الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرامي أكثر خُلق من شارب الخمر !

عادل الخياط

2015 / 1 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحرامي أكثر خُلق من شارب الخمر !
عادل الخياط
هذا في العراق الجديد , في العراق الجديد تقول لك معظم الناس : إعمل أي شيء قبيح : إكذب , إسرق , نافق , إخدع الناس , كُن مرائيا , كُن ذماما , وهكذا .. كل الصفات الذميمة , جميع الصفات الغير أخلاقية تسقط بمفهوم العُرف العراقي الجديد المرتكز على العمامة واللحية والجلباب والمِحبس , كل السمات الذميمة تسقط مقابل صلاة منافقة في عز الفجر وتلاوة آية قرآنية , أما جرعة الخمر التي تخضر لها عيناك كما يقول الشاعر : لا بأس بجرعة خمر تخضر لها عيناك " " مظفر النواب " فتلك أشد المآثم التي إخترعها لفيف العمائم المتنفذ في العراق الآني !

تلك الحقيقة بإمكان المرء أن يتلمسها من خلال إبن الشارع , ومن خلال أصدقاء الأمس أصحاب الأنس الجميل , ومن خلال الوضع العام عموما .. ولا جدال عن الأخلاقيات المنحطة التي أوصلت العراق لهذا الحضيض الذي نراه اليوم والمتحمور عن الذم للخمر وليس للصوصية والنفاق و .. لا جدال حول إنتخاب برلماني وسخ لص , او رئيس حكومة على
ذات الشاكلة , أو معمم يخدع الناس بتلك اللفة المثيرة للسخرية فوق رأسه , لا جدال , لا جدال عن أية أجواء تثير سخرية حتى بدائيي الأرض .. لا جدال , الجدال فقط عن تلك الجرعة التي يطفحها المرء ربما هروبا من واقع زرنيخي يُصبح ويُمسي عليه , أو متعة ,نعم , نقولها بالفم المليان متعة , أحيانا نحيد عن الحقيقة , نعم نشوة , هل ثمة نشوة أشد من غزالات الخمر عندما توخز تلابيب الدماغ , ومن يُشكك ويُحرم ذلك فعليه لحس أفخاذ العمائم فربما تكتنفها نشوة أشد من نشوة الخمر , أو عليه إنتظار الخمر الأخروي ,مع عدم وثوقه في ذلك النيل المخيلاتي , هذا بالنسبة للشخص الذي داعبته غزلان الخمر في حياته , أما الذين يحلمون بخمر الجنة فعليهم بنيل نشوة خمر الدنيا لكي يحلموا بالخمر الخيالي .. وهؤلاء أيضا تناولهم " النواب " بشعره عندما قال : كيف يشتاق إلى خمر جناتك من لا يسكر ؟!

وفي هذا المجال تنتابك نماذج تنساق في ذات الإتجاه سلبا أو إيجابا , الإيجاب هو الفعل الساخر عن وقائع قد حدثت في تلك الليلة أو دمغة من نوع ما سخيفة جدا , فثمة أحدهم قد يكون فعله مقزز من قبيل أن يبول أو يخري على نفسه مثل صديقنا " وئام " الذي عملها ذات مرة, وعلى العموم فمثل هكذا فعل يظل ضمن فعل الفكاهة الخارج عن نطاق العقل لكنه يظل ممتعا مثل فيلم الحقيقة الخرافة Jackass


أو مثل ذلك الشخص صاحب المذهب السني الذي يسكن مدينة الثورة في بغداد , والذي جرى حديث له مع جاره الشيعي , فقال السني في احدى فقرات الحديث : علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه , فنظر إليه الشيعي بشزر قائلا له : ها .. ماذا قلنا , قلنا : علي سلام الله عليه " فقال السني : ها .. العفو , إعذرني نسيت المصطلح .. ثم إنسحب إلى داخل البيت وهو يتمتم بينه وبين نفسه : خل اروح أضرب نصف بطل العرق وهي تصفه بعدين , ما علاقتي أو ما مصلحتي انا إن أصبح علي أو أبو بكر خليفة .

الله يساعدكم يا شباب العراق على ما تلوكونه من خزعبلات تحت علوك المضغ العمائمي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran