الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة في العلاج المعرفي للقلق عند روبرت ليهي

رواء محمود حسين

2015 / 1 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



كتاب "علاج القلق" لروبرت ليهي، العالم النفساني الأمريكي المعروف قد زوّدني بجملة من المفاهيم العلمية لمعالجة القلق، وقد أعدت مراجعته مرات عديدة على مدار سنين. ولعل من أفكار الكتاب المهمة ما يأتي:
- "القلق العقيم يتعامل مع التفاعلات المتسلسلة كما لو كانت نتائج محتملة".
- "إن قدراً كبيراً من القلق... هو محاولة لتفادي التوتر أو غيره من المشاعر البغيضة. والامر ينطبق أيضاً على المماطلة والارجاء، فهو محاولة لتجنب المشقة. فلكي تقوم بأشياء لا تود أن تقوم بها، سيتحتم عليك تغيير منظورك إلى المشقة بأن تجعل منها هي نفسها هدفك".
- ويقول د. ليهي: " إن السعي وراء الكمال ينقلب على صاحبه، فإذا التمست الكمال فستسترجع كافة القرارات التي اتخذتها ولم تحقق لك أفضل نتيجة ممكنة ويلازمك الشعور بالندم. وسيتضاعف هذا الندم ببحثك ببحثك عن الكمال. وفي مقابل هذا، فإذا أعطيت لنفسك مساحة للخطأ فستتقبل فكرة أن بعض القرارات من الممكن أن يكون لها مردود سلبي، وستتعامل مع هذا الموقف على أنه أمر طبيعي. فالنتائج السلبية لا مفر منها إذا كنت تتخذ قرارات كثيرة".
- "القبول هو نقيض القلق، طالما أن الاخير هو صراع ضد كل ما هو واقع وكل ما هو محتمل... إن معرفة حدودك وقيودك تساعدك على استشعار قدر أكبر من السيطرة... وإذ تتخلى عن بحثك عن الحقيقة أو الاجابة، تدرك أن نقطة بدايتك الحقيقية هي الحاضر الزماني والمكاني... بمجرد أن تتقبل ما هو كائن، يمكنك حينها الالتزام بالتغيير. والتغيير لا يعني قيامك بالامور التي تود القيام بها؛ بل إنه في واقع الامر عادة ما يعني القيام بالامور التي تكره القيام بها. والتغيير والنجاح في حياتك ينطويان على اتباع سياستي عدم الكمال النجاح والمشقة البناءة؛ وأعني القيام بما كنت تتجنبه بسبب القلق الذي ينتابك".
- ويرى ليهي أن القبول هو التعامل مع الأشياء كما توجد في الواقع لا كما نريدها نحن، فالقبول يعني حرفياً أن نتلقى ما موجود في الوقت الحاضر، وأن نراه بشفافية لا عن طريق العدسة المحرفة الناتجة عن القلق. إن القبول هو عملية وعي تقبل ما هو كائن أو حاضر الآن من غير أن يكون لهذا القبول علاقة بما سيحدث في المستقبل. أي أن هذا الأمر يتطلب وعياً معرفياً بالذات، ومراقبة للأفكار، ومن ثم تعليقاً للأحكام السلبية الناتجة عن القلق وبناء نظرية إيجابية وواقعية.
- يطالب ليهي بأن نخرج من الصورة التي يفرضها القلق علينا، وأن نرى الواقع على حقيقته. أن نقنع أنفسنا بأننا واحد من 8 مليار إنسان يعيشون على الأرض، وأننا لسنا بؤرة هذا العالم، وأن نتقبل حدود إمكاناتنا وطاقاتنا كما هي. وشرط رؤية إمكاناتنا كما هي أن نكون قادرين على أن نرفض الشعور الذي يدفعنا إلى الإحاطة بكل شيء، وأن نضع خططاً لكل شيء، وأن نحل كافة المشكلات التي تواجهنا، كل ذلك يمنعنا من تقبل واقعنا كما هو. يتعين علينا أن نرضى بأقل مما نريد لكي نقدر مما نملكه بشكل أكبر.
أي أن روبرت ليهي يريد أن يقول: القناعة كنز لا يفنى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب


.. كيف سيتعامل الرئيس الأميركي المقبل مع ملف الدين الحكومي؟




.. تساؤلات على إثر إعلان الرئيس الأميركي وقف شحنات السلاح الهجو


.. نشطاء أتراك أعلنوا تأجيل إبحار سفينة مساعدات إلى غزة بسبب تع




.. محاكمة ترامب في نيويورك تدخل مراحلها الحاسمة| #أميركا_اليوم