الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بَرَكَاتُ الإسْلَام على غَيرِ المُسْلِمِيْن

فرياد إبراهيم

2015 / 1 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بَرَكَاتُ الإسْلَام على غَيرِ المُسْلِمِيْن
- فرياد إبراهيم
أنه واقع عجيب غريب. فالكتابات والرسوم الكاريكاتيرية والمقالات المنتقدة للاسلام صارت طرقا كفيلة لتحقيق الشهرة والثروة باقصر وقت واقل جهد.
كل المجانين وكل المعقدين ، كل المنحطين اتخذ من السلام سبيلا وستارا ووسيلة لبلوغ غايتهم الدنيئة والشخصية . طريقة لا تخلو من مخاطر لكنها مضمونة ، لأن الخصم هو المهزوم دوما والمنتقد هو المنتصر دوما.
وحتى على المستوى الدولي فالاسلام ورقة وذريعة ضغط او مساومة او حجة لتحقيق هدف ستراتيجي ، فلولا الاسلام وكنيته الجديدة (الارهاب) لما تحقق هذا الهدف ولما خلقت الذريعة والسبب. وكما نرى كيف ان تركيا تتخذ من الاسلام ورقة ضغط ومساومة لتحقيق هدفها باسرع وقت، اي انضمامها الى الاتحاد الاروربي . وكأنّي بها تخير اوربا بين امرين: اما القبول في الأتحاد الأوربي الذي طال انتظاره، أو جعلها حكومة اسلامية شبه عثمانيّة ، وتمكين الدواعش وجعل ارضها معبرا لهم الى كل بقاع العالم المتمدن.
فلو عاش محمد لأنتابه العجب كونه قد حقق كل هذه المطالب للأفراد والحكومات دون علم منه، هذا الأمي الذي امره جبريل بأن ( إقرا ) فتعذر عليه القراءة وارتعش خوفا كالريشة في مهب الريح، ومن ثم الحقت به آلاف الاحاديث ، لولا نسبتها اليه لما صدق المنتفعين احد.
وايران اغتصب العراق تحت اسم الحسن والحسين . وامريكا اكتسح دولتين لغرض تحقيق التوازن الدولي . فوجودها بكثافة في المنطقة وخاصة في افغانستان والعراق يحقق هدفها الستراتيجي وهو خلق برازخ سنيّة بين السلسلة الشيعية الممتدة من ايران مرورا بالعراق وسوريا حتى جنوب لبنان والحدود الإسرائيلية . ولذا نراها تعمل المستحيل للعودة الى العراق وربما يكون هذا دافعا لها في تقوية الدواعش (السنّة) وتزويدها سرا بكل وسائل القوة والبطش، وهذا ما نتلسمه في تواني والتباطئ في القضاء عليهم وذلك لغاية تيئيس العراق بكورده وعربه من صدهم ، ومن ثم إضطرارهم إلى الإستعانة به أخيرا والإستغاثة بل الإستماتة من أجل عودة القوات الأمريكية كما كانت.
ولذلك لا تريد امريكا ولا اوربا استقرار العراق ولا افغانستان بل تردها غير مستقرة ، فلو استقرت لاتتفت الحاجة إلى التواجد العسكري والاستخباراتي لهم. ولصارت إيران هي البديل.
ان العرب والمسلمين غافلون تماما انّ امريكا والغرب لأشد المنتفعين من الاسلام. فمن بركات الاسلام تشتري القارة والأوربية اليوم النفط بابخس الأثمان ، والدول البائعة الاسلامية هم الممنونون. وما اشبهها بحروب صليبية ، لكنها اسلامية اسلامية لا مسيحية اسلامية . فالعالم المسيحي ومنذ انتهاء الظاهرة الهتلرية لم تستخدم اسلحتها في داخل مناطقها او اراضيها، لو تأملتم قليلا . فمنذ ستين عاما تعمل كل شركات الاسلحة وتصنع احدث انواع الاسلحة لخلق ولديمومة الحروب والمعارك والنزاعات في الشرق الإسلامي. فالعالم الغربي ليست فقط متفوقة على الشرق الاسلامي تقنيا او آليا بل عقليا وجدليا ايضا.
ومن بركات الاسلام ايضا الرسوم الكاريكاتيرية الدانماركية في عام 2005. فبعد التهديد الأسلامي وصلت مبيعات الرسوم الكاريكاتيرية تلك الملايين. وصارت الصحيفة المغمورة الاشهر في العالم. وآخر بركة من بركات الاسلام هي التي اسبغها ثلاثة (مهلوسين) من المتطرفين على الصحيفة الساخرة الفرنسية (شارلي هيبدو-أيبدو)
Charlie Hebdo
حيث بيعت ملاين النسخ من الرسوم بعد الهجمة .
وكما ذكرت مقدما ان بركات الاسلام نالت كثيرا من الافراد المغمورين كذلك.
وأول من نال الحظوة هو الكاتب التركي المغمور: ( أورهان باموك ) . اعلن في صباح يوم ربيعي جميل انه اكتشف ان العثمانين ملطخة أياديهم بدماء الآلاف من الأرمن. وهل يخفى القمر؟ّ!!!! وهل هذا بخاف الا على الجحوش والحمير؟
والآخر هو الكاتب الروائي المصري : (نجيب محفوط ) التي لا تعالج رواياته في مجملها سوى مواضيع تافهة هامشية تجري احداثها في أروقة القصور المعتمة والبارات وبيوت العاهرات والكباريات فيما لو استثنينا له رواية واحدة سخر فيها من الاديان الثلاثة الرئيسة وهي رواية: أولاد حارتنا. ولولا التهديدات التي تلقاها من متطرفين متشددين اسلاميين لما اشتهرت هذه كذلك ولما سلطت عليها الأضواء من قبل الأكاديمية السويدية.
وفي هولندا هناك مثالان لأشخاص حظوا بالشهرة عن طريق فضح الإسلام ، يتمثل
الأول في شخص (خيرت ويلدرز )السياسي اليميني المتطرف . فقد تصرف على الطريقة الباموكية. فتسلق سلم الشهرة بزمن قياسي منقطع النظير. والثاني: شخص (أيان هرسي علي) فقد ظلت طوال الوقت تبكي بظرها المقطوع وهي طفلة في صوماليا. هذا النحيب على الرُؤيس- صيغة تصغير رأس- المقطوع رقاها بسرعة البرق من عضو في حزب ثانوي الى حزب رئيسي. وبعدها بعام حجزت لها مقعدا في البرلمان . وظلت تبكي وتندد بالأسلام وتذرف دموع الحيايا. باتت تبكي الى ان طارت ووصلت الى امريكا . وها هي تضحك لدى ابناء العم سام بمِلأ شدقيها بعد ان توفر لها الجاه والثروة. وهي التي جاءت أصلا الى هنا خوفا من الموت جوعا وعطشا وعلى أقدام متهرئة عارية بحثا عما يسد الرمق.
ومن امثال المغمورين الذين لمعت اسماؤهم (سلمان رشدي ) صاحب رواية: الآيات الشيطانية. لم تكن لهذه الرواية اية قيمة أو اهمية ادبية أو ثقافية أو علمية ولكنها جاءت في وقت كانت بريطانيا وامريكا بحاجة الى فضح وانتقاد الاسلام كدين متخلف لا يساير العصر – وهو كذلك ولاشك في ذلك- وذلك بعد ظهور وانتشار الظاهرة الخمينية في إيران في نهاية السبعينات.
وما دامت حماقة المسلمين مستمرة فستستمربركات الإسلام على المنتفعين وتدفق الارباح على الشركات الغربية، حكومية و فردية. وتتواصل شقاء نساء وأطفال الشرق المسلم جراء بعض تجار الدين وبعض المعقدين والمنحطين الذين خسروا كل شئ وبلغ بهم الياس مبلغا يدفعهم الى اقتراف ابشع الجرائم تحت اسم الأسلام ومن ورائهم بعض المغرضين من رجال الدين الذين ينفثون سمومهم في ادمغة الشباب الغرّ البسطاء. وبذلك صار الاسلام اسم يقترن بالارهاب ، استغله المسيحيون لتمجيد دينهم الذي يدعو الى التسامح ، ناسين ان الاديان كلها لم تأت لصالح الشعوب بل لصالح الافراد. فالانبياء ككل البشر تاجروا بالدين كما خطباء الجوامع والكنائس.علما ان التأريخ المسيحي تجري تحته الدماء انهارا . ولي هناك مئات الأمثلة ان سمح الوقت ساعود اليها ، وسأعود بهم الى القرون الوسطى وما فعل الكاثوليك بالبروتستانت في فرنسا في حكم لويس الرابع عشر ، وما فعلوا بالهكنوت ، والبلاغ الرسمي من ملك اسبانيا على سكان هولندة تتهمهم بالهرقطة وانهم يستحقون الموت حرقا ، والضحايا بلا عد أو حصر.
لكن الفرق ان المسيحيين تداركوا وحصروا دينهم في الكنائس ، فخرجوا من ظلمات القرون الوسطى إلى النور. لكنّ المسلمين فلا يزالون يعيشون في القرون الوسطى وخرجوا بذلك من النور إلى الظلمات. وها هي النتيجة : اغنى المناطق في العالم افقرها. واتعسها. ويدوم الشقاء حتى يعود الدين الى الجوامع والصوامع وتترك السياسة والشوارع.
فرياد
24 – 1 – 2015
**********************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حيف مقالة هجومية لعقول نيرة!
HAMID KIRKUKI/ SAYADI ( 2015 / 1 / 25 - 05:18 )
قرأت أكثر روايات أورهان پموگ هو عبقري ولامع ليس لكم من توهين كاتب شجاع وتقدمي مثله!! وكذلك نجيب محفوظ !!! وسلمان رشدي!!! give me a break!!
هل فقدتم رشدكم إن مجموعة شيوعية وإشتراكية قدماء من كتاب الفرنسين كانوا يرسمون الكارتون ولامپوني الأديان ورؤساء الجمهوريات.
كاكه فرياد هل لكم من آخر تقصفه وتضعه تحت قدميك لكي تطول قامتكم القصيرة؟!!!
المجتمع الإسلامي ضحل وقصير وزعيق وصياح ناشز. لاتفيد هذا العصر.
وآني كلّش ممنون.


2 - حميد كركوكي
فرياد ابراهيم ( 2015 / 1 / 25 - 07:20 )
Dear Hamid. You vind it shallow but I vind it hollow. My question is how do you prove it to be a shallow article? What are Your arguments? I do not defend any of religions all are nonsens. Use Your head not your heart when it comes to serious subjects.Thanks to Your passing and your comments .


3 - اورهان ونجيب الأخ حميد
فرياد ابراهيم ( 2015 / 1 / 25 - 07:39 )
ربما لم تقرا الجدل الذي اثير حول نيل باموك لنوبل. فقد اجمع النقاد على انه حضي بالشهرة وجلب انتباه العالم ومن ضمنهم الأكاديمية السويدية لا بسبب رواياته المملة حد التخمة بل بسبب آراءه وانتقاداته السياسية. هناك كتاب من نفس البلد الذي جاء منه أفضل منه بألف مرة منهم عزيز نسين ويشار كمال. شخصيا قرأت آلاف الروايات وبعدة لغات حاولت ان اكمل فصل واحد من رواية من أشهر رواياته وهي اسمي احمر فلم استطع.ولانه لا يعلم ماذا يريد ان يقول. وقرأت روايته الثلج واسود فلم اعرف ماذا يريد ان يوصله الى القاري وما الفكرة المركزية وما هي الحبكة. اما نجيب محفوظ فهو لا ينكر أفضل روائي عربي وبلا منازع لكن أفكاره لا ترقى الى مستوى العالمية. هل قرأت له قصر الشوق؟ وهل قرأت له الثلاثية؟ وهل قرأت له زقاق المدق؟ وهل قرأت له الحرافيش؟ انها وغيرها روايات مثيرة وممتعة جدا لكنه لم ينل الشهرة ولم يحضى باهتمام العالم الا بعد صدور روايته أبناء حارتنا... والعاقل والاريب يفهم


4 - Correcting one word
فرياد ابراهيم ( 2015 / 1 / 25 - 07:45 )
I wrote vind twice in my comment but THE correct is find. Sorry

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر