الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاذ الكساسبة الرمز .. أنت من انتصر علي قاتليه !!

محمود الزهيري

2015 / 2 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إسم معاذ الكساسبة , سيتحول من الإسم إلي الرمز في عالم العرب والمسلمين , ليسبب للغالبية منهم الخجل الشديد , والإنكسار أمام مفاهيم تعلمها وتأسس عليها عقله الغيبي ووجدانه المهتريء بقيم سلبية مضادة لقيم العقل والأخلاق , فالإنتصار للعروبة أو الإسلام هو من قتل معاذ الكساسبة الإنسان الرائع الذي بكت له مُقل الملايين , وزرفت عيونهم الدماء حزناً وكمداً لمقتله علي أيدي أدعياء العروبة والإسلام , الذين رأوا في أنفسهم وذواتهم المهترأة , وضمائرهم المخنثة الخبيثة, أنهم يمثلوا جيل النبوة الأول , أو الجيل القرآني الفريد حسب زعمهم المهووس بكتابات سيد قطب , وأبو الأعلي المودودي , والحسن الندوي , بل وكتابات إبن تيمية وابن القيم , ومحمد بن عبد الوهاب , والكتابات التي حملت معاني لا إنسانية في مواجهة غير العرب وغير المسلمين , والتي تعيد إنتاج مفاهيم فترة الإسلام الأولي التي قسمت العالم كله إلي فسطاطين" خيمتين " الأولي للكفر , والثانية للإسلام , فمن يستتر بالخيمة الثانية كان من الناجين , ومن يرتضي الخيمة الأولي كان من الهالكين , وعلي ذلك تم التأسيس لفقه الجهاد والحرب والقتال لكل من ارتض الخيمة الأولي ..
ولذلك فإن كل الجماعات والتيارات الدينية الإسلامية تعيد إنتاج هذا المفهوم بجدارة الغل والحقد والكراهية ليتحولوا إلي إنتاج فقه القتل والجز للرقاب والتقتيل والتزبيح والتحريق بالنار لكل المخالفين لهم في الفكر والفقه , لعيشوا حياتهم بالمجان علي المجهود الإنساني لغير العرب والمسلمين , والذي صار كذلك للعرب والمسلمين وغيرهم علي السواء ..
معاذ الكساسبة , الرمز الإنساني الذي انتجته الأردن , ليكون شاهداً علي كل الجرائم التي يرتكبها العرب والمسلمين في حق العرب والمسلمين , والتعامل معهم علي أنهم محتمين بخيمة الكفر , وأن قاتلي الشهيد البطل الرمز معاذ الكساسبة , صنفوا أنفسهم المريضة علي أنهم في خيمة الإيمان والإسلام ..
معاذ الكساسبة , الرمز الإنساني , فضح كل الجماعات والتيارات الدينية في عالم مايسمي بالعرب أو المسلمين , سواء علي المستوي المدعي بــ أنه سني , أو شيعي , فكلاهما صار يتقن فنون الغل والحقد وفنون فقه الدم وقتل الأخر سواء في الدين أو المذهب أو الطائفة أو حتي علي مستوي الجماعة ..
معاذ الكساسبة الرمز الإنساني سيظل دمه لعنة علي كل أنظمة الحكم العربية , التي طالما تحالفت مع الجماعات والتيارات الدينية لتكون لها حائط صد وحماية لتستمر في مسيرة الإستبداد والطغيان والفساد , فلايوجد نظام عربي لم يتحالف مع أي جماعة أو تيار من التيارات الدينية سواء علي المستوي الشيعي أو السني , لإدارة صراعات زائفة تبرر مسيرة الإستبداد والطغيان علي حساب دماء المواطنين الأبرياء ..
دماء معاذ الكساسبة ستكون ناراً حارقة لكل من تحالف وتواطيء علي إنتاج منظومة " داعش " الإرهابية الدموية , التي مافتئت أن تنبيء عن صانعيها , سواء من أنظمة الحكم العربية بالتواطوء مع أنظمة الإستخبارات الغربية , لتحقيق مكاسب لامتناهية من دماء العرب والمسلمين , ثم تجيش الجيوش بزعم القضاء علي عصابات داعش التي تعيش بين ظهراني العرب والمسلمين , وهي مابرحت مؤسسات الحكم والسلطة في كل الدول العربية الكافرة بالإنسان وحقوقه وحرياته بدواع مرددوها إلي العروبة أو الإسلام ..
معاذ الكساسبة الرمز سيحل دمه لعنة علي كل من يعمل ضد الإنسان في عالم العرب والمسلمين , وسيكون بمثابة نقطة إنطلاق تجاه الهاوية التي تدمر وتحرق وتعصف بكل الخونة والعملاء وتجار الأديان والأوطان , ثم يبدأ العرب والمسلمين مسيرة جديدة خاضعة لشروط الإنسان والإنسانية بعد أداء فاتورة من الدماء والخراب من الممكن أن يتجنبها العرب والمسلمين ..
لعل العرب والمسلمين ينتبهوا إلي تجنب هذه الفاتورة التي حذرهم منها دم معاذ الكساسبة الرمز , الذي صار معلقاً في رقاب أدعياء العروبة الإسلام ..
وأخيراً : معاذ الكساسبة برمزية روحه التي تحلق في سماء العزة والكرامة الإنسانية , أظهرت أن العرب والمسلمين مازالوا يعملوا ضد الإنسان , وضد العالم , وأنهم ليس معهم أحد , في الوقت الذي يعمل ضدهم كل أحد !
معاذ الكساسبة .. أنت من انتصر علي قاتليه .. ونحن قاتليك !!
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترمب يغازل المانحين اليهود بالورقة الفلسطينية ويطلق سلسلة من


.. حلمي النمنم: فكر الإخوان مثل -الكشري- | #حديث_العرب




.. 40-Ali-Imran


.. 41-Ali-Imran




.. 42-Ali-Imran