الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربط العروبة بالإسلام في أفريقيا

هشام عواض

2015 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من  أسوء الأشياء التي  أرتكبت  هي ربط العروبة  بالإسلام
المسلم يجب  أن يكون عربي  بلسان عربي  و العربي يجب أن يكون  مسلم بطبيعة الحال  ! ,  و من هذا الباب   تم إستغلال  الإسلام في فرض العروبة  و تعريب  الشعوب  التي  دخلت في الإسلام  و تغيير  ألسنتهم  باللغة المقدسة  ( اللغة العربية )  و الإفتخار بعروبتهم  حتي و إن  كانوا  ليسوا  عرب عرقاً و لساناً و ثقافتةً  لكن لمجرد  فكرة  أن  المسلم بطبيعة الحال  هو عربي   مثله  مثل  نبي الإسلام  , و أسقطوا  عمداً  أية " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ " (الروم:22) " مما يثير  شكوك  المشككيين   هل  ما  حدث  خلال  الفترات الماضية  بداية  من عصر صدر الإسلام  و  ما  تلاها  من توسعات و تمدد في الأراضي  و نشر الدين  هل  كان  فتح أم إستعمار  ؟ هل  كان  فتح لنشر  الإسلام   و تعاليمه  و نشر رسالته  للإنسانية  أم  أن  مع مرور الوقت  تم  إستغلال  الإسلام  لمصالح  خاصة  لسيطرة  و  الهيمنة علي  الشعوب  الأخري بحجة نشر الدين  و مد النفوذ  خارج شبة الجزيرة  العربية و نشر  عاداتهم و تقاليدهم   و ثقافتهم   للشعوب  الأخري   و هذة المسألة تظهر بوضوح في أفريقيا فعندما دخل الإسلام لها لم يدخل كدين فقط بل و العروبة أيضا حتي في البلاد التي لم يدخلها العرب مثل غرب افريقيا و محاولات الإعتماد علي اللغة العربية  بدلا من اللغات الأصلية  المحلية و يكفي التدليل علي ذلك  ان أهم المراجع التاريخية القديمة كأضابير (أشانتي) و (كانو) في غرب أفريقيا و محفوظات (كلوة) في شرق أفريقيا أغلبها باللغة العربية ! .
و في اللغة السواحيلية  لايوجد باللغة مرادف لكلمة تحضير أو تمدين سوي كلمة " تعريب " ، فإذا أردنا ان نتحدث عن مشروع لتطوير قرية قولنا ، تعريب تلك القرية ! .     ونري الحركات الإسلامية الأن هناك تناست هويتها الأفريقية و أستبدلتها بالعربية بأصبحوا وكأنهم أعداء و أنداء لأبناء شعوبهم من العقائد الأخري ،و الصبغة العربية لهم جعلت منهم يتعالوا حتي علي أخوانهم الأفارقة   بسبب الدين و الثقافة الوافدة  حتي و إن كانوا مشتركيين في الأصل و العرق و التاريخ والثقافة الاصلية .
هذة مشكلة كبيرة تواجهها بعض المجتمعات الأفريقية و ستزداد أكثر  مع الوقت إن لم تتعدل الأمور و تنقع الأفكار،
و متواجدة حاليا في بعض البلدان مثل السودان و تشاد و مالي و موريتانيا و غيرهم ، ولعل التجربة السودانية هي أوضحهم و أكثرهم بروزا  و أثرا علي دولة السودان و علي المنطقة بأثرها و تسببت هذة الجدليات في   نشأة مشكلة دار فور بالرغم إن جميع الأطراف يدينون بالإسلام لكن إتخذت طابع عرقي عربي/إفربقي و بالتوازي   دفع السودان للإنقسام و فصل الجزئ الذي يتمتع بالعنصر  الإفريقي عن جسد السودان الشمالي الذي يعتزم ان هويته هي العربية الإسلامية  كما تكرر علي لسان الرئيس السوداني عمر البشير و غيره الكثير  و أخذ الصراع صابع الصراع الديني المسلم / المسيحي  .
إن محاولات بعض القوميين العرب  و الإسلاميين بتعريب كل شئ الأرض و الإنسان و اللسان و الحضارة و التاريخ  لهو  أمر خاطئ و سيؤدي لنتائج سلبية علي الجميع ، يجب إحترام الأخر و خلق ثقافة الإعتراف و قبول و إحترام التنوع بكافة أنواعه  .
ودائما الإنسانية هي الأفضل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت