الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا مسلمين: هل الحرق عقوبة أقرها الإسلام أم حرمها؟

رشيد المغربي

2015 / 2 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اشتعلت المواقع والبرامج التلفزيونية تناقش الحدث الوحشي الذي تعرض له الطيار الأردني معاذ الكساسبة والذي نشرته داعش يوم الثلاثاء 3 فبراير الماضي، أغلب النقاشات تحاول تبرئة الإسلام مما حصل ووضع داعش في خانة إرهابية بعيدة كل البعد عن الدين، حيث قال مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن مقاتلي داعش هم "خوارج يدّعون الإسلام، ودعواهم باطلة، ويمثلون دول الكفر والظلام، وهم أعداء للإسلام" (العربية 5 فبراير 2014) أما ملك السعودية الجديد سلمان بن عبد العزيز فقد قال "أن جريمة قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة، مخالفة للأعراف الإنسانية، وللدين الإسلامي." (العربية الأربعاء 4 فبراير 2015) وفي نفس السياق قال شيخ الأزهر أحمد الطيب "إن العمل الإرهابى الخسيس الذى أقدم عليه تنظيم «داعش» الإرهابى بحرق وإعدام الطيار الأردنى معاذ الكساسبة «يستوجب العقوبة التى أوردها القرآن الكريم لهؤلاء البغاة المفسدين فى الأرض الذين يحاربون الله ورسوله بأن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف»." (الوطن (جريدة إلكترونية( 5 فبراير 2015) رغم أن شيخ الأزهر كان منذ أسابيع قليلة قد رفض تكفير داعش على أساس أن المؤمن مهما بلغت سيئاته فهو ليس بكافر ولا يجوز تكفيره بأي حال من الأحوال مادام يقر بالإسلام دينا ويشهد بالنبي محمد رسولا (صحيفة الشرق الأوسط 12 ديسمبر 2014) وحتى البرامج التلفزيونية التي ناقشت علاقة الحرق بالدين لم تتطرق إلا إلى حادثة واحدة كان فيها أبو بكر قد أمر بحرق الفجاءة إياس بين عبد ياليل السُّلمي ولم يتطرقوا إلى فقه الحرق الذي تؤسس له نصوص كثيرة وتم تبنيه من كبار الصحابة وكبار العلماء في الإسلام، ولذلك ارتأيت أن أتطرق للموضوع من كل جوانبه:
ـ داعش انطلقت من النصوص وأكيد أن قضاتها وأصحاب الفتوى فيها قد ارتكزوا على نصوص شرعية لكي يبرروا هذا الحرق أمام أتباعهم وإلا فسيواجهون أتباعهم حين يسألوهم عن السند الشرعي، وقبل تنفيذ أي حكم يتلو القاضي الشرعي بيان الحكم والأدلة المعتمدة فيه، فليس من المعقول أن تكون فكرة الحرق قد جاءت دون أن يكون لها ما يدعمها من الدين، وأول ما اعتمدوا عليه هو النص القرآني، فالطيار الأردني في نظر داعش هو عدو محارب لله ولرسوله وللدولة الإسلامية ولخليفة رسول الله على الأرض، وبالتالي يجوز أن يُعامل معاملة المحارب المرتد، حتى لو كان مسلما يصلي ويصوم فهو خارج من ملة الإسلام في نظر داعش، لأن تعريف المسلم هو تعريف مطاط فالسنة لا يعتبرون الشيعة مسلمين، وقد حدد علماء الإسلام نواقض الإسلام حيث لخصوها في عشرة نواقض منها "مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين" بدليل قول القرآن :" وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (المائدة 51) ولاشك أن معاذ الكساسبة في نظر الدولة الإسلامية يظاهر المشركين "الأمريكان" في حربهم ضد المسلمين، وبالتالي فهو كافر محارب يجوز أن يعامل معاملة الكافر المرتد المحارب.
ـ حد الحرابة: يحدد القرآن كيف يُعاقَب المحارب لله ولرسوله في هذا النص: " إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (المائدة 33) وهذه القصة معروفة في القرآن وفي السنة وتعرف بقصة العرنيين حيث أن ثمانية من هؤلاء قتلوا راعي الرسول وأخذوا إبله فأرسل إليهم محمد من قبض عليهم "حتى أُتيَ بهم فقطعَ أيديهم وأرجُلَهم، ثم أمرَ بمسامِيرَ فأَحميَتْ فكَحَلَهم بها وطرَحهم بالحرَّة يَسْتَسقون فما يُسقَونَ حتى ماتوا" (صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق) وبما أن الرسول قد أحرق أعينهم بالنار فإن العلماء استنتجوا أنه يمكن استخدام النار للقصاص ولقتل المحاربين لله ولرسوله، ولو أن هذا الفعل تم تصويره بالكاميرا لكان أفظع مما حصل لمعاذ الكساسبة، تخيل ثمانية أشخاص يتم تقطيع أيديهم وأرجلهم ثم تتم تحمية المسامير وثقب أعينهم بها واحدا تلو الآخر وهم يصيحون ألما، ثم يتركهم بدون أطراف يموتون نزفا ببطء أمام جمع من الناس. فإذا كانت داعش لا تمت للإسلام بصلة لأنها قامت بالحرق والقتل والتمثيل فماذا نسمي حادثة العرنيين إذن؟
ـ القصاص: داعش لديها ترسانة من النصوص التي يمكن أن تبرر من خلالها ما فعلته من التراث الإسلامي، فالقرآن يبيح الانتقام والرد بالمثل: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ (النحل 126) وأيضا هذا النص "الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ" (البقرة 194) وبالتالي فالطيار الأردني في نظر داعش كان يمطرهم بوابل من القنابل التي تحرقهم وتحرق بيوتهم ولذلك ردا بالمثل يجوز لهم حرقه ويستطيعون تبرير ذلك بالشرع دون أن يشعروا بالحرج، فالقرآن أباح لهم الانتقام بالمثل، والقنابل تقوم بالحرق وتفحم الجثت ولذلك يرون أن من حقهم أن يحرقوه حيا كما يُحرقون أحياء بالقنابل والصواريخ. والانتقام في الإسلام يشفي صدور المؤمنين ولذلك لا غرابة أن عنوان الشريط الذي أصدرته الدولة الإسلامية يسمى "شفاء الصدور" والقرآن يجيز للمؤمنين قتل أعدائهم بل وتعذيبهم لكي تُشفى صدورهم "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ" (التوبة 14) فتعذيب الناس والتلذذ بذلك العذاب أمر قرآني حتى يشفى المؤمنون من الأذى والمرض الذي يعشش في قلوبهم.
ـ التحريق سنة نبوية: يستغرب الناس كيف يحرق الدواعش مسلما يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولا يعلمون أن محمدا نفسه أراد حرق مسلمين لمجرد أنهم لا يأتون صلاة الجماعة، فكم بالأحرى إذا كان مسلما يساعد المشركين ضد الدولة الإسلامية، فقد جاء في الحديث الصحيح "عن أبي الزِّنادِ عنِ الأعرجِ عن أبي هريرة أن رسولَ اللهِ قال: «والذي نفسي بيدِه، لقد هَمَمْتُ أن آمُرَ بحطبٍ فيُحطب، ثمَّ آمرُ بالصلاةِ فيُؤذَّن لها، ثمَّ آمرُ رجلاً فيَؤُمَّ الناسَ، ثمَّ أُخالِفُ إِلى رجالٍ فأُحرِّقُ عليهم بيوتَهم" (صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب وجوب صلاة الجماعة) كيف يهدد الرسول بالحرق إن كان الحرق حراما في الإسلام؟ وكيف يحرق الرسول مسلمين لمجرد أنهم لم يأتوا لصلاة الجماعة علما أنهم قد يصلون في بيوتهم؟ فإذا كان الرسول هدد بالحرق لأجل صلاة الجماعة فالحرق في المرتد المحارب أولى.
ـ الحرق سنة علي: لم يكن محمد هو الوحيد في هذا الأمر لقد أحرق علي الزنادقة، جاء في المسند "عن عكرمة : «أن علياً أُتي بقوم من هؤلاء الزنادقة ومعهم كتب، فأمر بنار فأججت، ثم أحرقهم وكتبهم" (مسند أحمد) وقد جاء في الصحيح أيضا "عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ أُتِىَ عَلِىٌّ بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْىِ رَسُولِ اللَّهِ وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ»." (صحيح البخاري، كتاب استتابة المرتدين والمعاندين، باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم) وهنا لي وقفة مع هذا الحديث، لقد أحرق علي الزنادقة بدون شك، واعترض عليه ابن عباس ومن المعروف أن علي أول من أسلم من الذكور وأن ابن عباس كان مجرد طفل حين كان محمد حيا حيث مات محمد وعمر بن عباس لا يتجاوز الثالثة عشر، وبالتالي لا يحيط علما بأقوال محمد مثل علي، وحين اعترض ابن عباس "بَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فقالَ: وَيْحَ ابنَ عَبَّاسٍ" (سنن أبي داود) وفي رواية "ويح أم ابن عباس" (مسند أحمد) والسؤال هنا: إذا كان علي قد أحرق والحرق حرام في الإسلام هل نفهم أن عليا لا يمثل الإسلام؟ هل نفهم أن عليا خارج من ملة الإسلام مثل داعش؟ أم أن الاثنان يمثلان الإسلام حق تمثيل؟ ما يجري على داعش يجري على علي، فإذا كان علي قد أخطأ وله أجر المجتهد في اجتهاده، فعلينا أن نقول أن داعش أيضا أخطأت ولها أجر المجتهد ولا يمكن أن نخرجها من الإسلام وإلا اضطررنا لإخراج علي من الملة لنفس الأسباب.
ـ الحرق سنة الخلفاء: ليت الأمر توقف عند علي، بل إن أربعة من الخلفاء قد أحرقوا الناس، قال الحافظ المنذري "حرق اللوطيةَ بالنار أربعةٌ من الخلفاء: أبو بكر الصديق وعليّ بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير، وهشام بن عبد الملك." (الترغيب والترهيب، ج 3 ص 198) فإذا كان الحرق ليس من الإسلام ماذا نقول في حق هؤلاء الخلفاء؟ هل هم لا يمثلون الإسلام؟ هل هي مجرد أخطاء ونبقيهم في الملة الإسلامية؟ إذا كان الحرق مجرد خطأ فلا تقولوا عن داعش أنها لا تمثل الإسلام. ورغم ان الأزهر وبعض المشايخ يحاولون اليوم التنصل من رواية حرق أبي بكر للفجاءة السلمي فإن كتب التاريخ وكتب علماء الإسلام تؤيد هذه الرواية: حيث جاء في تاريخ الطبري "وهرب الفجاءة فلحقه طريفة فأسره. ثم بعث به إلى أبي بكر فقدم به على أبي بكر فأمر فأوقد له ناراً في مصلى المدينة على حطب كثير ثم رمى به فيها مقموطاً." (تاريخ الطبري) والمقموط هو المربوط اليدين والرجلين، لم يكن الطبري هو الوحيد الذي ذكر هذه الحادثة بل ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية وجاءت في تاريخ اليعقوبي، وجاءت في مصادر إسلامية كثيرة، وقد اعتمدها الحافظ بن حجر في فتح الباري كحجة ودليل حيث يقول "وفي رواية الطبراني التي أشرت إليها «فأتي بحطب فألهب فيه النار فكتفه وطرحه فيها»" (فتح الباري، كتاب استتابة المرتدين، باب حكم المرتدِّ والمرتدَّة واستتابتهم ).
ـ الحرق سنة كبار علماء الإسلام: لا يمكن التنصل من الحرق بدعوى بشاعته، بل إذا رجعنا وجدنا أن كبار علماء الإسلام تبنوا الحرق، فمعاذ بن جبل الذي قال عنه رسول الإسلام أنه أعلم أمتي بالحلال والحرام (مسند أحمد) قد أجاز الحرق، وكذا أبو موسى الأشعري وهذا الكلام قاله الحافظ بن حجر "..ويؤخذ منه أن معاذاً وأبا موسى كانا يريان جواز التعذيب بالنار وإحراق الميت بالنار مبالغة في إهانته وترهيباً عن الاقتداء به" (فتح الباري، كتاب استتابة المرتدين باب حكم المرتدِّ والمرتدَّة واستتابتهم.) بل إن الحافظ بن حجر قال أن أكثر علماء المدينة أجازوا الحرق "وحرق خالد بن الوليد بالنار ناساً من أهل الردة، وأكثر علماء المدينة يجيزون تحريق الحصون والمراكب على أهلها قاله الثوري والأوزاعي." (فتح الباري في شرح صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب لا يعذب بعذاب الله..) فماذا نعمل في هذه القائمة الثقيلة وهذا الإرث المخزي؟ هل نكفر كل هؤلاء ونقول أنهم ليسوا بمسلمين؟ بل إن مذهبين من مذاهب الإسلام الأحناف والشافعية قد أجازوا الحرق، فهل نكفر مذهبين بالكامل؟
ـ ماذا عن تحريم الحرق؟: بقي الحديث الوحيد الذي يستشهد به المسلمون ليغطوا على باقي الأحاديث هو قول الرسول "إني أمَرتُكم أن تُحرقوا فلاناً وفلاناً، وإِنَّ النارَ لا يُعذِّبُ بها إلا اللهُ، فإِن وجَدْتموهما فاقتُلوهما" (صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب لا يعذب بعذاب الله) وبنفس المعنى ما جاء في سنن أبي داود "إنْ وَجَدْتُمْ فُلاَناً فَاقْتُلُوهُ وَلاَ تُحْرِقُوهُ فإنَّهُ لا يُعَذِّبُ بالنَّارِ إلاَّ رَبُّ النَّارِ" (سنن أبي داود، كتاب الجهاد، باب في كراهية حرق العدو بالنار) هذا الحديث يتناقض مع محاولة محمد إحراق من لا يحضر لصلاة الجماعة ويتعارض مع كونه أحرق أعين العرنيين بالحديد المحمى، ومع ما فعله علي، وأبو بكر، وخالد بن الوليد، ومع كل ما ذكرناه سابقا، وقد انتبه علماء الإسلام لهذا التناقض الغريب، فهل الصحابة لم يسمعوا هذا التحريم؟ أم ضربوا به عرض الحائط؟ وهل نأخذ حديثا واحدا ونضرب ببقية الأحاديث عرض الحائط؟ علماء الإسلام أوجدوا حلا ذكيا للمسألة، فقالوا أن النهي هنا ليس نهي تحريم بل هو نهي تواضع، فمحمد تواضعا منه ترك التعذيب بالنار لرب النار، ولكن يمكن التعذيب بها إذا اقتضت الضرورة ذلك، ولذلك لم يرد التحريم حتى عند الذين اعترضوا على الحرق، لقد كان اعتراضهم كراهة لا تحريما للحرق "وقال المُهلب: ليس نهيه عن التحريق على التحريم، وإنما هو على سبيل التواضع، والدليل على أنه ليس بحرام سمل الشارع أعين الرعاة بالنار، وتحريق الصديق الفجاءة بالنار في مصلى المدينة بحضرة الصحابة، وتحريق علي الخوارج بالنار، وأكثر علماء المدينة يجيزون تحريق الحصون على أهلها بالنار... وأجازه علي، وحرق خالد بن الوليد ناساً من أهل الردة، فقال عمر للصديق: إنزع هذا الذي يعذب بعذاب الله، فقال الصديق: لا أنزع سيفاً سله الله على المشركين، وأجاز الثوري رمي الحصون بالنار" (عمدة القاري، كتاب الجهاد والسير، باب لا يعذب بعذاب الله) نفس هذا الكلام قاله الحافظ بن حجر في فتح الباري، فالنهي هنا لا يعتد به لأنه مخالف لما قام به النبي نفسه وما قام به كبار صحابته في التاريخ.
ـ الفتوى والتحريم: فوق كل هذا نجد الفتاوى التي تجيز حرق الأعداء موجودة على مواقع رسمية، منها موقع إسلام ويب التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية وقد كانت فيه فتوى تجيز حرق الأعداء بل وتؤكد حرق أبي بكر للفجاءة وتفتخر بتلك الحادثة وتعتبرها حادثة تاريخية، وما أن تم حرق معاذ الكساسبة حتى حذفت الوزارة الفتوى دون أي كلام أو اعتذار أو توضيح لأنهم يستغبون القارئ العربي ويستحمرونه ولا يعطونه أي قيمة، لكني قمت برصد هذا الحذف وهذا جزء من الفتوى: "وقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان هذا النهي للتحريم أم أنه لمجرد التواضع... إذا كان أهل العلم قد اختلفوا في تحريم الإحراق بالنار كما بينا، وأن القائل منهم بالحرمة قد استثنى حالات يجوز فيها ذلك، فلاشك أن ما أقدم عليه إياس بن عبد ياليل يستحق به ما فعل به من الإحراق. فجزى الله خليفة رسول الله على غيرته للإسلام." (الفتوى 71480 تحت عنوان: تحريق أبى بكر الصديق لإياس بن عبد ياليل) وفي فتوى أخرى من موقع المسلم نت للشيخ عبد الرحمن البراك عضو سابق في هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أجاز فيها حرق جثت أربعة جنود من الأمريكان سنة 2004 وأجاز التمثيل بجثتهم حيث قال:
"وما فعله أهل الفلوجة بالأمريكان الأربعة من التمثيل والتحريق هم فيه معذورون ؛ لأنهم فعلوه ليشفوا صدورهم مما يفعله الكفرة الأمريكان وأعوانهم بالمسلمين من المجاهدين وغير المجاهدين..." (http://www.almoslim.net/node/53109) وطبعا ما يجوز في الجنود الأمريكان يجوز اليوم في الجنود المتحالفين مع الأمريكان، فعلى المسلمين أن يواجهوا شيوخهم وتراثهم بدل أن يحاولوا التنصل من داعش وأعمالها كمحاولة لتجميل صورة الإسلام، فالصورة ليست جميلة على الإطلاق حين نعرف أن محمدا قد احرق وهدد بالحرق، ونعرف أن كبار الصحابة قاموا بالحرق، وكبار العلماء أجازوا الحرق والفتاوى أجازت الحرق، لا ينفع الحذف ولا التجميل ولا التبرؤ، ما ينفع هو أن نواجه هذا التراث مواجهة حقيقية بدل اللف والدوران. ليتكم تتظاهرون لأجل معاذ لأجل الإنسان لأجل كل إنسان ضحية هذا التراث لا لتجميل صورة الإسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - علمهم دينهم يا آخ رشيد
الغراب الأبيض ( 2015 / 2 / 6 - 19:05 )
اقد أمطرتهم بوابل من الأدلة الحارقة ولكن هل لازالت لهم عقول ليتفكروا بها ؟ المستسلم فارق عالم المنطق و العقل منذ زمان طويل.


2 - لم يثبت الحرق في الإسلام بينما ثبت عند الآخرين
أسد ( 2015 / 2 / 6 - 21:07 )
لماذا لم يأتي الكاتب بالأحاديث الصحيحة التي تأمر بعدم التعذيب بالنار, مثل: لا يعذب بالنار إلا رب النار, اما مسألة ما فعله الصحابة -هذا ان ثبت أنهم فعلوه- فللأسف, الإسلام لا يؤخذ من الصحابة بل من القرآن والسنة الصحيحة والدليل قول ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر.

الحرق و الأمر به ثابت في النصوص العبرية المقدسة مثل: و إذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست اباها , بالنار تحرق [اللاويين : 9-21] - ويكون الماخوذ بالحرام يحرق بالنار هو وكل ما له لانه تعدى عهد الرب ولانه عمل قباحة في اسرائيل [يشوع : 7 :15] .


3 - جوع الدم
ابن الارض ( 2015 / 2 / 6 - 22:46 )
انهم يتلذذون ، افلا من يوقفهم ؟ يوم اختنقت الشوارع تستغيث واتحدت في مطلبها ، كانت بالملايين ان ارحل ارحل يامبارك ، ابعد الكساسبة كرامة للإنسان العربي والمسلم ؟ هل فعلها الصهاينة بأعدائهم ؟ انهم يقتلون يغتالون يغدرون ، لكن يحرقون يقطعون الرؤس ويتلذذون ، لم نر ذلك الا عندنا ولبعضنا ،من منكم أيها العرب استنكر حرق اطفالنا في مدارسهم في بيوتهم في المستشفيات بل في أرحام امهاتهم وووو ،من منكم تظاهر واستنكر على إعدامات شعوبنا في العراق وسوريه وليبيا كل يوم ، من منكم تظاهر واستنكر حتى ولو عشرة أنفار حين اغتالوا الطفولة في أفغانستان ، وآخرها في مدرسة الأطفال في باكستان حتى ولا شذب من مفتي او شيخ منظر ، سيأتيكم يوم وعن قريب ، وكلنا كمسلمين لطالما سكتنا وجبنا ، ولا اطلب الصراخ كما صرختوا ارحل ، لكن احرقوا هذه الكتب وهذا الدين وكل الأديان لاتمكنوا لآي دين ولابس العمة ان يحرقنا يبتوع المدارس يمتعلمين والا مالفائدة ، من درسكم وتعلمكم أليس هو التنوير التحضر ام فيس بوك وخلاص !


4 - نموذج رائع للخلط واللبس والتدليس
شاهر الشرقاوى ( 2015 / 2 / 6 - 23:45 )
هذا الحديث يتناقض مع محاولة محمد إحراق من لا يحضر لصلاة الجماعة
......
بصراحةتدليس وخلط وتخبط والباس منقطع النظير

هل محمد حاول احراق من ترك صلاة الجماعة؟؟؟
حااااول ؟؟؟!!!

هذا اسلوب تربوى واسلوب زجر وردع لحثهم فقط على الاهتمام بالصلاة والالتزام باى شئ

نوع من التربية لا بنفع بعض البشر الا بها

هل هو كان عاجز عن ان يفعلها ويحرقهم بالفعل ؟؟؟؟ّّّ

اما عن الحرق او خلافه فما فعله الرسول مع العرينين هو قصاص ..مقابل شئ هم فعلوه ..وهو هو يتصرف كحاكم وكمبلغ رسالة ان العدل اساس الحكم

اما داعش والجماعات المسماة اسلامية فهم فى الاساس ليس لهم سند شرعى لتكوينهم من اساسه
وجودهم فى حد ذاته ليس له سند قانونى او تشريعى او شرعى او تكليفى ؟؟؟
هذا خلط اخ رشيد
القران فيه سورة اسمها البروج
اقراها ولتتبين ان الله سبحانه استنكر فيها حرق المؤمنين المسيحين اصحاب الاخدود من قبل الكافرين بالسيد المسيح

الكساسبة موضوع اخر تماما
نرفضه ونشجبه .لانه تم من جماعة خارجة ومارقة عن صحيح الاسلام وعن امة الاسلام بغير حق

وما زلت مصر على انهم هم من يمثلون الاسلام

رغم كل هذا الرفض الجارف لهم من المسلمين انفسهم


5 - هو دين رائع بالفعل.. استاذ شاهر
نصر ( 2015 / 2 / 7 - 01:43 )
السيد شاهر..
هل يرضيك القول بأن الاسلام دين رائع و انساني و كله حب؟
ماشي. الاسلام هو بالفعل كذلك..
ارجو ان اعترافي بذلك يغير (اوهام اعداء الاسلام) و يغير (روح الدين)..

إنه لعجيب حقا كيف يحيا معظم الناس أسرى لأديانهم..... متى ينضجون ؟


6 - محمد يأمر بحرق بيوت المتخلفين عن الصلاة
إلياس خضراوي ( 2015 / 2 / 7 - 03:15 )
والذي نفسي بيده ، لقد هممت أن آمر بحطب يحتطب ، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ، ثم آمر رجلا فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم ، والذي نفسي بيده ، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا ، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 7224

الموضوع منقول من منتديات المسيحي الجريء

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس . ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها . فآمر بهم فيحرقوا عليهم ، بحزم الحطب ، بيوتهم . ولو علم أحدهم أنه يجد عظما سمينا لشهدها يعني صلاة العشاء
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - لصفحة أو الرقم: 651
خلاصة حكم المحدث: صحيح


إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر . ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا . ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام . ثم آمر رجلا فيصلي بالناس . ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب ، إلى قوم لا يشهدون الصلاة ، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - لصفحة أو الرقم: 651
خلاصة حكم المحدث: صحيح


7 - fire
على سالم ( 2015 / 2 / 7 - 03:22 )
هذا موضوع هام ومحورى فى الاسلام وليس لنا ان نتجاهله بأى شكل , بالتأكيد عقوبه الحرق امر بها محمد ,محمد هو المؤسس الاول لهذه الجريمه البشعه ,محمد شخصيا حرق ناس وهم احياء , لذلك فأننا نجد جميع الخلفاء الشبيحه مارسوا الحرق وكان محمد لهم هو القدوه ,مارسها ابو بكر عندما حرق الفجاءه ثم بعد ذلك احرق المرتدين الذين ارتدوا عن دين محمد ,نجد ايضا على بن ابى طالب وخالد الوليد وعمر وعثمان ومعاويه وابنه يذيد وغيرهم الكثير ,كلهم مارسوا حرق الناس احياء ,ثم اصبح الحرق شعيره اسلاميه من اساسيات الاسلام


8 - محمد قاتل، وآمر بالقتل بجميع آنواعه
جيني ( 2015 / 2 / 7 - 20:52 )
من يقول آن الحرق ليس من الإسلام بالرغم من الشواهد والثبوتيات الإسلامية التي تثبت آن الإسلام يحرق الضحية كآنواع من القصاص الهمجي ..

المفروض في الديانة السماوية (إن كانت سماوية) آن تمنع القتل بآمر حازم --- لا تقتل -؛ فبالإسلام لا يوجد هذا النهي عن القتل.. ولم توجد آيضا الوصايا العشر السماوية المصدر...
المهم آن محمد قتل الكثيرين وهذا لا يليق بنبي (إن كان محمد كذلك ) .حرق آعين رعاة مساكين..وشق أم قرفة ذات الثمانين عاما إلى شقفتين بربط رجلها بجمل والرجل الأخرى بجمل آخر وجعلهما يركضان باتجاه معاكس فشقها إلى قسمين ثم قتل آولادها الأربعة....وقتل آم عصماء الشاعرة وهذا لا يليق بنبي لهذا يقول داعش -- ولنا في
الرسول قدوة -- ٌن كان القتل ليس من الإسلام إحذفوا آيات القتل من القرآآآن والحديث
الأخ رشيد
كل الشكر والتقدير لجهودك الجبارة في كشف الحقائق من مصادرها الإسلامية لعل الإخوة المسلمين يعون لما يتبعون وشكرا ا


9 - تعليق
ايدن حسين ( 2015 / 2 / 11 - 09:32 )

انا مع الاخ شاهر الشرقاوي .. ان الله حرم القتل بالنار .. حسب الاية .. قتل اصحاب الاخدود .. النار ذات الوقود
و هناك احاديث كثيرة عن تحريم التعذيب للحيوان و الانسان على حد سواء
مثلا ...... كتب الله الاحسان على كل شيء حتى القتل .. فاذا قتلتم العقرب او الحية فاقتلوا من الضربة الاولى .. او كما قال النبي
و مثل اخر .. اذا ذبح احدكم الذبيحة( اي الخروف او البقر ) .. فليحد سكينه .. و ليرح ذبيحته .. او كما قال النبي
و هذا دليل على تحريم التعذيب بالنار و بغيره .. و الحرق اساسا تعذيب قبل ان يكون قتلا


10 - يارشيدالمتمسح هل تخاف تعليقاتي فتحذفها؟ت11.10.9
عبد الله اغونان ( 2015 / 2 / 11 - 20:36 )

من الأفضل أن تغلق خاتة التعليق مادمت غير قادر على المواجهة


11 - الحظر والحذف ديدنه
عبدالله مطلق القحطاني ( 2015 / 2 / 11 - 22:08 )
رغم أنك ياسيد عبدالله اغونان في أحيان كثيرة تشخصن وبكثير من تعليقاتك شخصنة وتهكم
إلا أنك صدقت هذه المرة بشأن كاتب المقال
فمعروف عنه تجنب المواجهة في الحوار العقلاني
وديدنه الحظر والحذف في صفحته على الفيس بوك
وأذكر قبل أقل من عامين كيف كان يحظر الكثيرين ومنهم غير دينيين لكنهم عقلانيون ومؤدبون ومهذبون في طروحاتهم الرائعة كروعتهم
وأذكر أنهم نخبة رائعة صحبتهم أشهر
ثم توالت انسحاباتنا مع تكرار حظره من صفحته ولم يبق بها سوى جوقة ممن يتسمون بالتعصب وبذاءة اللسان.

اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا