الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب: لغة العلوم هل هي فرنسية أم إنجليزية ؟

التهامي صفاح

2015 / 2 / 1
التربية والتعليم والبحث العلمي


من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا
في مقال بتربية بريس يتحدث عن توصية مفترضة في تقريرالمجلس الأعلى للتعليم حول إصلاح هذا الأخير تتعلق بإقتراح إدخال الإنجليزية عوض الفرنسية للمناهج الدراسية قيل أن الإنجليزية هي لغة العلوم حسب مؤيديها من أعضاء المجلس يقول المقال و أن الفرنسية لغة موليير هي لغة البلد الذي له علاقات مع المغرب و "تحتل مكانة متقدمة في المنظومة التعليمية المغربية، وهي نفسها اللغة المعتمدة ضمن أكثر من بلد إفريقي، وبعموم الدول الفرنكوفونية التي اختار المغرب الانفتاح عليها بشكل أكبر ضمن مساعيه الاستراتيجيّة" حسب معارضي الإنجليزية ..هذا يدفع للكثير من التساؤلات ..
قد يتساءل البعض قائلا :لا ندري ما الذي يراد تبريره أو تمريره من خلال هذا القول المتناقض الذي يقول بأن الانجليزية هي لغة العلوم وكأنه ينفي كون الفرنسية هي أيضا لغة العلوم إذا صح وجود هذه التوصية التي تتجاهل كون لغة تدريس العلوم و التقنيات في الجامعات أو المعاهد المغربية هي الفرنسية ؟؟؟ أم تُرى أن هناك إتجاه لمحاولة أخرى لتضييع الوقت وتغريب للعلوم التي كانت تدرس بالفرنسية و أعطت نتائج وأساتذة عظام و خريجين من المتفوقين جدا كانت لهم في المغرب و خارجه بمؤسسات عالمية أفضل سمعة ؟؟ ومعه الحق طبعا .
نعم إن الإنجليزية لغة علوم و كل مشتغل بالبحث العلمي الحديث يعرف أنه لا مناص له من إتقانها في حال كانت المعلومات المبحوث عنها لها مصادر بهذه اللغة فقط .
لا يقال عن الجرار و غيره المصنوع في بلدان أجنبية عند إستعماله أو عند الحديث عنه أننا نستعمل آلة أجنبية .يقال فقط أننا نستعمل الجرار .و الغريب عند الحديث عن اللغات فإنه يقال اللغة الأجنبية الأولى (الفرنسية) واللغة الأجنبية الثانية (عن الإنجليزية والإسبانية) ولا يقال فقط اللغة الفرنسية والإنجليزية و العربية. لأن العربية وفق التاريخ الذي لا يمكن مسحه هي أيضا لغة تم إدخالها لشمال إفريقيا إذا كِلْنا بنفس المكيال .قد يقول قائل: أليس من يتكلمون العربية ويتلعثمون فيها باحثين عن الكلمات ثم يقولون أنها لغة الله و كأنهم هم الله دون خجل أو عن جهل غير منتبهين لهذا الكون الذي يحتوي على مائتي مليار مجرة لا يظهرون حتى بالنسبة لمقاييسه فمابالك بالنسبة للقدرة الإلهية التي خلقته ، هم مخطؤون حتى لا نقول طماعون أو كاذبون أو مسترزقون ؟ أليس من المستحيل على المرء أن يستسيغ إقران إستعمال "لغة الله" كما يدعون مع ما يلاحظ من تخلف و تعاسة على الوجوه في واقع هؤلاء ؟أليست هذه لغة من فبركها فحسب؟
أليست اللغة هي في النهاية آلة فحسب ؟ و عند تعلمها أ لا تصبح مِلكا لنا ؟ فلماذا نحبذ الحرث بالجرار المتطور لرفع مردود الإنتاج و إقتصاد الوقت و نتخلى عن الحرث بالزوج من الحيوانات و لا نكيل بنفس المكيال عند الحديث عن تدريس العلوم والتقنيات رغم كون نتائج التخلي عن الفرنسية في العلوم ظهرت واضحة جلية من خلال إنخفاض المستوى التعليمي في هذه المواد و غيرها بشكل لا يمكن إنكاره ؟؟
أم ترى أن النجاح المقصود من طرف غيرنا الذين إقترحوا تغيير لغة العلوم في الماضي ليس هو النجاح المقصود في الإطار العام ؟ أي أن النجاح الذي قصدوه في الحقيقة هو النجاح في إفشال تعليم العلوم و الفكر العلمي و ليس في تكوين الأدمغة علميا؟ أليست نتائج التخلف في هذا المجال هي ما نراه من إتجاه ضد هياكل الدولة والإدارة و المجتمع بالإقبال على الكتب الصفراء للفكر الديني المتخلف تاريخيا عن الفكر العلمي و التي أصبحت مقدسة للأسف سالبة للحرية الفكرية و محولة الناس لعبيد جاهلين وحيوانات ضارية يريدون الإمارة ولو على الحجارة ودمارالأوطان مثل ما نرى في غزة و سوريا و العراق تُغني خزان العدوانية و الإرهاب البشري عوض فكر الحقائق و النورالمؤدي للسلام الذي هو الفكر العلمي ؟
أليس العقل هو معجزة مرئية و هبة لنا من القدرة الإلهية العظمى و دليل على وجودها أي أن تكوينه في الإنسان تم بمشيئة هذه القدرة العظمى في الزمن المحدد ؟أليس الفكر العلمي هونتاج هذا العقل. . ويُستنتج منه ببساطة أن الفكر العلمي هبة إلهية لنا يجب أن تدفع بنا للفرح بهذه الهدية و إستغلالها و شكر القدرة الإلهية عليها كل يوم؟؟ أليس خلق الحياة و إستمرارها هي مشيئة إلهية عظمى أيضا.؟
أليس نشر أي تعليم أو مواد تشوش على هذا الفكر العلمي و العقلاني أو تدعو لوضع حد للحياة هو نهج ضد هذه المشيئة الإلهية العظمى و مصيره الفشل مهما طال ، لأن حضور هذه القدرة كما بين لنا الفكر العلمي يعمل في الكون من خلال قوانين طبيعية مضبوطة مفتوحة على كل الإحتمالات لا يمكن لأي كان أن يعصاها و يعجز المرء ولو بقي حتى صباح السبت القادم عن تعدادها ؟
هل سيكون هناك أي إصلاح لأحوال الإنسان أو تقدم أو نهضة أو أي إنجازات في أي منطقة من العالم طالما يتم تجاهل هذه الحقائق المؤسسة على الفكر الواضح المضبوط بالشروط الكثيرة و الذي هو ملك للإنسانية جمعاء أي الفكر العلمي العقلاني الذي لا يتخندق في لباس الطائفية أوالعنصرية أو الإنغلاق على الذات أو الولاء لغير القدرة الإلهية العظمى في السلوك والعمل مع الإعتراف بحقيقة الإنسان المادية دون السقوط في تأليهه الباطل علميا الذي يجعل البعض لجهله يمشي في الأرض مصلبا رقبته و كأنه مركز الكون ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طائرات بوينغ: لماذا هذه السلسلة من الحوادث؟ • فرانس 24 / FRA


.. رفح.. موجات نزوح جديدة وتحذيرات من توقف المساعدات | #غرفة_ال




.. جدل الرصيف الأميركي العائم في غزة | #غرفة_الأخبار


.. طلاب فرنسيون يطالبون بالإفراج عن زميلهم الذي اعتقلته الشرطة




.. كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية