الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام ضد العالم .

صالح حمّاية

2015 / 1 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لا شك أن الكلام الذي قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام مشايخ الأزهر ( الكلام حول عبثية أن يكون المسلمون امة ضد العالم ) هو كلام جيد ، فحين يصل الأمر إلى أن يحذر رئيس دولة بحجم مصر من عبثية المسار الذي يسير به المسلمون اتجاه الآخرين فهذا أمر مبشر ؛ لكن الحقيقة أنه و رغم هذا الأمل الذي يمنحه لنا السيسي بكلامه ، إلا أن الواقع الإسلامي ومأساويته اكبر من أن يجعلنا نطمئن أو نأمل ، فإصلاح الإسلام وجعله ديانة يمكنها التصالح مع العصر هو في الحقيقة أكبر من أي رئيس مهما كانت شعبيته ، بل أن الأمر ربما يدخل بنظرنا في خانة الاستحالة .

إن مشكلة الإسلام مع العالم (وهذا أمر يجب دائما التركيز عليه) ليس مشكلة تصورات فرعية يمكن إصلاحها ، فالقضية ليست فروع أو إضافات ألصقت بالإسلام بحيث يمكن التخلص منها ببعض الإجتهاد ، بل القضية هي قضية أصول ، فالإسلام كديانة هو بطبيعته (و نعني بطبيعته أي انه من حيث وجوده و جوهره ) هو دين معادي للعالم ، لهذا فالإسلام كديانة لا يمكنه ، ولن يمكنه أن يتصالح مع العصر سواء دعا إلا هذا السيسي أو حتى الملك سلمان نفسه ؛ وعليه فبالنسبة للدعوة الثورة الدينية التي سمعنا في الخطاب أمام الأزهر فهي غالبا كأي مناداة للمسلمين "الكيوت" الذين يحدثونا عن الإسلام الجميل و الإسلام المتسامح ، فهؤلاء وكما خبرنا كل يوم يحدثونا عن جمال الإسلام وسماحة الإسلام الخ ( و هم صادقون طبعا ) لكننا حين نعود للواقع فنحن نجد المذابح و المجازر و القتل ، وهو ما يجعلنا نقول أن أي كلام من هذا القبيل كما يقول السيسي هو في الحقيقة كلام بلا معنى ، فبدل دعوى السيسي بالتصالح مع العالم "والتي عارضها شيخ الأزهر في التو واللحظة " فهناك الدعوى الحقيقة التي تملئ قلوب المسلمين وهي "دعوى الجهاد" و نهب الأمم الأخرى ، فحين كتب عبد السلام فرج كتابة "الفريضة الغائبة " فهذا ليس من محض الخيال ، بل هو الواقع الإسلامي الحقيقي الذي يتمناه كل مسلم ، فالأمة الإسلامية بالعموم (و خاصة الآن ) لديها هوس بالإغارة على الآخرين ونهب خيراتهم ومنجزاتهم ، ففي المكان الذي كان يدعى مكة و الذي ظهر فيه الإسلام أول مرة ، كانت هناك قبائل تعيش حياة التناحر فيما بينهما ، حيث و لقلة الكلأ و المياه فقد عاشت تلك القبائل العربية في حرب متسمرة من كر وفر و نهب ونهب مضاد لتأمين الحاجيات ، وقد أستمر هذا الوضع حتى جاء بطل قومي إذا جاز التعبير و قام بتوجيه العنف الذي كان يطحن تلك القبائل بين بعضها البعض ، اتجاه الحضارات الأخرى بحيث وفيما كانت القضية في الجزيرة العربية هي صراع داخلي حول الموارد و الكلأ ، فقد تحولت مع الإسلام إلى أيدلوجيا توسعية ذات صبغة دينية .

لهذا إذن وحين نتحدث عن الإسلام ، فعلينا الإدراك أن الإسلام هو بالأساس أيدلوجيا عسكرية هدفهما توحيد العصابات و قطاع الطرق من القبائل العربية لكي توحد قواها وتغزوا الأمم الأخرى ، وهو اليوم وللأسف لا يزال يقوم بنفس الدور حيث هو يوحد العصابات الإسلامية لإقامة دولة الخلافة على أنقاض الدول الوطنية على غرار عصابات الإخوان و حزب التحرير والسلفيين و داعش ألخ ؛ و من هنا إذن فنحن نرى أن أي طلب اليوم لخلق إسلام آخر له هدف نقيض ، فهو في الواقع طلب بلا معنى لأن أي دعوة لإسلام بهدف نقيض هي دعوة لنقض الإسلام ( وبالمناسبة هذا كلام يقره الأصوليون أنفسهم ، وليس كلامنا فقط ، فحين يتحدث الأصوليون على أن دعاة التنوير يدعون لدين منزوع الدسم فهذا في الحقيقة كلام صائب ، فالحقيقة أننا و حين نزيل الجهاد وفقه النهب والسلب والإرهاب من الإسلام ، فهنا لن يبقى من الإسلام سوى بعض الطقوس البسيطة الفاقدة للمعنى ) على هذا وكما نرى فكلام السيسي لأنسنة الإسلام هو كلام في مهب الريح ، فالإسلام أبدا لن يتخلى عن عداءه للعالم ، وهو إذا تخلى فهو لن يعود الإسلام الذي نعرفه ، بل سيصير شيء آخر ؛ و شخصيا وفي هذا الأمر فأنا لا أتوقع لهذا أن يحدث "على الأقل في الظروف الحالية " لأنه ولكي يحدث ما يريده السيسي فالمفروض ان تسود في المجتمعات المسلمة قيم العمل و الإنتاج ، وللأسف هذه قيم مفقودة ، فالمسلمون بالعموم وكما نعلم أمم ذات خلفية رعوية ، و طبعا الأمم الرعوية فهي أمم تفتقد لقيم الإنتاج والعمل التي يتطلبها دين السيسي الجديد ، لهذا فهذا الأمر من هذا المنظور معدوم ؛ الشيء الأخر أن بروز النفط في بعض بلاد المسلمين قد عزز و للإسف النزعة الريعية للمسلم حتى في البلاد الزراعية ، لهذا فاليوم فحين نتحدث عن إصلاح الإسلام وجعله متصالح مع العالم ، فيجب علينا التفكير أولا في طبيعة ما نواجه ، فهذا الدين لا يمكن إصلاحه لأن إصلاحه لا يكون إلا بنقضه ، الشيء الآخر أن المسلمين وماداموا يحملون قيم البدوي العربي فهم لن يتحضروا أبدا ، وعليه فكل من يريد دفع المسلمين للإيمان بديانة متصالحة مع العصر فعليه أولا شيئين... أولا : أن يبيد الإسلام الحالي عن بكرة أبيه كفكر و أن يأسس لإسلام جديد قائم على قيم التسماح والعمل ، لا قيم النهب و السلب ...ثانيا : أن ينهي عصر عقلية الريع ، و أخلاق البدوي العربي لأن النفط و أخلاق البدوي العربي لا تسمح للمسلم أن يتحضر ... و إما أن يحصل هذا ، وإما يبقى المسلمون هم المسلمون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماهي الحلول لوقف تطرف الشباب المسلم؟
wafa ahmad ( 2015 / 1 / 26 - 08:00 )
تحية للاستاذ صالح
السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط ومع امريكا لها مصالح مشتركة النفط اولا والبغض لايران ثانيا هاتين المصلحتين يجعلان السعودية تفعل ماتشاء بحرية وهمها الوحيد بعيد النفط اولا ونشر الوهابية السلفية ثانية ونصل الى حقيقة واضحة اذا اردنا محاربة الارهاب كما يعلن العالم الراسمالي فهي محاربة عقر الشيطان وهي السعودية وهذا مستحيل طبعا لانها تصدر النفط ومسؤولة عن سعره ماالعمل اذن للقضاء على الارهاب ماالعمل ونحن نشاهد شباب الجاليات العربية في الغرب يسافر الى العراق وسوريا للقتال مع داعش الممولة من قطر والسعودية ماالعمل ونحن نشاهد قطر تبني مساجد في الغرب لنشر الوهابية وتدريب الشباب المسلم في الغرب للارهاب ونجحت مااالعمل الذي على المثقفين العرب في الغرب القيام به لوقف مجازر الارهاب وتظرف الشباب المسلم المقيم في الغرب كيف نوقف تيار التطرف والارهاب الذي يحرق الاخضر واليابس علينا ايجاد حلول قبل فوات الاوان
ولكم مني جزيل الشكر لسماع صوتي


2 - ماهي الحلول لوقف تطرف الشباب المسلم؟
wafa ahmad ( 2015 / 1 / 26 - 08:00 )
تحية للاستاذ صالح
السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط ومع امريكا لها مصالح مشتركة النفط اولا والبغض لايران ثانيا هاتين المصلحتين يجعلان السعودية تفعل ماتشاء بحرية وهمها الوحيد بعيد النفط اولا ونشر الوهابية السلفية ثانية ونصل الى حقيقة واضحة اذا اردنا محاربة الارهاب كما يعلن العالم الراسمالي فهي محاربة عقر الشيطان وهي السعودية وهذا مستحيل طبعا لانها تصدر النفط ومسؤولة عن سعره ماالعمل اذن للقضاء على الارهاب ماالعمل ونحن نشاهد شباب الجاليات العربية في الغرب يسافر الى العراق وسوريا للقتال مع داعش الممولة من قطر والسعودية ماالعمل ونحن نشاهد قطر تبني مساجد في الغرب لنشر الوهابية وتدريب الشباب المسلم في الغرب للارهاب ونجحت مااالعمل الذي على المثقفين العرب في الغرب القيام به لوقف مجازر الارهاب وتظرف الشباب المسلم المقيم في الغرب كيف نوقف تيار التطرف والارهاب الذي يحرق الاخضر واليابس علينا ايجاد حلول قبل فوات الاوان
ولكم مني جزيل الشكر لسماع صوتي


3 - سلام
حمورابي سعيد ( 2015 / 1 / 26 - 08:13 )
ليس من امة تكرر كلمة السلام مثل امة المسلمين , وليس من امة لم ولن تعرف السلام لا مع نفسها ولا مع غيرها من الامم مثل امة المسلمين . تحياتي


4 - يكفي ان امة الاسلام عاشت بسلام مع العالم
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 1 / 26 - 09:57 )
هناك من الادلة الدامغة بانه ممكن خلق اسلام متصالح مع العالم
الفترة من العام 1921 وحتى العام 1990حوالي 78 عام عاش المسلمون متصالحون مع العالم
الاتكفي هذه الفترة الزمية التي قاربت القرن على انه يمكن خلق اسلام متصالح مع العالم فلم يقم المسلمون طوال هذه السنين باي غزو بل بالعكس هي من تعرض للغزو من الاستعمار الاوروبي المسيحي والقتل قطع الرؤوس ونهب الخيرات والاغتصاب
لو هاي ماعشتوها من الكاتب الى اخر معلق على المقال


5 - يا حمورابي خرط من النوع الرديء جدا
حمو حيان ( 2015 / 1 / 26 - 10:35 )


أعبد رقيق رعديد تنافق في مجتمعك الأغلبية السيدة على أرض الواقع، وتعبر عن حقدك الدفين على الإنترنت ليس قناعة ولا حبا بالكاتب، بل بغظا للأغلبية!!.

تحية إلى عبدي الله (خلف المشرقي العربي وأغونان المغربي الأمازيغي)


6 - Revive the SunnhSecond Wife.com
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 26 - 22:16 )
الاسلام مازال مرغوبا فيه

لاحظ الاعلان مع المقال


7 - كتبت تعليقا بعنوان العلم ضد الاسلام وحذف
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 26 - 23:40 )

انطلاقا من الحديث الشريف

تتكالب عليكم الظامم كما تتكالب الاكلة على قصعتها

قالوا أمن قلة بنا يومئذ يارسول الله؟

قال أنتم يومئذ غثاء كغثاء السيل ولكن يوضع في قلوبكم الوهن قيل وما الوهن يالرسول

الله؟ قال الوهن حب الحياة وكراهية الموت

تراجع صيغ الحديث في المواقع الاسلامية


8 - الوهن هو كراهية الموت يا انتحاري داعش؟
عماد ضو ( 2015 / 1 / 27 - 14:29 )
يقول الشيخ تنااااااااااح ان صلعم افهمه ان الوهن هو حب الحياة وكراهية الوت

يبقى ان قوة الاسلام وعظمته هو بكثرة الانتحاريين المفخخين المرتزقة الارهابيين الذين يحبون الموت ويكرهون الحياة
صدق الصلعم وصدق تنااااااااااااااااح


9 - رد على عماد الضو وتصحيح
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 27 - 19:39 )

أعتذر عن وقوع خطأ اذ عنوان التعليق8 هو

كتبت تعليقا بعنوان العالم ضد الاسلاموحذف

العالم وليس العلم وهذا مفهوم من السياق

وردا على المدعوعماد الضو الذي اتهمني بأني داعشي لسوء فهمه فالاسلام لايأمر

بالعدوان / وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا

فالقتال مرتبط بالعدوان. ولعلمه فمن خلق داعش هو الويلات المتحدة الأمريكية ليراجع

على النت تصريحات هيلاري كلينتون في مواقع شتى وهي بالصوت والصورة وبلغتها
ويراجع كتابها
الا ختيارات الصعبة
hard choices


10 - هل هيلاري حفظتك القرآن؟
عماد ضو ( 2015 / 1 / 30 - 16:50 )
أين تعترف هيلاري بأنها خلقت داعش؟
كلها مصادر ملفقة لا تسوى قشرة بصلة وتقتبس من بعظها البعض
أتحداك بمصدر صحيح تقول فيه هيلاري كلنتون ان أمريكا خلقت داعش (لا تقل لي القاعدة )

كلنتون قالت ان أمريكا ساعدت وطربت ومولت وسلحت القاعدة في افغانستان من أحل محاربة روسيا
التحريض الديني الإسلامي هو الذي يجعل اخوتك يتركون بلادهم للإلتحاق بالإرهابيين
أمريكا تعطي سلاح لداعش تدفع ثمنه مهلكة الرمال ..حتى تقتلوننا به.. نعم
أمريكا تتعاون مع مهلكة إسلامية ظلامية. وتسميها دولة معتدلة بينما هي من خلق الإرهاب. نعم
ولكن من يخلق الإرهاب هو القرآن
ومن يدفع ثمن السلاح الأمريكي لداعش هي مهلكة ال سعود ومشخخة قطر
وقود الإرهاب هي قرآن إجرامي يحرض على سفك الدماء
وسيرة إرهابي مع صاحبته الأشرار لم يقم دينه السياسي إلا بالسيف
الإسلام مثل النازية.. يجب إنقاذ المسلمين من الإسلام مثلما تم إنقاذ الألمان من النازية

اخر الافلام

.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي


.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس




.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد


.. 119-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال