الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إقطع الرقاب فالشريعة قالت

ياسين خضراوي
كاتب وخبير لغوي تونسي

2015 / 1 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كالعادة، أمسينا ليلة البارحة على فاجعة جديدة هزت كيان الإنسانية ووجدانها ، حدث هام و بلا شك انظاف إلى سجل مملكة "الجهل و التخلف" الحافل بعمليات القتل و سفك الدماء .
لقد شاهد الجميع تقريبا بالأمس مقطع الفيديو الذي يبين عملية الإعدام الوحشية التي تعرضت لها سيدة بورمية مقيمة في السعودية في العقد الرابع من عمرها دون شفقة أو رحمة على يد مجموعة من آكلي "اللحوم البشرية" الذين لا يصلون أصلا إلى مرتبة "الإنسان" و بذريعة تطبيق "الشريعة" و إقامة ل"حدود الله" .
هناك و في مكان ما في "مكة" تم تنفيد الحكم و قطعوا رأسها بالسيف بينما كان تردد "أنا مظلومة ! و هذا ليس عدل ! هذا ظلم ، هذا ظلم !! " ، قطعوا رأسها مع صرخة أخيرة خرجت منا ، صرخة تحرك ساكني القبور فما بالك بالأحياء و تلاها بعد ذلك بيان صوتي يقول بالأن المرأة تستحق العقاب لأنها قاتلة و الحمد لله وحده أقمنا عليها حدود الله. ألا توجد محاكم مدنية في تلك البقاع الخالية ؟ ما ذنب هذه المرأة المسكينة أن تعيش هذه اللحظة التي تتصدع من حولها الجبال ؟ و كيف كان احساسها و هي جاثمة عى ركبتيها تنتظر حدّ السيف ليجتز رقبتها كما يُقطع رأس الأفعى السامة ؟؟ .
تواصل شريعة الدم كعادتها إتحافنا بطرق جديدة من التعذيب و القتل ، فهم بلا شك يطبقون حدود الله و أحد أركان الشريعة السمحاء بذلك . إنها الشريعة التي تُقطع فيها يد البشر إذا سرق رغيفا يسد به رمقه ، و يجلد فيها كل رأي مخالف بجميع درجاته ، شريعة تُرجم فيها المرأة بالطوب و الحجارة حتى تتهشم عظامها و يتفتت لحمها بذريعة الزنا ، نفس الشريعة التي يُرمى فيها الشواذ جنسيا من أعالي الأبنية مقيدي اليد ليهووا جثثا هامدة قبل التنكيل بهم و الحاق أشد العذاب و أقساه على جسدهم . لا تقولوا ليس ذلك هو الإسلام فالدواعش لا يختلفون كثيرا عن هؤلاء الرعاع الذين قطعوا رأسها ، فكلّ ممثل للإسلام و مطبق للشريعة و إن كان الإختلاف بينهما أن الدواعش تنظيم ارهابي و دولة غير معترف بها و هؤلاء دواعش في مملكة داعشية قائمة الأركان .
إنهم حقا أعداء الحياة و أعداء الإبداع ، يكرهون الحب و يحرمونه بذريعة الزنا ، يزنون مع عشيقاتهم ثم يرجمونهن بالحجارة ، لإن كانت الكلمات مددا لأكتب عنكم و عن مدى احتقاري العميق لكم و لشريعتكم ، لنفذت الكلمات قبل أن ينفذ ما يجول بخاطري . كم أحتقركم .... !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر