الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخارجون عن القطيع يفضحون أكاذيب الإسلام والحقوقيّين المسلمين

مالك بارودي

2015 / 1 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يمرّ يوم دون أن تسمع في هذه الإذاعة العربية أو تلك أو تقرأ في إحدى الصّحف خطابات تزعمُ الدّفاع عن حقوق الإنسان... تحدّثوا عنها في مصر وصدّعوا رؤوسنا حين فضّ الأمن والجيش في مصر إعتصام الإخوان الإرهابيّين في رابعة، زاعمين أنّ ذلك كان إنتهاكا لحقوق الإنسان. تحدّثوا عنها في فلسطين، زاعمين أنّ إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان وتقتل الفلسطينيّين وتضيّق عليهم دون سبب أو لأسباب واهية. تحدّثوا عنها في سوريا، زاعمين أنّ نظام بشّار الأسد يمعن في إنتهاك حقوق الإنسان ويقتل السّوريّين. تحدّثوا عنها في تونس، زاعمين أنّ فترة حكم أوّل رئيسين للبلاد كانت تتميّز بإنتهاك حقوق الإنسان وقمع الحرّيّات، بل كادوا يختصرونها في ذلك، وقد أمعن الطّرطور رئيس الجمهوريّة المؤقّت السّابق محمّد منصف المرزوقي، في إستثمار هذا الخطاب والتّرويج له وجعل منهُ حصان طروادة، وهو النّرجسيّ المنافق الذي لا يفوّت فرصةً دون التّذكير بأنّه "حقوقي"... وهذه أمثلة بسيطة ذكرتها على سبيل المثال لا الحصر. فقد أصبح الحديث عن حقوق الإنسان تجارة من لا بضاعة له إلاّ الكلام. كلامٌ بكلامٍ وقولٌ بلا فعلٍ في أغلب الحالات، بل قولٌ كاذبٌ لا يمكن أن تجد له أيّ تجسيد في الواقع.
ماذا نجدُ في المقابل؟ من من بين كلّ هؤلاء الذين ينهقون بـ"حقوق الإنسان" دافع عن المدوّنين التّونسيّين "جابر الماجري" و"غازي الباجي" (المعروفين بـ"ملحدي المهديّة") الذين أدينا في شهر مارس 2012 بتهمة "الإساءة للإسلام" لمجرّد أنّهما نشرا رسوما كاريكاتوريّة على صفحتيهما على "فيسبوك" وحُكم عليهما بالسّجن لسبع سنوات ونصف؟ لا أحد. حتّى الطّرطور المؤقّت محمّد المنصف المرزوقي "صمت دهرا ونطق عِهرا" فإدّعى أنّ إستمرار حبس "جابر الماجري" حمايةٌ لهُ... ولم يُصدر الطّرطور قرار عفوٍ رئاسي عنه إلاّ بعد أن كثرت وتزايدت الضّغوطات الدّوليّة عليه من قبل منظمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظّمات أخرى وبعد إستشارة مجموعة من شيوخ الدّين (ولتذهب مدنيّة الدّولة إلى القمامة!)...
من من بين كلّ هؤلاء دافع عن "حمزة كاشغري" الذي إتّهمه "كلاب الله" و"حرّاس المعبد" بـ"الإساءة للرّسول" سنة 2012 بسبب تغريدات نشرها على "تويتر"، فأعتُقل في ماليزيا ورُحّل إلى السّعوديّة بأمر من الملك السّعودي ووفقا لبيان من "اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" برئاسة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي المملكة وحُوكم وسُجن ولم يُطلق سراحُه إلا في أواخر 2013؟ لا أحد، عدا "منظمة العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" وبعض المنظّمات الدّوليّة الأخرى. ولا حياة لمن تنادي في بلاد العرب المسلمين ذوي الأفواه الواسعة المتبجّحين بخرافة من قبيل "الإسلام دين حرّيّة"، "الإسلام كرّم الإنسان"، إلخ.
من من هؤلاء تحدّث عن "رائف بدوي"، مؤسّس موقع "الليبراليّون السّعوديّون" سنة 2006، المتّهم بـ"الإساءة للإسلام"؟ لا أحد، عدا نفس الجهات والمنظّمات الدّوليّة المهتمّة بحقوق الإنسان والدّفاع عن الحرّيّات.
من من هؤلاء دافع عن الكاتب الموريطاني محمّد الشّيخ ولد إمخيطير، المسجون بسبب مقال والمحكوم عليه بالإعدام؟ لا أحد...
والقائمة طويلة، بدأت بمن قتلهم أو أمر بقتلهم محمّد بن آمنة وتتواصلُ اليوم ولن تنتهي...
ثمّ يأتيك عربيّ مسلم ويقول لك: نحنُ نُدين ما فعله الإرهابيّون في حقّ صحفيّي "شارلي إيبدو" في فرنسا ونتضامن معهم ونحن ضدّ الإرهاب... "يا راجل، روح إتنيّل على عينك!"، كما يقول المصريّون. لو كنتم تؤمنون بالحرّيّة لدافعتم عنها في بلادكم وليس في فرنسا. لو كنتم تؤمنون بالحرّيّة لما قبلتم أن يُسجن كلّ هؤلاء الذين ذكرتهم وآخرون غيرهم بسبب إبداء رأيهم في موضوعٍ مّا بما يخالف رأي القطيع أو سخريتهم من فكرة (الإسلام، النّبي، الله، القرآن...). ولو كنتم ضدّ الإرهاب لما أرهبتم كلّ من يقول شيئا لا يتوافق مع خرافات دينكم ولما سمحتم بأن تكون في دُولكم قوانين متخلّفة كالجلد والرّجم والإعدام ولا رضيتم أن يكون ضحيّتها أناسٌ كلّ ذنبهم أنّهم شكّوا في خرافاتكم أو لم يصدّقوها أو قالوا رأيهم فيها.
لقد فضحكم هؤلاء وكشفوا أكاذيبكم وأكاذيب دينكم وأثبتوا بالدّليل والبرهان أنّكم قطعانٌ لا عقل لها ولا تعرف معنى الحرّيّة وحقوق الإنسان والإنسانيّة. فضحوكم وفضحوا دينكم حين سجنتموهم وعذّبتموهم وأعدمتموهم من أجل كلماتٍ بسيطة قالوها أو من أجل رسمٍ نشروه. لقد فضحوكم وإنتهى الأمر، يا خير قطيع أُخرج للقتل والإرهاب. فلا تحدّثونا عن حقوق الإنسان ولا عن الحرّيّة بعد اليوم، فما عاد هناك من يصدّق أكاذيبكم وأكاذيب دينكم المنافق.

-------------
الهوامش:
1.. مقال منشور على موقع صحيفة "التّونسيّة": في قضية الرسوم المسيئة للنبي "محمد": المتهم "غازي الباجي" يتحدث عن ظروف فراره إلى اليونان وحيثيات القضية التي تورط فيها
http://www.attounissia.com.tn/details_article.php?t=42&a=55407
2.. تفاصيل قضيّة "ملحدي المهديّة" على موقع "نواة" (مقال باللغة الفرنسيّة):
http://nawaat.org/portail/2012/04/05/tunisie-enquete-affaire-mahdia-atheisme-delit-de-pensee-atteinte-au-sacre/
3.. مقال "ضغوطات دولية وراء العفو الرئاسي لناشر صور مسيئة للرسول محمد وسط تداخل بين مبادئ الدولة المدنية والفتاوى الشرعية"، على موقع أفريكان مانجر":
http://www.africanmanager.com/site_ar/detail_article.php?art_id=25930
4.. مقال "حمزة كاشغري" على ويكيبيديا:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%B2%D8%A9_%D9%83%D8%A7%D8%B4%D8%BA%D8%B1%D9%8A
5.. مقال: الإسلام هو الإرهاب: حول ولد إمخيطير ورائف بدوي وشارلي إبدو ودين الإرهاب
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=449973
6.. مقال: الإسلام دين الإرهاب - حين قال محمد بن آمنة: من لرسامي شارلي إبدو فإنهم قد آذوا الله ورسوله؟
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=450217
7.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar4.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
8.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إِزدواجية الشخصية
بارباروسا آكيم ( 2015 / 1 / 19 - 13:52 )
يا أُستاذي العزيز الإِنسان المسلم إِنسان مزدوج الشخصية حقه هو كُل شيء وواجبه تجاه الآخرين لاشيء..هو يستهتر ويستهزيء بكل شيء ، وممنوع على الآخرين أَن ينبسوا تجاهه بشيء.! أَنا في مرة من المرات شاركت بمقالة لصحيفة المانية كانت تتحدث عن ختان الإِناث..تقول الصحيفة إِنَّ المسلمين يتباكون ويتظاهرون نصرة لمئة قتيل في غزة ولكنهم لاينبسون ببنت شفة تجاه الآف الضحايا الذين يقتلون نتيجة هذه الممارسة الوحشية (( ختان الإناث )) .! ياأُستاذي هؤلاء البشر معدومي الضمير والذمة والأَخلاق بالمطلق..المقتول لا يهمهم في شيء لكن المهم عندهم من هو القاتل.!

اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا