الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة إحترام المقدّسات، وخاصّة الإسلاميّة منها، في ضوء المنطق والعقل

مالك بارودي

2015 / 2 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خرافة إحترام المقدّسات، وخاصّة الإسلاميّة منها، في ضوء المنطق والعقل

يقول لك المسلم: إحترم ديني ومقدّساتي، ويذهب بعض المعاتيه إلى درجة المطالبة بسنّ قانون يمنع ويجرّم إزدراء المقدّسات... ولكن لا أحد يكلّف نفسه حتّى عناء التّفكير في ما يقوله بإستعمال الحدّ الأدنى من المنطق. فكم عدد الأديان الموجودة على الأرض اليوم؟ عددٌ مهولٌ، أليس كذلك؟ ولكلّ ديانة مقدّساتها. فإذا تمّ سنّ هذا القانون المجنون، سنجد أنفسنا أمام قائمة طويلة وعريضة لمقدّسات لا يجب المساس بها، بداية من البقر التي يقدّسها الهندوس، وصولا إلى الكائنات الفضائيّة التي يقدّسها أتباع الدّيانة الرّائيليّة حديثة العهد. فهل من المنطق أن نحترم كلّ تلك المقدّسات؟ وماذا بقي لنا إن نحن طرحنا من حديثنا ومقالاتنا ومن نكاتنا كلّ ما ورد في تلك القائمة، التي ستبقى مفتوحة، بطبيعة الحال، لأنّ هناك إلى اليوم أديان جديدة تُخترعُ هنا وهناك في أرجاء العالم؟ لا شيء. ولنأخذ مثالا بسيطا: إذا أراد المسلم أن يحترم الآخرون مقدّساته، فالأولى أن يحترم هو مقدّسات الآخرين لكي يعامله الآخرون بالمثل. فلماذا لا يحترم المسلم مقدّسات الهندوس ويمتنع عن ذبح وإستهلاك لحم البقر؟ وهل إذا إخترع أحدهم دينا جديدا يقدّس الجراثيم والفيروسات، هل يجب التّوقّف عن صناعة الأدوية والعقاقير لعدم إيذاء مشاعر أتباع تلك الدّيانة الجديدة؟
بطبيعة الحال، كلّ إنسان لبيب يعرف أنّ إعتراف المسلمين بالدّيانات الأخرى مجرّد خرافة وتعلّة واهية لا أساس لها لا في كتبهم ولا في أقوالهم ولا حتّى في تصرّفاتهم ومعاملاتهم. وإدّعاؤهم بإحترام كلّ الأديان والأنبياء والرّسل خرافة بما أنّ قرآنهم يقول أنّ الدّين عند الله الإسلام وأنّ من يتبع دينا آخر غير الإسلام فلن يُقبل منه، أي أنّ كلّ الأديان الأخرى باطلة وكاذبة أو محرّفة. وحتّى اليهوديّة والمسيحيّة، الذين يدّعي الإسلام الإتيان كتتمّة لهما، يزدريهما القرآن وتُسفّههما الأحاديث ويعتقد المسلمون أنّ كتبهما محرّفة باطلة. فماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنّ المسلم حين يتحدّث عن إحترام مقدّسات الأديان، هو لا يقصد إلاّ دينه هو، أي الإسلام. فبأيّ منطق يجب على الآخرين إحترام الإسلام فقط، من بين آلاف الأديان الموجودة اليوم في العالم؟ لأنّ القرآن يقول أنّ الدّين عند الله الإسلام؟ المسيحيّون أيضا يعتقدون أنّ الدّين عند الله هو المسيحيّة، وبالتّالي فهُم يسفّهون الإسلام بعدم إيمانهم بخرافاته. واليهود أيضا لهم نفس الإعتقاد، وهم بذلك يسفّهون المسيحيّة والإسلام معًا. والهندوس والبوذيّون لا يشذّون عن هذه القاعدة. وحتّى من يعبدُ الأوثان والأصنام سيقول لك أنّ دينهُ هو الأصحُّ وكلّ الأديان الباقية خرافات وأكاذيب. فكلٌّ بدينه راضٍ ويعتقد أنّ ربّهُ هو الوحيد الحقيقي والأحقّ بالعبادة والتّقديس وأنّ مقدّساته هي الأحقُّ بالإحترام. فما الذي يجعل العالم كلّهُ يحترمُ مقدّسات المسلمين دون غيرهم؟
أين المنطقُ في إدّعائهم أيّها المغيّبون؟ هل من جوابٍ عقلانيّ ومنطقيّ مقنعٍ لهذه الأسئلة؟

----------------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar4.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام يهين كل من يخالفه
محسن المالكي ( 2015 / 2 / 1 - 18:23 )
كيف يطالب المسلم بأحترام مقدساته وعدم المساس بها وهو يصف من يخالفه في الدين بالنجس (انما المشركون نجس ) تحياتي لحضرتك


2 - العقل و احترام المقدس
مهند حسن ( 2015 / 2 / 2 - 00:39 )
بالطبع يا استاذ مالك لا يوجد اى عقل او منطق و لكن الامر له سبب اخر, فعندما تضع حدود و قيود على العقل بحجة المقدس,تضع رهبة وخوف من الاقتراب منه لانه الحق الذى لا مناس منه, فاحترام المقدس لم تاتى الا لاضفاء رهبة و تخوف على انحطاط و ضعف النص و سهولة نقده بالعقل لذلك وجب بناء كل السدود و الحصون لمنع العقل من الوصول بحجة القداسة و الاسخف بحجة قصور العقل
المقدس ما هو الا تعبير عن هشاشة فكر لا اكثر


3 - كيف يمكن إقناع المسلم باحترام الآخرين؟
منير سراج ( 2015 / 2 / 2 - 18:03 )
والقرآن يقول ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه؟

اخر الافلام

.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس


.. قوات الاحتلال تمنع الشبان من الدخول إلى المسجد الأقصى لأداء




.. صرخة آشور بانيبال ..هل هي نبؤة؟


.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: أي دور للقوميين المسيحيين؟




.. 71-Al-Aanaam