الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارات مع صديقي المسلم (1)

وسام يوسف

2015 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لدي صديق عراقي مقرب الى قلبي ويعيش في نفس المدينة التي اعيش فيها في ولاية تورنتو الكندية ، عائلتانا تجتمعان مرة كل شهر على الاقل في عشاء او زيارة ، زوجته اكثر صديقة مقربة لزوجتي، وابني وولديه في نفس المدرسة وغالبا ما يكونوا سوية هناك اثناء الفرص، كل هذا وانا مسيحي وهو مسلم ، لأن الدم العراقي هو الذي جمعنا رغم افعال واقوال وافكار السفهاء ( ولنقل من كلا الجانبين رغم ان الجانب الذي يحمل الذنب الاعظم معروف ولايحتاج الى تشخيص) ، هو الذي بشرني قبل 3 ايام بفوز الفريق العراقي على الفريق الايراني حيث اتصل بي حال نهوضي من النوم ليخبرني بالنتيجة لاني لم استطع مشاهدة اللعبة حسب توقيتها في الساعة الرابعة صباحا في كندا
علاء هو نموذج الانسان الذي احبه ، معتدل في كل شيء ، فيه طيبة حارات بغداد القديمة التي كانت تجمع الاديان والطوائف بكل محبة رغم انه غادر العراق قبل اكمال الثلاثين، رغم معرفتي بانه مسلم منذ البداية لكني لم اعرف الا بعد اشهر من صداقته ماهي طائفته لانه لايناقش هذه الامور كما علمت ان زوجته من الطائفة الاخرى ، بل اننا اكتشفنا ان والدة زوجته مسيحية من سوريا ، لذا فعندما ازوره في منزله ينادي زوجته مازحا : ام زاهر ، اجا خال الجهال (الاولاد) ..... نعم ، علاء وزوجته عقليتان بعيدتان عن التعصب، يصومان رمضان كل عام ، ولايمكن ان ينتهي رمضان دون ان يدعوني علاء في احدى لياليه الى مائدة الافطار ، ونبقى نتسامر احيانا حتى موعد السحور لو كان اليوم التالي عطلة ، ونتمازح عندما يقول ليش ما تصير مسلم وانا ارى نور محمد بوجهك ؟ واجيبه : صدقني سنتزاعل ثاني يوم لو صرت مسلما ، والاجمل انه هو ايضا يتناول افطار رمضان مع عائلته في بيتي في ليلة اخرى بل ويصلي في بيتي ايضا دون شعور بالحرج ودون ان يفكر اني نصراني نجس كما يقول المؤمنون جدا، ويمزح دائما بان يسأل زوجتي قائلا : ام فائز ، منين اتجاه القبلة؟!!! هذا هو الطبع العراقي الاصيل قبل ان يخربه الساسة وشيوخ الضلالة .
صديقي علاء يتألم بعد كل مقالة اكتبها مهاجما نصوص الاسلام ويواجهني بهذا الموضوع مازحا احيانا وجادا احيانا فيتهمني (ليس بالكفر ، لان عقليته ليست من هذا النمط) بأني آحادي النظرة في مقالاتي وابتعد عن الموضوعية في اتهاماتي لاني لا آخذ سوى الجانب المظلم من الاسلام ، رغم اقراره باني لست متعصبا على الاطلاق لديني في حياتي وأني اهاجم أي موقف من أي طرف مسيحي اشم فيه دعوة الى الاقصاء اوالتمييز اذا كان لا يفرق بين المذنب والبريء
لذا يكون محور اختلافنا في مناقشاتنا الودية هو اني (بحسب رأيه) اهاجم نصوص الاسلام والقي عليها اللوم في اي افعال ارهابية رغم معرفتي التامة بأن غالبية المسلمين يستنكرون تلك الافعال ، وان نتيجة ما افعله هو ان يؤخذ الابرياء وهم غالبية بجريرة المذنبين الذين لايتعدون بضعة افراد. وانا ارد بأني دقيق في من اهاجم واحرص على تشخيص من اراه مذنبا بلا تعميم ، لكن المشكلة ان الابرياء من العنف وهو احدهم لايريدون الاعتراف بمنبع العنف والمحرض عليه رغم معرفتهم التامة به .
قال لي علاء بعد اخر مقالة لي عن السعودية: يا اخي هسة اني مو مسلم كدامك ؟ ليش ما تعتبرني النموذج الصحيح للمسلم ؟ راكض ورة اليذبح واللي يسبي وهمه اقل من 1 % من المسلمين؟
اجبته : نعم انا اعترف بان معظم المسلمين الذين اعرفهم بعيدين عن هذا الشيء وحتى من هو متدين باعتدال منهم ، لكن الذي استهجنه هو ان الارهابيين يعلنون بكل وضوح ان الاسلام يأمرهم بما يرتكبونه من جرائم ، و مع ذلك يحاول غالبية المسلمين ان يقنعونا ان الاسلام بريء من ذلك رغم النصوص الواضحة التي يستند اليها هؤلاء في افعالهم ، لو كان الاسلام بريئا فلماذا لا يعلن علماء المسلمين ان ايات مثل( قاتلوا المشركين) وحديث مثل (من بدل دينه فاقتلوه) كانت لفترة محددة انقضت وليست لهذا الزمان ولايجوز ان تطبق ؟ هناك سوابق في ذلك قام بها حتى الخلفاء الراشدين في ايقاف الحدود بسبب ظروف معينة ، فماهي المشكلة لو اعلن ائمة المسلمين ان لا مجال لتطبيق ايات الحرب في وقتنا الحاضر الا دفاعا عن النفس ؟ وعندها سيقل سيل الاتهامات الظالمة كما تسمونها للاسلام والمسلمين
قال علاء : هل تعتقد ان من السهولة ان يقول الامام ان آية من الكتاب ليست صالحة لهذا الزمان ؟ الن يفتح ذلك المجال للتشكيك في صلاحية كل الايات ؟ سوف يفتح علماء المسلمين على انفسهم ابواب جهنم لو فعلوا ذلك، هل يمكن ان يعلن المسيحيين او اليهود ان احدى ايات الانجيل غير صالحة لهذا الزمان
اجبت : صدقني لو كان هناك اية في الانجيل يستند اليها ارهابيون في ايذاء الاخرين فاني اول من سيطالب باستبعادها بلا تردد
قال علاء: المسألة في الاسلام حساسة جدا ، انا اعترف لك ان الكثير من المسلمين يرون في القرآن اخر ما تبقى من هويتهم في عالم يندفع بعيدا في التقدم التكنولوجي والعولمة، لذا فهم حريصون عليه ، وسواء اكان هذا الموقف صحيحا ام لا فيجب ان تعترف ان التعصب للمعتقد ليس مرضا اسلاميا بحتا
قلت له : بالتأكيد ، لكننا هنا امام معضلة اسلامية بامتياز ، افعال همجية مثل قطع الرؤوس تملأ الانترنيت ويراها الجميع وهي ترتكب تحت صرخات الله اكبر ، فلا تحرك لدى غالبية المسلمين الرافضين لها الا اقوالا خجولة عن الفهم الخاطيء للاسلام ، لكن بسبب رسم كاريكاتوري يندفع الملايين من المسلمين في كل مكان الى الشوارع مطالبين بالثأر ، بل ويتم الثأر فعلا لكن من اناس لا علاقة لهم بالموضوع ، فينسى المسلمون الذين يبررون ذلك الفعل باستفزاز المشاعر الدينية انهم يشتكون دوما من اخذ الابرياء بذنب الفاعلين بينما هم اول من يفعل ذلك ، اذ يبررون قتل الابرياء بحجة نصرة رسول الله
قال لي علاء : لكن الاسلام يؤكد (لا تزر وازرة وزر اخرى) ، اذن هؤلاء المعتدين فعلا لايطبقون الاسلام
قلت له : على راسي ، لكن من هو قدوتهم في ذلك ؟ عندما اعدم نبي الاسلام 700 يهودي كان من بينهم اطفال لم يرفعوا سلاحا لكن قطعت رؤوسهم لمجرد ان شعر العانة بدأ ينبت لديهم ، فاين كانت اية لاتزر وازرة وزر اخرى في حينها ؟ لا تقل لي انها نزلت بعد ذلك .
بدا الحرج على وجه علاء وقال : لا نستطيع ان نصدق كل مايقوله التاريخ ، ربما تكون هذه الحادثة مختلقة او فيها مبالغات تعتبر مناسبة لذلك الموقف في ذلك الزمن
قلت له : اجي وياك ، لكن علماء المسلمين على الاطلاق لايقولون ذلك بل يقصون الحادثة كتاريخ لا شك في وقوعه بل ويعتبرونه من قصص البطولة الاسلامية بينما يحاول من يخجله الموضوع تبرير المذبحة وقتل الاطفال فيها بالقول انها متطلبات الحرب وكأنها حرب بين داحس والغبراء وليست حربا احد طرفيها نبي من المفترض ان يطبق ما امره به دينه وفقا لادعائه هو نفسه بان لا تزر وازرة وزر اخرى ، لا ان ينتقي منه ما يريد ويهمل مايريد عندما يريد
قال علاء : الحقيقة هي ان احد حلفاء اليهود السابقين هو الذي حكم عليهم بذلك
قلت له : اما كان على محمد ان ينهره بدلا ان يقول له حكمت عليهم بما حكمت السماء او شيء من هذا القبيل؟
قال علاء : اذا لم نستطع ان نلغي هذه الحادثة من تاريخنا فانها على الاقل لم تتكرر ، لنناقش التعايش بين المسلمين و الاديان الاخرى ، ولناخذ العراق نفسه ، الم يكن المسلمون غالبية فيه بدون ان تحدث مشاكل او مظالم ، الكنائس كانت تبنى في العراق وحتى المعابد اليهودية الى وقت قريب ،لم يهاجم المسلمون تلك المعابد ، بل ان الكثير منهم كانوا يذهبون وحتى الان الى الكنائس ويشعلون الشموع للعذراء ، فهل كل هؤلاء لم يقرأوا الاسلام ؟؟ بماذا تفسر ذلك؟
ساترك تكملة المناقشة لجزء آخر










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اااااه لو كنت أنا في نفس موقع صاحبك هذا!!!!
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 27 - 00:41 )

الوقت متأخر كي أجيبك بالتفصيل

منذ شبابي كنت أمتعظ كثيرا من كثير من اخواني المسلمين اذ يناقشون شيوعيا يعلن

الحاده مبدئيا فيقول له بلسان الواعظ ياأخي ويتلو عليه --- قل هو الله أحد لم يلد ولم يولد

ولم يكن له كفؤا أحد --- وينتظر منه أن تذرف عيناه بدموع الندم وينطق بالشهادة

لااله الا الله محمد رسول الله

أدركت منذ صغري أن هذا الأسلوب فاشل - يجب أن أعرف مرجعية من أحاور

ألوم هذا النوع موضحا على قرأت كارل ماركس ونيتشه---؟ هل قرأت التوراة والأناجيل؟

لالالا تلك كتب هم ليسوا في حاجة الى قراءتها ومن قرأها دون حصانة يرتد على عقبيه

أويصمت وتعتريه الوساوس وتنهشه الشبهات نهشا ولدينا نمادج كثيرة بل نجد مثل هذا

في كل ملة مثل مسيحي غر لم يطلع على ديانات اذ سرعان ما تستطيع ايمانه منه

منذ الشباب وفي مكتبة كان المحافظ يمدني بكتب سلامة موسى وسيد قطب بل قرأت

لابن رشد والمعتزلة ومن رد عليهم.

في الحديث الشريف

من تعلم لغة قوم أمن مكرهم -- ومعناه ليس تعلم اللغة بل الهوية التي تحملها هذه اللغة

اذ هناك كفر مكتوب بلغة عربية فصيحة من قرأ الحلاج ويقرأ رابعة العدوية

بل ان من قرأ القران دون فقه ودون ف


2 - الى عبدلله اغونان
وسام يوسف ( 2015 / 1 / 27 - 13:55 )
انتم ملوك في اللف والدوران دون الوصول الى محور القضية
كل هذااللغو وانت لا تستطيع ان تجيبني بالتفصيل!!؟؟؟
كم كنت ستكتب لو اجبت بالتفصيل اذن؟
سيدي الكريم انا لم افهم ماذا تريد ان تقول وهل له علاقة بمقالتي
واتحدى اي قاريء استطاع ان يربط بين تعليقك ومقالتي
اذا كنت تريد ان تناقش ما جاء بالمقالة فوضح ذلك رجاء
واذا كان مجرد تخبطات مسلم لايعرف كيف يدافع امام الحقائق فالرجاء عدم ازعاجي
لاني لست اهتم بما قاله رسولك (الكريم ) ذابح الاطفال في حديثه (الشريف) الا اذا كان سيؤثر
في تعامل اتباعه معي
واحمد الله ان صديقي علاء لايتبع تعاليم الاسلام في تعامله مغي رغم انه مسلم فيهنئني باعيادي ولايضطرني الى اضيق الطريق
فناقش هذه الامور ان كنت تمتلك الحجة او اصمت

اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب