الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا وسائل الإعلام إحذري مصطلحات الإرهابيين

التهامي صفاح

2015 / 2 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا
بتاريخ الجمعة 30 يناير 2015 و من توقيع أيوب الريمي ورد خبر (يجد القارئ رابطه أسفل المقال) بعنوان "داعش تكلف البحريني تركي البنعلي بتجنيد علماء دين مغاربة" يقول فيه : (يقوم تنظيم "داعش" ببحث حثيث عن علماء ومنظرين جدد تكون مهمتهم صياغة الإيديولوجية الدينية والسياسية للمجموعة الناشطة ميدانيا بين سوريا والعراق، وهو ما دفع "الدولة الإسلامية" إلى تكليف الشيخ البحريني تركي البنعلي، أحد أشهر منظري "داعش"، يحاول إقناع علماء الدين بشمال إفريقيا والشرق الأوسط بفكرة الالتحاق بالتنظيم).
و يضيف الخبر حسب قناة فوكس نيوز الأمريكية """"أن متشددا معروفا و مكلَّفا بهذه المهمة في كل من السعودية والأردن والمغرب قد"زار" المغرب و إتصل برجال دين مغاربة وأن داعش" في حاجة إلى "علماء جدد" من أجل تحقيق تطورات أيديولوجية تتيح عدم خسارة المقاتلين بتفعيل شحن فكري.."""

يا سلام ...

المهمة إذن ببساطة هي إتجاه الخارجين عن القانون بحكم الواقع و بكل وقاحة و أمام الملأ إلى ثلاث دول تُعتبر"إسلامية سنية" نحو ما يعتبرونه الخزان البشري المتهيئ بحكم تربيته و تعليمه الأولي لإقناع البعض منه بالذهاب لمثلث الموت برمودا الشرق أوسطي بين سوريا والعراق إما لتعليم ثقافة القتل و الجزارة أوللقتال بعد التدريب على إستعمال أسلحة الفتك و التدمير تحت وابل صواريخ و رصاص طائرات التحالف و جعل هؤلاء المجندين المغيبة عقولهم بأجسادهم الإلهية الغالية رخيصة هي وما يملكون من شخصية وجنسية تحمل أوراق هوية دول عريقة تاريخيا ومعترف بها دوليا تحت تصرف هؤلاء المخربين ليفعلوا بها ما يشاؤون عند الإنتقال إلى مثلث برمودا في سوريا. و في كل الأحوال ليس هناك أي تأمين أو قانون مكتوب كعقد محدد بالزمان يحافظ على حقوق المجندين للموت المحقق ولو كمرتزقة و يعترف المخربون بمسؤوليتهم فيه سوى وعد شفوي بممارسة أبدية للجنس في الجنة مع حوريات متخيلة لا دليل عقلي أو علمي حديث على وجودها.
إن الواجب على هؤلاء الشباب المستهدفين من طرف الجماعات الإجرامية أن يتذكروا كما يعرفون قبل تدويخهم أن الله يوجد في كل زمان و مكان و يرفضوا أي إغراءات و يوظفوا ذكاءهم لصالحهم و لصالح أسرهم و أوطانهم داخل السلام و فيما يفيد البشرية و المحافظة على حياتهم التي تتماشى مع الإرادة الإلهية فيعيشوا طويلا و يموتوا كرماء أياديهم بيضاء غير ملطخة خطأ بدماء الأبرياء .
إن النظر للمسألة من زاوية التربية والتعليم يجعل هؤلاء المخربين الارهابيين في الحقيقة ضحايا لتربية قويمة إستحقوها لكن لم يتلقوها . و بما أن الكل في شمال إفريقيا والشرق الأوسط و أمريكا متفق ظاهريا على محاربة "الإرهاب" فإذن من هذه الزاوية يحتاج هؤلاء يا إما للمعالجة الطبية أو للرفع من المستوى التعليمي أو هما معا دون أن يعفيهم ذلك من المساءلة القانونية في إطار القوانين الجاري بها العمل خصوصا في شمال إفريقيا .لأنهم فعلا يعتدون دون حق على حريات الآخرين.

المشكلة الأخرى بل المفارقة هي إتفاق شبه تام بين وسائل الإعلام العربية في المنطقة نقلا عن وسائل إعلام غربية غير بريئة طبعا (منها قناة الجزيرة الداعمة للارهاب رغم كونها شرقية) على تسمية الأمور بغير أسمائها وإضفاء شرعية و هي لا تدري أو ربما تدري عمن تصفهم في نفس الوقت ب"الإرهابيين" .فنجد في قاموسها وصف (تنظيم داعش) أو (متشددين) و (تنظيم الدولة) وكأنها تطيب خواطر المجرمين عوض الوصف الحقيقي الذي يجب أن ينسجم مع وصف "إرهابيين" مثل ((الخارجين عن القانون )) أو((عصابة داعش)) أو ((مجرمي داعش)) أو(( قتلة داعش ومخربي داعش)) أو ((تخريب الدولة عوض تنظيم الدولة)) مثلا لإصلاحهم وثنيهم عن أفعالهم المشينة التي تتلف المنشئات و المنجزات و الآثار التاريخية والجسم البشري الآية في التكوين الإلهي العتيد عبر ملايير السنين و التي كشفها العلم الحديث بالحجج والبراهين الدامغة الغائبة عن أذهان المتغطرسين العدوانيين والمخادعين الذين يقطرون حيوانية و غريزة لا توجد حتى بين الحيوانات الضارية التي لا تقتل بني نوعها و المدعاة غصبا أنها تعاليم إلهية تأمر بالقتل في تناقض مع تكوين الحياة على الأرض بإرادة إلهية عظمى.
ولذلك ، فعلى المحررين و الصحفيين والكتاب والمراسلين و المذيعين و وسائل الإعلام المختلفة و الهيئات و المنظمات و الأحزاب وكل من يضطر للكلام عن ظاهرة الإرهاب والتخريب التي فاقت كل الحدود بشكل غير طبيعي هذه الأيام أن يصحح الأوصاف االمنعوتة بها هذه الجماعات الخارجة عن القانون ويسمي الأشياء بأسمائها حتى لا يضخمها أو يضفي شرعية عليها أو يثير الشكوك حول مشاركته بطريقة ما في تغذية الظاهرة و تشجيعه أو الخوف منه. فمتى ما تمكنت وسائل الإرهاب من إرهاب الناس و لا حظت خوفهم فقد وصلت لمبتغاها الدنئ .فالتخريب لا هو مفيد و لا هو مقدس و لا هو شرعي و لا هو إلهي بكل تأكيد .و الدليل العقلي على ذلك وهنا نكرر بالنسبة للمؤمنين ، هو أن واهبة الحياة التي هي القدرة الإلهية العظمى التي شاءت إرادتها العليا أن تجعل بناء الكون وشروط الحياة في الأرض و تكوينها ممكنين بل إستمرارها واقع على الأرض لايجادل فيه إلا جاهل ، لا يمكن أن تتناقض وتأمر بالتخريب أو بوضع حد للحياة .مستحيل. فالتناقض لا يوجد إلا في فكر البشر ذوي النوايا السيئة الذين فبركوه ونسبوه لها.
إن الذين يشجعون الإرهاب اليوم في المنطقة بأي وسيلة كانت معتقدين أنهم سيكونون مستقبلا بمنآى عن نتائجه وأنه لن يصيب إلا الآخرين هم مخطؤون .لأن الذي قد يتواطأ معك ضد حرية الآخرين حتما قد يتواطأ مع الآخرين ضد حريتك..

عاشت الحرية و الكرامة لكل الشعوب .
عاش الإيمان العقلي بالله الذي يتأنى ويتفهم و يؤدي بالناس إلى السلام.
عاشت السيدات حرات و مستقلات كما شاءت القدرة الإلهية العظمى.

رابط الخبر في هسبريس المغربية :
http://www.hespress.com/orbites/253655.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متبرع من أصل مصري يهدد بايدن بورقة الناخبين اليهود


.. 111- Al-Baqarah




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف