الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف سقطت المسيحية في ظلمات العصور الوسطى

محمد زكريا توفيق

2015 / 1 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



هل الدين المسيحي دين سماوي صرف؟ فريد في نوعه وتعاليمه، مستقل بذاته، نزل معلبا، أو منحوتا في الصخر، لم يتأثر بطبيعة المجتمع والبيئة الحاضنة وأحداث التاريخ؟ هل هو دين جاء عن طريق الإلهام الخالص، لم يتأثر بالفكر السائد وقت نزوله، ولم يتشكل بما كتبه المؤلفون السابقون والمعاصرون؟

وجهة النظر، التي يتبناها معظم الدارسين للمسيحية، خصوصا التقدميين منهم، تقول بأن المسيحية لم تولد فجأة هكذا، مثل ميلاد أثينا من رأس زيوس وهي كاملة النمو والنضج. إنما ولدت المسيحية بسيطة ثم تطورت. لقد تأثرت المسيحية بالقوى الاجتماعية والثقافية السائدة، وبما سبقها من عوامل وتأثيرات بيئية.

هذا الرأي يقول بأن المسيحية، لا يمكن فهمها على حقيقتها بمعزل عن البيئة الحاضنة لها. لقد ولدت المسيحية في بيت يهودي، وتربت وتشكلت في بيت إغريقي. بمعنى آخر، جذورها يهودية الأصل. لكنها نمت وترعرعت في بيئة هيلينستية.

الحضارة الهيلينستية، تختلف عن الحضارة الهيلينية. الحضارة الهيلينية، هي الحضارة الإغريقية التي سادت حتى عهد الإسكندر الأكبر. أما الهيلينستية، فهي الحضارة التي سادت بعد الإسكندر، والناتجة من مزج الحضارة الهيلينية بحضارة الشرق، مصر والشام والعراق والفرس والهند.

السؤال هنا، هل المسيحية دين إستاتيكي جامد، صندق مغلق؟ أم دين ديناميكي متطور، يأخذ ويعطي؟ إذا اعتبرناه دين متطور، فيعني هذا أنه دين إستيعابي، يكون فيه التغيير أساسي، والتعديل ليس مسموحا به فقط، ولكن ضروري ولازم لاستمرار بقائه.

الديانة المسيحية، تتحلى بثلاثة خصال: التوحيد، الأخلاق، والغائية. الغائية تعني أنه لكل علة غاية ربانية. لقد ورثت المسيحية عن اليهودية، المعبد أو الكنيسة، ويوم السبت، والشريعة الموسوية.

هذه الخصال، هي روح الديانة المسيحية كما كان ينشرها المسيح. الموروث عن اليهودية، كان له تأثير غير مباشر في تكوين الديانة المسيحية في صورتها النهائية.

تأثر المسيحية بالهيلينستية، يعني اقتباثها لأفكار وثنية مثل: معجزة الميلاد، تأليه المسيح، الرب المستقل عن الكون، المخلص، معجزة القيامة، العشاء الأخير، طقوس التعميد، معجزة شفاء المرضى، إلخ.

مثل هذه الأفكار، كانت منتشرة بين الديانات القديمة: مثرا-زراديشت، أتيس، وغيرها من الطوائف الدينية (Mysteries). كما أن التعاليم التي كان ينشرها المسيح، قد تغيرت وتحولت إلى طقوس وديانة تتمركز حول طبيعة المسيح نفسه.

نفس الشئ حدث بالنسبة للدين الإسلامي. فالتعاليم النبيلة التي كان يدعوا إليها النبي المكية، قبل الهجرة إلى المدينة، والتي تدعو إلى الرحمة وقبول الآخر وحرية الأديان.

قد تغيرت هي الأخرى، وأستبدلت بتعاليم تدعو إلى قتل المخالف، وتخدم الأغراض السياسية، وتتمركز حول سيرة النبي ونسائه وصحابته. وبات المسلمون يقدسون أحاديثه والتفاسير القديمة الطافحة بالخرافات واللامعقولية، بدون فهم أو مراجعة.

ثم تعقدت الأمور بالنسبة للمسيحية، وتحولت إلى نظام كنسي معقد، يتناول الأسرار التي لها مفعول سحري، وشريعة ربانية رسمية، وطقوس محددة ومعروفة. فمن أين أتى كل هذا؟ الذين يؤمنون بتطور المسيحية، يقولون أنها أمور تم إدخالها وستيعابها بالتدريج من الديانات الوثنية التي كانت رائجة في ذلك الوقت.

في الثلاث مئة سنة الأولى، كانت المسيحية في انتشار مستمر. كان من الممكن أن تكون شيئا آخر يختلف عن صيغتها الحالية، لو تمكن آريوس من جمع أنصار كثيرين حوله في مجمع نيقية، وهي مدينة تقع حاليا في شمال غرب تركيا. وبتنا نشاهد المسيحية اليوم، وهي تؤمن بالتوحيد، بدلا من الثالوث. هكذا ببساطة.

إذا لم يقم قسطنطين الأول بفرض المسيحية، وجعلها الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية، فهل يكون بإمكانها التحول إلى نظام كهنوتي سلطوي؟ وإذا لم يعتنق قسطنطين المسيحية، التي كان يعارضها في البداية إلى أن بلغ عمره 32 سنة، فهل يكون للمسيحية الآن نفس الطقوس والصفات اللاهوتية؟

العالم الإغريقي-الروماني، الذي تشكلت فيه المسيحية، كان مليئا بكل أنواع الفلسفات الدينية. لم تتأثر المسيحية بالمناخ الهيلينستي فقط، إنما تأثرت أيضا بالديانات الوثنية، وبالأخص الناحية الصوفية والناحية التنظيمية بها.

هذا الاختراق، بدأ مع بولس الرسول. ويعتبر العامل الأساسي في تحول مسار الكنيسة كنظام. فمن الصعب انتشار تعاليم المسيح اليهودية، بدون الاستعانة بالنماذج الفكرية الوثنية.

العقيدة والشريعة ورمز الأسرار الكنسية، التي سادت في القرون الأربعة الأولى من المسيحية، جاءت متأثرة بثلاث شخصيات أفريقية: تيرتليان الأمازيغي، قيبريانوس القرطاجي، وأوغسطين، من أصل أمازيغي.

رجال الكنيسة الأفارقة هؤلاء، قد ألقوا بالمسيحية في أحضان اللاعقلانية والخرافات والصمت الرهيب والجمود المميت. لكن الحضارة الإغريقية، كان لديها إرث آخر، بجانب الأسطورة، لكي تهبه للدين الوليد.

كان هناك مدرسون، يقومون بتعميد المسيحية بالروح الهيلينية، التي تحث على حرية البحث وإعمال الفكر وتدعو للتنوير. كانت هناك مدارس تثري روح المسيحية بالعقلانية. منها مدرسة الاسكندرية ومدرسة أنطاكية.

بلغت مدينة الإسكندرية درجة من التقدم الحضاري والثقافي ليس لها مثيل في العالم القديم. كانت الإسكندرية زهرة الزهرة. وكان متحفها ومكتبتها الأكبر والأعظم في ذلك الوقت. كانت مركزا للمعرفة وللتعليم لكل من يطلب العلم، بما فيهم من إغريق ويهود.

في العصر الإغريقي- الروماني (جريكو-رومان)، باتت الإسكندرية منافسا لأنطاكية وروما، كمركز للدراسات المسيحية. كانت ملتقى تيارات فكرية مختلفة عظيمة. من ثم، كانت تتعايش الأفكار المختلفة مع بعضها في سلام ووئام وقبول للآخر.

هنا في الإسكندرية، جلس الإغريق واليهود والمصريون، مسيحيون ووثنيون، جنبا إلى جنب ليستمع كل منهم إلى الآخر. هنا تداخلت الفلسفات المختلفة، ومست كل منها الأخرى، بشئ من فكرها وبريقها وأريجها.

هنا في الإسكندرية، كتبت السبعينية، التي تحتوي على: حكمة المسيح، يشوع ابن سيراخ، وكتب أخرى عظيمة، رفضتها الدوائر الفلسطينية المحافظة. شريعة العهد الجديد المقبولة في الإسكندرية، كانت أشمل من مثيلاتها في بلاد الغال، أو في إيطاليا، أو آسيا الصغرى، أو سوريا.

لقد أعطتنا الإسكندرية، فيلو والفكر الإغريقي اليهودي. الذي بنيت على خلفيته مسيحية يوحنا والأفلاطونية المسيحية. في الإسكندرية أيضا، تحولت المسيحية إلى نظام لاهوتي، ومزجت تقاليد الرسل مع الفكر الإغريقي.

مدرسة اللاهوت في الإسكندرية، كانت من كبار المؤسسات التعليمية في منتصف القرن الثاني، عندما كانت تدار بالقديس الفيلسوف بانتاينوس. الدراسة كانت تشمل العلوم الطبيعية، الفلك، الهندسة، الفلسفة، الأخلاق، إلى جانب اللاهوت.

مدرسة اللاهوت، قد تطورت من مدرسة سابقة كانت تعد المؤمنين الجدد بالمسيحية للعمادة. جاء بعد بانتاينوس، تلميذه كليمنت. الذي أصبح هو الآخر كاهنا لكنيسة الإسكندرية.

كليمنت، إغريقي المولد والفكر، تبنى دمج الهيلينية بالمسيحية. لقد كان يقدر قيمة العلوم العلمانية، فأفسح مكانا للعقل إلى جوار الوحي. وقام بتطعيم التصوف بالعقلانية. ثم انتقلت هذه الروح من كليمنت إلى تلميذه وخليفته، أوريجانوس. ابن رشد آخر.

مثل محاولة فيلو، دمج اليهودية بالهيلينية، قامت مدرسة الإسكندرية ، تحت إدارة كليمنت وأوريجانوس، بتطوير المسيحية، عن طريق تطعيمها بعناصر الحضارة الإغريقية. أي حل المعادلة الصعبة للتوفيق بين العلم والإيمان، ومصالحة الإيمان مع العقل.

إلى الآن، لم يفلح أحد في التوفيق بينهما. إذ كيف توفق بين حكاية أمنا الغولة ونظرية فيثاغورث في الهندسة المستوية. وأيهما أقرب إلى قلوب البسطاء من الناس؟

الفلسفة، كما يقول كليمنت، لا يجب أن تكون العدو، بل هي الخادم المطيع للحقيقة المسيحية. محاولت التوافق، كانت في حدود ما جاء به الوحي. وبالرغم من ذلك، كانت أعم وأشمل مما تستطيع أن تتحمله الكنيسة الأرثوذكسية.

نظام كليمنت، كان يعتمد على تعليم الإنجيل مع تعليم الفلسفة. وهي بداية لتحويل التقاليد الكنسية إلى فلسفة دين. لقد حاول توفيق بين الإنجيل وروح العصر. وهذه يدل على ليبرالية الفكر في هذه المدرسة.

إسهامات كليمنت، ذكرها أدولف كارناك، حيث يقول: "هنا توجد الصيغة والمحتوى، للعقيدة المسيحية العلمية، التي لا تتعارض مع الإيمان. هي لا تعضد وتشرح فقط بعض القضايا، لكنها ترفع العقيدة إلى مستو فكري راق. تعلو بها فوق كل سلطة كهنوتية، وكل طاعة عمياء، إلى رحاب أوسع من الثقافة والعقلانية، التي تنبع من محبة الرب."

مزج كليمنت الثقافة الإغريقية بالمسيحية. خلال هذا المزج، وجد كليمنت الحرية التي تتعارض بشدة مع الفكر السلطوي الضيق لكل من: ترتليان، قيبريانوس، وأغسطين. أفكار كليمنت لم تتعارض مع الإنجيل. في الواقع، هي أفكار تؤكد طيبة الرب، ومسؤولية الإنسان الأخلاقية، كأساس لتعاليم المسيحية الحقة.

مدرسة أنطاكية، ليست مدرسة بالمعنى التقليدي، مثل مدرسة الإسكندرية. مدرسة الإسكندرية، كانت لها طلبة ومدرسين ورؤساء متتابعين. كانت مركزا للفكر والتفاسير اللاهوتية، أي أنها كانت مركز فكري وتعليمي عظيم.

أما مدرسة أنطاكية، فكانت مدرسة تفسير. تفسير حرفي، تختلف عن مدرسة الإسكندرية في التفسير المرن، الذي يعتمد على التأويل والاستعارة. ظلت المدرستان متنافستين في تفسير الإنجيل لمدة قرنين من الزمان.

بولس الساموساطي، أحد معلمي المدرسة الأنطاكية الأوائل، كان يتبنى نظرية التوحيد. وكان يؤمن بأن المسيح ما هو إلا إنسان، إنما يوحى إليه من الروح القدس. المؤمنون بالوحدانية، يعتبرون أن ألوهية المسيح، هي نوع من الشرك بالله.

مدرسة أنطاكية، كانت ضد عقيدة الثالوث. نتج عنها الآريوسية والنسطورية. من هنا جاءت معلومات النبي محمد عن المسيحية والمسيح. في أنطاكية، تم أيضا استخدام الأسلوب التاريخي في نقد الإنجيل. مؤسس مدرسة أنطاكية، هو لوسيان الأنطاكي ( 312م). لوسيان وأوريجانس، قاما ببدء تفسير الإنجيل، وتصحيح مخطوطاته.

آريوس، أحد تلاميذ لوسيان، هو الذي ضخم الخلاف بين المدرستين. آريوس، كاهن إحدي كنائس الإسكندرية، كان معروفا بعلمه وشجاعته. النزاع بين آريوس وبابا كنيسة الإسكندرية، الكسندروس الأول، بدأ حوالي عام 320م.

آريوس، يمثل أفكار لوسيان وأوريجانوس، التي تقول بأن المسيح كائن مخلوق، ليست له طبيعة ألوهية خالدة. إلا أنه أعلى مرتبة، فوق كل المخلوقات. لكن الابن، أقل منزلة من الأب الخالق. وهذه هي المكانة الوحيدة التي يمكن أن يوضع فيها، حسب رأي آريوس.

هذا الرأي، بالطبع يغضب الكثيرين، لأنه وضع المسيح في منزلة بين الله والإنسان. مثل أوريجانوس، لم يستطع آريوس اختراق أيديولوجية العصر بعمق، ويأخذ موقفا صريحا، ويقول بأن المسيح، ما هو إلا إنسان. لكن لايزال الخلاف في وجهات النظر، كافيا لاستمرار الجدل ونشر بذور الانشقاق في الفكر.

الإمبراطور الروماني قسطنطين، تم إخباره بطريقة مشوشة عما يحدث من جدل فكري بين رجال الدين. لكنه وجد من صالحه وصالح الإمبراطورية الرومانية، بقاء الكنيسة متحدة تحت لواء واحد. لا تجزئها الهرطقات والبدع المتعارضة.

لذلك، دعا قسطنطين لعقد مجمع مسكوني، لأساقفة الكنيسة في مدينة نيقية، التي تقع في شمال غرب آسيا الصغرى، عام 325م. لم تكن القسطنطينية قد بنيت بعد. لمناقشة خلافات كنيسة الإسكندرية، التي كانت بين آريوس وأتباعه من جهه، وبين البابا وأتباعه من جهة أخرى، حول طبيعة يسوع، وهل هي نفس طبيعة الرب أم هي من طبيعة البشر.

أنصار آريوس وأصحاب فكر التوحيد بالمجمع كانوا أقلية. آريوس تم صفعه على وجهه، عندما وقف ليتكلم. الكثير من أعضاء الوفود والأساقفة، تركوا صالة الاجتماع على الفور، حتى لا يستمعوا لكلام المهرطقين.

قسطنطين، كان يترأس المجمع، لكنه لا يدري عمق الخلاف الفكري والفلسفي بين الأساقفة المختلفين في الرأي. لذلك، حسم الأمر بالطريقة السهلة. طريقة الديموقراطية وأخذ الأصوات. لكن الآراء الفلسفية لا تحسم بهذا الشكل وبمثل هذا الأسلوب. رأي الأغلبية ليس له علاقة بتأكيد الحقائق العلمية. فما هكذا تورد يا سعد الإبل.

النتيجة بالطبع، كانت في صالح فكر الثالوث. المسيح عيسى، هو ابن الرب، الابن الوحيد للآب، مولود منه وغير مخلوق، ... أما آريوس، فقد لُعِن وطرد. لكن المعركة الفكرية ظلت مشتعلة، حتى بعد مجمع نيقية.

أتباع آريوس، ظلوا على العهد والاعتقاد بأن مبدأ الثالوث، هو نوع من الشرك بالله. باقي المسيحيين الأرثوذكس بقيادة أثناسيوس، بابا الإسكندرية، ظلوا يحاربون الهراطقة، والخارجين عن الجمع، حتى اختفوا عمليا من مسرح الأحداث والتاريخ.

شوكة أخرى جاءت في حلق الكنيسة. وهي أفكار الراهب الإنجليزي بيلاجيوس (360-420م)، ودفاعه عن حرية إرادة الإنسان. قضية، هل الإنسان مسير أم مخير، قد ثار حولها جدل عظيم بين المسيحيين في القرن الخامس.

بيلاجيوس كان علامة واسع الاطلاع، ورجل فاضل ذو خلق رفيع. ظهر أول الأمر في روما، عندما كان يحارب الرزيلة ويدعوا إلى الفضيلة والأخلاق الحميدة التي يحض عليها الدين المسيحي.

مع بداية القرن الخامس الميلادي، تم التضحية بتعاليم السيد المسيح، في سبيل إنشاء نظام كنسي لاهوتي. قاموا بالتضحية بالكمال الإنساني لصالح خطيئة الإنسان الكاملة.

رجال الدين في روما، فهموا الإفراط في الخطيئة، يرجع سببه إلى ضعف الإنسان. بيلاجيوس كان مقتنعا بأن عقيدة خطيئة الإنسان، والخطيئة الأولى، قضت على إرادة الإنسان وأغضبت الرب.

نحن نولد، يقول بيلاجيوس، بدون تعصب للخير أو للشر. صفحة بيضاء. لا يوجد شئ اسمه الخطيئة الأولى. الخطيئة شئ يقترفه الإنسان بمحض إرادته واختياره، وليس شيئا موروثا في طبعه. إذا كانت الخطيئة شئ موروث، فيقع ذنبها على الخالق وليس على المخلوق. أليس كذلك؟

هرطقة بيلاجيوس، تأتي من تأكيده بأن إرادة الإنسان، هي سبب الخطيئة وسبب فعل الشر. وكان يقول: "إذا عزمت، فإنني أقدر". موقف الأرثوذكس، هو أن الإرادة الإلهية، هي التي تعمل على خلاص الإنسان من خطيئته، وليست إرادة الإنسان.

الإنسان في نظر بيلاجيوس، يستطيع أن يعيش بدون خطيئة، إذا هو أراد ذلك. لأن الله قد أعطاه هذه الإرادة. إنكار الخطيئة الأولى، وعدم الإيمان بسقوط الإنسان، جعلت بيلاجيوس يصطدم مع أوغسطين، الذي كان يؤمن بأن الإنسان، قد ورث الخطيئة. طريقة خلاصه الوحيدة، تأتي من الله عن طريق فعل خاص رباني.

فيجيبة بيلاجيوس، بأن الناس ليسوا بالضرورة أشرارا. خلاصهم ومصيرهم، يعتمد على حرية إختيار كل منهم. فيذهب أوغسطين لكي يكتب العديد من الكتب، ضد الهرطقة التي بدأت تنتشر بسرعة. ثم طلب انعقاد مجمعين، نجحا في إقناع البابا بإصدار اللوم لبيلاجيوس، وحرمانه وتحريم بدعته.

مع قدوم القرن الخامس الميلادي، كانت الكنيسة المسيحية قد قررت أي الدروب تسلك. لقد إختارت صيغة الطقوس الشكلية اللاتينية، بدلا من العقلانية الإغريقية.

برفض أفكار أوريجانوس وآريوس وبيلاجيوس، وتبني أفكار ترتليان وقيبريانوس وأغسطين، أدارت المسيحية ظهرها إلى التسامح والحضارة والتفكير العقلاني، واحتضنت الدوجماتية والشريعة والطقوس.

كان يمكن استفادتها من حكمة الإغريق، لكنها صبغت نفسها واستحمت بالمعجزات وخوارق الطبيعة اللاتينية. لو كانت قد تبنت شيئا من الحضارة الجريكو-رومانية الوثنية، لحلت الكثير من مشاكلها الأيديولوجية، ومشاكلها مع العلم الحديث.

رفض المسيحية للحضارة الهيلينية، أدخل العالم المسيحي في غيابات العصور الوسطى، التي استمرت ألف سنة من الظلام والجهل والظلم والبؤس. لم تخرج منها أوروبا، إلا في عصر النهضة، وعودة الانفتاح على الحضارة الهيلينية.

كذلك، رفض المسلمين للحضارة الهيلينية، ومحاربتهم لفكر أفلاطون وأرسطو وفكر المعتزلة، وقفلهم لباب الاجتهاد بالضبة والمفتاح، أدخلهم في عصر الظلمات. الذي استمر أكثر من ألف سنة، ولم يخرجوا منه إلى اليوم.

رفضهم للحضارة الهيلينية التي تمجد العقل وتمسكهم بالقديم البالي الذي لم يعد يواكب العصر، جعل بركة حضارتهم تجف. فتحولت شعوبهم إلى أسماك متوحشة تأكل بعضها البعض.

النتيجة، هي شعوب بدون عقل ولا قلب ولا ضمير، لا تنتمي للجنس البشري بصلة، ولا تستطيع أن تنتج غير مخلوقات مشوهة، مثل مخلوقات فرانكشتين، ومثل أفراد القاعدة وداعش وأخواتها.

الحضارة الإغريقية، تعتمد على العلوم والفلسفة وإعمال العقل والفنون والآداب والموسيقى والجمال والمسرح والشعر. واستيعاب الجديد وانتقاء الجيد من بين الخيارات. والاستفادة من أفضل العناصر المتاحة. أما المسيحية الإفريقية، فتعتمد على الزهد والاعتكاف واحتقار حياة الحضارة والمدنية.

الحضارة الإغريقية لديها الطب والدواء، والمسيحية والإسلام يؤمنان بالشياطين والجن الذي يلبس الإنسان فيمرض، والحسد والنساء الساحرات.

الحضارة الإغريقية تثق في الإنسان وتؤمن بقدراته، التي جعلته يذهب لكي يمشي على سطح القمر ويعود سالما، هي أفيد ألف مرة من عدم الثقة في قدرات الإنسان، ومن الطقوس والأسرار التي تتبعها الكنيسة المسيحية أو الإسلام اليوم.

عندما أدارت الكنيسة ظهرها إلى أوريجانوس، وأدار المسلمون ظهورهم إلى ابن رشد، الذي كان يريد تعميد الدين بالعقلانية. وعندما اختارت الكنيسة أن تتبع أوغسطين، واختار المسلمون أن يتبعوا الغزالي، وقفلوا باب الاجتهاد، أسبلوا على أنفسهم ستارا كثيفا من الظلام والبؤس، ووقعوا فريسة للإيمان بالخرافات. وباتت المسيحية والإسلام اليوم، ينطبق عليهما قول دين إنجي: "الدين ينجح وينتشر، لا لأنه صحيح، ولكن لأنه يناسب عقلية المؤمنين به"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - _الديانات الوثنية
مجدي محمدى ( 2015 / 1 / 18 - 22:09 )
الكاتب الكريم بعد التحية....... عندما تقول -هذا الاختراق _الديانات الوثنية-، بدأ مع بولس الرسول. ويعتبر العامل الأساسي في تحول مسار الكنيسة كنظام. فمن الصعب انتشار تعاليم المسيح اليهودية، بدون الاستعانة بالنماذج الفكرية الوثنية؟؟
كيف وصلت الى هذا الاستنتاج؟؟ المعروف ان بولس كان ليس فقط يهودى الديانة بل كان من احد المثقفين والمعلمين بالتاريخ اليهودى. فما علاقته كمفكر ومتدين يهودى بفكر وثنى؟؟ حضرتك تتحدث عن انحراف عن تعاليم المسيح بعد 30 سنة من موت المسيح -بولس بدأ تحوله للمسيحية عام 67 ميلادية؟


2 - عنوان المقال
مجدي محمدى ( 2015 / 1 / 18 - 22:19 )

اختلف مع سيادتك فى عنوان المقال -كيف سقطت المسيحية في ظلمات العصور الوسطى- لأن من سقط هو النظام الكنسى للكنيسة الكاثولكية بسبب فساد رجال الدين. لا توجد اى كتابات انجيلية تبرر تلك الاعمال المشينة لنظام كنيسة العصورالوسطى.


3 - الأستاذ مجدي محمدي
محمد زكريا توفيق ( 2015 / 1 / 18 - 22:55 )
عزيزي الأستاذ مجدي محمدي، الفكر الوثني هو الفكر الهيلينستي المنتشر في ذلك الوقت، ولا يعني عبادة الأصنام. أما بالنسبة لسقوط المسيحية، فأعني به سقوط الفكر الذي يحارب العلوم والحضارة الإغريقية، وليس فقط فساد رجال الكنيسة الكاثوليكية. شكرا لتواصلك وعرضك لوجهة نظرك.


4 - المعين الذى لا ينضب
رمسيس حنا ( 2015 / 1 / 19 - 03:45 )
الأستاذ العظيم محمد زكريا توفيق: تحية لك من سويداء القلب و تحية لقلمك الذى ينهل من معين عقلك و معرفتك و رصانتك ليقدم لنا وجبات عقلانية بعيداً عن التشنج و -الفشخرة- التى -تسد النفس-. فأنت مدرسة بكل معنى الكلمة من لا يتعلم منها يظل أسير سجن الجهل و الظلام. فى أسلوب شيق جميل قدمت و كشفت لنا عن تطور فكر رجال الدين المسيحى الذى كان له عظيم الأثر فى نظرة الأنسان الى نفسه و جعل منه عصفور حر طليق مغرد يعزف أجمل الألحان فى سيمفونية إنسانية رائعة... أو جعل منه طائراً حبيساً فى قفص عبودية رجال الدين فنتف الطائر ريشه و مسخ نفسه. فالأنسان الذى لا يستطيع أن يحول الأرض التى يمتلكها الى جنة بالعلم و الأخلاق الحميدة لا يمكن أن يدرك جنة الميتافيزيقى التى لا يمتلك منها سنتيمتراً و احداً. لقد تحسس مقالك معانى التفاعل بين الفكر الميتافيزيقى و الفيزيقى فأبرز مناحى الإيجابيات و السلبيات لكل فكر و فلسفة أوجدها الأنسان فى مشوار تطوره حتى وصلنا الى ما نحن عليه و إتسعت و تعمقت الهوة بين الفيزيقى و الميتافيزيقى مما أدى و ما زال يؤدى الى سقوط الأبرياء فى وحل التشوش الفكرى الذى يحصد أرواحهم بدون رحمة. دمتم بخير


5 - الأخ الحبيب رمسيس حنا
محمد زكريا توفيق ( 2015 / 1 / 19 - 08:48 )
أخي الحبيب رمسيس حنا. أولا أشكرك جزيل الشكر على كلماتك الكريمة الرقيقة. لقد تعبت جدا في الحصول على هذه المعلومات التي وضعتها في هذا المقال. مشكلة تاريخ الأديان، أن مصادرها كلها تقريبا ملوثة بكتابات المؤمنين والمتعصبين لها. وعلى الباحث أن يكون على وعي وحذر بالغين عندما يخوض في هذا المجال الملئ بالألغام. لكن هذا لا يمنعنا من إعادة كتابة تاريخنا المجيد، لكي نراه على حقيقته، ولكي يرى شعبنا كم كنا عظماء، وكم أسدينا للبشرية من فكر وحضارة ورقي. لا بأس من التعلم من أخطائنا. لأن أول درس يمكن أن نتعلمه من التاريخ، هو أننا لا نتعلم من التاريخ.


6 - الفكر الهيلينستي
مجدي محمدى ( 2015 / 1 / 19 - 09:36 )
الفاضل د. توفيق...لا يمكن ان نضع اتهام بدون أدلة...أى جزء وجدتة سيادتكم فى كتابات بولس ينتمى الى الفكر الهيلينستي؟؟؟ وما هو هذا الفكر الهيلينستي المنتشر في ذلك الوقت والذى تم نقله الى المسيحية؟؟؟


7 - الأستاذ مجدي محمدي
محمد زكريا توفيق ( 2015 / 1 / 19 - 15:41 )
عزيزي مجدي محمدي، شكرا لتواصلك الكريم. هذه ليست اتهامات، وإنما آراء مخالفة. ولا يعني الرأي المخالف أنه صواب. فكما يقول الشافعي، رأي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. بالنسبة لتأثر بولس الرسول بالهيلينستية، فقد جاء بصفحة 20 من هذا الكتاب:

The Apostle Paul: An Introduction to His Writings and Teaching
أول جملة في الصفحة تقول:
Pauls all writings show sign of Hellenistic education.


8 - i disagree
sameh takla ( 2015 / 1 / 19 - 23:11 )
الاستاذ الكبير ابدا بالاتفاق على ان هذا هو تفسيرك الخاص للمسيحيه و هو تفسير غير محايد بل مسبق برائ شخصى يجب احترامه يشاركك فيه المئات العلماء و فيه من التبسيط ومقارنه غير ممكنه بين الغزالى و اغسطين
ان هذا التفسير يهمل مؤلفات ومساهمات الاف المسيحيين الاوائل بل ان كتابات ما قبل نيقيه تتعدى الثلاثين الف صفحه قبل اغسطين بمئات السنين وفيها نفس الفكر و الايمان المسيحى المستمر الى الان وفيه اهمال حتى لدماء الملايين من المسيحيين فى القرون الاولى الذين نكتشف فجاة انهم قتلوا دفاعا عن توحيدية اريوس المزعومه رغم انها للمفاجاه تختلف تماما عن توحيديه اليهوديه و قطعا الاسلام
بل قارنت سيادتكم بالغزالى وابن رشد متجاهلا ايضا تاريخ رغم الشك فى صحته الا انه ملئ بالفكر العنيف و القتل قبلهم
انا افهم ما دوافعك النبيله لمحاولة تفسير تاريخنا لمن ليس
بطريقة يوسف زيدان
لم اتوقع دفاعا عن مسيحيه لكن
لكن حينما دافعت عن مسيحيه تخيلتها فى تعاليم اريوس كان يجب دراسه اراء مخالفيه من اراء ايضا
وهى للعجب ايضا نفس مسيحيه الغرب التى هى ايضا ضد اريوس لليوم
ارجو ان تعيد قراءة مقالك بهدوء


9 - الأستاذ سامح تكلا
محمد زكريا توفيق ( 2015 / 1 / 20 - 03:08 )
أخي العزيز سامح تكلة. أنا أحترم رأيك كل الإحترام. وأنا هنا لا أقول أن فكر المسيحية الحالي خطأ أو صح. إنما أيقيم الفكر من حيث هو ليبرالي أم غير ليبرالي. والآراء التي كتبتها هنا هي رأي المفكرين الليبراليين الغربيين. ولا يشترط أن تكون هي الصحيحة والمسيحيين المؤمنون بالثالوث هم الخطأ. فمسألة الصح والخطأ هي مسألة نسبية وعقيدة لا تقاس بالمازورة وتوزن بالرطل. وإلا لما كان هناك من يؤمن بفكر داعش أو بالبوذية. ما جاء في المقال هو رأي الليبراليين الحاليين في رجال الكنيسة الأوائل وأنا منهم. وأعتقد أن فكر أوريجانوس وآريوس الذي يدمج المسيحية بالفكر ، الهيليني، الذي يمجد الفن والعلم والمسرح والفلسفة التي قد تقود إلى الكفر أو الإيمان، هو الفكر الذي كان بإمكانه أن يحمي المسيحية من الإنقسام والحروب والتعصب والقسوة ويجنبها العصور المظلمة، هذا مجرد رأي، ولك أن تأخذ به أو ترميه في سلة المهملات. والأمر لا يخرج عن هذا.
سألت مرة أحد الأمريكان عن طبيعة السيد المسيح، فصمت برهة وقال: هذا لا يهمني بالمرة. المهم هي رسالته.


10 - السيد محمد
بارباروسا آكيم ( 2015 / 1 / 20 - 11:05 )
السيد محمد هناك خطأ يقع فيه معظم الكُتاب بلغة الضاد ، وهو إِعتبار قسطنتين إِمبراطور مسيحي.! بالمناسبة ياأُستاذ قسطنتين لم يعتنق المسيحية إِلا وهو على فراش الموت...لأَنه قَبِلَ العِماذ فقط وهو على فراش المنية..ونفس هذا الكلام قرأته في الموسوعة الأَلمانية الحديثة ..وقد وجدت الكلام بنصه في الموسوعة العربية الميسرة (( الناشر : دار الشعب ومؤسسة فرانكلين -القاهرة )).! وما يُثبت هذا ..بالرجوع الى العُملة النقدية المضروبة على آواسط عهد قسطنتين نجد صورة الإله الشمس .! كما إِحتفظ قسطنتين لغاية وفاته بجميع أَلقابه الوثنية.! وبالنسبة لمرسوم ميلانو ، فالمرسوم لم يعتبر المسيحية الديانة الوحيدة في البلاد ..بل كان مرسوماً لحرية العبادة أُعتُبِرَت فيه المسيحية ديانة رسمية الى جانب باقي ديانات الإِمبراطورية ..أَما المعلومات التي أَوردها يوسابيوس القيصري فقد ثبت حديثاً ومن خلال علم الآثار إِنها تعوزها الدقة المصداقية..هذا مع إِقرار يوسابيوس بكون قسطنتين نال العماذ قريباً من وفاته..نعم كان الرجل ميالاً للمسيحية ولكنه لم يعتنق المسيحية إِلا قريباً من النهاية


11 - محمد زكريا توفيق
بارباروسا آكيم ( 2015 / 1 / 20 - 11:24 )
تقول الموسوعة الأَلمانية الحديثة :(( Konstantin der Groß-;-e, rö-;-m.kaiser, um 285-337..........ließ-;- sich auf dem ((Totenbett taufen المصدر لمن يود المراجعة Neues Lexikon, Naumann und Gö-;-bel, seite 344....إِذاً ياعزيزي الرجل نال العماذ فقط وهو على فراش الموت ..ولهذا لا نستطيع إِعتبار قسطنتين فيما مضى من أَيام حكمه مسيحياً وشكراً جزيلاً


12 - 2
sameh takla ( 2015 / 1 / 20 - 11:51 )
اوضح اسباب خلافى مع سيادتكم
وهو ليست دعوه ولا دفاع بل توضيح
ان مسيحيه اوريجانوس مسيحيه غامضه جدليه مليئه بالرموز و غامضه و اذا قدر لافكاره انتشار اكتر لكانت المسيحيه اليوم دين غامض لا يفهم
اما اريوس فلم يكم توحيدى بل احادى وانت تعلم الفرق وهو ما يمثل كارثه على البشريه
و للتوضيح اكثر
ان المسيحيه قائمه على وحدانيه التعدد
و انت كانسان متعدد ومع ذلك واحد حين تقول تكلمت مع نفسى او حين نقول قال الله لنخلق فمع من تكلمت او تكلم الله
ويبزع التعدد فى صلاه القداس و التى لا تصح ولا تنعقد اصلا بدون شعب وكاهن و شمامسه
فهى اشتراك الشعب الثلاثه مع الثالوث القدوس مع الذين رحلوا و الملائكه وحتى الارض بمخلوقاتها
فهى التعدد نفسه رغم توحيديتها ~ اعتقاد المسيحيين
وهو عكس ما قاله اريوس من احاديه نادى بها الاسلام فيما بعد و هو ما سيكون كارثيا
فاالمسيحيه الحاليه هى التى افرزت ذلك التعدد منذ بدئها الى الان رغم وحدانية الفكر
اما ارجاع مشاكل العالم بسبب فهم احادى للمسيحيه فهو تفسير قاصر و تبسيط و غير صحيح
لهذا اعترض على تحليلك عن اوريجانوس واريوس
مع العلم انهم اسكندريين و من دحضهم ايضا اسكندريين


13 - 3
sameh takla ( 2015 / 1 / 20 - 11:55 )
ن النجاح الذى الغرب فى كل مجالاته نابع من ارتكازه على اخلاقيات و قوانيين مستمده من المسيحيه تلك الحقيقه البسيطه و هو سر تخلف الشرق
العداله و القوانيين الوضعيه الاخلاقيه و الضمير الانسانى الذى هو اعلى مرتبه من القانون الوضعى المستمد من المسيحيه
ام عصور المسيحيه المظلمه فسببها هى انتقال الثقافه من مصرو الشام الى بيزنطه التى اختلطت دمائهم بالاتراك العثمانيين فيما بعد وانتجت حتى بعد مئات السنين العثمانيين و ليست ابدا المسيحيه

اما عن تاثير الهلينستنيه على المسيحيه فسببه اختلاف مفهوم الوحى عند المسيحيين
فالمسيحيه لا تفهم الا بفهم الفكر اليونانى بل ام كلمات مثل لوغوس ومورف و كاركتيور وسيما و معانيها المذكوره فى الانجيل لا تفهم تماما الا بالهلينستنيه فالانجيل هو رساله من رسل المسيح للشعوب فى ذلك الوقت
ما كلمة الانجيل نفسها فلا تعنى كتاب بل خبر سار لهذا طبيعى ان تتاثر مفردات رسائل الرسل باليونانيه و العكس هو الغريب
وقد فرت لها اليونانيه وعاء لغوى غير موجود الا فى اليونانيه
مثل المثل المشهور حب الذى هو قد يكون ايروس او اغابى او فيلو


14 - 4
sameh takla ( 2015 / 1 / 20 - 12:00 )
نعم استخدم رسل المسيح اليونانيه و تاثروا بها و كانت وعاء لغوى لايمانهم
بل ان كل مشاكل المسيحيه نبعت من البعد عن المفهوم الاصلى للغة كاتبى الانجيل الذى شتندهش حينها انها هى المنطق و الحقيقه الممكنه الوحيده

اما عن ابن رشد و الغزالى
فالحقيقه ان افكار ابن رشد هى المنتصره و السائده بين مليارات المسلمين الطبيين و دليلى هو الالاف من جيراننا االمسلمين الذين لا يطبقون اسلام الغزالى بل قلة القلة هم من يتبعون تفسيراته
الحقيقه البسيطه هى النص القاطع الذى لا يحتمل التفسير و يعلو فوق اى اجتهاد و يصطدم به
تلك هى الحقيقه ببساطه
ان مشاكل الاسلام مخالفه تماما لمشاكل المسيحيه لاختلاف كل شئ فيهما فهما تضاد بدا من اختلاف حياة مؤسسيهم و بل وتضادهم وتنافرهم فالمسيح و محمد طبقا لنصوص تابعيهم ضدان لا يلتقيان
وما كان يصح ابدا ارجاع مشاكل كل منهم مع العالم الى نفس النبع و المصدر ولهذا اعترضت على مقالك
اخيرا احيي سيادتكم وانا من اشد المتابعين و القارئيين لكم


15 - الأستاذ محمد زكريا توفيق
نضال الربضي ( 2015 / 1 / 20 - 13:51 )
تحية محبة و تقدير،

فبعد مقالاتكم عظيمة الفائدة و القيمة في الميكانيكا الكمية و التي ساعدتني بشكل كبير خصوصا ً و أنا أخوض في هذا المجال تعلما ً ذاتيا ً على النت و من كتب هوكنج و المقالات العلمية، أبدعت َ تنقل ُ لنا تاريخا ً تطوريا ً للمسيحية على شكل لوحة تحتضن مراحل التاريخ المختلفة لتصل بنا إلى النتيجة ِ الحتمية أن الإنسان الذي اخترع دينه و حبس نفسه بداخله هو ذاته الذي حينما حطم حبسه اكتشف ميكانيكا الكم و توجه إلى الفضاء.

و إني أربط بين العلم و الدين بخيط ٍ أصيل هو خيط البحث عن الحقيقة و التي تأسس الأول فيها على الثاني ثم وضع أساسه الجديد بعدما استغنى عن أساسه السابق، بينما بقي الثاني دون أن يذوب في الأول فمات أو يموت.

أشكر قلمك.

تحياتي المخلصة.


16 - last comments
sameh takla ( 2015 / 1 / 20 - 14:20 )
حجب تعليق لى و ملخصه ان سبب سقوط المسيحيه فى عصر الظلمات هو انتقال ثقل التقافه المسيحيه من مصر و الشام الى بيزنطه و روما
وزاد عمقه وحدته اختفاء معرفة بلادنا باللغه اليونانيه فانقطعت سبل النهضه بجودونا من مصر و الشام ممن كتبوا باليونانيه
ومن اليونانيون الذين كانوا تراكم فكرهم خلاصة انتاج الشرق من مصر مطعما بالروح اليونانيه العقليه
و لن يجادل احد فى ارتباط الحضارات الشرقيه ببعض من مصر و الشام و اليونان بل ان اغلب مؤلفات الاقباط كانت باليونانيه
عكس الغرب الذى بدا و اسس بعصر النهضه بالاتصال بعلوم و اداب اليونانو بنوا عليها
بيمنا حرمنا نحن من هذا بسبب التعريب
فنسيان اللغه اليونانيه و القبطيه و نقل ثقل الحضاره من الاسكندريه هو سبب مشاكل المسيحيه فى الشرق
اما الاسلام و اليهوديه فلهم نطاقهم و مرجعيتهم الخاصه ذات الخصوصيه بهم المرتبطه بتاريخ العرب و فارس
و لم يكم هناك تلاقى بين الاثنان بل كل اختلاف
و اعنى
المسيحيه و العالم من مصر و شام و يونان و غرب من جهه
و اسلام و عرب و يهود وفرس من جهه اخرى


17 - الأستاذة بارباروسا آكيم
محمد زكريا توفيق ( 2015 / 1 / 20 - 19:34 )
شكرا لتواصلك وتعقيبك الكريم. إليك بعض الكتابات في هذا الموضوع:
جاء في أحد كتب تاريخ الفن الروماني الجملة الآتية..
يخبرنا القديس أوغسطين، أن سبب سقوط روما وأفول الحضارة الرومانية، هو عدم التسامح وعدم قبول المسيحيين للأديان الأخرى والآلهة القديمة، التي دافعت عن روما أكثر من ألف سنة.
كما جاء في الويكيبيا عن قسطنطين الأول ما يلي:
مع أنه لم ينل العماد إلا في السنة الأخيرة من حياته على يدي الأسقف الأريوسي يوسابيوس النيقوميدي إلا أنه يتحدث عن نفسه كمسيحي غيور، جعل من المسيحية الديانة الرسمية للدولة الرومانية، وأمر بحفظ يوم الأحد، وصادر المعابد الوثنية وحوّل الكثير منها إلى كنائس، وعفا رجال الدين المسيحي من الضرائب، كما تدخّل في المشاكل الكنسية. وهو الذي دعا إلى عقد أول مجمع سكوني في العالم في نيقية ي


18 - أخي الحبيب رياض الربضي
محمد زكريا توفيق ( 2015 / 1 / 20 - 19:46 )
أشكرك من كل قلبي على كلماتك الرقيقة الكريمة، ومرحبا بك وأهلا بتشريفك بزيارة مقالاتي المتواضعة في أي وقت. فما نحن إلا باحثون عن الحقيقة بكل إمكاناتنا المتواضعة والبدائية. إن أصبنا فلنا أجران، وإن أخطأنا، فلنا أجر الإجتهاد. وقد صدقت النوايا، فليس هدفي أن أغضب أحدا أو أنصر أحدا. لأن حبي للحقيقة فوق كل اعتبار.


19 - محمد زكريا توفيق
بارباروسا آكيم ( 2015 / 1 / 20 - 22:17 )
أَخي العزير في البداية أَنا رَجُل ولست إِمرأة ، أَما بالنسبة للقسطنتين فهو رجل قضى مُعظم شطر حياته كوثني ، نعم كان ميالاً للمسيحية وأنا قلت هذا الكلام اعلاه.. بسبب عِدة عوامل منها تأثير أُمه (( التي سبق لها إِعتناق المسيحية )) وكانت إِمرأة قوية الشخصية والحضور..بالإظافة الى إِحساسه الدائِم بضرورة وجود تعاليم أَخلاقية تحمي الإِمبراطورية من الإِنحلال الخُلقي.! يُضاف الى هذا المكر السياسي الذي لطالما تمتع به ، فهو قد فطن الى أَنَّ المسيحية في ذلك الزمان قد صارت الديانة رقم 1 في الإمبراطورية ولذلك فالحفاظ على هذه الإمبراطورية المترامية يقتضي ملاطفة شعوبها..بالمناسبة يااستاذي العزيز قسطنتين لم يُصادر المعابد الوثنية..بل المعابد الوثنية على أَيام قسطنتين هُجر معظمها لأَن ثُلثي السكان تقريباً صاروا مسيحين..لكن كما قلت لك ان الرجل حتى وفاته ظل يحتفظ بألقابه الوثنية بل ورث هذه الأَلقاب الى ذات الكنيسة ومنها لقب (( الحبر الأَعظم )) بل العملة النقدية على عصره كان يتوسطها الإله الشمس..آه حتى لا انسى ويكي بيديا العربية ياأُستاذي لا تُعتبر مصدر محترم


20 - محمد زكريا توفيق
بارباروسا آكيم ( 2015 / 1 / 20 - 22:41 )
بالمناسبة أُستاذ محمد أَنا لاانكر إِظطهاد المسيحيين للوثنين ، ومع الأَسف الشديد وصل الأَمر في بعض الأَحيان الى ارتكاب جرائِم وحشية يندى لها جبين الإِنسانية..وسأسردها لاحقاً في مقالة مفصلة تحديداً جريمة قتل الفيلسوفة الوثنية هيباتيا في مصر..ولكن بالرجوع الى موضوعنا يا أُستاذ ..قسطنتين كان داهية سياسي وكان عارفاً لكيفية مغازلة الغريزة الدينية..أَما يوسابيوس فكل الباحثين وعلى رأَسهم الباحثين الليبراليين يجمعون على أَنه كان صديقاً لقسطنتين..وان كلامه ماكان إِلا من قبيل المديح والثناء وهشتكنا وبشتكنا ياريس .. وعبد الله المؤمن صاحب التقوى والإيمان الذي تعوزه الدقة والمصداقية


21 - الأستاذ بارباروسا آكيم
محمد زكريا توفيق ( 2015 / 1 / 21 - 02:10 )
آسف لماخاطبتك بالأستاذة بدلا من الأستاذ، فالاسم ألأول قد اختلط علي. أنا معك بأن
ويكيبيديا ليست بالمرجع الذي يعتمد عليه، ولا أستخدمها في كتابة مقالاتي. إلا أنني أشرت إليها لسهولة الإطلاع عليها في موضوع مسيحية قسطنطين بالذات. وشكرا لإثرائك الموضوع بتعليقاتك الهامة والمفيدة. ا.

اخر الافلام

.. مثلث -حماس- الأحمر المقلوب.. التصويت على قانون يحظره في البر


.. الجيش الإسرائيلي: عناصر من حركتي حماس والجهاد يستخدمون مقرا




.. زعيم الحوثيين يهدد باستهداف منشآت سعودية | #ملف_اليوم


.. حماس.. لماذا تراجعت الحركة عن بعض شروطها؟ | #رادار




.. قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على مواقع عدة جنوبي لبنان | #الظهيرة