الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آية الرجم التي أكلها العنز ؟!

الطيب آيت حمودة

2015 / 2 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


°°ونحن في زمن الطفرة الرقمية ، زمن الرأي والراي الآخر ، زمن الشيء ونقيضه ، زمن الإستدلال بالشواهد الحية ، زمن التداخل فيما بين العقل والنقل ، شاهدت في اليوتوب تنفيذ حكم الرجم على زانية ، فآلمني ذلك المشهد المرعب ، وقلت في نفسي هذا قضاء من الله وحكم منه يجب المثول له ، فالله أدرى بمصالحنا أكثر منا ، وهو أعلم العالمين .

°°عدت إلى كتاب الله سبحانه وتعالى ( القرآن ) الذي هو كلامه المنزل وحيا على نبيه الكريم صلوات الله عليه ، وقرأت فيه (حد الزنا) كما أراده الله في قوله تعالى في الآية الثانية من سورة النور :
[ الزانية والزاني فاجلدُوا كل واحد منهما مئة جلدة ، ولا تأخذكم به رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ، وليشهد عذابهما طائفة ٌ من المؤمنين ]
هذه الآية القرآنية واضحة لا إبهام فيها، فهي من الآيات المحكمة ، والقرآن هو الأساس في أي تشريع في ديننا ، والآية تنص في مجملها على ثلاثة أمور واضحة .

‫-;-***‬-;- عقوبة الزنا تسلط على مقترفيها ذكرا وأنثى، وليس على الأنثى فقط ، والعقوبة محددة ب 100 جلدة .
‫-;-***‬-;- يُقام الحد ولو هو من القسوة والشدة دون تدخل للعواطف والرأفة لأن الأمر دين يجب الإلتزام بحدوده وأحكامه .
‫-;-***‬-;- يحضر إقامة الحد والعذاب جماعة من المسلمين بهدف ردع الناس من اقتراف هذا المحرم الذي سيؤدي بجلدهم إذا اقترفوا هذه الفاحشة ، فينتشر الوعي بين الناس بمخاطر الزنا على الفرد والمجتمع .

***فاستغربت الأمر كيف وأن الله في كتابه العزيز أمرنا بتطبيق حد الزنا بالجلد 100جلدة ، ونحن نقيم الحد رجما بالحجارة ؟

بحثت بشيء من السرعة بفضل ما أتاحه لنا ( قوقل العظيم) فاكتشفت أن هناك مرويات تراثية ألغت حكم الجلد وحولته إلى رجم ، فقالوا بجلد البكر و رجم الثيب ، أي أن المريات الحديثية ثبتت حكم الجلد على العازب والعازبة بالجلد ، أما المحصن الثيب فجزاؤه الرجم حتى الموت ؟

**السنة التي تبطل الحكم الرباني القرآني ؟

انتقال المسلمين من تطبيق حد (الجلد) إلى حد (الرجم) كان بناء على أحاديث وردت في الصحاح منها ما يأتي :

‫-;-1) ‬-;- خُذوا عني . خُذوا عني . قد جَعَل الله لهنّ سبيلا . البكْر بالبِكْر جَلْدُ مائة ونَفْيُ سَنَة والثّيّبُ بالثّيّبِ ، جَلْدُ مائة والرّجْم
الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1690
خلاصة حكم المحدث: صحيح

‫-;-2)في صحيح البخاري حديث طويل اقتطفت منه موضع الشاهد فقط ( …عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال . ‬-;-: إن الله بعث محمدا صلَّى اللهُ عليهوسلَّم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم، فقرأناها وعقُلْناها ووعيناها، رجم رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : واللهما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حق على منزنى إذا أحصن من الرجال والنساء،‫-;-……) ‬-;-



3) الآية ( آية الرجم ) التي أشار إليها صحيح البخاري ولم يوضحها ، بحثت عنها فوجدتها عند الألباني رحمه الله إستنادا إلى صحيح ابن ماجة :

- قالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ : لقد خَشيتُ أن يطولَ بالنَّاسِ زمانٌ حتَّى يقولَ قائلٌ : ما أجدُ الرَّجمَ فيكتابِ اللَّهِ ، فيضلُّوا بتركِ فريضةٍ من فَرائضِ اللَّهِ ، ألا وإنَّ الرَّجمَ حقٌّ ، إذا أُحْصِنَ الرَّجلُ وقامتِ البيِّنةُ ، أو كانَ حَملٌ أوِ اعترافٌ ، وقد قرأتُها ‫-;-(‬-;-الشَّيخُ والشَّيخةُ إذا زَنَيا فارجُموهما البتَّةَ ‫-;-)‬-;-رجمَ رسولُاللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ورجَمنا بَعدَهُ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2083
خلاصة حكم المحدث: صحيح


°°العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- يشرح كتاب «زاد المستنقع» في الفقه الحنبلي –كتاب الحدود منه- وتكلم فضيلته عن الرجم في حق الزاني المحصن وذكر حفظه الله أن هذا الحكم ثابت بالسنة لفظًا وحكمًا، وأنه ثابت بالقرآن حكمًا وأن لفظه منسوخ، وذكر رحمه الله ما تناقله الفقهاء والمفسرون من أن الآية المنسوخة في الرجم هي: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم.‫-;-)‬-;-

النتيجة : أن الآية التي ذكرتها الأحديث هي ‫-;-(‬-;-الشَّيخُ والشَّيخةُ إذا زَنَيا فارجُموهما البتَّةَ ‫-;-)‬-;-، هي آية موجودة في القرآن لكنها أختفت ( نسخ رسمها ) ولكن ……بقي حكمها ؟

كيف اختفت الآية أو اتلفت ؟ من دفتي المصحف الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ، والذي قال عنه عز وجل عنه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )؟؟
فخبر اتلاف تلك الآية ( الشيخ والشيخة…. ) وجدته في حديث رواه العديد من المحدثين نصه :

°°حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف ثنا عبد الأعلى عن ‫-;-(‬-;-محمد بن إسحاق‫-;-)‬-;- عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت ‫-;-:‬-;-
لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها[ الداجن من الحيوانات الأليفة التي تعيش مع الإنسان ، خروف ، قط ، عنزة ، بقرة ....]
ابن ماجة ،1944 ، وأخرجه كذاك أحمد (6/269) وأبو يعلى في المسند(4587) والطبراني في الأوسط (8/12) وغيرهم من طريق محمد بن إسحاق قال حدثني عبدالله بن أبي بكر بن حزم عن عمرة بنت عبدالرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم به.

°°°من خلال ما تقدم بتضح أن بحر الحديث بحر غائص يصعب ُ فهم مراميه وأبعاده ، غير أن الغاية الجلية تظهر في محاولة تغليب المرويات على القرآن ، لتصبح السنة قاضية على الكتاب ، وهو ما يعني إنقلابا في قيم الإسلام الذي يجعل القرآن العظيم الذي هو الأساس في كل تشريع مقضيا عليه بالسنة ، والحقيقة هي أن السنة (الصحيحة ) تأتي في المرتبة الثانية بعد القرآن ، فإما أن تسايره أو توضحه لا أن تلغي أحكامه .

°°°فالمرويات أمثال (الآية التي أكلها الداجن) يجب أن تمحى من قاموسنا التداولي لأنها مسيئة لديننا بالجملة ، فهي تشكك المؤمن في القرآن الكريم ، وتجعله يتصور أن المتلف من القرآن كثير وكثير ، فإن كانت السنة العملية متواترة بالعمل وصحيحة ، فإن السنة القولية فيها الكثير من ( القيل والقال ) وأصبح كثيرها معطلٌ للقرآن في أحكامه ، وتنافسه بشدة حتى قيل أنها قاضية على القرآن .

***دحض شبهة الآية التي نسخ رسمها وبقي حكمها .

ـــ يقول المدحدثون بأن (آية الرجم) اختفى نسخها وبقي حكمها ، اي بمعني أن تلك الآية اختفت من النص القرآني ، لكن حكمها باق ، لأن الأحاديث شرَّعتها ، فهذا الكلام لا يقبله عاقل البتة ، لأنه لا يمكننا أن نصدق أحاديث الآحاد الظنية ، ونكذب القرآن الثابت الذي قال فيه عز وجل (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .)).
ــــ فلو كان الرجمُ حدا للزنى ، لوردت صريحة في القرآن ، وحين نقرأ في آية اللعان نجد (ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين) ويدرأ عنها العذاب معناه يخففه ، والقتل بالرجم لا تخفيف فيه ، والرجم لا يُضاعف العقوبة بدليل قوله تعالى في سورة الأحزاب [ يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ] الأحزاب 30. والرجم لا تضعيف فيه ـ وإنما قتلة واحدة وانتهى الأمر .

يبدوا وأن التراث الإسلامي مثقل بالإسرائليات التي تدخلت لضرب مقوماته خاصة القرآن الكريم ، فالرجم موجود في البهودية والمسيحية وانتقل إلى فكر الإسلام، وهناك إشارات دالة كما في حديث إن اليهود جاءوا إلى رسول الله فذكروا له أن امرأة منهم ورجلا زنيا .

تحياتي لكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا


.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو




.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط