وعادت شنكال إدارياً وسياسياً وقانونياً إلى حضن الإقليم . بمعنى أن من سمح لنفسه بهذا الإعلان (كانتون شنكال) قد عبر عن جهل مطبق في القوانين الدولية والنظم السياسية وفي مجال الدستور والقانون، أقول ذلك مضطراً، لكن هذه هي الحقيقية الحقة، ودون ذلك لا يوجد توصيف آخر مع الأسف الشديد .
إن شنكال عانت بما فيه الكفاية، وهي تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تضافر كل الجهود من أجل تحريرها من براثن همجية القرون الوسطى التي تمثلها (داعش) ، لا أن تكون ساحة لتصفية الحسابات السياسية بين الأحزاب الكوردستانية، إن هذا بحد ذاته عار بحق شنكال وأهلها وتاريخها ورمزيتها التي لا تضاهيها رمزية اليوم . وهذا يحتم على كل الأطراف التنافس على خدمة شنكال وكسب ود أهلها وليس النظر إليها كغنيمة سياسية أو انتخابية فيما بعد .
في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تغيرات عميقة، ربما تتجاوز شكل أنظمة الحكم وتمتد إلى إعادة تشكل المنطقة من جديد، ينتظر الكوردستانيون (وخاصة في إقليم كوردستان) أن يتوجوا جهودهم وسنوات نضالهم بدولة مستقلة لطالما حلموا بها، لكن بطبيعة الحال هنالك أطراف إقليمية ترى في ذلك تهديداً لأمنها القومي، ولا غرابة أن يضع هؤلاء العراقيل في هذا الدرب من خلال أجندة معادية لمشروع الدولة الحلم . هذا شأنهم، ولكن الأطراف الكوردستانية (في الأجزاء الأربعة) شأنها أن تتفطن لمثل هذه المشاريع والأجندات، ولن يرحم التاريخ طرفاً يتواطأ بالضد من مصلحة كوردستان .
وعلى الرغم من هذا كله، يجب أن لا تكون حادثة (الكانتون) مناسبة مغرية للتسقيط السياسي وتخوين الآخر الكوردستاني، والتشكيك بوطنيته وولاءه للوطن، فالوقت ليس مناسباً البتة لمثل هذه المهاترات التي لن تخدم شنكال والقضية الكوردستانية برمتها، وأني لعلى قناعة تامة أن كل الأطراف تسعى لخدمة شنكال، ولكن من خلال قنوات مختلفة وطرق متباينة، حتى وإن اخطأ البعض في التقدير أو لم يوفق في الإستراتيجية المتبعة حيال ذلك، فإن هذا لا يخرجه من الصف الوطني ولا يدخله في الجبهة المعادية لكوردستان .

ئارام باله ته ى
ماجستير في القانون
ماجستير في دراسات السلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علم إسرائيل يرفع على الحدود المصرية.. ورفح بين المجاعة والقص


.. نتنياهو: عملية رفح تخدم هدفي إعادة الأسرى والقضاء على حماس




.. شبكات | تفاصيل صفقة تبادل الأسرى ضمن الاتفاق الذي وافقت عليه


.. الدبابات الإسرائيلية تسيطرعلى معبر رفح الفلسطيني .. -وين ترو




.. متضامنون مع فلسطين يتظاهرون دعما لغزة في الدنمارك