الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن المسلمون همج وسنبقى همج .

صالح حمّاية

2015 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حين نرى ردة الفعل المنددة من قبل عموم المسلمين على الجريمة النكراء بحق الطيارة الأردني معاذ الكساسنة ، قد يخيّل لنا للوهلة أن هناك صحوة ضمير قد اجتاحت العالم الإسلامي ، وانه لربما تكون هذه بداية صحوة إنسانية داخل المسلمين تنقدهم من الهمجية التي أوغلت فيهم ، فهذا الاستنكار منهم لجريمة يقوم بها إسلامي أمر جديد على المسلمين ؛ لكن الحقيقة أن الأمر وعلى الرغم مما يبدو فهو خلاف هذا ، فالإدانة التي قام بها المسلمون للجريمة لا تستند إلى أي وازع أخلاقي أو قيم إنسانية تدين العنف من حيث هو العنف لنقول أنهم تغيروا ، بل الأمر هو مجرد دفاع أخر عن الإسلام و نصوصه بدون أي شعور بأي تعاطف أو تضامن ، و للتدليل على هذا فيكفي مثلا أن نرى موقف الأزهر المدين لهذه الجريمة ، فالأزهر وكما نعلم قد اصدر سريعا بيانا يندد فيه بهذه الجريمة ، وقد رفض أي شكل من أشكالها ( وهو ما يوحي طبعا أن الأزهر له ضمير يحركه لرفض الإجرام ) لكن الحقيقة أننا وحين نعود لبيان الأزهر فنحن نجده لا يمت للإنسانية بصلة ، فالأزهر وفيما راح يدين الجريمة بحق الإنسانية والتمثيل بالنفس البشرية ، فنحن نجده قد راح يدعوا لجلد وصلب وتقطيع أوصال الداعشيين ، وطبعا واضح من هذا التصرف أن الأزهر لا ينطلق في إدانته للجريمة من منطلق إنساني ، فلو كان المنطلق في الإدانة إنساني لكان الأزهر طالب بردع داعش بطريقة لا تنتهك حقوق الإنسان (الإنسان حتى لو كان مجرم ) لكن و لأن الأزهر انطلق من منطلق لاهوتي صرف أساسه "رفض الحرق لأنه ليس من الإسلام كما يرى ، لا لأنه جريمة "، لهذا فهو أدان الجريمة ورفضها ، لكن ليس لأنه تألم أو تعاطف (طبعا هناك فقهاء يشذون عن هذا لكنه عموما الراي الغالب ) ومن هنا نرى إذن أن المسلمين وحين اجمعوا على إدانة الإجرام بحق الطيار الأردني فهذا ليس لان لديهم صحوة ضمير أو لأنهم إنسانيون ، بل الأمر كله أن الجريمة التي حدثت قد خالفت تعاليم الإسلام ، وطبعا وبما أنهم قوم حريصون على تطبيق الاستلام فقد شجبوا الجريمة ونددوا بها ، ولنؤكد على هذا الكلام أكثر فيمكن الرجوع لحوادث القتل التي جرت سابقا من قبل داعش وكانت على الطريقة الإسلامية ، فكما نعلم جرائم داعش لا تتوقف من صلب ورجم و ذبح و استعباد ، لكن نحن لم نرى واحد من المسلمين استنكر أو رفض ، وهو ما يؤكد لنا حقيقة أن المسلم حين يرفض شيئا إجراميا فالقضية هي فقط مسألة رفضه لتناقضه مع عقيدته الإجرامية ، وليس أنه بات إنسان ، وهكذا إذن فالقضية باختصار هي قضية اعتراض على طريقة الهمجية التي مارستها داعش .. لا على الهمجية ذاتها ؛ و منه فالقول أن حالة التنديد من المسلمين هي حالة صحوة ضمير هي كلام باطل ولا أصل ، فالمسلمون قوم همج وسيبقون همج ، و هم لن يتغيروا ويدخلوا نادي الحضارة ونادي الإنسانية إلا حين نراهم يتبرؤون من عقائدهم الإجرامية ، فمتى ما رأينا الأزهر أو المسلمين بالعموم يقولون أن لا مقدس غير الإنسان فحينها يمكن الحديث عن تحضر المسلمين ، أما و الحال اليوم أن الإنسان هو الرخيص أمام النصوص الإجرامية المقدسة فلا كلام ولا أمل في تحضر المسلمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأزهر في ورطة
john habil ( 2015 / 2 / 5 - 19:25 )
السيد صالح حمٌاية
كالعادة ومثل كل مرة ينبري الأزهر و تابعيه من عباقرة الفقة الإسلامي للدفاع عن النص المقدس والسنة والبخاري
للتنصل من (( اعمال وأفعال وجرائم داعش التي تستند على دلائل من الشرع )) كما يقول الصحفي ابراهيم عيسى، وكما جاء في بيان جبهة النصرى عندما قتلت طاقم الإخبارية السوري وعللت فعلها شرعاً ( تشبهاً ) بالرسول حين قال في فتح مكة (( اقتلوهم ولو تعلقوا بستائر الكعبة
وأخترتُ نصاً من رد الأزهر على الصحفي المصري عيسى
من الجهابذة عمداء وفقهاء
الإسلام وضع نظمًا وقوانين تحمي الأسير، ووصى رسول الله أصحابه بحُسن معاملتهم فقال: -اسْتَوْصُوا بِالأَسْرَى خَيْرًا-، ولما رأى النبي يهود بني قُرَيظة موقوفين في العراء في ظهيرة يوم قائظ، فقال مخاطِبًا المسلمين المكلَّفين بحراستهم: -لاَ تَجْمَعُوا عَلَيْهِمْ حَرَّ الشَّمْسِ وَحَرَّ السّلاَحِ، وَقَيِّلُوهُمْ وَاسْقُوهُمْ حَتَّى يَبْرُدُوا-، كما نهى عن تعذيبهم وامتهانهم
با للرحمة يا أزاهر .. برٌدوهم .. ثم اقتلوهم ... واحفروا خندقاً واطمروهم .. 900 رأس . براد أرضي جماعي .. وهذا حديث .. لكن أين سوف تهربون من نص الآية (( ما كان لرسول من أسرى)) ؟


2 - داعش الوهابية
عبد الحليم ( 2015 / 2 / 5 - 20:38 )
داعش لا تمثل الإسلام - هناك أحاديث كثيرة صحيحة على عدم الحرق بالنار سواء الإنسان او الحيوان.


3 - تحية
عماد ضو ( 2015 / 2 / 5 - 22:40 )
احييك على الصراحة والصدق في زمن المنافقين


4 - إلى عبد الحليم
أنيس عموري ( 2015 / 2 / 5 - 23:02 )
سيد عبد الحليم، وهل هؤلاء أيضا لا يمثلون الإسلام؟
https://www.youtube.com/watch?v=lqF8qCH9Bm8&feature=youtu.be
تحياتي


5 - للاخ المعلق تحت اسم عبد الحليم رقم 2
Jugurtha bedjaoui ( 2015 / 2 / 5 - 23:07 )
بعد التحية والادن من اخي صالح اقول للاخ المعلق تحت اسم عبد الحليم رقم 2 اقرأ مقال الدكتور احمد منصور الموجود على صفحة الحوار المتمدن حتى تعلم مالاتعلم عن الحرق في الاسلام تحياتي لكل المعلقين الشرفاء


6 - همج وسنبقى همج
مريم رمضان ( 2015 / 2 / 6 - 05:50 )
رغم أن قلوبنا تنزف دماً على هذه الجريمه البشعه التي لا يقدر إنسان طبيعي أن يستوعب هذا الإجرام . لولا أن هذا القتل والحرق مقدس في كتبهم الإسلاميه لما فعلوها.ومن ناحية ضجيج المسلمين لو كان الطيار غير مسلم لما قامت هذه الضجه. لماذا الأمه الإسلاميه لم تخرج الى الشارع وتهدد وتتوعد داعش في مظاهراتهم اللأخلاقيه من قتل وذبح وحرق المساجد التي تفرخ الداعشيين.


7 - المنطق البربري للعصر الحديث
علاء الصفار ( 2015 / 2 / 6 - 19:25 )
تحيا السيد الكاتب المحترم
ندين الارهاب الديني و السياسي, ان سمة العصر هي العنف والحروب البربرية.فيجب التميز بين مرتكبي الجرائم من قادة ومفتي,ودين البشر العادي, لم نسمع بالعنف من اجدادنا بل كانوا بشر لا يقتل حيوان خوفا من الله, لكن حين ارتبط الدين بالسياسة بعد انحسار الاحزاب اليسارية و الشيوعية سيطرة السعودية و قطر لتثقف البشر بالدين الارهابي ولها خزين من تجارب القتل في افغانستان الشيوعية.كانت القاعدة مدعومة من امريكا,فكان شهداء القاعدة تحملها الطائرات الامريكية الى السعودية وعندما انتصر بن لادن احتفلت امريكا والسعودية واستقبل الغرب بن لادن كفاتح لبلاد الشيوعية ,إذ جعلها ترجع للخرافة, لو يحاول البعض تصفح المجلات ليرى شكل الحياة قبل بن لادن في افغانستان,رغم انهم مسلمين.المرتزقة دائما يحتاجون الى افكار اما قومية او عنصرية ام دينية, فالهاجانا كانوا ايضا متتعصبين وقتلة تحت مضلة الدين اليهو دي فلا يعني اليهو دي همجي فهناك من يدين قتل العرب المسلمين, رغم ان الدين اليهودي قريب على الاسلامي في نصوص العنف.اي ان امريكا انتجت داعش و بلسان كلنتون.العلمانية تحترم حق البشر في الدين.وليس اهانة البشر!ن