الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الإلحاح الناتج عن القلق

رواء محمود حسين

2015 / 1 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



يشير روبرت ليهي إلى نظرية جون رسكن في ( الإلحاح المزمن ) أي في إطار ما يعرف بالضعف الوشيك. فبحسب راسكند أن شعورنا بالتوتر في جزء منه مدفوع بتخيلنا لخطر أو تهديد ما يقترب منه بسرعة هائلة، وننغمر فيه إلى درجة أننا لا نجد فرصة للتكيف ( روبرت ليهي: " علاج القلق: سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك"، ط1، مكتبة جرير، الرياض، 2007 م، ص 181).
ويقترح ليهي الطرق الآتية لإحكام السيطرة على الوقت:
1- التخلص من عنصر الإلحاح.
2- تقبل الوقتية.
3- تقدير كل لحظة حق تقديرها.
5- تجميل اللحظة.
6- إطالة الوقت.
7- وضع خطة للوقت.
ويقترح ليهي أيضاً للتخلص من عنصر الإلحاح ما يأتي: " إن القلق دائماً لا يكون مهرباً من اللحظة الراهنة ومحاولة للسيطرة على المستقبل. والسواد الأعظم من الأشخاص المصابين بالقلق لديهم إحساس بإلحاح الوقت، الإحساس بأنك في حاجة لأن تحصل على إجابة لكل الأسئلة المطروحة على الفور" ( ليهي: نفسه، 183). ويضيف ليهي: " إحرص على أن تعيش الحاضر، وركز جم تفكيرك على إهتماماتك، وأصدقائك، ومواعدة الأشخاص الذين تشعر بميل نحوهم، وممارسة التمارين الرياضية، والعمل، والعائلة، وغير ذلك. ركز على عيش حياتك لحظة بلحظة.." (ليهي: نفسه، 184).
ومن مقترحات ليهي أن نتقبل الوقتية وأن نراقبها لأن التجارب تتم من اللحظة الراهنة فبين لحظة وأخرى تتبدل المشاعر. ومن وسائل إثبات أن المشاعر السلبية لا تدوم للأبد هي اقتفاء أثر مشاعرك في كل ساعة لمدة أسبوع وتدوينها في سجل الحالة المزاجية ... كل المشاعر مؤقتة، والسؤال الأساسي: لم نقوم بتوظيف القلق في محاولة لتغيير شيء سيتغير من تلقاء ذاته؟ ومن مقترحات ليهي أيضاً أن نقدر كل لحظة تقديرها فبدلاً من مقاومة المشاعر والأحاسيس والأفكار فلا بد من تقبلها ومراقبتها في اللحظة الراهنة ( ليهي: نفسه، 185، 186).
ويبين ليهي أن مشكلة القلق تكمن في أننا ننشغل بشدة ونصرف إنتباهنا في كافة الإتجاهات والأمور، ونحاول إحكام السيطرة عليها، ولذلك نشعر بعدم الراحة والتوتر، ونظن أننا في حاجة إلى تغيير هذا الشعور على الفور، ونصبح ملتصقين بإهدافنا التي تحتم علينا إنجاز كل الأمور ومحاولة فرض سيطرتنا على كل شيء، ولكن باستخدام الإنعزال اليقظ، ومعايشة اللحظة الراهنة بدلاً من التركيز على التعجيل بالمستقبل واستحضاره على الفور، يمكننا التخلص من القلق الذي يتثير الإحساس بالإلحاح. وإذن لا بد من ممارسة التأمل الواعي وتقدير اللحظة الراهنة حق تقديرها ( ليهي: نفسه، ص 186، 187).
يقول ليهي: " ... إن إحساسنا بالإلحاح يغلب عليك لدرجة أنك تشعر بوجوب تخلصك منه بالكلية. ولكن لنتخيل أنك تمارس التأمل الواعي وتقدر اللحظة حق قدرها. طالما أنك عاجز عن السيطرة على الإزدحام المروري حولك، فإنك تسترضي في مقعدك وتراقب، وتخرج نفسك من إطار محاولة السيطرة على كل شيء. وعندما تتحول إلى العقل المراقب، المنعزل، فإنك لا تطلق الأحكام، ولا تضغظ على نفسك، ولا تناضل، ولا تكافح، بل تلاحظ أن هناك سيارة خضراء، وأن السماء مليئة بالسحب، والسحب تغير من اتجاهها بتغيير إتجاه الرياح. إنك تراقب وتنعزل، بيد أنك تعيش اللحظة بكل جوارحها... إحرص على ممارسة التأمل الواعي عندما يطغى عليك إحساس بالحاح وجوب حدوث شيء ما على الفور... تراجع عن حاجتك الملحة للسيطرة على الأمور وتغييرها، وقم بتوظيف إستجابتك لها ببساطة بأدق تفاصيل إحساسك، على أن تبقى رهين اللحظة الراهنة. وركز على مكمن شعورك بالضغوط والحاجة الملحة. تراجع عنها وراقبها. وانظر إلى الضغوط وهي تتصاعد، وتصل إلى مرحلة الذروة، ثم تنحسر. واستخدم الإستعارات لتوصيفها... ( ليهي: نفسه، ص 187).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد