الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسئلة الجسد في السوسيولوجيا المعاصرة-سوسيولوجيا الاغراء-جون بودريار (3)

عبد العزيز احربيل

2015 / 1 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


La sociologie de la seduction- J BAUDRILLARD(3)
اسئلة الجسد في السوسيولوجيا المعاصرة
سوسيولوجيا الاغراء – جون بودريار (3)
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
في هذا المقال ساتمم ما بداته بخصوص سوسيولوجيا الاغراء لكن هذه المرة في علاقته بعنصري الذكورة و الانوثة. لذلك عنونت هذا المحور بالاغراء بين الذكورة و الانوثة .
عموما, مند الوهلة الاولى بعد هذا العنوان نجد انفسنا امام مفهومين جديدين الا وهما الذكورة و الانوثة , اللذان يطرحان في نفس الوقت اشكالية المقارية المجنسة ,بمعنى المقاربة المرتبطة بالجنس انتماءا الى هوية بيولوجية معينة.اذ من المعروف في الحس المشترك ان الاغراء هو مجال منحصر في الانثى فقط.اولا يجب ان نتفق على بعض المعاني لبعض المفاهيم, من قبيل الذكورة و الانوثة ,لذلك حينما اقول الذكورة فانا لا اقصد بها الرجولة بتاتا, الذكورة شيء و الرجولة شيء اخر اذ ان الاول يدل على انتماء بيولوجي و هوية جنسية وهذا ما اقصده هنا.
على اي, فالاغراء اما ان يكون مذكرا مرتبط بهوية جنسية بعينها.او يكون مؤنتا مرتبط بهوية انثوية جنسية بعينها.ومن هذا المنطلق ساقترح ثلاث اسئلة جوهرية, ساجيب عنها بالدرس و التحليل ذاخل نطاق الاغراء في علاقته بالذكورة و الانوثة :
1- لماذا اعتبر الاغراء حكرا على النساء فقط ؟
2- لماذا لم يتم الحديث كثيرا عن اغراء المذكر ؟
3- ما الفرق بين اغراء المذكر و اغراء المؤنث ؟
اذن, هذه الاسئلة الثلاث ساحاول الاجابة عنها بشكل من الاختصار, فقط قبل الاجابة على السؤال الاول يجب ان نشير الى ان المفردات التي تقدمها اللغة العربية المعيارية اي اللغة الي تم تدوينها قبل نزول القران و التي تضم المعاجم الكبرى كلسان العرب وغيره... , فالحقل المعجمي الكبير الذي له علاقة بالاغراء سنجد انه يرتبط ارتباطا جوهريا بالمرأة من فتنة واسقاط و اهواء.اضافة الى ما جاء في القران نجد انها تحصر الإغراء في كائنين هما المرأة و الشيطان اذن, فالاغراء في الثقافة الاسلامية يعتبر فعل شيطاني بامتياز.
لذلك تعتبر المراة في بعض المجتمعات رديفة للشيطان وهذا الاخير معناه هو المنحرف عن الطريق ( خارج من الطريق ).اذن, فالاعتبار الاساسي الذي جعل الاغراء مرتبط بالنساء فقط هو التاريخ الثقافي الذي يتميز بخلفية ذكورية واضحة والذي يعتبر المراة مضوعا للاستمتاع الدائم .بمعنى هذا نوع من تاريخ الافكار الذي ادى الى ان العديد من المؤرخين والباحثين و الكتاب لم يكونوا يفكروا في الاغراء خارج المؤنث اي ان المراة كائن مغري بالضرورة .لانها كائن مخطئ بالضرورة .
السؤال الثاني , لماذا لم يتم الحديث بكثرة عن اغراء المذكر , هنا يجب الاشارة الى ان الابحاث التي انجزها جون بودريار في المجتمع المعاصر هناك امكانيات كبيرة جدا للحديث عن اغراء المذكر لاعتبارين اثنين :
الاعتبار الاول , هو انهيار الحدود الثقافية الفاصلة بين الذكورة و الانوثة . العالم المعاصر الان يعرف ما يسمى تانيت المذكر و تذكير المؤنث .اذن هذا الاعتبار مهم جدا لانه هو الذي مكن السوسيولوجيا المعاصرة من الحديث عن اغراء المذكر.
الاعتبار الثاني وهو تنامي المد الحقوقي الذي اصبح يشكل مكتسبا امميا وهو الدفاع عن المراة و حقوقها.بمعنى ان بدون هذا الاقرار من الصعب الحديث عن اغراء المذكر .
اذن هذان الاعتباران يؤديان الى امكانية الحديث عن اغراء المذكر.
الآن, لكي نجب على السؤال الاخير الفرق بين اغراء المذكر و اغراء المؤنث, هناك ثلاثة اصناف من الباحثين الذين حاولو الاجابة على هذا السؤال وهم على الشكل الاتي :
* الباحتين الاوائل :
خلصوا الى ان اغراء الانثى اغراء سريقي اي مرتبط بالسريقة و الغريزة بمعنى اغراء الانثى اغراء طبيعي و تلقائي و مرتبط بالسريقة الثقافية.
بينما اغراء المذكر اغراء تأملي بمعنى انه اغراء فيه نوع من الفكر التخطيطي.
اي ان اغراء الانثى هو اغراء طبيعي المراة كائن مغري بالضرورة . في حين ان اغراء المذكر يكون اغراءا فيه بعض التخطيط وهو اغراء عقل اغراء المذكر اغراء يتوسل بمجموعة من الخطط.

* الصنف الثاني من الباحثين :
- اعتبروا غراء المؤنت اغراء الضعفاء. واعتبروا اغراء المذكر اغراء الاقوياء.
انطلقوا من ثنائية مفادها ان المراة كائن ضعيف و المذكر كائن قوي . لكي تظل الانثى تتنفس في هذا المجتمع عليها دائما ان تكون مغرية وعلى الانثى دائما استعمال سلاحها الفتاك وهو الاغراء.
الصنف الثالث من الباحثين : *
توصلوا الى ان المراة لا تغري ابدا المراة اما ان تحب او لا تحب جون بودريار -
La femme ne séduite pas il faus aimer ou pas ‘’ J.BAUDRILLARD ‘’
المراة لكي تكون مغرية يجب ان تعقد علاقة عاطفية مع التفاعلات الاجتماعية .
الاغراء لا يمكن ان يوجد خارج الرغبة في الحب. لذلك يقول الفرنسيون المراة لا تغري المراة موضوع تعلق عاطفي واذا تعلقت بامراة فهي ليست مدعوة لكي تغريك
- جون بودريار يقول ان استراتيجية الاغراء تكون دائما مسكونة بالرغبة في حب الاخر او ما يمكن ان نسميه الاغراء في سوسيولوجيا الحب
‘’La séduction dans la sociologie d’amour’’



تابع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟