الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جواري الفضاء.....وشوارع الكبت ..

واصف شنون

2005 / 9 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مضتْ أكثرُ من خمسة عقود على تحريم بعض المتدينين الإسلاميين دخول الراديو(المسموع) والتلفزيون (المرئي والمسموع ) الى بيوتهم وبيوت المسلمين الآخرين عبر فتاوي وخطب واحتجاجات ..،غرضها المحافظة على حرمة.. (حريم )..الإسلام من مشاهدة وسماع الكفر القادم من الشمال .. الغرب ..اللأخلاقي..، وخلال أقل من عشرسنوات ،سقط التحريم الديني ذوالهدف الأخلاقي المبطن بالزيف أمام بطش الصورة والصوت ..أمام حراك الكائنات وآهات البشر ...،أمام الحركة السحرية لعقل الانسان الجبار الذي استطاع تصوير متع الحياة ومأسيها ونقلها الى غرف المعيشة والنوم والأستراحات العامة والخاصة ، ..طبعا ً لم يكن مخترع التلفزيون مسلما ً ،فالمسلمين العرب على الخصوص وبسبب ((الحكم التركي والاستعمار و الامبريالية ))وكذلك انتاج النفط وكثرة بناء المساجد وقصور الشيوخ ومقرات الرفاق الجمهوريين عاشوا و يعيشون عصر الانحطاط الأبدي !!!،
لكن بعضهم من الشيوخ النفطيين غير السياسين وجد الحل ،...الفضائيات...،التلفزيون الفضائي السيء الحالي هو إختراع عربي بجدارة ،فحتى قنوات البورنو (الاباحية) هي أرضية مرخصة من البلد الام وتستجيب لقوانين ودساتير الدول والبلدان التي يمكن إلتقاط ترردها التلفازي من فوق سماواتها ،أنا أعيش في استراليا التي لديها قناة فضاء تعليمية سياسية سياحية مستقلة واحدة تبث لأرجاء العالم مجانيا ًهي A B Cً ،لبنان لديه أكثر من عشرة فضائيات،والامارات ومصر اكثر من عشرة،والعراق اكثر من خمسة ..الخ ،ورجال أعمال خليجيون لديهم ربما أكثر من خمسين قناة أغلبها تختص بافلام البورنو والرقص والغناء والموسيقى الفجّة الرخيصة بكل المقاييس ،يساعدهم في الانتاج اخوة عرب واصدقاء أجانب والعمل بدولار البترول وحصان السباقات والكازينو....حبيب !!.
ماهي المشكلة ....؟
المشكلة دينية إسلامية شعبية واسعة النطاق وثمارها جيل( فضائي مترنح) غير أرضي خيالي ملوّن أمام شحوب واقعي فارغ .
جميع المطربات اللواتي يظهرنَّ على شاشات الفضاء ،ذوات صدور نواهد، وشفاه غليظة ،وبطون ضامرة ،وعجائز مدورة ،وشعور ترقص معها الرياح ....،ناهيك عن كلمات الاغاني والموسيقى ...
وماهي المشكلة .....؟
المشكلة ان الشعب مُتدين و ُمحجّب ...كلّهُ مُتدين يبحث عن الحشمة ...أغلبه على ما أظن وأسمع وأقرأ وأرى !!..،حتى أمراء الفن من شيوخ النفط وسباقات الخيول يتكلمون بلغة الإسلام الحنيف الذي لايسمح بتهتك المرأة ،لكنهم يقتلون الأنفس كي يحصلوا على توقيع عقد... (ليلة )...مع مغنية راقصة .. (جارية في الاسلام ) ..،الفضائيات العربية تبث صور مغنيات عربيات يرقصن بخلاعة شكيرة (الغائبة) وإلتواءات مادونا(سابقا ً) وحشرجات توني هيوستن (المدمّنة )..،لكن من يشاهدُهنّ َ...؟ أليس فتيان العرب المسلمين وفتياتهم ..؟
أليس ذلك هو نقيض ما يتعلمه الأبناء والبنات في صفوف المدارس الإسلامية الخليجية (على الخصوص ) مثل مدرسة الملك فهد بن عبد العزيز الإسلامية( البرجوازية) في سيدني ؟
فالبنات جميعهن محجبات منذ سن السادسة ؟
كيف ينظر الأبن المراهق لمطربته المفضلة ..،هل ينظر اليها على إنها عاهرة أم فنانة ؟
وكيف تنظر البنت الصغيرة للمطرب الراقص والمطربة المتأرجحة المهتزة ..؟
هي مسافة أمتار تلك التي تفصل الشارع العربي الإسلامي الذي يعتمد قيم الكبت الاجتماعي والثقافي والسياسي وخاصة (الجنسي ) ،عن شاشة التلفزيون المباح الذي يبث فضائيات العرب التجاريون المنافقون ،لكنها مسافة حضارية هائلة ،تؤدي إلى عوق نفسي وإنساني مزمن لأجيال المسلمين شاء مربوهم من الأبأء والأمهات أم إدعوا القدرة على الموازنة وتصريف الأمور بما يقضي الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني


.. سياسي يميني فرنسي: الإخوان ساهموا في نشر الإسلاموفوبيا في أو




.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف