الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيحيو الشرق يحبّون الرسول محمد

يارا عويس
(Yara Owies)

2015 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مسيحيو الشرق يحبّون الرسول محمد
بقلم : يارا عويس

إلى سكّان الأرض...
إلى المسلمين الطيبين...
إلى صحيفة شارلي أيبدو...

أخاطبكم، وكلّي غضب على كل من يتغافل عن الفعلة المشينة التي اقترفتها صحيفةُ «شارلي إيبدو»، ولا تزال تندد باقترافها، وسؤالي ماذا يعرف الغرب عن الاسلام والمسلمين؟ وإلى متى سيبقى الغرب جاهلا بجوهر الاسلام؟
وقبل إيضاحي أرغب بالتعريف بنفسي، فانا ابنة الأرثوذوكسية المسيحية في الأردن، والمعروف عن الأرثوذوكسية الشرقية التزمّت والإلتزام بتاريخها، وقد عشتُ الإسلام في تقاليد مجتمعي، حيث الأغلبية، وتعايشت مع المسلمين المعتدلين، وليس المتطرفين.
الإسلام هذا الدين الجميل الذي يحمل في كل تعاليمه قيماً سامية لإنسانية تعلو وترحل عبر التاريخ، هذا الدين الذي شقّ الصحارى العربية وتخطّى الحدود؛ ليبقى مؤثراً إلى وقتنا الحالي، ومحمد تلك الشخصية الفذّة التي أثّرت في البشرية، ولا تزال تؤثر في منظومة الحياة وسياساتها على الأرض.
وبعد كل هذا يأتي صحفيٌّ عابث، أو رسام كاريكاتير خارج تغطية الوعي البشري، ويقترف فعلته عبثاً أو حباً؛ لنيل الشهرة، أو بدافع حوافز مادية، وتصفّق له الأيادي في فرنسا وغيرها.. أتساءل، وأوجّه له ولصحيفته السؤال: كيف من الممكن اللعب بالنار، وإطلاق العنان للإساءة إلى رمز ديني بحجم محمد؟ وما هو الثأر الذي بينك وبينه، وبين إسلامه؟ وهل أنتم تدَّعون ديناً آخر؟ لا أظن أن هذا السلوك المتطرف يقوده أشخاص لهم دين، أو أنهم مختبؤون تحت اسم المسيحية، فالمسيح لن يرضى عن فعلتكم بالإساءة إلى أيٍّ كان، وليس هذا من تعاليم الدين المسيحي..
إذن دعونا نرحل إلى الشرق قليلا، حيث المسلمون المعتدلون، ولنسلط الضوء شيئاً ما على حياة المسلمين الطبيعية، بعيدا عن التعصب والتطرف، لإيضاح الأمر ، ولننظر بأكثر من منظور، وبأكثر من إدراك لحياة تلك الأغلبية من الشعوب المسلمة، ولعلنا نستمع إلى القرآن بعد ذلك، فندرك من خلال المحاكاة الصوتية ذلك الإحساس الذي خَلَت منه قلوب وعقول نقّاد هذا الدين. فلماذا أصبح اسم المسلم بُعبعاً في الغرب؟! ولماذا يُؤخذ الصالح بعروى الطالح؟ ولا تفرّقون بين الإسلام وما يطفو على السطح..؟! لعلَّ ندائي هذا، من ابنة الشرق المسيحي يؤثر؛ فينتزع منكم شيئاً من حقدكم البهيم على الإسلام ورسوله.
ماذا لو وقفتُ غداً على باب صحيفتكم، ونطقت بالعربية، وقلت –حاشا لله- أنا معكم .. أنا أويدكم.. حتماً سأقتل، وهل ستتركوني بحالي لا بل سأذهب بعروى الاسلام والإرهاب عندها، بحجة أني عربية، ولم تفهموا كلامي..
إذن فلتفهموا الآن قبل فوات الأوان، والاستمرار في الإساءات والخراب..
فما لمسته شخصياً من حياة المسلمين، المتسامحة الودودة، وما يملؤها من محبة وسلام، يجعلني أقف اليوم، وأعلن وقوفي بوجه أي متهجم على الرسول محمد الذي استطاع، مِن قلب الصحراء، أن يقلب المسار الفكري والثقافي في العالم. فمن أنتم أمام هذه الشخصية الأسطورية؟! وهل ستشكلون شيئاً في تاريخ هذا العالم؟! وإلى متى ستبقى لعبة السياسة بالاختفاء وراء طائفية باهتة اللون، ولا طعم لها؟!
وأنتم أيها الأخوة .. أيها الجيران أيها المسلمون الحقيقيون الطيبون الطبيعيون، إلى متى ستتركون من يستغل دينكم، ومن ينادي باسمكم ويشوّه صورتكم وصورة قدوتكم؟! هل أنتم الإرهاب؟! وهل تقبلون بهذه الصورة المسيئة لدينٍ شعارُه الإنسانية والسلام...؟! انتبهوا هنالك مَن يسرق ثقافتكم وفكركم ودينكم..
يا سكّان الأرض.. هيا لنتكاتف.. نحطّم الفروقات القارية والعرقية والطائفية.. ونلغي معالم الحدود التي جعلت ملامح الأرض مخضبّة بالدماء والشر.. قفوا على بعد مسافة من كوكبنا الجميل وانظروا كيف يموت الصغار؟ وتذبل الزهور وتحطّم البيوت وتُروى الأرض دماً ليل نهار... كونوا مع الله، وانشروا المحبة في الأرض.. ولْنُعد تشكيل كوكبنا الجميل بالخضرة والسلام والمحبّة.. وإذا اضطررنا فلْنُعد تشكيل طوائفنا بما يعمّر هذه الأرض ويخدم سلامها...
قفوا عند مفترق الطريق، واختاروا إمّا أن ندمرّ هذه الأرض، وإمّا أن نعمرها..
يارا عويس - كاتبة أردنية مقيمة في الإمارات - مدربة دولية في التنمية البشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أجمل ما قرأت حتى اليوم في الموقع
فؤاد نادر ( 2015 / 1 / 22 - 07:01 )
مقال رائع وعقلاني أصابني بالدهشة حقا
كلام عقلاني ومقال مهذب يحمل بطياته إنسانية محبة ورائعة ومتفتحة ومتسامحة وعادلة وشخصية وطنية عظيمة
حي الله أصلك والبطن الذي حملك وحي الله الأب والعشيرة التي تنتسبين إليها
أيها البغدادي يا خليفة الدولة الإسلامية في العراق والشام أطلق سراح الأسير الطيار الأردني حبا بالرسول وردا للمعروف.


2 - يا يارا الأخت التي لم يلدها ديني. .
عمر ( 2015 / 1 / 22 - 10:17 )
حياك الله أخيه. .وبارك لك هذا العقل النير وتلك الروح الجميلة التي لم تشوبها شائبة التعصب. .يالهذي الإنسانية التي تحملينها بين جنباتك. .
أبقي أخيه. .على دينك وحافظي على هذه الروح التي قلما نرا مثيل لها. .
كوني قدوة للمسلمين قبل غيرهم. حبا في الله. .


3 - الى الاخت يارا
صباح ابراهيم ( 2015 / 1 / 22 - 13:20 )
عزيزتي الاخت يارا
احي فيك روحك التسامح الطيبة التي تعلمتيها من تعاليم السيد المسيح القائلة احبو بعضكم بعضا ، واحبوا اعداءكم , باركوا لاعنيكم .
عزيزتي يارا ، انت متأثرة بالاخوة الطيبين من اصدقاءك وجيرانك من المسلمين ، المعتدلين كما وصفتهم ، لكن اولئك لا يمثلون الاسلام الحقيقي الذي جاء به نبي الاسلام ، ان من يمثل الاسلام الحقيقي هم داعش وابو بكر البغدادي ، الذي طبق عمليا كل ما فعله نبيه .
هل قرأت القرآن كله ، واحاديث نبي الاسلام ، هل قرأت في القرأن ( يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء, بعضهم أولياء بعض, ومن يتولهم منكم فأنه منهم (المائدة 51).ا
وقال النبي صلعم: - والذي نفسي محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به؛ إلا كان من اهل النار-.
هل تعرفين من المغضوب عليهم ومن هم الضالين في نظر كل مسلم ؟
ابقي على طيبتك لأصدقاءك المسلمين المعتدلين فقط ، واحذري ان تقعي بين ايدي عصابات داعش
لأنهم سيفعلون بك كما فعلوا في السبايا اليزيديات لا سمح الله


4 - بلا منافس...ومتنافسون!!!!
سلام صادق ( 2015 / 1 / 22 - 21:33 )
يبدو ان اختنا باللة نائمة وارجلها بالشمس..كما يقول العراقيين..لانها لا تعرف ان تميز بين المسلمين وبين الاسلام فالفرق شاسع...والاسلام الحقيقي او المسلم الحقيقي والذي مقعده محجوز وبلا منافس في الجنه ( Guarantee) هم عصابات داعش وبوكو حرام والقاعدة ومن لف لفهم. اما باقي المسلمين فهم بمفهوم الاسلام كفرة او مرتدين وسيتنافسون معنا نحن الكفار على مقاعد جهنم...تحياتي.


5 - حاجه من اتنين ... شاربه حاجه او مدفوع لها
حكيم العارف ( 2015 / 1 / 23 - 11:36 )
اخبار الإسلام و شيوخ المسلمين تصرخ بالحقيقه في كل مكان عن تسامح الإسلام و هذا الدين اللذيذ الذى يعطى سلاما قلبيا ....


وكان القارئ عايش في المريخ...


ياريت تتصفحى كتب المسلمين و الجرائد وتعرفى الحقيقه... وبلاش الاحلام


6 - فكر متحضر
كامل منصور ( 2015 / 1 / 23 - 12:32 )
مقال رائع وكله حكم وعبر لمن لا يعتبر
كاتبة اصيلة وقلم نظيف وفكر راقي، لو يفكرون مثلك الأمم لصرنا بخير
هذه التفرقة هي سبب دمار وتخلف الامة
يا ليتهم يقرأون سطورك الأخيرة دعوتك الى سكان الأرض للمحبة والسلام والخير والعمار ويهتدون الى خير هذه الأرض وعمرانها لا دمارها
الله يقويك فعلا انت كاتبة عظيمة


7 - يارا عويس وشهادة حق
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 23 - 17:17 )

نحن بين المطرقة والسندان

بين متطرفين منا ومتطرفين منكم

ليقم العقلاء وينطقوا بكلمة حق مثل هذه

في القران المقدس

لااكراه في الدين

وفي الانجيل

أحبوا أعدائكم وباركوا لاعنيكم

الايمان والكفر لايرتبط بجنس ولاقومية ولالغة ولادين

نفتقد مثل هذه الحكمة وهذا التوازن

بارك الرب فيك وأكثر من أمثالك

تحية من أعماق أعماق القلب

اخر الافلام

.. 141-Ali-Imran


.. 142-Ali-Imran




.. 144-Ali-Imran


.. 145-Ali-Imran




.. 146-Ali-Imran