الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في مسيرة الثورة ضد الدولة الرأسمالية
زينب رحيم
2015 / 1 / 22الثورات والانتفاضات الجماهيرية
في مسيرة الثورة ضد الدولة الرأسمالية
الوعي بما يحصل بين القوى الامبريالية خطوة نحو تقدم نضالات الطبقة العاملة
الحروب مستمرة من اجل الاحتكارات
الملايين يموتون بالتفجيرات، وبالعمليات الارهابية ،واثر القصف الجوي،بالاسلحةالخفيفة والثقيلة وبالدبابات .وملايين يتشردون ويتخذون من الخيم مسكنا، تحت برد الشتاء القارص وحر الصيف اللاهب وملايين يعيشون تحت خط الفقر.....
وهذه المرة دقت الولايات المتحدة الامريكية طبول حرب النفط
ارهاب وارغام وافقار واستعباد الشعوب مستمرة
الجوامع....الجوامع في كل مكان من انحاء العالم تتحول الى اوكار بناء خلايا الارهاب ،واوكار لتكبيل عقول الناس، بحثا لمناطق نفوذ لها في المعادلات السياسية العالمية الجديدة.
حرب النفط ،بوادر ازمة مالية عالمية
الساحة الدولية تشهد معركة صراع قوى رأسمالية عالمية واقليمية
لقد اغرقت الولايات المتحدة الامريكية الاسواق بالنفط ،وتعاونت معه في ذلك السعودية. فانخفضت اسعار النفط والاسباب لا تعود فقط لاضعاف روسيا كقوة رأسمالية ارادت ضمان مصالحها، وتثبيت مناطق نفوذها ،واضافة مناطق نفوذ جديدة لها في التقاسم الجديد للعالم، و ايران كقوة رأسمالية اقليمية لها اهداف توسعية في البلدان العربية . بل وايضا تكمن في ركود الاقتصاد في العالم الغربي.
الولايات المتحدة الامريكية أعلنت عن حرب النفط للوقوف ضد بروز اقطاب راسمالية عالمية واقليمية، وللحفاظ على عالم نظام احادي القطب تحت قيادتها.
في النظام الرأسمالي ليست فقط التناقضات في علاقات الانتاج، اي تناقضات بين مصلحة طبقة الرأسما ل ومصلحة الطبقة العاملة، تؤدي الى خلق طبقة عاملة يكون في صراع ونضال دائميين مع طبقة الرأسمال. بل وتضارب مصالح القوى الرأسمالية خلال تسابق كبرى الدول الرأسمالية فيما بينها، تجعل من النظام الرأسمالي ، نظام غير متماسك يتم ترقيعه من مكان ،ينفتح من مكان اخر. وبالتالي يكون مصدرا لضعفه.
ماذا حصلت بين القوى الرأسمالية خلال سنوات الثورة؟
بلا شك كانت في تراجع الاسلام السياسي السني المتمثل بالاخوان المسلمين،( البديل السياسي لامريكا للسلطة لبلدان الثورات العربية ) ، تراجع القوة الرأسمالية الامريكية لصالح القوة الرأسمالية الروسية . فبعد أن كانت امريكا على رأس ووراء تحديد حكومات ما بعد كل الموجات الثورية ،لحماية دولة رأس المال من الانهيار، ولكن وعلى أثر اللحاق الهزيمة بسلطة الاخوان في مصر،من قبل الجماهير الثائرة في 30 يونيو، واستيلاءواستفراد الجيش بالسلطة ،تحقيقا للارادة الجماهير، فشل أمريكا في احداث التوافق بين القوتين البرجوازيتين ،الجيش بعباءة وطنية والاخوان بعباءة دينية، اي فشل في فرض قرارها السياسي على الجيش، رغم محاولاتها الجمة وحتى بمساعدة الغرب، واصبح تضارب مصالح القوى البرجوازية المحلية الذيلية لقوى الرسمالية الكبرى واضحا. فأنسحبت امريكا من تقديم المساعدات للجيش. فحينها تقدمت روسيا لمساعدة الجيش (كسلطة) ،وعندئذ بدأت مصالح روسيا في مصر. (رغم ان امريكا عدلت عن قرارها ذلك فيما بعد خوفا ودفاعا وتثبيتا لمصالحها).
وأما عن الوجود الروسي في سوريا، فقد ثبتت منذ بناءها لسفارة لها فيها، مستوليا عاى مناطق شاسعة منها . وانتصار النظام السوري حينذاك على حركات المقاومة الاسلامية السنية بجميع تفرعاتها. اصبحت نقطة ثبات للوجود الروسي كمنافس لمصالح امريكا في سوريا .
اما عن الوجود الروسي في العراق فمع تلك الاحدات اي ثبات الوجود الروسي في سوريا ،كانت قد ابتدأت نية روسيا في مد أنابيب نفط بين سوريا والعراق .
أما على صعيد الازمة الاوكرانية ،فانتصار روسيا على أمريكا والاتحاد الاوربي في ضم شبه جزيرة القرم اليها. رغم الاجتماعات العديدة لمجلس الامن، واجتماعات الوزراء، وفرض العقوبات الاقتصادية عليها. وباستمرار روسيا في فرض الضغوطات عليهم، بتواجدها العسكري على الحدود الاوكرانية من جهة ،ودعم الانفصاليين الروس في شرق اوكرانيا من جهة اخرى. قد جعلت من روسيا قوة تهدد امريكا والغرب .
فمن هنا نستطيع القول فاللاسباب التالية :-
• تراجع القوة الرأسمالية الامريكية امام تنامي القوة الرأسمالية الروسية (ومن ثم الصينية )
• روسيا الاخطبوط الصغير الكبير مدت أرجلها الى مصر وسوريا والعراق.
• فشل وخيبات أمل الولايات المتحدة الامريكية في جلسات مجلس الامن (مجلس اللصوص في الحفاظ على منصبها(امريكا) رئيسا للصوص من خلال الاستحواذ على مناطق نفوذ جديدة وقديمة)، في افشال ضم روسيا لشبه جريرة القرم اليها .
وحينذاك اعلنت أمريكا عن خروج الاقتصاديات المتقدمة من مرحلة الخطر. ولكن بقيت تبدي مخاوفها من الازمة الاوكرانية.
.
وعليه بدأت امريكا بوضع سياسات واستراتيجيات جديدة كقوة رأسمالية تحاول منع بروز اقطاب اخرى شريكة لها في قيادة العالم والتي هي كالتالي:_
• ضم اوكرانيا الى حلف الشمال االاطلسي، بعد ربط اقتصادها بالاتحاد الاوربي.
• التوجه نحو تعزيز وجودها العسكري في الصين.
• الاستفادة من شخصيات متطرفة ومتشددة من الحركات الاسلامية، وخلق داعش (تنظيم الدولة الاسلامية في الشام والعراق) وتزويدها بالاسلحة . للوقوف أمام توسع القوة الرأسمالية الروسية ،وبالضد من المحور الروسي الايراني . ولضرب جميع الحركات الثورية والراديكالية في العالم العربي، وقبول الجماهير العربية بالاسلام المتعدل (كما يسمونه) كسلطة .
لكن ورغم ذلك مصر وتونس من الثورات العربية، أخذت تتقدم في صراعها مع البدائل التي تريدها وتفرضها امريكا والغرب للسلطة فيهما. فلا زالت مصر تقول لا لحكم العسكر ،بعد ازاحة الاخوان من السلطة وجعلها ورقة ميتة في الساحة السياسية ، وصراعها تشق طريقها ضد دولة رأس المال. وتونس كنست الاسلاميين من السلطة في انتخاباتها الاخيرة. رغم اقحام امريكا لداعش على العالم العربي، ودورها في تحويل الجوامع الى اوكار لتفريخ الارهابيين .
• البدء بحرب النفط، لرمي روسيا الى الحاشية من معركة الاقطاب ولتصدي لايران كقوة اقليمية . ولكن سياسة حرب النفط ،ليست سياسه ذو جانب واحد ،اي جانب يصب في مصلحة أمريكا .لا بالطبع فهي كأي سياسة في النظام الرأسمالي المأزوم تتضح فيها تناقضاتها . وفي ما عدا انها قد اشعلت فتيل ثورة الجماهير في المكسيك وفينزويلا وبلدان اخرى. اذ احدثت ايضا اضطرابا كبيرا في الاسواق، وكشفت عن ديون ذات العائد المرتفع،وأدخلت الاسهم العالمية في حالة من الفوضى ، تجاوزت خسائرها مليارات الدولارات أي كانت ضربة للاقتصاد العالمي ، ومن المحتمل أن تعيد أزمة البنوك والشركات في أمريكا، اي موجة جديدة من البطالة حسب ما اشارت اليه الانباء. وعن تداعياتها على الاتحاد الاوربي، فالاقتصاديون يشيرون الى انها لا تنتشل الاتحاد الاوربي من ركودها الاقتصادي.
واما عن تأثيراتها على بلدان الخليج العربي، فقد يؤدي الى تدمير الاستثمارات على حساب الاحتكارات، وسيضعف النمو الاقتصادي ،ويؤدي بالحكومات إلى خفض الإنفاق العام، فضلاً عن احتمال اندلاع اضطرابات اجتماعية في البلدان الاضعف اقتصاديا.
وفي اشارة بسيطة الى كيفية وصول دول رأسمالية الى قوى رأسمالية صاعدة، تنافس قوة الولايات المتحدة الامريكية كقطب. فبالنسبة الى روسيا المعروف باقتصادها الضعيف، فالجزء الاساسي من قوتها ليست الا نتاج لافقاروتهميش طبقتها العاملة اي الاغلبية، والجزء الاخر تأتي عن طريق تحركها باتجاه مكامن النفط والغاز كجزء من صراع أمريكي عالمي ،من أجل السيطرة المستقبلية في ما بين القوى العظمى. وهنا اود الاشارة أيضا الى نقطة مهمة الا وهي ،مع ابتداء الازمة الاوكرانية، فعندما ربطت حكومة اوكرانيا اسباب ازمتهاالاقتصادية والاجتماعية والسياسية بارتباط اقتصادها وتجارتها بروسيا. وأخذت تعبئ الجماهير تحت هذا الشعار. ففي هذه الفترة بالذات ،كانت هناك اضرابات ضخمة لعمال المعادن ضد الحكومة ،لكن وكالعادة وسط تعتيم اعلامي ،بحيث بدت الاحتجاجات وكأنها فقط من اجل الانضمام الى الاتحاد الاوربي.
اما عن تقدم الصين على الولايات المتحدة الامريكية في النمو الاقتصادي، فكيف حصلت ؟ فبابشع انواع الاستغلال لقوتها العاملة ،فالصين وعلى مدار عقود، سخية في تقديم ارخص الايدي العاملة للقوى الرأسمالية العالمية .فقبل شهور فقط ،سمعنا عن اضرابات واسعة النطاق جدا لطبقتها العاملة،لم نسمع بها من قبل .اي بدأت الطبقة العاملة الصينية تتوقف عن قبولها العمل بادنى الاجور، وباردئ الظروف، وقبل تلك الاضرابات بفترة ، كانت للصين محاولات لاحتلال مصفاة نفط في فيتنام. فبدأت هناك احتجاجات في المصانع القريبة منها. وقد أعلنت الحكومة الفيتنامية بانها احتجاجات ضد تدخل الصين، ولكن الحقيقة كانت غير ذلك. فالاحتجاجات كانت احتجاجات عمال مضطهدين ومستغلين من قبل ارباب عمل صينيين فكانت ضد ارباب العمل.
22-1-2015
زينب رحيم
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل سبّب ضغط اليمين المتطرف على نتنياهو في إقالة الوزير غالان
.. ساعة عبد الناصر للبيع بأمريكا
.. ماذا تعرف عن ساعة الرئيس جمال عبد الناصر المعروضة للبيع بمزا
.. مساحات الاشتراكي | نقاش حول قانون الإجراءات الجنائية الجديد
.. مستقبل الدين - د. رامي نفاع.