الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقض مفهوم الإغتراب لدى هيدجر

هيبت بافي حلبجة

2015 / 2 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نقض مفهوم الإغتراب لدى هيدجر
هيبت بافي حلبجة
في حلقة سابقة أنتقدنا هيدجر في ( حول إشكالية الوجود ) لديه ، الآن ننتقده في أسس مفهوم الإغتراب ، تلك الأسس التي لن تتضح كفاية إلا إذا أدركنا حقيقة هذه النقاط الأربعة ، النقطة الأولى العلاقة مابين الظاهري والباطني ، النقطة الثانية العلاقة مابين الموجود والوجود ، النقطة الثالثة العلاقة مابين مفهومين الكائن في ذاته والكائن لذاته ، النقطة الرابعة العلاقة مابين الإلتزام الإجتماعي والبحث عن الذات .
في النقطة الأولى : يقول نيتشه في مؤلفه ( أفول الأصنام ص 44) ماهو الظاهري عندي ، من المؤكد إنه ليس عكس الوجود ، فما عساي أن أقول عن الوجود ، مهما كان ، أللهم إلا تلك الصفات الظاهرة ، إن الظاهر عندي ليس قناعأ لا حياة فيه ، إن الظاهرعندي هو الحياة والفعالية ذاتها ، فالحياة هي التي تسخر من ذاتها كي توهمني بأن ليس للوجود إلا المظهر .
هذه العلاقة الفعلية مابين الظاهري والباطني – حسب نيتشه - تلغي أساس الثنائية وتقضي على التمييز الأنطولوجي فيما بينهما ، في حين إن كانط يمايز فيما بينهما إلى درجة إنه أبتدع مقولة الشيء في ذاته ، تلك المقولة التي هي في أصولها الوجودية خارج محتوى التجربة ، فالظاهري هو الظاهري ، والباطني هو الباطني ، شريطة إن يكون الشيء مؤلفأ منهما معأ ( أحدهما في الفكر والثاني في المحسوس ) ، وهذا هو أساس المفارقة مابين الجوهر الذي لايمكن أدراكه ومعرفته ، والمظهر الذي يمكن أدراكه ومعرفته ، وهذا هو أساس المفرق مابين الشيء في ذاته والشيء في أدراكنا .
وهذا التقابل مابين الظاهري والباطني في الفكر والمحسوس لدى كانط ، يأخذ منحى آخرأ مختلفأ في أسه وفي تصوره لدى هوسرل الذي هاجم المذهب التجريبي ( لإنه يخضع الوقائع لمعقولات فقيرة ) والمذهب الأفلاطوني ( لإنه يستند إلى ماهو خارجي عن العيني ) يؤكد إن الظاهرة تتمتع بثلاثة صفات هي بنيوية في حدودها ، الأولى إن الظاهرة تتمتع بأنطولوجيتها الفعلية فهي لاتفسر إلا بذاتها ولاتحتاج إلى غيرها ولا ترجع إلا إلى نفسها ، كما لايمكن لأي شيء أن يحجب دورها أو خاصيتها أو ذاتيتها ، الثانية إن الظاهرة هي كل شيء ، هي الكل ، ولايمكن تجزئتها ، هي كما هي ، لذلك فإن الوعي بالظاهرة هو الوعي بالوجود ، الثالثة إن الظاهرة تنطلق من شرط الوجود ( الذاتي ) المستحكم في شرط الوجود ( الموضوعي ) ، لإنها ما ينكشف للوعي ، وتحديدأ للوعي القصدي أي الذات العارفة أو مايمكن أن نسميه هنا بالآنا المفكرة ، كوجيتو ديكارت .
ومن هذا المفهوم للظاهرة ، شرع هيدجر يؤسس لفكرة الوجود ، وتحديدأ لأنطولوجية الوجود ، بعد أن ألغى من أعتباره ثنائية كانط ، تلك التي أشرنا إليها .
في النقطة الثانية : يقسم أرسطو الوجود إلى نوعين ، الوجود بالقوة والوجود بالفعل ، ويقول بصدد مفهوم الجوهر ( إن الوجود هو ماهو الشيء ) أي الوجود بما هو موجود ، أي إنه يلغي الشرط الإنساني في عملية تحديد مضمون الوجود ، وبالتالي يغدو الوعي مشكلة ثانوية بالنسبة له ، والأنكى من ذلك إن القديس أوغسطين يربط وجود الوجود في وجود الإله المطلق الذي لاوجود للوجود بدونه ، أو كما قال علي زيعور في مؤلفه ( أوغسطينوس ) وعلى لسان القديس أوغسطين ( وبخلق الوجود والعالم خلق الزمان بفعل أزلي وبإرادة أزلية ) .
وهنا يعارض هيدجر هذا المفهوم عن الوجود لإنه يلغي دور الموجود الحقيقي ، القائم فعليأ ، في مستويين متكاملين ، في مستوى الوعي ، وفي مستوى الإنسان . ذلك الموجود الفعلي الذي أشار إليه جاك ديريدا عندما أكد ( إن فضل هيدجر يبرز في الفكر من خلال تمييزه مابين وجود الوجود وجود الموجود ) .
وعلى الرغم من إن هيدجر يستعمل نفس صيغة ارسطو حول مفهوم الوجود ، أي الوجود بما هو موجود ، إلا إن المفارقة قاتلة ، فلدى أرسطو الموجود الفيزيقي يدل دلالة عينية على الميتافيزيقي الوجودي ، أي إن هذا الأخير هو الأصيل وما الأول إلا تابعأ له ، في حين إن الموجود الفيزيقي الإنساني لدى هيدجر هو الأصيل . لذلك قلنا في موقع آخر إن ماهو ميتافيزيقي لدى ارسطو هو فيزيقي لدى هيدجر ، وماهو وجودي لدى هيدجر هو الميتاوجودي المفترض لدى أرسطو .
في النقطة الثالثة : دعونا نأخذ الفكرة كفكرة من جان بول سارتر مع علمنا إن كتاب ( الكينونة والوجود ) لهيدجر قد نشر قبل كتاب ( الوجود والعدم ) لسارتر ، ففي مؤلفه هذا يؤكد جان بول سارتر على وجود مستويين للوجود ، الأول هو الوجود في ذاته ، والثاني هو الوجود لذاته ، الأول هو العالم ( هو ) ، الغائب عني لكن الحاضردائمأ ( العالم = هو ) أي وجوده الديمومي في الهو ، والثاني هو الآنا ، وعي انا ، أناي الإنسان ، أناي الشعورية ( الوعي = الأنا ) أي وجودي الديمومي في الأنا .
وهذا الثاني الذي يمثل وعي الذات يصبو دائمأ أن يحافظ على ذاته ووعيه وأناهه ، ويحقق ذاته في كنه الوجود في ذاته أي مع الآخرين ، وهنا تنشأ أشكالية فعلية على صورة أزدواجية مابين الوجود في ذاته والوجود لذاته ، لإن الثاني عندما ينفصل عن الأول ، أو يسعى إلى تأسيس الحالة ، يخلق حالة من العدم الوجودي للوجود في ذاته ، وتبرز المعالم الأصيلة للوجود لذاته ، وهذا هو الوجود الحقيقي .
ويوضح سارتر تلك الإشكالية بالصورة التالية ( إن الواقع الإنساني متألم في وجوده ، وهو يبرز إلى الوجود مؤرقأ دائمأ بكيان الموجود دون أستطاعته أن يكون كذلك لإنه ، في الحقيقة ، لايستطيع أن يصل إلى الوجود في ذاته إلا إذا فقد نفسه كموجود في ذاته ) .
وهذه هي العلاقة الجدلية مابين الوجود الأصلي والوجود اللاأصلي ( الوجود المغاير ) اللذين يطرحهما مارتن هيدجر في مؤلفه الكينونة والزمان ، ذلك الكتاب الذي قال عنه هابرماس إنه أهم مؤلف فلسفي وفكري منذ ظهور كتاب فينومنولوجيا الروح لهيجل .
في النقطة الرابعة : نحن نخالف الذين يماثلون مابين أنتقاد سورين كيركجارد لهيجل وأنتقاد جورج لوكاتش لهيدجر ، فالتماثل وإن بدا يتضح جزئيأ في طرف واحد مابين كيركجارد ولوكاتش ، فهو لا يستقيم البته في الطرف الآخر مابين هيدجر وهيجل ، وحتى أشتراك الطرف الآول في مفهوم الإطار الإجتماعي التاريخي كمنطلق لايلزم التماثل فيما بينهما ، لإن لكل واحد منهما ، أي لكيركجارد ولوكاتش ، أساس مختلف في حيثية ذاك الإطار الإجتماعي التاريخي ، تمامأ مثل المفارقة مابين الوجودية والماركسية ، أضف إلى ذلك إن اصحاب الطرف الثاني ، أي هيدجر وهيجل ، تتباعد اطروحاتهما إلى درجة كبيرة ، فالأول ينطلق من الموجود والوجود في العالم ، والثاني ينطلق من الإله المطلق والفكرة الكلية والمقولات والصيرورة ، لكن ثمت تشابه مابين مايطلبه كيركجارد من هيجل ، ومابين مايطلبه لوكاتش من هيدجر على صعيد محتوى الإلتزام الإجتماعي الذي يتضمن جانبين ، سلبي وإيجابي ، كما يتضمن ماهو حقيقي وماهو لاحقيقي ، فلوكاتش ينطلق من الوعي الطبقي التاريخي ويلزم الإلتزام الإجتماعي بمضمونه ويعارض مفهوم البحث عن الذات وفق رؤيته هو ، وليس وفقأ لرؤية هيدجر ، في حين إن هذا الأخير يعارض هذه الوظيفة التاريخية ، ويتهم الألتزام الإجتماعي بالسلبية ، ويحتسبها من تلك العوامل التي تنقص من أصالة البحث عن الذات ، وكلما نقصت هذه الأصالة أزداد المنحى البياني لحالة الإغتراب .
وفي الأس ينطلق هيدجر من فكرة أولوية جوهرية وهي إن الإنسان ، كمحتوى وكموجود وكحقيقية وكهدف وككينونة ، وكهيدجر في تلك النقاط الأربعة ، هو ذاتية الوجود والوجود الذاتي دون أن نفهم من هاتين المقولتين خلا هيدجريتهما معأ ، أي هو الوجود – في – العالم ، هو الوجود لذاته ، هو الوجود الأصيل ، هو الموجود ، هو الشيء ( لا الظاهري ولا الباطني ) ، هو البحث عن الذات ، أي هو بكل بساطة وعي الذات . وإذا ما تحققت كل هذه المعطيات ، وهي متكاملة في بنائها وبالتوازي ، تحقق وجود ( الإنسان ) المستقل المنفصل عن كل ماهو خارج إطار اللاإنسان ، أي العودة إلى الإنسان الأول قبل أن يفقد ذاتيته وأصالته ، أي قبل أن يلج في مرحلة الإغتراب .
ومن هذه الفكرة تحديدأ ، تأخذ مقولة هوسرل إن الوعي هو وعي بشيء ما ، موضوعة متميزة لدى هيدجر ، إن الوعي هو وعي ب(الأنسان ) ، لذلك يرفض بالمطلق بداهة أطروحة ديكارت ، أنا أفكر أذن أنا موجود ، لإن الشعور لديه يأخذ ، هو الآخر ، منحى آخر وهو الشعور ليس إلا الشعور ب ( الإنسان ) ، لكن ، رغم ذلك ، تحدث لديه أشكالية مابين الآنا المتعالي والآنا النفسي بصدد محتوى الماهيات . أي بتعبير آخر يتحول الوعي والشعور من حالة عامة مجردة وجودية لدى الكثيرين إلى حالة خاصة في موضوعها ومليئة في خاصيتها لدى هيدجر .
وهذا الوعي والشعور وتحديدأ وعي الذات يأخذ بعده الأنطولوجي من أطروحة هيدجر الأساسية وهي الوجود – في – العالم ، أي من غياب الوجود ، وهذا مايسميه هيدجر بالوجود المقذوف ، من وجهة التأسيس ، وبالوجود – هناك ( دازاين ) من وجهة الموضوعية ، ولهذا السبب أستهزأ هيدجر من تساؤلات سورين كيركجارد ، لماذا أنا هنا ؟ لماذا أنا تحديدأ ؟ من قذفني هنا ؟ لإنه ألغى هذه التساؤلات لمصلحة مفهوم الدازاين ، وعي الذات ، الوجود هناك ، الوجود في العالم ، الوجود المقذوف .
وإذا هدأت حالة الوجود الهيدجري هنا ، فإن حالة الموجود الهيدجري بدأت تتشاكل ، لإن هذا الأخير لايستطيع أن يكتفي بوعي الذات لوجود ( الوجود - مع ) ، أي لايستطيع وعي الذات السيطرة على موجوديته ، لإن ( الوجود – مع ) بدأ يشكل الوعي المغاير الذي كلما سيطر على ( الوجود في العالم ) ، أغترب وعي الذات عن نفسه ، عن الوجود الأصلي ، عن الأصالة ، عن الكائن لذاته ، وبتنا أمام مرحلة جديدة تمثل أندحار الوجود الأصلي ، أي دحر التماثل مابين وعي الذات وموجودية هيدجر ، وخلق حالة الإغتراب التاريخي ، أي أنتصار الوجود اللاأصلي ، الوجود المغاير ، ويسمى خطأ – لدى البعض - بالوجود المزيف ، ولايوجد شيء أسمه الوجود المزيف ، إنما هو الوجود المغترب وفقأ لمعيار الموجود الهيدجري ، أو موجودية هيدجر . وفي هذه المرحلة يبدأ وعي الذات بالبحث عن نفسه ليسترد أصالته ، ليسترد مفهوم ( الوجود الأصلي ) قبل الإغتراب ، ليسترد محتوى الوجود لذاته كما في المرحلة التي سبقت مرحلة الإغتراب .
ولكي تنكشف المفارقة التاريخية – حسب هيدجر – مابين الوجود الأصلي والوجود المغاير ، لابد أن نمايز مابين الخوف والقلق ، فالخوف هو التعبير العام عن علاقة وعي الذات بالوعي المغاير ، في حين إن القلق هو أشد حالات الخوف ولايظهر إلا في حالة الموت ، حالة الأنتصار الكلي للوعي المغاير على وعي الذات ، فأمام الموت ينكشف الوجود الأصلي عاريأ ، بقوته وبكليته .
والآن يمكننا أن نقدم الإعتراضات التالية على هذا التصور :
الإعتراض الأول : في الحقيقة إن أطروحة هيدجر ( الوجود في العالم ) هي سابقة فلسفية في قمة الإفتنان وتدل على البصيرة النافذة إلى أعماق التجربة البشرية من حيث هي تجربة أنطولوجية ، لكن مابني ( بضم الباء ) عليها لايستقيم معها على طول الخط ، فوعي الذات يسلب منها موضوعيتها الإعتيادية ويصنفها كما لو إنها جزء من الآنا المتعالي ، ويصادر محتوى الوجود من ناحية أولى ، ومحتوى ( في العالم ) من ناحية ثانية ، وكإن الوجود في العالم هو وجود وعي الذات ، أو كإن لولا وعي الذات لما كان الوجود في العالم ، في حين كان من الممكن إن يكون الوجود في العالم مرتبطأ جدليأ بدلالة فيزيائية تخلق منه عالمأ فعليأ ذا أبعاد أنطولوجية غير وهمية .
لذلك عندما يقارن هيدجر مابين مقولتين ، أو مابين مستويين من مستويات الوجود ، التجربة المباشرة والكلية الوجودية ، فإته يربط مابين محتوى أكتساب الحقيقة ومضمون التجربة المباشرة رغم إن الوجود يفقد جزءأ من ذاته في هذه الحالة لمصلحة الموجود ( الوجود والزمان ص 201 ) ، لإته لو ربط مابين محتوى أكتساب الحقيقة ومفهوم الكلية الوجودية ، لتغيرت المعايير ، ولغدونا ، مثلأ ، أمام أنتصار الإلتزام الإجتماعي لدى لوكاتش ، ولتقلص الفارق مابين الوجود والموجود بل لأنتهى الموجود لمصلحة الوجود ، ولأنهزم مفهوم الكائن لذاته أمام مفهوم الكائن في ذاته .
وهذا لايعني إن هيدجر يضحي بالكلية الوجودية ، بل بالعكس إن نظامه الوجودي ينهض عليها ، لإنه حينما يتحدث عن العلاقة مابين الكينونة والتجربة المباشرة يؤكد إن الفرد ( الإنسان ) يختبر ذاته في عالم ال( هم ) ، أي في عالم الآخرين ، فيضطر أن يخضع لظروفهم وشروطهم لأشباع رغباته ، فيسقط ويفقد أصالته ، لإن الوجود اليومي ( التجربة المباشرة ) وجود يغيب الأصالة ، ويسبب الإغتراب والأستلاب ، ولكي يعود الفرد إلى أصالته ينبغي أن يبريء من ال ( هم ) ، أي من التجربة المباشرة ، أي إن الأصالة لاتتحقق ، ولايمكن أن تتحقق إلا في حالة ( الكلية الوجودية ) .
الإعتراض الثاني : في الواقع إن تمييز هيدجر مابين الخوف والقلق على أعتبار إن هذا الأخير لايظهر إلا عند الموت الذي ينكشف له وحده موضوع الأصالة ، لإن الفرد يكون عنده وحيدأ يواجهه بدون ال( هم ) ، ودون أن يخضع لأي شرط رغبوي أو حاجة أضطرارية ، هو تمييز دقيق وموضوعي بل حتى أنطولوجي ، لكن أن نبني عليه تماثلأ مابين هذه ( الأصالة ) الأفتراضية ، والأصالة التصورية في مرحلة ماقبل السقوط في الإغتراب ، ونبني على هذا التماثل تصورأ فلسفيأ ذا هيكلية متكاملة ، فإن هذا الأخير مطعون فيه لسببين جوهريين :
السبب الأول : في الحالة الأولى ثمة عنصر الحياة ، دون ال( هم ) ودون الموت ، وفي الحالة الثانية ثمة عنصر الموت ، دون ال ( هم ) ودون الحياة ، ونستنتج بالمقارنة البسيطة إن الوجود يفقد أصالته ويلج في مرحلة الإغتراب عند وجود ال( هم ) فقط ، أي إن الموت ، مثل الحياة ، يجسد مرحلة تاريخية حقيقية ، وإذا صدق هذا القول الأخير فإن مقولة ( الوجود في العالم ) تتحول إلى نقيضها ، وبالتالي ينهرف النظام الوجودي الهيدجري .
السبب الثاني : في الحالة الآولى لايوجد عنصر القلق لإنه – حسب هيدجر نفسه – مرتبط بالموت فقط ، وبإنتفاء القلق لابد أن نسأل عن العلة أو السبب الذي يؤدي إلى ظهور حقيقة الوجود الأصيل ، فإذا لم نعثر عليه أنقوض النظام نفسه ، وإذا عثرنا على سبب ما أنقوض النظام نفسه مرة ثانية لوجود سببين ، أحدهما هو القلق ويدركه هيدجر ، والثاني هو غائب ولايدركه هيدجر .
الإعتراض الثالث : عندما نتحدث عن الإغتراب ، فلابد أن نستوفي شروطه أولأ ، ثم نظهر العلة الجوهرية التي سببته لإنه يتضمن النفص بسببها ثانيأ ، فهل هذا متوافر لدى هيدجر ؟ في كل مؤلفه ( الوجود والزمان ) لانعثر على مثل هذه المحددات ، إلا أللهم شروط ال ( هم ) المفروضة على وعي الذات ( إن الوجود النمطي الغارق في الحاضر ، حيث ينفصم الشخص عن أمكاناته وقدراته ، فيسقط في حالة الإغتراب التي ينعزل فيها عن ذاته ويتحول وجوده إلى شيء غريب عنه ، فالحياة اليومية تفرغ الذات عن وجودها الحقيقي ) فهل هذه هي شروط الإغتراب ، وهل هذه هي الشروط التاريخية ، وهل الحياة اليومية تمثل تلك الشروط التاريخية ، ثم متى يمكن أن توجد مرحلة اللاأغتراب ، مرحلة الأصالة ، فعليأ ، خارج شروط ال( هم ) !! وإلى اللقاء في الحلقة الثالثة والستين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح