الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتقائية الإسلام وانفصام المسلمين

صلاح يوسف

2015 / 2 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيراً ما انتقد محمد في قرآنه اليهود، آخذاً عليهم أنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون بالبعض الآخر، فماذا عن المسلمين ؟ هل يؤمنون بكل ما جاء القرآن وسنة محمد ؟؟!

لو سألنا المسلمين العاديين غير المتعمقين بالدين، هل الإسلام يحرم العبودية، فسوف يجيبونك بنعم، بدليل الآية ( فك رقبة )، وأنه جعل كفارة الذنوب تحرير العبيد والجواري تمهيداً لتحريرهم من العبودية، ولئن سألتهم عن 15 آية تشرع ملك اليمين لما فهموا أن ملك اليمين تعني الجواري والإماء والعبيد، أي أن المسلمين عملياً وبصورة عامة يؤمنون بأن الإسلام قد حرم العبودية، بينما القرآن يجيز ملك اليمين بصراحة تامة وبنصوص قطعية الدلالة في 15 آية ! هنا نتساءل: ألا يؤمن المسلمون ببعض ما جاء في الكتاب ويكفرون بالبعض الآخر ؟؟!

كذلك يؤمن المسلمون بالآية ( وما فرطنا بالكتاب من شيء ) فيما تضج رفوف الجامعات الإسلامية بكتب الفرنجة الكفار من فيزياء وكيمياء وطب وهندسة ورياضيات وأحياء وطب، فإذا كانوا يؤمنون بالآية حقاً، فلماذا لا يكتفون بتعليم القرآن طالما أنه كتاب شامل إلى هذا الحد كما يصور شيوخهم ويضحكون على السذج والأغبياء والبسطاء ؟؟

أما الآية ( فلما قضى زيد منها وطراً ) فلا يعرفون من هو زيد، وعلى من يعود الضمير في " منها " وإن حاولت أن تشرح لهم بأن محمداً قد تزوج زوجة ابنه بالتبني زيد بن الحارث، لاتهموك بالكفر والقدح في عرض خير البرية ومن كان على خلق عظيم، فلماذا لا يقرأ المسلمون تاريخ نبيهم ليفهموا أن دهاقنة الدين قد أخفوا عنهم سمل الأعين وإحراق الكروم والتمثيل بالجثث وقطع الرؤوس والأيدي والأرجل من خلاف، وكلها جرائم يندى لها جبين البشرية ؟!

يؤمن المسلمون بأن الإسلام رسالة عدل وتسامح ومحبة، وأن العنف وأوامر القتل كلها كانت لأغراض دفاعية، فكيف وصل الإسلام أسبانيا لأغراض دفاعية، ولماذا لم تسلم أسبانيا رغم بقاء المسلمين فيها 700 عام، ولماذا لم يترك المسلمون آثاراً في الأندلس سوى القصور ؟؟؟ ألا يثير كل هذا غرابة المتسائلين، وشك المتزندقين ؟؟! طيب رسالة تسامح ومحبة مع ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ) ؟؟! يا له من تسامح .. لا أفهم كيف يقرأ المسلمون قرآنهم !

ومن نواحي التاريخ الإسلامي تجدهم أكثر بلاهة وتناقضاً، فهم يعشقون الحجاج ( اللهم ارضى عنه ) لأنه أمر بتنقيط القرآن وتنقيح نسخة عثمان، ويصفحون عن قتله 120 ألفاً من المسلمين ! أليس انفصاماً بيناً ؟

المؤمن بعقيدة الإسلام كالسائر في البحر، أو الماشي في رمال متحركة، لا يكاد يفهم جزء من هنا إلا وتنهال على رأسه أجزاء أخرى مبعثرة لا يربطها رابط، فها هو(( ( الصحابي ) معاوية بن أبي سفيان يأمر بقتل ( الصحابي ) محمد بن أبي بكر وحرق جثته في جوف حمار، فشمتت أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان ( زوجة رسول الله وأخت معاوية ) وأرسلت خروفاً مشوياً إلى عائشة ( ضرتها ) وقالت لها ( هكذا شوي أخوك )، فما أكلت عائشة شواء حتى توفاها الله )). صحابة يقتلون صحابة، ورغم ذلك يقدسونهم جميعاً ( القاتل والمقتول ) !

إن الانفصام النفسي الذي تسبب به الإسلام للمسلمين قد دخل جيناتهم، فأصبح التناقض والسخافة والغباء صفات وراثية، وإلا لما كان المسلمون يؤيدون حرق أسير حرب حياً. ضمائهم ماتت منذ آمنوا بأن محمد خير البشر وبأنه على خلق عظيم، بينما يغضون الطرف عن جرائمه وقتله وتمثيله بالجثث واغتصابه للنساء. المسلم ليس شخصية سوية متزنة أو عقلانية، فطالما أنهم يؤمنون بالقرآن فتوقع منهم فواجع الأمور وفظائع السلوك.

دمتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من يتخذ -- له قدوة ----
يحيى طالب ( 2015 / 2 / 5 - 23:40 )
من يتخذ الحمار له قدوة فكل غنائه جعرا ونهيقا -- ولا يعجبه من الطعامي شيئا الا التبن والبرسيما -- لانه صار مثل قدوته ودخل كتاب غينس في صفحة الحميرا --- صدقت انا العظيم