الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دم الاله (3_2)

محمد علي خليل

2015 / 2 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان الغرب الاسيوي من بحر ايجه الى بلاد ما بين النهرين يموج بالعديد من الالهه و كانت بين هذه الالهه اوجه شبه لا تحصى و كان اهمها اتيس في بلاد ما بين النهرين و ادونيس في الشام و بعل في فينقيا ثم تموز و مردوك و تموز و مردوك في بابل
إن شخصية الإله القتيل تكاد تكون الرمز المشترك بين شعوب الشرق القديم، والتي انتقلت فيما بعد لتحل في وجدان شعوب أخرى كاليونان وقبرص وكريت وصقلية وغيرها. فيما تشكل شخصية المرأة زوجة وحبيبة. البعد الأنثوي للفاجعة المتجددة. فالأنثى في الأسطورة هي التي تسعى على إعادة حبيبها إلى الأرض إن شخصية الإله القتيل تكاد تكون الرمز المشترك بين شعوب الشرق القديم . ويرى جيمس فريزر في كتابه الشهير "الغصن الذهبي" بأن موجة من التأثير الشرقي حملت الاحتفال التموزي منذ أقدم الأزمنة واندمج بعضها ببعض بضغط من الحضارة
كانت الحلقه الماضيه عن الاله (ادونيس _تموز) وميثولوجيا مقتله و عودته و نستعرض في هذه المره كيف امتزجت هذه الاسطوره في ميثولوجيا أخرى و هو الاله بعل
, بعل ابن الإله داجون " دجن "، و أصبحت عشتار اسمها عناة. و هنا لا يتوقف الخصب على عناة فقط بل هو اتحاد بين إله المطر بعل و إلهة الخصب و الحب عناة. و هذا ليس بالمستغرب حيث أن الزراعة السورية تعتمد على الامطار أكثر مما كانت تعتمد عليه زراعة حوض الرافدين التي تسقى من دجلة و الفرات. في أسطورة بعل و عناة الاوغاريتية, يقوم بعل بالرضوخ للموت إله العالم الأسفل الجبارالذي كان لا بد من مواجهته لأنه يهدد الإنسان ويفسد النظام البعلي وينزل بعل عند رغبته فيسلم نفسه له مضحيا بذاته
خاف بعل من الإله موت وقال له
تحية لك ياموت، عبدك أنا سأكون
وبينما هو يستعد للرحلة، تأتيه تعليمات جديدة من موت:
عليك أن تأخذ معك غيومك ورياحك وعواصفك وأمطارك وتأخذ بدرية ابنة النور وطيلة ابنة المطر فارفع الجبل على يديك والتل على راحيتك واهبط الى أقاصي الارض العميقة حتى تصبح مع من غادر هذه الارض
نقل الرسل خبر موت بعل الى أبيه كبير الالهه
جئنا الى بعل فإذا هوساقط على الارض مات بعل العلي، هلك الامير سيد الارض

فقام الاب كبير الالهه ثم تهاوى واقعاً على الارض ورش التراب على رأسه، ومرغ نفسه بالأديم ورفع صوته وصاح
بعل مات ماذا سيحصل بالبشر
وعندما تراه عناة يصرخ و ينوح تعرف أن بعلها قد قضة نحبه ، وهي تعرف بأن زوجة إيل عشيرة سوف تفرح لموت بعل، لأن ذلك سوف يعطيها فرصة لتنصيب احد اولادها مكانه:
فلتفرح عشيرة ولتبتهج مع ابنائها لأن بعل العلي قدقضى لأن سيد الارض قد هلك
فتقوم عناة وتبحث عن بعل بكل أسى و تجد جثته في الحقول، وهي
فرفعته على كتفها
و صعدت به أعالي جبل صفون " الأقرع "
و هناك بكت عليه و قامت بدفنه
و لكن أساها يتفاقم و تتحدى الإله موت و تطلب منه أن يعيد لها بعل و لكنه يرفض فتقرر مواجهته:
لقد أمسكت بالإله موت
بالسيف تقطعه
و بالمذراة تذريه
و بالنار تشويه
و بعد اختفاء الاله موت يعود بعل للحياه ويقتص من باقي أعدائه، و يلتقي بعل مع عناه و يمارسان الحب الالف المرات فكان لقاء الاله بعل اله المطر و عناه الهة الخصب بداية لخصوبة الارض
و لكن الحب لا يدوم، إذ بعد سبع سنوات يعود الإله موت لمصارعة الإله بعل. فأسطورة بعل ليست تراجيديا سنوية كما يحدث مع أدونيس و عشتار، إنما هي سنين خصب تليها سنين قحط، كما هو مناخ بعض المناطق .
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت


.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا




.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية