الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق .. وتلبيس ابليس !

عبدالله محمود أبوالنجا

2015 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعليقاً على مقالى المنشور على صفحات الحوار المتمدن تحت عنوان [حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ !!!] بتاريخ الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 17:50، ورد لى تعليق ممهور باسم ( هوازن ) وهذا نصه [ كونك كاتب وقارىْ ولا بد ان تكون لديك قدرة تحليلية على قدر معين ومناسب ..الا ترى في الايات القرانية كلمات وجمل انفعالية وبضمنها مفردات لا يستخدمها الا البشر عندما يكون في حالة غضب او ضيق او انفعال يالاضافة الى المتناقضات وعندما تقرا القراْن وخاصة ايات الحروب والعقوبات تجده كتب في ظل اجواء احتدام المعارك بين قبيلتين بدويتين لا أكثر .. واتذكر الاعلام الناصري في عهد المذيع احمد سعيد كبف كان يهدد بالقتل ونهش لحوم الاعداء عند قيام الحرب او قيام ( الساعة ) ! الا تشعر يا اخي انها مكتوبة من قبل البشر فالله اكير من ان يكون كائدا او ماكر او يستخدم اسلوب رجال العصابات في الكمائن وشن الغارات وتحليل لاعراض نساء الناس وبنات العوائل لبدوي صحراوي باسم السبايا او الغنائم ثم هناك شىْ ثابت لديكم ايها المؤمنون المخدعون وهو عندما لا تجدون في حوزتكم ردا منطقيا او معقولا لتلك الممارسات الهمجية والوحشية وايضا لوجود التناقضات الكبيرة تقولون في ردكم الجاهز انها حكمة من الله العزيز الجليل ولكنك لا تتسائل واين عقول البشر اذن وماهي الحكمة في ذلك الم تكتشف تلك الحكم بعد 1400 عاما ..!] انتهى !
مع رفضى واستنكارى واستيائى الشديدين لبعض ماجاء فى تعليق القارىء ( هوازن ) من أوصاف مفتراة وليست حقيقية للنبى الأكرم صلى الله عليه وسلم ، أقول - وبالله التوفيق – ومنه واليه يعود الأمر كله - أن هناك اشكالية ضخمة لا يتنبه لها أغلب الملحدون والمنكرون لوجود الله ، ومن ثم ينكرون الوحى والرسل والملائكة والكتب المقدسة ، ويذهبون الى تفسير الحياة والموت وكل ظواهر الكون تفسيراً مادياً يعتمد قوانين المادة أساساً رئيسياً وجوهرياً لكل مايجرى فى هذا الكون ، وبالتبعية ينكرون أن هناك أدوات تواصل وتماس بين الخالق ومخلوقاته أرقى وأعظم تطوراً من الحواس الخمس التى يعتمدها العقل فى اصدار أحكامه على الكون ومافيه من أجرام وموجودات ! أعطيك مثلاً من التجارب الشخصية لأحد الأصدقاء المقربين منى وكأنه أنا وكأننى هو !! حكى لى صديقى هذا – وكان من أبعد الناس عن الله ولا يعترف حتى بوجود الله ولا ملائكته ولا كتبه ولا رسله ، وكان يفجؤنى ويفجعنى بأسئلة أخطر ألف مليون مرة مما يتداوله عتاة الالحاد على المواقع الالكترونية ؛ حكى لى صديقى ، عندما التقينا ذات يوم بعد انقطاعه عنى لعدة أشهر ، تغيرت خلالها هيئته تماماً ؛ فقد كست وجهه مسحة من الهدوء والصفاء والوقار ، وشاع فى عينيه نظرات راضية صافية بعد أن كانت عيناه متمردتان كأنهما يسكن فيهما جمرةٌ من نار ؛ قال : .. - وأرجوا ألا يتهمه البعض بأنه مريض بالهلاوس السمعية والبصرية ويحتاج للعرض على طبيب نفسى - قال صديقى :
- (.. الشيطان .. الشيطان هو من أثبت لى أن الله موجود .. وأننا كبشر خلق من مخلوقات الله – جل فى علاه – كما أخبرنا سبحانه على لسان أنبيائه ورسله فى رسالاته التى كلفهم بها – جل شأنه – لابلاغها الى عامة البشر !!! أجل .. الشيطان هو من أثبت لى وجود الله وصدق من أرسلهم المولى من رسله وأنبيائه فيما بلغوه لنا عن رب العزة !!!)
الحق أن ذلك كان مفاجأة هائلة لى . سألته مندهشاً :
- الشيطان ؟ وأردفت : هل تؤمن بوجود الشيطان – ذلك الكائن الخرافى – على حد وصفك له سابقاً ؟
نكس رأسه قليلاً ، واغرورقت عيناه بالدموع ، حتى كادت تخنقه العبرات ، ثم تمالك نفسه وقال :
- الشيطان الذى أخبرنا الله بأنه عدو لنا وأنه يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم ( حاسة البصر تعجز عن رؤية الشيطان وجنوده ) .. هذا الشيطان بالفعل يجرى فى كل البشر مجرى الدم من العروق .. لكن قضت مشيئة الله وحكمته فى نواميسه التى أودعها فى خلقه .. ألا يستطيع اكتشاف وجوده أو التصدى له ولهجماته ،الا من أعملوا عقولهم التى ميزهم الله بها وركعوا بأجسادهم وأذلوا ذواتهم وساروا على المنهج الربانى الذى أرسله لهم خالقهم - وموجدهم ومقيمهم فى كونه - عبر أنبيائه ورسله ، وذلك وفق الفطرة الخيرة التى فطرهم الله عليها .. فإذا مافهموا مناط التكليف على أنه تشريف وتكريم ..وخضعوا للملك الحق المبين .. حصل لهم بمشيئة الله وارادته الترقى الى مقامات أعلى من مقامات الحواس الخمس التى لا تقدر على التعامل الا من خلال المادة الكونية التى – الحواس الخمس – خلقها الله منها .. الحواس الخمس هى بوابات العلم الداخل الى العقل ، لكنها أيضاً بوابات دخول الشيطان الى جسد الانسان وعقله وتوجيه الجسد وفق الرغبات الترابية التى منها كوَّن الله الكائنات الحية وصاغها بمافيهم البشر ، الذين ركَّب المولى فيهم العقل الأعظم الذى يسود باقى الكائنات الحية وغير الحية ، ويسيرها ويستغلها فيما ينفعه فى حياته الأرضية ..وذلك مقام التشريف والتكليف فى آن واحد ... فإذا ماحصل الترقى للانسان بعد مجاهداته فى تطبيق أوامر الله والابتعاد عما نهى الله عنه .. سيقدر بمشيئة الله على رصد آثار واشارات تؤكد وجود قوى خفية تلازمه فى صحوه ونومه وفى كل خطوة من خطواته وفى كل قرار من قراراته على سطح هذه الأرض .. وأن هذه القوى الخفية تعمل بكل الوسائل على منع الانسان من الاتجاه الى الطريق الموصل الى مكاشفة الخالق لعبده بما يشاء من أسرار فى كونه وفى خلقه ..
ظهرت على وجهى علامات الحيرة وعدم القدرة على الاستيعاب الكامل لكل مايقوله صديقى ، حتى تخيلت للحظة أنه يهرف بكلام غير مفهوم ، فانتشلنى من حيرتى قائلاً :
- لا تندهش ولا تحتار ياصديقى .. الحكاية بسيطة .. طريق الأنبياء والرسل والصالحين من عباد الله ..طريق الارتقاء فوق المدارك الحسية التى يعتمدها العقل فى التعامل مع الموجودات من حوله ..
أبديت اعتراضى :
- أنت تطالبنى أن ألغى عقلى !!!
هز رأسه ونظر الىَّ نظرة ملؤها الشفقة والحب الأخوى الصادق وقال :
- ياأخى الحبيب ..وعشرة عمرى كله .. كيف تتهمنى بأننى أطالبك بالغاء العقل ، وأنا كنت من أشد المتحمسين لانكار وجود الله – والعياذ بالله – استناداً على الدليل العقلى ؟!!
استطرد عندما رآنى أتابع كلامه فى صمت :
- المسألة ومافيها أن العقل يعتمد فى أدلته على بوابات الجسم – الحواس الخمسة – وهى مخلوقة من المادة ، ولذلك لا تستطيع أن تستشعر ماوراء المادة ولو مجرد استشعار !!!
عارضته بالسؤال الذى لمع فى ذهنى :
وهل وجدت أنت طريقة لاستشعار ماوراء المادة ؟
قال :
- صبرك علىَّ ..
وسألنى سؤال مباغت :
- ألست مسلماً وتؤمن بوجود الله وملائكته وكتبه ورسله ؟ وتؤمن بأن الشيطان كائن حقيقى غير مرئى وأنه عدو مبين للانسان ؟
قلت :
- بلى .
قال :
- هل شعرت يوماً بالشيطان حولك أو فى داخلك ؟
ارتبكت قليلاً ، ثم تمالكت نفسى وقلت :
- كلا .. الحقيقة .. أنا أؤمن بوجود الشيطان كما جاءنا خبره فى الكتب المقدسة ن لكننى لم أفكر يوماً فى اقفاء آثاره للاستدلال على وجوده من عدمه .. يكفينى أننى أؤمن بوجوده وأنه عدو للانسان وأنه رأس كل خطيئة !!
قال :
- ذلك ايمان العوام من البشر !!! يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله ويقومون بماأمرهم الله به ويبتعدون عما نهاههم عنه قدر مقاماتهم وأحوالهم التى من الله بها عليهم . .. وبحسب مدى انغماس كل منهم فى عالم المادة والوقوف عنده او الانفلات قليلاً او كثيراً من ذلك العالم والاتجاه نحو الملكوت الأعلى .
مذهول أنا ..لا أكاد أصدق ..أن من يحدثنى فى تلك الأمور الروحية الغيبية ، هو نفسه ذلك الشخص الذى كنت أتحايل عليه حتى لأكاد أجره جراً الى آداء صلاة الجمعة ..مجرد صلاة الجمعة !!! مذهول أنا .. لا أكاد أصدق أن ذلك الذى يتحدث الىَّ ، هو نفس الشخص كان يردد منذ بضعة أشهر بفخر وخيلاء ن أن الأديان من صنع البشر ، وان الكتب السماوية قام بتأليفها بشر !!! واجهته بما كان يقوله ويردده منذ بضعة أشهر ، فاستغفر ربه واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وقال :
- كانت وساوس شيطانية ..لا أعادها الله علينا ..ونجانا منها بفضله وعونه وقدرته .
قلت مبدياً عدم قدرتى على الاحاطة بأسباب ذلك التغير الذى طرأ على صديقى من أقصى اليسار الى أقصى اليمين :
- حيرتنى والله ياأخى .. من قمة الكفر والشرك والالحاد والانكار الى قمة الايمان والاعتقاد فى ماكنت تهاجمه من قبل وترفض الاعتراف به ؟!
قال فى هدوء تام :
- ذلك الفضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده .
مازلت أحاول أن أتلمس الأسباب التى أدت بالرجل الى ذلك التحول التام من النقيض الى النقيض ، سألته :
- ولكن ، كيف ؟ ومتى ؟
قال :
- لا تقف عند المحسوسات .. لا تقف عند حواسك الخمس .. فهى مخلوقة من الماديات .. وهى المدخل الوحيد للعلم الى العقل .. وليس كل العلم صافى يوافق منهج الله جل فى علاه .
ثار فى ذهنى سؤال اعتراضى ، لكنه أجابنى عليه قبل أن أنطق به ، قال :
- ياأخى ..وعشرة عمرى .. أنا لست ضد العلم .. أنا مع العلم الذى ينفع الناس فى دنياهم وفى أخراهم .. والله جل جلاله أمرنا وحثنا على طلب العلم الذى ينفع الناس ... العلم الذى يرتقى بمشاعرنا الانسانية .. وليس ذلك الذى يقوى فينا شهواتنا الحيوانية !!!
ومع ذلك فقد رحت أقسو عليه وأذكره ببعض ماكان يتفوه به أمامى بحكم عشرتنا الطويلة وصداقتنا الممتدة الى سنوات العمر الأولى ، قلت :
- هل تذكر قولك أنه لو كان هناك الاه لهذا الكون ، فسوف يكون أكبر وأعظم من أن يهتم بشتم أبى لهب ؟11
انتفض وكأن ثعبانا لدغه وراح يحوقل ويحسبل ويتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وصاح قائلا :
- ياأخى ..وياعشرة عمرى .. استغفر الله .. استغفر الله أرجوك ..واستعذ به من الشيطان الرجيم ..
فعلت وقلت مثلما طلب منى . صمت برهة قصيرة ثم قال :
- شوف ياأخى ..وياعشرة عمرى ..البشر هم فى المرتبة الأولى عند الله فى خلقه .. ولقد خلقهم سبحانه وتعالى وصورهم وركَّبهم وفق نواميس وقوانين ليكونوا على ماهم عليه خلقاً من خلقه ..ولوا خرق الله النواميس والقوانين التى جعلت خلقه من البشر على ماهم عليه فى تعامله معهم لصاروا خلقاً آخر غير ماهم عليه من بشريتهم .. لذلك نراه يصطفى من الملائكة والبشر رسلاً ؛ خلقهم وركبهم ووهبهم القدرة على التلقى عنه وحياً ، يبلغونه لباقى خلقه .. والملاحظة العامة لنزول الوحى من السماء بالرسالات ، هى أن كل رسالة سماوية نزلت بعدما أفسد البشر تعاليم وتشريعات الرسالة السابقة عليها ، وذلك باقحام ودس تشريعات عليها من عند أنفسهم ، وغالباً مايفعله كبراؤهم ورؤساء أقوامهم ...
هممت بسؤال جال بخاطرى ، لكنه أشار لى بالتزام الصمت وتابع قائلاً :
- أراك تقول أليس الله بقادر على حفظ رسالاته من التغيير والتبديل ؟
وقبل أن انطق استمر يكمل كلامه :
- بلى . هو قادر ..ولكن كما قلت لك سابقاً أن الله وهب البشر العقل ، وحملهم عواقب أفعالهم بعد أن بين لهم ..نأتى الى الزعم الذى ألقاه الشيطان فى روعى قبل هدى الله لى ، بأن النصوص المقدسة هى من تاليف البشر ، بحجة أنها تجيىء استجابة لأحداث وقعت أو توجيهاً لأحداث يُراد لها أن تقع !!! نفس تلك الحجة هى مايطعن فى الزعم ببشرية النصوص الدينية .. فالمولى – جل وعلا – فى وحيه الى رسله والذى يؤسسون به للتشريعات الالهية ، انما يتعامل مع البشر من خلال النواميس والقوانين التى جبل عليها البشر وذلك بواسطة الأنبياء والرسل .. ولو خرق الله النواميس التى جبل عليها البشر ، لما صار للتكليف والتشريف أى معنى ..وعندما يتناول الوحى الالهى أشخاصاً بعينهم ، فاعلم أن أمثال هؤلاء هم رموز للشر على مر الزمان وبطول وعرض المكان .. واذا لم يدافع الله عن أنبيائه ورسله ويفعل بأعدائهم الأفاعيل كما فعل بفرعون موسى والنمروز وأبى لهب وغيرهم ، فعن من يدافع الله ؟!
لاحظ شرودى بعض الشىء ، فراح يبسِّط الأمر وضرب لى مثلاً ن قال :
- تلك السفن الفضائية والمسابير التى ترسلها ناسا الى أغوار الكون .. أليست مصنعة طبقاً لقوانين وتكنولوجيا بمواصفات ومعايير محددة تمكنها من تحقيق الأهداف التى من أجلها تم تصنيعها ؟
قلت :
- بلى .
قال :
- كذلك كل مافى الكون أوجده الله وفق نواميس وقوانين إلهية تجعل كينونتها على ماهى عليه ، وخاصة البشر الذين هم عند الله فى المرتبة الأولى من مخلوقاته !!!
سألته سؤالاً مباغتاً ، قلت :
- أما زلت على موقفك من كتب التراث الاسلامى ؟ خاصةً وأنك كنت سابقاً تؤيد معارضى الرسول عندما كانوا يصفونه وصحابته – وحاشاهم أن يكونوا كذلك – بأنهم مجرد عصابات وقطاع طرق يهاجمون الآمنين المسالمين ويقتلون رجالهم ويستولون على أموالهم ويسبون بناتهم ونساءهم غنيمةً لهم ؟
احس برجفة رأيت أثرها على ارتعاشة جسده المباغتة قبل أن يهتف قائلاً :
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. فليسامحنى الله على كل ماكان منى ..وليرحمنى ويغفر لى سوء ظنى فى أحب خلقه اليه .. محمد صلوات ربى وسلامه عليه وصحابته الكرام البررة ..
وأشار الىَّ بيده اليمنى المبسوطة قائلاً :
- اسمع .. لقد أضلنى الشيطان وألقى فى ظنى ماألبسه كتاب التراث على المسلمين وعلى غير المسلمين عندما ركزوا على وصف الأحداث التى وقعت بين النبى صلى الله عليه وسلم بروح الفخر والتباهى العربية دون الخوض بشىء من التفصيل فى الأسباب .. ركزوا فقط على النتائج ووصف المكاسب التى حصل عليها المسلمون جراء هزيمة الأعداء .. واستغل أعداء الاسلام تلك الأحداث وحرفوا أسبابها وأبهموا نتائجها بالشكل الذى ينفى عن الرسول صلى الله عليه وسلم صفة النبوة ويظهره هو وصحابته كمجرمى حرب ورجال عصابات .. وعلى فكرة مافعله هؤلاء من تحريف وتغيير وتبديل وتأويل مغلوط هو فى حد ذاته دليل لصالح النبى صلى الله عليه وسلم ففيه برهان على صدق الآية القرآنية رقم ( 31 ) فى سورة الفرقان ، والتى يقول الله فيها ، بسم الله الرحمن الرحيم [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ( 31 ) ] صدق الله العظيم . والحقيقة التى يتغافلها أعداء الاسلام عن عمد هى أن كل حروب الرسول ومن بعده الخلفاء الراشدين ؛ كلها كانت حروباً دفاعية ، وأيضاً من الحقائق التى زيفها أعداء الاسلام أن المسلمون الأوائل كانوا يخوضون معاركهم الدفاعية طبقاً لقوانين وشريعة الحروب فى ذلك الزمان ..المنتصر يأخذ كل شىء ، والمهزوم يخسر كل شىء .. وكما قلت لك ياصديقى .. وعشرة عمرى .. الوحى الإلهى يتعامل مع الأحداث وفقاً لنواميس وقوانين الهية جبل الخالق البشر عليها ، ولا يخرقها فيصيروا شيئاً آخر وخلقاً آخر غير ماخلق ذواتهم عليه ، والرسل هم وسائط التقاط تلك الاشارات الربانية وابلاغها للبشر !!! لكن مايهمنى من كل ذلك هو أننى خلصت الى نتيجة مؤداها أن حروب الرسول والمسلمين من بعده لم تكن فى أية مرحلة من مراحل الاسلام ، حروباً هجومية بغرض السلب والنهب كما يروج أعداء الرسول وأعداء المسلمون ، وانما كلها كانت دفاعاً عن وجودهم ذاته قبل عقيدتهم .
الى هنا .. انتهى حوارى مع صديقى ، ولا أدرى ان كان عرضى لهذا الحوار قد أجاب على تساؤلات القارىء الكريم الذى أمهر تعليقه على مقالى السابق باسم ( هوازن ) ، ام أن القارىء الكريم غاب عنه مابين السطور وماوراء الكلمات ومازالت تساؤلاته تطن كما كانت فى رأسه قبل عرض هذا الحوار !!!
بقلم / عبدالله محمود أبوالنجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين التعديلات ياادارة الحوار ؟
عبدالله محمود أبوالنجا ( 2015 / 1 / 22 - 14:53 )
أولاً أشكر ادارى الحوار المتمدن على جهودها الرائعة فى اثراء الحوار الهادف المستنير بين كافة الآراء والتوجهات لآلاف الكُتَّاب ، غير أننى عاتب على ادارة الحوار بخصوص مقالى أعلاه ، اذ أننى أجريت العديد من التعديلات ومنها عنوان المقال نفسه ، ولكن للأسف تم نشر المقال كما هو دون أىٍ من التعديلات .. يبدو أن هناك خللاً فى خانة التعديلات بصفحة ( اضافة مقال ) لذلك واجبنا أن ننوه عن ذلك . وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتحية .

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في