الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش عندنا ؟ لا مرحبا ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 1 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


داعش عندنا ؟ لا مرحبا ..
أعلنت "خدمات الأمن العام " في إسرائيل ، والمعروفة بإسمها الشعبي "الشين – بيت " عن إعتقال ثمانية شبان من المواطنين العرب في إسرائيل بتهمة تشكيل خلية لداعش بين العرب المسلمين في إسرائيل ، يترأسُها محامٍ معروف ، والذي ، وعلى ذمة قوات الأمن ، كان يُعدُّ نفسه لمنصب قائد أركان داعش ؟؟؟ محليا أم عالميا ؟؟ لا نعرف .
وكان هذا المحامي قد تحدث الى صحافي من القناة العاشرة ، أجرى تحقيقا صحافيا حول داعش والتقى بالكثيرين في اوروبا تحديدا وفي البلاد وكان من بين من قابلهم هذا المحامي ، وقد كان المحامي في المقابلة ، لبقا ومتحدثا بارعا ، إستطاع أن يتلاعب بالألفاظ ويُدلي بالحجج والبراهين على أفضلية تطبيق الإسلام بنسخته الداعشية ،على سائر انظمة الحكم المعاصرة .
لم يكن من "النوع " الذي لا يعلم ما يُريد ، أو يُردد كببغاء بعض الأقوال ، بل بدا مقتنعا بصواب النسخة الداعشية وخيريتها للبشرية جمعاء .وتكلَّم العبرية بطلاقة يُحسدُ عليها .
وكانت السُلطات الأمنية قد أعلنت بأن من بين المقبوض عليهم إبن رئيس سلطة بلدية سابق ، وطالب جامعي يدرس أو انهى دراسته في الأردن . إضافة إلى الإعلان في فترة سابقة عن إعتقال معلم دين إسلامي، كان قد تلقى دراسته الجامعية في الأردن أيضا .
إذن ، لا يجري الحديث عن مجموعة شباب تائه ، عاطل عن العمل ، يُعاني من فراغ روحي ويبحث عن ذاته ، بل يجري الحديث عن مجموعة مُؤدلجة ، حازت تعليما اكاديميا ومهنة مرغوبة .
ويبقى السؤال ........ ما الذي يدفع شخصا "مُتعلما " ، متزوج ، صاحب مهنة وتُحيط به عائلة كبيرة داعمة ، ما الذي يدفعه الى الإلقاء بكل هذا خلفه والإلتحاق بداعش أو القيام بتشكيل تنظيم "داعشي " ؟
لا زلتُ غير قادر على "رؤية " الدوافع وراء مثل هذا السلوك ، والذي يتطلب تنازلا عن "بُلهنية " العيش ورخاء الحياة ، من أجل هدف غير قابل للتطبيق ولا بحد السيف حتى ..
ما الذي يجعل من أنسان درس الحقوق وترافع عن "المظلومين " أمام جهاز القضاء ، إلى الإنضمام لتنظيم يُنفذُ الأحكام على الشُبهات ، يستحل دماء المسلمين ، وإستعباد غير المسلمين ؟
كيف "أقنع " نفسه "بعدالة " هذه الأحكام ؟
سيقول كثيرون بأنني أُعاني من عُسر في الفهم .. فهذا "القانوني " يستمد قناعاته من الإسلام ..وأنا أقول بأن هذه نسخة واحدة تلتزم بفهم واحد ووحيد للنصوص . بينما مجموعات اخرى لا تتفق مع هذا الفهم للنصوص و، لا تُطبقهُ ولا تُمارسهُ ، وهي الأغلبية .
بدأتُ أكثر إقتناعا بأن الدوافع لمثل هذا القرار ، هي دوافع شخصية ذاتوية لا يُمكنُ حصرها في "نظرية " عامة تكون قابلة للتطبيق على الجميع او على الأغلبية .
لكن ، يُمكنني القول بأن مجتمعاتنا العربية – الإسلامية تعاني من أزمة هوية ذاتية على الصعيد الجمعي والفردي ، وكل فرد من أفرادها يبحث عن حسم لهذه الأزمة بطريقته الخاصة به .
قد تكون الأزمات الفردية ، المُجتمعية والأقلياتية القومية أو الدينية هي المحرك لتبني مُمارسات عُنفية (تُعبر عن غضب على الأوضاع ) بغطاء ديني ، لأن المشروعية الدينية هي مشروعية إرادة عُليا ، لا رأي للإنسان فيها ، لذا يتم تقبلها دون نقاش ، وتُعطي لمُمارس السلوك العُنفي "إعفاء "من تأنيب الضمير أو الشعور بالذنب ،أو من الإحساس بفقدان السيطرة على الذات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتمنى ان تقبل مني هذه الاجابة
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 1 / 19 - 15:48 )
سؤالك: ما الذي يدفع شخصا -مُتعلما -طبعا لايمكن باي حال من احول استباعد الدور المخابراتي في الامر
لماذا تم اختيار الثري بن لادن لتزعم القاعدة؟
اولماذا يتم اختيار متعلم حاصل على شهادة عليا ليكون قيادة لتنظيم اسلامي متشد؟ مثل الدكتور الظواهري او المهندس الى اخره من حملة الشهادات العلمية او الفنانين النجوم او الفنان فضل شاكر
الجواب حتى يكون طعم للبسطاء للانظواء في هذه التنظيمات
لانك كما استغربت مالذي يدفع شخص متعلم ثري الى قيادة هكذا تنتظيمات, ايضا البسطاء تعتريهم الدهشة والاستغراب ايضا
الجواب للبسطاء لامصلحة دنيوية لهؤلاء ,غير ارضاء الله
تخلوا عن كل متع الدنيا التي يملكون وقبلوا بشظف العيش وتقشفوا من اجل خدمة الاسلام والمسلمين
هذه هي الاسباب من وجة نظري لااختيار هكذا نوعيات لانها ستكون عامل جذب واستقطاب للسذج والبلهاء ولك التحية


2 - أوافقك إلى حد بعيد ولكن
عتريس المدح ( 2015 / 1 / 19 - 18:03 )
بخصوص المحامي والجامعيين الواعين والمنضمين ... ما هي دوافعهم
من الضروري أن نفتش في تصرفات نتانياهو والشاباك .. فالان لديهم معركة انتخابية للكنيست والحكومة
قد يكون الجواب هنا
تحياتي


3 - ادعش ادعش
حبيب ( 2015 / 1 / 19 - 19:42 )
تحية
هل داعش في اسرائيل يلاحق المسلمين السنة ام يلاحق اليهود؟!
فلا عجب أن تم أقاء القبض عليهم لأن الدولة هذه لا تريد منافس لها بالارهاب
والاعجب هم انكم تتعجبون من أن هناك من يحمل هذا الفكر من المثقفين, فيمكنني أن ابسط الأمر بأن هناك حاملي الدكتراه وأكثر منها من اليهود المتطرفين
وبشار الأسد قاتل الاطفال دكتور, والقائمة طويلة
أنا لستُ داعشيا, لأن الاسلام الحق علمني أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم أولا, وبعدها لا بد من صدق النية مع الله, مع وجود قيادة صادقة تقوم على العدل والأمر بالمعروف واصلاح الفرد والمجتمع وبعدها اقامة نظام اسلامي متكامل ينشر المحبة والمودة لا يقوم على الظلم والقتل والاستبداد
وفي النهاية أقول أن هذا الحدث في هذا التوقيت له أبعاده على الانتخابات طبعا, وعلى خطط اخرى ضد احزاب اسلامية مثل حماس.


4 - عشرات السنين من الادلجة
بشارة ( 2015 / 1 / 19 - 23:54 )
لا تخفى عليك تلك المسلسلات التاريخية الدينية التي شيطنت كل ما هو غير اسلامي (دائما اليهودي نظراته خبيثة ويحيك المؤامرات وهو يقهقه ويفرك بكفيه) وبالمقابل صورت كل ما هو اسلامي وكانه المواد الاولية للمدينة الفاضلة..خير القرون (تذبحوا على السلطة 3 من الخلفاء الراشدين والرابع على الاغلب مات مسموم) هذا هو السلف الصالح...صالح في الركض الى ثقيفة بني ساعد لاقتسام الكعكة والزلمة طل بلا دفن يومين وهي لو وقفت على المسلسلات المرسخة للنمطية لهان الامر, حدث ولا حرج عن طوفان الكتب واشرطة كشك وزمرة من اصبحوا فقط مؤخرا وعاظ الفتنة والفضاءيات والمواقع الدينية الاباحية بكل معنى الكلمة والتحريض المستمر من على منابر المساجد والاذاعات الخ الخ
ماذا نقول؟ لعنة الله على ربع العقال وبترودولاراتهم الوسخة؟ ام على من نقل لنا ارث ديني مشوه اتحفنا بنكاح الصغير ورضاع الكبير والتداوي ببول البعير؟ ام على العقلية المريضة البدوية؟
نعم هنالك احتمالية استثمار وتوظيف الاخرين لظاهرة التطرف لكن الا نأخذ نحن على الاقل قسمنا من المسؤولية؟
طالما الغالبية رجليها في القرن 21 وراسها بالسابع, ليس هنالك تقدم - الا بالسن
تحياتي


5 - الهوية الثقافية
nasha ( 2015 / 1 / 20 - 02:20 )
كل عام وانت بخير استاذ قاسم كيف حالك؟
المسلمون يعيشون تناقض صارخ في كل شيئ بسبب معظلة الهوية الثقافية. الثقافة العالمية السائدة تجرف جميع المجتمعات خلفها سواء برضاها او رغماً عنها.
الثقافة الاسلامية ظهرت بقوة بعد سيطرة رجال الدين والمثقفين المتدينين على وسائل الاعلام والتعليم ولمدة طويلة وبفضل السياسيين الذين سمحوا لتقديم الاسلام بكل الطرق المخالفة لحقيقته وبشكل ملائم للعصر دون ذكر حقيقة ما تحتويه النصوص الدينية وكذلك تدريس تأريخ غير حقيقي مؤلف بحسب العاطفة الدينية بدون اية ضوابط او رقابة .
لقد تم تظخيم وتفخيم الثقافة الاسلامية ووضعوها نداً للثقافة العالمية السائدة وهي في حقيقتها ثقافة بدائية بسيطة لا تصلح لادارة دول او حتى مجتمعات كبيرة.
من الطبيعي ان كل انسان ينشأ مفتخراً بأهله ومجتمعه وعاداته وتقاليده وليس المسلمون استثناء .
الذي حدث هو بسبب خطأ ارتكبه المثقفون بتحميل الثقافة الاسلامية ما لا تنص عليه وهم الذين خلقوا هوية خاصة مزورة للمسلمين عانوا وسيعانون بسببها .
تحية للجميع


6 - الزميل عبد الحكيم تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 1 / 20 - 10:59 )
شكرا على التعليق ، وفكرتك جيدة لولا أنها تحمل ملامح -نظرية المؤامرة - التي لا احبذها .
قد تلتقي او تتقاطع المصالح في مثال بن لادن والمخابرات الامريكية ، مما شكل انموذجا معينا .
لك مودتي واقديري


7 - العزيز عتريس تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 1 / 20 - 11:01 )
استعمل نتانياهو اكثر من مرة التشبيه بين حماس وداعش وساوى بينهما .
فهذا ليس بجديد عليه .
لك مودتي


8 - السيد حبيب
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 1 / 20 - 11:02 )
شكرا على مواظبتك
وشكرا ايضا على ايمانك بالحق والعدل
مودتي


9 - العزيز بشارة تحية
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 1 / 20 - 11:05 )
شكرا على التعليق
صدقا لا استطيع ان اشير الى عامل أو مجموعة عوامل تؤدي .
قد تكون تراكمت كميات هائلة من العوامل المختلفة والمتناقضة احيانا
لكنها احدثت تحولا ما (عودة الى الخلف ) ردة فكرية .
سلاماتي


10 - العزيز ناشا
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 1 / 20 - 11:07 )
يا هلا ويا مرحبا وشكرا لإطمئنانك
التراجع في التعليم وفي البحث العلمي وتحول الجامعات الى مصانع لتخريج اشباه متعلمين ، واحد من مجموعة عوامل
لك مودتي

اخر الافلام

.. طارق متري: هذه هي قصة القرار 1701 بشأن لبنان • فرانس 24


.. حزب المحافظين في المملكة المتحدة يختار زعيما جديدا: هل يكون




.. الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف الأسلحة نحو إسرائيل ويأسف لخيارا


.. ماكرون يؤيد وقف توريد السلاح لإسرائيل.. ونتنياهو يرد -عار عل




.. باسكال مونان : نتنياهو يستفيد من الفترة الضبابية في الولايات