الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تعلم العمائم الفرق بين الجهاد وبين القتال ؟

خلدون طارق ياسين

2015 / 1 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


والله نحن نقف مذهولين أمام الديماغوجية التي يحملها اصحاب الفكر العمائمي المنحل وهم يطلقون فتاويهم وينشرون تعاليمهم التي تحث على جهاد الاخر والاخر هو المسلم ولكن من مذهب آخر
وهم افتوا الناس وأضلوهم وما عاد المسلم يعرف ساسه من رأسه ممن يتبع هذه المنظومة الديماغوجية
الجهاد : كلمة تعني القتال المقدس ويشمل نوعين قتال الاعداء وقتل النفس ومجاهدتها
والجهاد كمفهوم قتالي يكون اما بالمال او النفس
ولكن لنعرف ما هي الاصناف التي توجه لها اسلحة المجاهدين
اولهما الكفار والثاني المنافقين
لقوله تعالى
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }التوبة73
وقوله ايضا


{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }التحريم9
وجهاد الكافرين يكون بالحسام ان اشهروا الحسام وجهاد المنافقين يكون باللسان
والجهاد لا يكون بالقتال والحرب فقط إنما يكون بالحجة والبيان وإشهار سلاح اللسان أولا
حيث يقول الله تعالى عن القران الكريم
{فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً }الفرقان52

وقد بين الرسول الكريم بان جهاد الكفار هو الجهاد الاصغر وجهاد النفس هو الجهاد الاكبر
حيث قال الله تعالى
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
واعلم اخي الكريم ان جهاد الكفار القتالي مخصص لفئة من الكفار وهي الفئة التي تعتدي لقوله تعالى
{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }البقرة190

{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }التوبة36

فليس اي كافر يوجب قتله وقتاله حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8
لذلك ان الجهاد في الاسلام هو الجهاد الدفعي فقط لرد المعتدي على الجماعة الاسلامية فقط لا غير
اما باقي انواع القتال وهي الدفاع عن الأوطان أو رد أذى بعض الناس أو قتال الفئة الباغية فهو لا يدخل في مفهوم الجهاد أبدا وان عدم ادخاله في مفهوم الجهاد لا يعني اسقاط مشروعيته البتة انما هو قتال تحكمه االقواعد العقلية والاراء السياسية
فالاسلام اقر للمسلمين قتالا لم يسمه بالجهاد وهو قتال الفئة الباغية حيث قال
{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الحجرات9
وان قتال الغزاة وغيرهم يندب الراي فيه لاهل السياسة والعسكر واهل الحل والعقد للنظر في كون رد المعتدي يكون بالطرق العسكرية او بطريقة اخرى
اما الجهاد فلا راي فيه بل هو واجب عين لا يستثنى منه احد الا طلبة العلم لقوله تعالى
{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }التوبة122
وقد وعد الله المجاهدين دائما بالنصر
ان الجهاد المعروف في بداية العصر الاسلامي لم يعد له اثر لانتفاء مقوماته كانتفاء فرض الزكاة على من لا مال له او كانتفاء وجوب الصلاة على من لا عقل له
فإنتفاء الجهاد الدفعي الان يعود لا سباب كثيرة اهما ان العلاقات بين الدول والمجتمعات الان علاقات سلمية والحرب فيها حالة شاذة عكس ما كان في السابق اذ ان حالة الحرب بين الامم والشعوب هي الحالة السائدة وحالات الهدنة تكون هي الحالات الشاذة
والامر الثاني المهم ان الاسلام قد انتشر ولا توجد جماعة اسلامية يختزل الاسلام فيها عكس الحال مع النبي فالنبي عليه الصلاة واصحابه كانوا هم فئة الاسلام الوحيدة وبالتالي فان قتالهم كان للدفاع عن الاسلام اما الغزو الامريكي للعراق مثلا او افغانستان لا يسمى قتاله بالجهاد لان الاسلام هو اوسع من العراق وافغانستان وان امريكا جاءت الى هذين البلدين بهدف واطماع سياسية وليس الهدف المباشر له القضاء على الاسلام .
وإلا فالإسلام ينتشر في الولايات المتحدة الاميركية ودعاوي الجماعات الاسلامية فيها منتشرة والدين الإسلامي فيها من أسرع الاديان انتشارا وتوسعا فيها فإن كانت الولايات المتحدة تروم القضاء على الإسلام كما يدعي أصحاب العمائم لكان بالحري عليها إيقاف نشاط وتمدد الجماعات الإسلامية فيها وغلق جميع المنابر امام الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة وفي الغرب عموما

وقبل ان اغادر الموضوع قد يتسائل سائل بان النبي جهز غزوات لغزو الكفار في مكة وفي الشام وفي العراق اقول ان تلك الغزوات كانت من ضمن الحرب الدفاعية التي كان النبي يخوضها اذ ان تلك الامم شنت الحروب واظهرت العداء للنبي والاسلام فاعلنت الحرب بينهم وان الحرب الدفاعية لا تعني فقط انتظار العدو ان يهجم عليك انما الحرب الدفاعية تقتضي احيانا التعرض الى خطوط امداد العدو ووسائل تموينه ومباغتته في موضع من المواضع لاجهاض قوته ومنعه من التحشد لضرب المسلمين
وما عدا هذا الامر فلا جهاد كفائي ولا عدواني ... فضلا على لا وجود للجهاد بين ابناء الملة الواحدة والدين الواحد
ومن يقول غير هذا القول فليتبوأ من الاثم ما يتبوأ وليلق الله تعالى وفي رقبته دماء المسلمين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب