الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية والإكراه في حياة المسلمين

محمد الشريف قاسي

2015 / 1 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حديث أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهو حديث إكراه وإجبار الناس بالقوة على اعتناق الإسلام وإلا يكون مصيرهم القتل والإبادة الجماعية، فهل يمكن أن نعتنق عقيدة ما بالإكراه والجبر والقوة ؟ وهل العقائد تفرض بالقوة ؟ وهل القلوب بيد العباد أم رب العباد ؟ إفرض أن الناس اعتنقوا عقيدة ما بالقوة والسيف ظاهريا وشكليا فما فائدة ذلك أمام الله ؟ وهل الرسول يريد منافقين ( يظهرون شعائر الإسلام ويخفون الكفر والخديعة والوقيعة بالمؤمنين ) أم مؤمنين حقيقيين ؟ وهل كان الرسول يريد الكم على حساب الكيف ؟ وإن صدق الحديث فهل هذا هو سبب ردة أكثرية المسلمين بعد وفاة الرسول ؟ وهل كان الرسول يريد أتباع من الرعاع أم قلة من المؤمنين الفاعلين الصادقين ؟ وماذا ينفع الإسلام كثرة المؤمنين ظاهريا والكافرين المتربصين باطنيا ؟ وهل انتشر الإسلام بالسيف والإكراه والدماء ؟
فمن خلال النصوص (قرآن وسنة وسيرة المسلمين) ترى تناقضا رهيبا بين النصوص فيما بينها وبين النصوص وسيرة الأمة قديما وحديثا.
فهذا الحديث يناقض الكثير من الآيات والأحاديث المتواترة كما أنه غير مقبول عقليا ومنطقيا وواقعيا، فهل رسول الرحمة المهداة يكره الناس على الإيمان به وهل من كان خلقه القرآن يخالف ما جاء به ( أفا أنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ؟؟؟) ( فما عليك إلا البلاغ وعلينا الحساب) ( وما أنت عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله –وليس أنت يا محمد وأتباعك- العذاب الأكبر) ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ( لا إكراه في الدين) (لكم دينكم ولي ديني) لكن سيرة المسلمين بعد وفاة الرسول إلى يومنا هذا تقول غير هذا، غير ما جاء في القرآن والسنة الصحيحة لا المزيفة، وإلا ما معنى فقه جهاد الطلب والفتوحات والغزوات التي استعمر فيها المسلمون بلدان الغير وفرضوا قوانينهم ومعتقداتهم بالقوة والإكراه ؟ فغيروا لغاتهم ( الأمازيغية والكردية مثلا) ودياناتهم وسلوكاتهم ونهبوا اموالهم وسبوا نسائهم وذراريهم وقتلوا رجالهم كل ذلك من أجل الملك والثروة وليس الدين إلا غطاءا، وإلا كيف قامت الإمبراطورية الأموية والعباسية والعثمانية وغيرهم إلا على جماجم الناس وهتك أعراضهم وسلب أموالهم . وخير دليل اليوم هو ما تقوم به داعش واخواتها من اتباع الإسلام السياسي من إخوانية ووهابية .
ثانيا حديث من بدل دينه فاقتلوه ( قتل المرتد) فهذا حديث آخر من أحاديث الإكراه والإجبار بالقوة على البقاء على دين الإسلام ظاهريا رغم الإقتناع بغيره من المعتقدات، فأي حرية هذه وأي عقيدة هذه التي تفرض على أتباعها البقاء فيها بالإكراه، فهل الإسلام يخاف من غيره من الأديان؟ وهل فيه شيء يناقض العقل والإنسانية حتى يهرب منه إلى غيره فلماذا الإكراه إذن؟ وهل الإسلام يريد منافقين في صفوفه أم مؤمنين ؟ وهل ينفع الإسلام إنسان متخفي بغطائه وهو غير مؤمن بأحكامه وغاياته؟ وهل الإسلام يريد كمية من البشر على حساب الكيفية والنوعية؟ مليار ونصف من المسلمين مقابل ثلاثة عشر ميلون يهودي في العالم مع الفارق.
فهل هذا هو الإسلام المحمدي الأصيل أم هو إسلام أموي سلطوي فرض على هاته الأمة بالقوة ؟ هل إسلام النص القرآني أولى أم إسلام التاريخ والتراث الفقهي والحديثي والسيري ؟ فهل هو إسلام واحد أم إسلامان وهل هو محمد واحد أم محمدان ؟ هل هو محمد الهاشمي أم الأموي؟
لابد من غربلة كتب التراث وتصحيح المفاهيم من قبل أناس متنورون قبل فوات الآوان وإلا فهي الكارثة على الدين والبشرية جمعاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح خطأ في الآية
محمد الشريف قاسي ( 2015 / 1 / 21 - 12:45 )

فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب )) وليس فما عليك إلا البلاغ وعلينا الحساب . من سورة هود))


2 - تعليق الى محمد الشريف
ايدن حسين ( 2015 / 1 / 22 - 06:40 )

تحية طيبة
حديث أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
لقد بحثت عن معنى هذه الحديث .. فتوصلت الى التالي .. و لا ادري ان كان مقنعا لك
كلمة الناس هنا .. هم الاشخاص الذين يعارضون اسلام الاخرين
اي انهم مثل المشركين الذين لم يكونوا يقبلون باسلام الاخرين من بني قومهم .. فكانوا يخوفونهم و يعذبونهم لكي لا يدخلوا الى الاسلام
اي بمعنى .. يجب قتال من يرفض دخول الناس في الاسلام
فالقتال هنا .. لكي يرجع الوضع الى .. لا اكراه في الدين .. اي يكون الانسان حرا في ان يؤمن او لا يؤمن .. فكما يرفض الرسول اكراه الناس على الدين .. كذلك يرفض الاكراه على الكفر
باختصار .. معنى الحديث .. القتال يكون ضد الاكراه على الكفر
و سلامي
..


3 - تحية مباركة السيد ايدن حسين
محمد الشريف قاسي ( 2015 / 1 / 22 - 08:12 )
مبارك لك هذا التعليق إذا كان بهذا المعنى معنى الحديث ولكن الواقع وتاريخ المسلمين يقول غير ذلك ، وأنا معك في عدم اكراه الناس على اي عقيدة دينية او مذهبية او فكرية فلسفية مهما كانت ، فنحن ضد الاكراه والقتل والتدمير تحت اي مسمى حتى ولو كان باسم المقدسات ، والمشكل ان المسلمين والمتاسلين اليوم من الوهابية والاخوانية وغيرهم من اصحاب الاسلام السياسي ما زالوا يقتلون ويذبحون ويدمرون تحت مسمى السنة النبي وعمل السلف من وراء مثل هاته احاديث مكذوبة على النبي .سلام ومحبة

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran