الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة من هولندا

سامى غطاس

2015 / 2 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فى إندونيسيا وفى نهاية التسعينات حٌكم على مواطِن هولندى بالإعدام بتٌهمة تهريب المٌخدرات وذلك بناء على صرامة القانون الإندونيسى لحماية الشباب هناك من الوقوع فى براثن الإدمان .. الى هنا و القصة تبدو عادية تماماً وليس بها ما يستدع الكتابة عنها. المٌثير للدهشة هنا هو رد فعل الحكومة الهولندية حيث أقامت الدنيا و لم تقعدها فى سبيل إنقاذ أحد مواطنيها من حبل المشنقة بدأً بالجهود الجبارة من طرف السفارة الهولندية مروراً بزيارات أعضاء الحٌجرة الثانية-البرلمان - وتدخٌل مٌعظم وزراء الحكومة و فى النهاية وعندما فشلت كل المِحاولات وصل الأمر الى تدخٌل الملكة Beatrix شخصياَ فى محاولة أخيرة منها للحصول على العفو لأحد مواطِنيها حتى وإن كان مٌهرب مخدرات. كان ذلك رد فِعل المملكة الهولندية المثير للدهشة اما عن رد فعل الحكومة الأندونيسة فهو الجدير هنا تدوينه بكٌل الإحترم والتبجيل حيث رفضت تماماً كل الوساطات السابق الإشارة اليها و كان ردها صارم بأن على هولندا إحترام قوانينها وقضاءها وفعلاَ تم تنفيذ حٌكم الإعدام فى المواطن الهولندى Van Dam بدون أي تأجيل.
القصة ذاتها وبكل تفاصيلها تكررت منذ اسابيع قليلة مع مواطن هولندى أخر من أصل إندونيسى وأنتهت أيضاً بنفس النهاية ....

موقف الحكومتين الهولندية و الأندونيسة سوياَ يدعونا أن نٌكِل لهما كل الإحترام و التقدير. الأولى فى دفاعها المٌستميت عن مواطنيها خارج الحدود مهما كان الجٌرم والأخرى فى عدم الرضوخ للضغوط أو المٌساومات والإصرار على تنفيذ حٌكم القضاء .

وإذا علمت عزيزى القارئ إن إندونيسيا هى مٌستعمرة هولندية سابقة ومن أكبر الجاليات الأجنبية التى تعيش هنا بهولندا منذ الحِقبة الإستعمارية هى من Molukken - طائفة أندونيسية - ومازلت ترتبط معها بعلاقات ممتازة ومصالح إقتصادية كبيرة بالتأكيد سيزيد إحترامك لهذه الدولة .

وإذا علمت أيضاً إن الحكومة الهولندية و بعد تنفيذ حكمي الإعدام بحق مواطنيها أعلنت إنها بذلت كل ما تستطيع لإيقاف التنفيذ إلا إنها تحترم تماماً قوانين وقضاء الدول الأخرى .

هل علمتم الأن لماذا تركنا نحن بلادنا الحبيبة مصر و أتينا لنسكن تلك الدِول ؟
هل نحلم يوماً بأن تكون حكومتنا المصرية حكومة مواقف على غرار تلك المواقف الصادرة عن الحكومتين الهولندية و الإندونيسة ؟
هل نطمع بتنفيذ أحكام القضاء الصادرة بحق الإرهابيين القتلة فى مذابح رفح الاولى و الثانية و كرداسة مهما كان العدد ؟
هل نطمع فى تنفيذ القانون و احكام القضاء بكٌل صرامة وعدم الرضوخ لأي ضغوط داخلية كنت أم خارجية ؟

أحلام و أطماع أتمنى أن يأتى اليوم التى أراها واقع نعيشه و تتعدى مجرد الأحلام .

دمتم بخير - هولاندا -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ